الغارديان: تهديدات لوزيرة الخارجية الليبية بعد دعوتها لخروج القوات التركية

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن– “القدس العربي”: قال المحرر الدبلوماسي في صحيفة “الغارديان”، باتريك وينتور، إن أول وزيرة للخارجية في ليبيا تعرضت لانتقادات حادة بعد سبعة أسابيع من تعيينها لدعوتها لخروج القوات التركية من ليبيا.

وأضاف أن نجلاء المنقوش، من مدينة بنغازي والناشطة في حقوق الإنسان والمحامية، تعرضت لهجمات شخصية واتهامات بأنها موالية للجنرال خليفة حفتر الذي لا يزال مؤثرا في الشرق. وتم تعيين المنقوش في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها عبد الحميد دبيبة وكجزء من وعده تخصيص 30% من المناصب للنساء.

 وتحاول المنقوش السير بحذر وسط عدد من اللاعبين الخارجيين في البلاد. ففي يوم السبت هاجمت ميليشيا مسلحة فندقا استخدمته حكومة الوحدة الوطنية التي أعلن عنها في آذار/مارس لتحل محل حكومتين متنافستين في الغرب والشرق. وفي لقطات الفيديو شوهد المسلحون وهم يفتشون السيارات ويسألون عن مكان المنقوش.

كما انتقدها الشيخ صادق الغرياني الذي يعيش في تركيا عبر قناة “التناصح” ووصفها بالوقحة التي تخدم المشروع الصهيوني. ويرى مراقبون أن الهجمات اللاذعة ضد المنقوش أظهرت عدم قدرة الرجال في ليبيا على استيعاب فكرة تولي امرأة منصبا رفيعا. وقال نقادها إن دعوتها لخروج القوات التركية لم ترفق بدعوة مماثلة لخروج المرتزقة الروس من شركة فاغنر. إلا أن الداعمين لها أشاروا إلى دعوتها لخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد. وتم نشر تعليقات أطلقتها في 2019 على منصات التواصل الاجتماعي.

دعا السفير الأمريكي في طرابلس لتوقف الانتقادات ودافع عن المنقوش

 ودعا السفير الأمريكي في طرابلس ريتشارد نورلاند لتوقف الانتقادات ودافع عن المنقوش “ندعم وبشكل كامل دعوة الوزيرة المنقوش لخروج القوات الأجنبية لمصلحة سيادة واستقرار ليبيا”.

وتقول تركيا إن وجودها في ليبيا لا يمكن مقارنته بالمرتزقة الروس، ذلك أنها لبت دعوة من الحكومة الليبية. وفي زيارة إلى طرابلس الأسبوع الماضي انتقد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو من ساووا بين الوجود التركي والجماعات غير القانونية. إلا أن قرارات الأمم المتحدة الأخيرة دعت لخروج كل المرتزقة والقوات الأجنبية وكذا اتفاقية السلام التي وقعت في العام الماضي. وأدى الهجوم على الفندق في طرابلس لدعوات نقل مقر الحكومة إلى مدينة سرت.

وأوكل لحكومة دبيبة مهمة التحضير للانتخابات في 24 كانون الأول/ديسمبر. ومن المفترض أن ينتخب فيها رئيس وبرلمان. ولكن هناك مواقف معارضة من النواب الذين يخشون فقدانهم السلطة. وفي بيان مشترك لسفراء كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا دعوا كل الأطراف بما فيها الحكومة الالتزام بموعد 24 كانون الأول/ديسمبر. واعتبرها البرلمان الليبي تدخلا غير مبرر في الشؤون الداخلية الليبية. وأكد السفراء الأربعة على أهمية اتخاذ كل الترتيبات الأمنية والسياسية للانتخابات بما فيها “التحضيرات التقنية واللوجستية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسني:

    احترام حرية التعبير ايجابي، ومن متابعي الاندبندت والغارديان، ولكن هل يدافع عن امرأة ذات توجهات وأهداف أقليمية ايديولوجية واسعة تصب في مصالح كل شعوب المنطقة؟ وهل تحظى بالإسناد من إعلام وسفراء وساسة غربيين إن وجهت انتقادا لهم ولسياساتهم وتدخلاتهم بشجاعة وجرأة وليس مواربة وجمع في نفس الوعاء: “خروج القوات الأجنبية” بنية إصابة دولة بعينها بكلمة “خروج” و”قوات” وإذا أزاحت دبلوماسية وسياسة الحذر والمحاباة وشملت بالتسمية الحرفية “قوى” و”جهات” و”مجموعات” و”أشخاص” الخ؟

إشترك في قائمتنا البريدية