لندن- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “الغارديان” إن الشرطة المغربية استدعت الصحافي عمر راضي بعد أيام من التحقيق الذي نشرته منظمة “أمنستي انترناشونال” في قضية البرمجية الإسرائيلية الخبيثة التي استخدمت للتجسس على هاتفه.
وقالت مراسلة الصحيفة في واشنطن ستيفاني كيرشغاسنر، إن استدعاء الشرطة لراضي جاء بناء على ما ورد في التحقيق، وأنه استهدف ببرمجية طورتها الشركة الإسرائيلية “أن أس أو غروب”.
وقالت الصحيفة إن راضي، الصحافي الاستقصائي والناقد لسجل المغرب في مجال حقوق الإنسان، استدعي أمام المديرية العامة للشرطة الجنائية. وأرسل راضي تغريدة يوم الأربعاء وأرفقها بصورة للاستدعاء “سأكون هناك غدا”. وفي بيان للمدعي العام للشرطة الملكية في محكمة الإستئناف بالدار البيضاء حول “التحقيقات المستمرة في شبهة حصوله على تمويل من مصادر أجنبية تتعلق بجماعات أمنية”.
وقال راضي في بيان إنه يجد في اتهامات الادعاء العام سخافة مطلقة “وهذا واضح أنه مرتبط بالتحقيق الذي كشفت عنه منظمة أمنستي انترناشونال وفوربدن ستوريز عن القرصنة التي تعرض لها هاتفي من المغرب باستخدام تكنولوجيا إسرائيلية”.
وأكد: “لست خائفا من أي شيء وأنا ذاهب إلى هناك ورأسي مرفوع، وهدفي هو الكشف من خلال عملي الصحافي عن الظلم والواقع الحقيقي للمغرب والدفاع عن مغرب أفضل كناشط”.
وقالت “أمنستي إنترناشونال” في بيان لها إن الأخبار الأولية عن التحقيقات “صادمة” وأنها تتضامن مع راضي الذي أظهر على مدى السنوات الماضية التزاما بالصحافة المتحررة من أي انتماء و”نطالب السلطات بالقيام بواجباتها بحماية حرية التعبير والتوقف حالا عن التحرش بالصحافيين”.
وأضافت الغارديان، أنها وعدد آخر من الصحف نشرت تقرير أمنستي هذا الأسبوع بالتنسيق مع منظمة “فوربدن ستوريز” التي تعمل مع الصحافيين المهددين بالاعتقال أو القتل، والتي كشفت عن تفاصيل القرصنة على هاتف راضي.
وجاء في التحقيق الذي قامت به “أمنستي إنترناشونال” أن هاتف راضي اخترق أكثر من مرة ببرمجية “بيغاسوس” التي طورتها شركة “أن أس أو غروب” الإسرائيلية. وهي البرمجية التي تقول الشركة إنها تبيعها لمؤسسات الحفاظ على القانون لملاحقة المجرمين والإرهابيين.
واستهدف هاتف راضي في الفترة ما بين كانون الثاني/ يناير 2019 وكانون الثاني/ يناير 2020. وقالت الشركة إنها “قلقة جدا” من الاتهامات وأنها تقوم بالتحقق فيما كان التحقيق مبررا.
وفي رد على سؤال حول العلاقة مع السلطات المغربية قالت شركة “أن أس أو غروب” إنها “تحاول أن تكون شفافة بشكل معقول” وأنها ملتزمة بالسرية ولا تستطيع الكشف عن هوية الزبائن الذين يشترون منتجها.
وقالت منظمة “أمنستي” إن الرقابة على الصحافيين والناشطين في منظمات المجتمع المدني أدى إلى زيادة في الاعتقالات التعسفية في المغرب، بما في ذلك عشر حالات اعتقال غير قانوني ومحاكمات وإدانات بالسجن لأشخاص “تطاولوا” على الشخصيات العامة والمؤسسات والعائلة المالكة.
ووصف راضي لمنظمة أمنستي ظروف العمل التي أصبحت صعبة في المغرب بما في ذلك تهديدات الشرطة للناس الذين قابلهم فيما يتعلق بتحقيقه حول انتهاكات حقوق الأراضي.
لادخان بدون نار…