لندن- “القدس العربي”:
قال وزير الثقافة البريطانية، إن الحكومة ستترك القرار في شراء السعودية لنادي نيوكاسل يونايتد إلى البريمييرليغ.
وأشارت صحيفة “الغارديان” إلى أن الحكومة حددت موقفها بأنها لن تتدخل في محاولة السعودية المثيرة للجدل شراء النادي بـ300 مليون جنيه استرليني، في وقت أكد فيه على علاقات الحكومة الجيدة مع المملكة.
ورد وزير الثقافة جون داودين على الموضوع عندما سأله النائب عن الحزب الوطني الأسكتلندي جون نيكلسون في لقاء مع لجنة الثقافة والرقمية والإعلام والرياضة في مجلس العموم، قائلا: “الأمر بيد البريميير ليغ” وليس بيد داونينغ ستريت.
وضغط النائب الأسكتلندي متسائلا عن صلاحية المشترين الجدد للنادي وعلاقتهم مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ذلك أن هيئة الاستثمار العامة ستشتري 80% من أسهم النادي، في وقت حذرت فيه منظمة أمنستي إنترناشونال البريميير ليغ بأنه سيكون “ضحية” لو لم ينظر في انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان، قبل أن يمنح الضوء الأخضر لعملية الشراء.
وكمنظمة أمنستي، يعتبر نيكلسون أن محاولة الشراء هي جزء من “تبييض رياضي” لصورة السعودية، في وقت يقوم فيه البريميير ليغ بالنظر في المالكين الجدد وفحصهم بناء على امتحان الملاك والمدراء.
ومع أن عملية شراء النادي يشترك فيها المليارديران البريطانيان ديفيد وسايمون روبن والممولة المولودة في يوركشاير أماندا ستيفلي، إلا أن النائب نيكلسون يخشى من وقوع النادي في يدي الأمير محمد اللتين يصفهما بـ”الشنيعة”.
وسأل نيكلسون: “في ضوء سجل السعودية بالاختطاف والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، وليس أقل من قتل جمال خاشقجي، كيف يمكن اعتباره (محمد بن سلمان) شخصا مناسبا وملائما؟”.
واعترف محمد بن سلمان بمسؤوليته الكاملة عن قتل خاشقجي لكنه نفى أن يكون الشخص الذي أمر بالعملية.
ورد داودين: “مسألة المناسبة والملاءمة يقوم بها البريميير ليغ ولا أريد التأثير على العملية” و”قد يكون لديّ تحفظ حول تصويره شخصيا، وأولا ليس هو شخصيا من سيشتري النادي، ولكن هيئة الاستثمار العامة. ولدينا علاقات خارجية جيدة مع السعودية ولكننا لم نستحِ أبدا بطرح كل انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدثت عنها وسنواصل عمل هذا. والأمر يعود إلى البريميير ليغ وأنا مقتنع بأنهم سيقومون بالفحص”.
وردّ مدير البريميير ليغ ريتشارد ماسترز على رسالة منظمة أمنستي، وأكد أن الفحص الدقيق سيتم على الشراء ولن يكون مجرد عملية بصم. وقال: “هذه الأمور عادة ما تكون محلا لتكهنات الإعلام ولكن في جوهرها هناك عملية وإجراءات يتطلبها القانون البريطاني وقوانين البريميير ليغ والتي لا يمكن إجراؤها بشكل مفتوح ولا نستطيع التعليق عليها. ولكنني أؤكد لكم أنها تطبق بقسوة على كل ملمح من ملامح بيع ناد من نوادي البريميير ليغ”.
وفي هذا السياق قالت صحيفة “التايمز” إن محامي البريميير ليغ بدأوا بالتحقيق في عملية القرصنة السعودية على المباريات السعودية المهمة، في وقت ينتظر فيه مشجعو نيوكاسل بترقب إن كانت المزاعم ستؤثر على عملية شراء النادي بـ300 مليون جنيه استرليني.
وكُشف ليلة الثلاثاء عن طلب الشريك الخارجي الأكبر للبريميير ليغ في بث مباريات نواديه، وهي قناة “بي إن” القطرية التدخل ومنع عملية البيع إلى هيئة الاستثمار العامة السعودية التي يسيطر عليها محمد بن سلمان، ولي العهد.
وألقت القناة العملاقة ضوءا على تورط السعودية في عملية القرصنة للمباريات مشيرة إلى فشل البريميير ليغ باتخاذ إجراءات ضد القمر المزود للمباريات المسروقة وهو عرب سات، الذي تعتبر السعودية أكبر مستثمر فيه.
وبحسب “التايمز” فإن فحص الملاك والمدراء الذي يحدد مناسبة المشترين، سيقرر فيما إن كانت عملية القرصنة تشكل “أساسا لرفض عملية الشراء”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تشديد قواعد السيطرة على شراء الأندية الرياضية البريطانية منذ عام 2018. وتعني أن أي مشتر محتمل يمكن رفض طلبه حتى لو يدن بجرمه.
ولو وجد المحققون تورط السعودية في القرصنة على مباريات البريميير ليغ التي اشترت حقوقها قناة “بي إن” القطرية، فإنه سيكون بمثابة خرق بند “الصدق” في المعايير التي يتم من خلالها الحكم على صلاحية المشتري. إلا أن هذا الزعم من الصعب ربط المشترين المحتملين به حتى لو قام البريميير ليغ بمحاولة مقاضاة قناة “بي أوت كيو” الجهة المتهمة بسرقة المباريات.