الغارديان: خطاب اليمين يزيد جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا وخاصة النساء

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي “: تروي الكاتبة نسرين نظير حادثا مليئا بالكراهية تعرضت له شخصيا في لندن عندما كانت متجهة إلى محطة مترو “بيكاديللي سيركس” حيث قام رجل برمي زجاجة باتجاهها وهو يصرخ قائلا: “أخرجي من بلادنا أيتها المسلمة اللعينة، ارجعي إلى فلسطين، أنت تستحقين القتل، أنت وأطفالك جميعا”.

وتضيف الكاتبة في مقالها في صحيفة الغارديان أن ما يبعث على الأسف هو أن هذا الحادث ليس معزولا. وتلقي الكاتبة بالمسؤولية على اليمين فتقول: “إن الخطاب المناهض للمسلمين الذي يستخدمه السياسيون اليمينيون يغذي جرائم الكراهية، وتورد نتيجة إحصاء نشرته الأسبوع الماضي منظمة Tell Mama التي تراقب الكراهية ضد المسلمين حيث جاء في الإحصاء أن تلك الجرائم زادت بنسبة 335 بالمئة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وظهر في الإحصاء أنه وفي أكثر من 65% من الحالات، كانت النساء هدفاً لمثل هذه الهجمات. ولذلك، فمن المقلق للغاية أن نرى شخصيات عامة تطلق خطابات معادية للمسلمين”.

جرائم الكراهية ضد المسلمين زادت بنسبة 335 بالمئة منذ السابع من أكتوبر الماضي، في أكثر من 65% من الحالات، كانت النساء هدفاً للهجمات

وترى الكاتبة أنه ورغم رفع الغطاء (البرلماني) عن عضو البرلمان المحافظ لي أندرسون، ولكن ادعاءاته على قناة جي بي نيوز بأن لندن وعمدة المدينة صادق خان تخضعان لسيطرة “الإسلاميين” من شأنها أن تحدث ضررا دائما”. ثم تشير إلى خطورة ما كتبته وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان (من المحافظين)، في مقال نشرته صحيفة التلغراف، الأسبوع الماضي، أن “الإسلاميين يتنمرون على بريطانيا لإجبارها على الخضوع”، وأن تأثير “الإسلاميين المهووسين والمتطرفين اليساريين” يمكن العثور عليه “في سلطتنا القضائية، ومهنتنا القانونية وجامعاتنا”.

وتوضح الكاتبة أن هذا النوع من الخطاب – الذي يصف المتظاهرين المؤيدين لفلسطين من أمثالي بأنهم “إسلاميون” مشبوهون، ولكن أقوياء – لا يؤدي إلا إلى تأجيج المزيد من الكراهية ضد المسلمين”.

وتضيف: “ليست هذه هي المرة الأولى التي تتبنى فيها برافرمان مثل هذه المشاعر: فتاريخها من التصريحات المعادية للمسلمين يظهر نمطًا خطيرا. وعندما ظهرت حوادث حرق القرآن وتدنيسه في العام الماضي، بما في ذلك تمزيق نسخة منه في مدرسة في يوركشاير، لجأت برافرمان إلى صفحات التايمز لتؤكد: “ليس لدينا قوانين تجديف في بريطانيا العظمى، ويجب ألا يكون أحد منا متواطئا في محاولات فرضها على هذا البلد. ليس هناك حق في عدم الإساءة. ولا يوجد أي التزام قانوني باحترام أي دين”.

كما أنه وفي تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، وصفت برافرمان الاحتجاجات المشروعة ضد مقتل المدنيين في غزة بأنها ” مسيرات الكراهية “. وهذا النوع من الخطاب يخاطر باستهداف آلاف المتظاهرين المسلمين. بل إن برافرمان ذهبت إلى حد اتهام كبار ضباط الشرطة بالتحيز، ووصفت المتظاهرين المؤيدين لفلسطين بأنهم “غوغاء”. وقد ساعدت كلماتها في تشجيع الجماعات اليمينية المتطرفة، التي تسببت في اضطرابات كبيرة من خلال استهداف المتظاهرين بهتافات مثل “نريد استعادة بلادنا” و”إنكلترا حتى أموت”.

وترى الكاتبة أن تعليقات برافرمان تثير ذعرا يمينيا بشأن المسيرات المؤيدة لفلسطين، حيث يعتبرها الكثيرون نتيجة للهجرة غير الخاضعة للرقابة، والحضور المتزايد للمسلمين في المجتمع. وتضيف: “لكن ليس المسلمون وحدهم هم الذين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة، فالمطالب تأتي من طيف واسع من المجتمع، بما في ذلك أتباع الديانات اليهودية والمسيحية والهندوسية ومختلف الديانات الأخرى، بالإضافة إلى أولئك الذين ليس لديهم أي انتماء ديني على الإطلاق. وفي آخر استطلاع للرأي، يريد 66% من سكان المملكة المتحدة وقفاً فورياً لإطلاق النار.

ليس المسلمون وحدهم هم الذين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة، فالمطالب تأتي من طيف واسع من المجتمع، بما في ذلك أتباع الديانات اليهودية والمسيحية والهندوسية ومختلف الديانات الأخرى

وتحذر الكاتبة: “أن الخطاب المناهض للمسلمين له عواقب واقعية لها تأثير حقيقي على المسلمين البريطانيين من أمثالي”. وتشير إلى حادثة أخرى وقعت مؤخراً في مدرسة ابتدائية إسلامية في لندن حيث تلقت المدرسة تهديداً يستهدف الأطفال والعاملين فيها، وقد أشار الشخص الذي أصدر التهديد إلى الحرب الإسرائيلية على غزة كمبرر لها. ومع ذلك، لم تحظ هذه الحادثة بتغطية سوى في عدد قليل من وسائل الإعلام، وكان هناك غياب ملحوظ لأي تعبير عن الدعم من جانب الحكومة. وتقول الكاتبة “أخبرتني بعض النساء المسلمات أنهن يشعرن بالخوف أكثر عند الخروج بالزي الإسلامي بسبب تعرضهن للهجوم في وضح النهار – ويُحملن الحكومة وبعض المؤسسات الإعلامية المسؤولية عن إثارة الانقسام والكراهية.”.

وتختم نظير بالقول: “تتمتع الكلمات بقوة هائلة، ويستخدمها السياسيون اليمينيون بذكاء لتلبية رغبات جمهورهم وتحشيدهم. ولكننا في حاجة إلى التعاطف بدلاً من ذلك والاستعداد لمواجهة الإسلاموفوبيا بشكل مباشر. ويجب على السياسيين إعطاء الأولوية للمواقف والسياسات الشاملة التي تعزز الوحدة بدلا من الانقسام… وينبغي للحكومة أن تتخذ خطوات ملموسة لمعالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا بدلا من إنكار وجودها، بما في ذلك تقديم الدعم لضحايا جرائم الكراهية المرتبطة بالإسلاموفوبيا”.

ينبغي للحكومة أن تتخذ خطوات ملموسة لمعالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا بدلا من إنكار وجودها

وتتابع “ومن الضروري أن نعمل بشكل جماعي من أجل خلق مجتمع يحظى فيه جميع الأفراد بالتقدير والاحترام، بغض النظر عن عقيدتهم أو خلفيتهم. وأنا شخصيا لا أستطيع أن أنسى أن القوة الحقيقية تكمن في قدرتنا على احتضان التنوع والوقوف ضد الكراهية بجميع أشكالها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية