لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا لبولي توينبي قالت فيه إن المعجم لا يتسع لمرادفات الفوضى والخراب والتشوش والهرج. وقد استخدمت الصحف ومواقعها على شبكة الإنترنت التي قادت الطريق إلى هذه الهاوية، كل هذه المترادفات، من دعموا ليز تراس وأولئك الذين هندسوا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وأولئك الذين طالبوا دائما بتخفيضات في النفقة العامة. وحتى صحيفة ديلي ميل بعد الترحيب بميزانيتها الكارثية التي تقتل السوق – بعنوان “أخيرا ميزانية حقيقية لحزب المحافظين!” – صرخت بأعلى صوت من أجل نهايتها، دون توقف بسيط من الخزي أو الندم.
وتقول توينبي إن تراس ذهبت وانقلبت عليها العفاريت الأيديولوجية التي جلبتها مع آخرين من حزبها. لم يكن الأمر “استعادة السيطرة” كما يقول الحزب الذي أصبح خارج نطاق السيطرة.
لم يعد هناك صبر لتحمل سنتين أخريين من كارثة حزب المحافظين، سواء كان الأمر يتعلق بالتخفيضات الضريبية على الأثرياء، أو عودة وزير المالية، جيريمي هانت، إلى التقشف، لا يمكن للبلد تبني أي من الخيارين. ولن تهدأ الأسواق كثيرا طالما أن الحزب الذي مكننا من كل هذا وقادنا إلى جرف بريكست لا يزال مسؤولا عن ضعف اقتصادنا.
السؤال هو ما إذا كان حزب العمال والديمقراطيين الليبراليين (والمحافظين المعتدلين) قادرين على القضاء على علامتها التجارية المتطرفة لسياسات التقشف التحررية التي تؤدي إلى تدمير الدولة وإغراء أوروبا. يجب القضاء عليها حتى لا تبعث من جديد، كي لا يحاول أحد مرة أخرى.
وتعلق: انظر إلى المكان الذي أوصلتنا إليه سياسة تخفيض النفقات لديفيد كاميرون ووزير خزانته جورج أوزبورن في وقت الركود، عندما كانت تشير إلى كل السوابق وأن الوقت قد حان للاستثمار بشكل أدى إلى نمو سلبي في دخل الأسرة، وأصبح أداء المملكة المتحدة أسوأ من أي بلد آخر في أوروبا باستثناء اليونان وقبرص. بعد الانهيار المالي عام 2008، زادت معدلات الدخل في فرنسا بنسبة 34% وفي ألمانيا بنسبة 27%، بينما انخفض دخلنا بنسبة 2%، وفقا لمؤسسة ريزوليوشن.
تراجع الاقتصاد البريطاني بشكل أسرع عن نظيره في الاتحاد الأوروبي: فقد كان 90% من حجم ألمانيا في عام 2016، والآن انخفض إلى 70%. انخفضت التجارة مع الاتحاد الأوروبي بنسبة 16%.
لكن خسارة بريطانيا كانت أكبر بكثير مما يمكن أن يقيسه أولئك الذين أحبت تراس أن تسميهم “عدادات الفول”، مع “اقتصاديات العداد” الخاصة بهم. السمعة لا تقدر بثمن، على الرغم من أنها تؤثر أيضا على مقاييس ثقة الأسواق الزئبقية في ديوننا. لا يمكن لأي مدير سمعة إصلاح العار من السخرية في الخارج. تنظر الدول الرصينة بدهشة إلى الكيفية التي اندمج فيها حزب المحافظين – نعم، حزب القبعات السوداء المستديرة ونادي كارلتون وحفلات الأسود والأبيض التنكرية وحفلات جمع التبرعات في الحدائق، في عالم الأشياء سيئة السمعة مثل ترامب، وبولسونارو، وبرلسكوني، وجورجيا ميلوني.
يقول كير ستارمر: لا تسامح أبدا، ولا تنس أبدا. من واجب الاشتراكيين الديمقراطيين دفن تلك الأيديولوجية وتذكير بريطانيا بمن هم حقا. إنهم إجماع ما بعد الحرب الذي حاولت تاتشر اقتلاعه. جميعهم، باستثناء القليل منهم نسبيا، هم أساسا عمّاليون من أتباع ويلسون وأتلي، أو محافظون من أتباع بناة منازل الفقراء هارولد ماكميلان، وإدوارد هيث، الذين وجهونا بمهارة إلى الاتحاد الأوروبي. إنهم ليسوا ثوارا من نوع تراس. كان الفرق الواضح بين الحزبين دائما هو ظهور المحافظين كحماة للطبقة الميسورة، ومناهضين لنظام الخدمات الصحية الوطنية، ومناهضين للإصلاحات الاجتماعية التقدمية، ومخفضين للضرائب – ولكن ليس المخربين خارج النطاق مثل هذا الصنف الذي نشأ على التاتشرية والعداء لأوروبا.
الجرعة الشريرة لبريكست، المشبعة بأساطير زمن الحرب حول التميز البريطاني، والتي ضللت الكثيرين بشدة، بدأت تتلاشى الآن. يجب أن يغتنم حزب العمال اللحظة دون خوف ليواصل تذكير الناخبين بالضرر الذي ألحقته العلامة التجارية الخبيثة لحزب المحافظين من بريكست. هذه المرة، فإن سياسة حزب المحافظين، بجميع أشكالها الفظيعة، ليست شجارا ليليا بعيدا في برلمان وستمنستر في ردهات تصويت غامضة، بل هي أيديولوجية تلحق أضرارا مروعة بكل أسرة، بطرق يفهمها الجميع جيدا.
حتى إذا تم رفع المساعدات مع التضخم، فإن الأسر الفقيرة ستعاني أكبر انخفاض في الدخل الحقيقي المتاح على الإطلاق، مما يقضي على جميع المكاسب التي تحققت خلال العشرين عاما الماضية، وفقا لمؤسسة ريزوليوشن. الأسر الفقيرة على وشك مواجهة “سنة سيئة كارثية”. جيل المحافظين هذا، ابتداء من عام 1980 فصاعدا، سوف يحول بريطانيا إلى أكثر دول أوروبا انعداما للمساواة، باستثناء بلغاريا. يجب استخدام هذه الحقائق مرارا، لتمريغ أنوف المحافظين في خزي ما فعلوه.
يواجه نواب حزب المحافظين الآن أصواتا مزعجة أكثر من تكسير الصخور لاستخراج الغاز. وخوفا على مقاعدهم، لم يرغبوا في نشر أسمائهم على المنشورات المحلية وقد صوتوا لصالح عمليات تكسير الصخور لاستخراج الغاز، ولن يرغبوا في إدراج أسمائهم في التصويت على تخفيضات بنسبة 10% إلى 15% على كل شيء: حصلت الخدمة الصحية (NHS) بالفعل على نصيب أقل للفرد مما كان عليه في عام 2010، في المدارس إنفاق أقل بالفعل على كل تلميذ، والطرق بها حفر أعمق، والرعاية الاجتماعية انهارت تقريبا – فهل سيصوتون للأسوأ؟ ولن تبدو هذه النيران في لوائح الاتحاد الأوروبي فاتحة للشهية على منشورات الانتخابات المعادية إذا صوتوا لصالح تخفيضات في سلامة الغذاء والبيئة وحقوق العمل والمياه النظيفة والهواء. كل ضربة من فأس التقشف ستعني المزيد من نواب حزب المحافظين الثائرين مما يضيف إلى جنون وستمنستر.
بعبارة أخرى، لا يمكن أن يحدث ذلك. هذا يجب أن يتوقف. سنتان أخريان سوف يُكسر فيهما كل شيء. يبدو أن النائب عن حزب المحافظين تشارلز ووكر لديه المقياس. يوم الأربعاء وصف الحكومة بأنها “وصمة عار مطلقة” وانتقد “الأشخاص غير الموهوبين” في مجلس الوزراء. قد يراه البعض كزعيم مؤقت قابل للحياة. لكن ما نحتاجه هو انتخابات.
وعليه، يحتاج العمال إلى التركيز على تغيير عميق للثقافة السياسية والاجتماعية. والتأكد من أنه سينظر إلى المحافظة المارقة على أنها مخلوق غريب وغير بريطاني يلحق الضرر بالأمة. ستجد وسائل الإعلام التابعة لحزب المحافظين – صحيفة الصن وصحيفة ديلي ميل وصحيفة تلغراف وجي بي نيوز وتوك تي في التابع لروبرت ميردوخ – أنه يجب أن تتأقلم: وربما كان أملنا كبيرا في تعبير وسائل الإعلام عن ندمها، لكن يجب على مدراء التحرير فيها استشارة أقسام التسويق الخاصة بهم حول الحد الذي يستطيعون أن يتجاوزوه أكثر مما يحتمله الوضع الحالي لمعظم القراء. سوف يتراجع الحكماء عن جنون التجربة الفاشلة التي دعموها. و”تنتظرنا سنوات صعبة من الإصلاح، لكن هذه أوقات مختلفة، أيام كير ستارمر، الآن”.
إنها اللعنة التي تصيب كل من يحاول أن يتاجر بالأقصى والقدس، والله ينصر فلسطين و يهزم إسرائيل شر هزيمة يارب العالمين عاجلا غير آجل
الاخ المعلق قلم حر في عالم اخر انها تغيرات جيولوجية وليست لعنة الفراعنة والتزاحم الشديد بين الامم الذي نحن في كوكب اخر منةً بحكام ساذجون اغبياء جهلة انه صراع الدول لتقديم الافضل لشعوبهم وليست لعنة الفراعنة