الغارديان: زعيم آخر لتنظيم الدولة قتل لكن أتباعه يتربصون تحت أنقاض سوريا والعراق

إبراهيم درويش
حجم الخط
7

لندن ـ “القدس العربي”:
علقت صحيفة “الغارديان” على مقتل زعيم الدولة الإسلامية المدعو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في عملية إنزال جوي بمنطقة شمال سوريا يوم الخميس بأن زعيما قتل لكن التنظيم لا يزال يتربص بين الأنقاض.

 وجاء في التقرير الذي أعده مارتن شولوف، مراسل شؤون الشرق الأوسط “أن تكون زعيما للدولة الإسلامية ليس كما في السابق، فمقتل القائد الأعلى له، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي بعيدا عن معقل التنظيم الذي نشأ فيه وفي منزل متواضع من الكتل الخلفية في سوريا هو ضربة موجعة أخرى للمنظمة التي كانت تدير قبل خمسة أعوام مناطق واسعة في كلا البلدين وألقت بظلها على كل المنطقة”.

ومنذ خسارته مناطقه كانت عملية انهياره سريعة، فلم يكن قادرا على التمسك بأراضيه كما كان في أيام قوته، لكنه لا يزال يتربص من تحت أنقاض البلدين، حيث يحاول البحث عن فرصة للخروج. وبالنسبة للكثيرين ممن يدرسون تنظيم الدولة، فالهجوم على السجن في الحسكة الشهر الماضي كان علامة على الأمور القادمة.

فقد استطاع عدد  من المتطرفين التخطيط في واحدة من كبرى المدن في شمال- شرق سوريا، وحرروا أكثر من 2.000 رجل داخله. واستغرقت المعركة لاستعادة السجن مدة ستة أيام، حيث استطاعت قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على المنطقة استعادة السيطرة عليه. وكانت الفجوة بين النصر والكارثة ضيقة. وكان القتال هو الأول منذ هزيمة التنظيم في بلدة باغوز، شرقي سوريا قبل ثلاثة أعوام. وفاجأت قدرته على تنظيم عملية كهذه الكثيرين، ولكن ليس الأكراد الذين حذروا من هذا اليوم، ومنذ أن ورثوا مقاتلي فترة تنظيم الدولة في السجون وعشرات الآلاف من عائلاتهم وأطفالهم على الحدود السورية- العراقية.

الموضوع السائد في البلدين هو استثناء السنة من العملية السياسية والصعود الإقليمي للطائفة الشيعية الأصغر. وطالما ظل السنة مهمشين وغير قادرين على المساهمة في تشكيل مصير بلديهما، فرسالة تنظيم الدولة ستظل قوية

 وكشفت رحلة في العام الماضي بالمناطق التي كانت جزءا مما يعرف بالخلافة عن مجتمعات محطمة وفقيرة وغير متصالحة بعد عقد من الاضطرابات. وعلى الجانب العراقي من نهر الفرات بمنطقة الأنبار، فالمظالم تعود إلى مرحلة الغزو الأمريكي عام 2003 والإطاحة بصدام حسين. فالموضوع السائد في البلدين هو استثناء السنة من العملية السياسية والصعود الإقليمي للطائفة الشيعية الأصغر. وطالما ظل السنة مهمشين وغير قادرين على المساهمة في تشكيل مصير بلديهما، فرسالة تنظيم الدولة حول استعادة المجد الضائع ستظل قوية، تماما كما كانت عندما اجتاحت شاحنة التنظيم المنطقة في  ذروة قوتها. وبالتالي فلا يزال ناشطا، ففي منطقة دير الزور ينفذ التحالف ضد تنظيم الدولة غارات شبه يومية.

وفي مناطق الأكراد في الشرق، فهم منشغلون بشكل دائم في عملية اقتلاع الخلايا النائمة، أو ما يمكن وصفه بتمرد على وتيرة منخفضة والتي استخدمتها الجماعة بشكل فعال ما بين 2004- 2011. بفارق أنه يستطيع اليوم تنفيذ هجمات على جانبي النهر. ولا تزال مخاطر التصعيد اعتمادا على أعداد من السجناء والمتعاطفين معهم في السجون عالية. ويحذر قادة الأكراد من مخاطر بقاء آلاف من عناصر التنظيم وعائلاتهم على أراضيهم وحثوا الولايات المتحدة وأوروبا البحث عن حل.

ويعلق الكاتب أن أشباح معسكر بوكا في مرحلة ما بعد الغزو الأمريكي للعراق لا تزال حية، فقد تحول المعسكر إلى أكاديمية لاختيار وتدريب وتخريج الجيل القادم من قادة تنظيم الدولة. وكان سلف القريشي، أبو بكر البغدادي، الذي قتل عام 2019 واحدا من خريجي السجن هذا، وكذا أبو حسن المهاجر والرجل الثاني سامي جاسم الذي اعتقل العام الماضي وسلم للسلطات العراقية. واختار القادة الأربعة إدلب مكانا للاختباء، حيث يتوفر عدد من الناس الذين يتحركون بدون رقابة وبين بيوت غير معلمة يمكن الاختباء بها، وهي نقطة صفر قريبة من تركيا مما أثار المخاوف. والأهم من هذا فعلينا ألا نتجاهل الخطر الذي  يتجمع في الظلال بأماكن أخرى من سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    زعماء على مقاس أمريكا تحييهم وتقتلهم متى تشاء وفي المكان الذي تشاء

  2. يقول ميساء:

    زعيم تلوى الزعيم متى تمل أمريكا صناعة الزعماء الذين تقبض عليهم ثم تروضهم ثم تطلقهم في أرض العراق وسوريا ثم تقتلهم أو ينتحرون لا ندري صدق أمريكا من كذبها فقد فقدنا معايير الصدق عند هذه الدولة

    1. يقول جابر:

      اهؤلاء لم تصنعهم أميركا، بيد أنها أملت لهم وسهلت حتى تستنزفهم وتستنزف ما استطاعت من طاقات وقدرات الدول التي تجابههم، ثم تظهر بمظهر البطل الذي يقضي عليهم،، هؤلاء صنعوا أنفسهم بأنفسهم ،،ورأو بأن لا خلاص من تسلط وهيمنة الدول المجرمة ومن الحكام الأذناب إلا بدب الرعب فيهم أينما ثقفوا.

  3. يقول هشام الانباري:

    نحن دوما نرمي اللوم على الغرب وأمريكا في صناعة الإرهاب وليس علينا بسبب حكامنا الذين جعلونا نعيش حياة فقر وبؤس وجهل وبطالة والتي هي السبب والعامل في صناعة الإرهاب من أجل توفير لقمة العيش. التغيير يأتي من داخلنا وليس بتهمة الآخرين.

    1. يقول رضوان ابوعيسى:

      صحيح، فاتهام الآخرين والاعتراف بالذنب والتقصير هو العلامة الفارقة بين الشعوب النائمة والشعوب الحية!

  4. يقول ابو نؤاس من العراق:

    زعماء السراب..لعبة الصقر والغراب..خرلب بخراب.. هؤلاء يهدمون والاخرون يتدهدمون…الا يكفي الأمريكان جاؤا الينا ولم نراهم حتى ببناء مرافق صحية..سراب نراهم يتجولون ويعبثون بطائرااهم ومركباتهم المصفحة ويختبؤؤن خلف جدار سفاراتهم المحصنة..وما يسمى الدولة الإسلامية لم نراهم يبنون حتى ولو جامع صغير…تفخيخ وتفجير وسبي واعدامات وتكفير…اطلالات من الجسور المنسوفة والبنايات المهدمة..والاف الاسر الناوحة واطفال بلا ذوي وايتام.
    الا يكفي

  5. يقول ميسلون:

    القرشي من الأقليّة التركمانية في مدينة تلعفر العراقية. وقد لعب دوراً رئيسياً في حملة “التطهير العرقي” التي طالت الأقلية الأيزيدية في عام 2014.

إشترك في قائمتنا البريدية