الغارديان: على الدول الإسلامية التعامل مع تقرير الأمم المتحدة كفرصة للضغط على الصين ووقف انتهاكات الإيغور

إبراهيم درويش
حجم الخط
12

لندن- “القدس العربي”:
علقت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها على التقرير الذي طال انتظاره حول أوضاع المسلمين الإيغور في شمال- غرب الصين. ورأت أن تقرير ميشيل باشليت، مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يضع الختم الرسمي على أدلة الإنتهاكات المخجلة لحقوق الإنسان التي مارستها السلطات الصينية ضد الإيغور والأقليات الأخرى في إقليم شنجيانغ. وقالت إن معاملة الصين للإيغور بما في ذلك الإعتقال الجماعي والفصل بين العائلات والعمالة القسرية، معروفة وموثقة رغم السرية المحيطة بها. لكن باشيليت عندما زارت المنطقة بداية العام الحالي، بدت وكأنها تتبنى بعضا من التبريرات التي روجت لها المؤسسة الصينية، بشكل أثار الدهشة من سيدة معروفة بصراحة وقوة منطقها. وخافت منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن الجماعات المستضعفة ألا يخرج التقرير الذي ظل موضوعا على مكتبها، او يتم تعديله ليرضي الحزب الشيوعي الحاكم في الصين.

التقرير الذي جاء في 46 صفحة  يتحدث بوضوح على أن “الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان” للصين ضد الإيغور قد تصل إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية

وفي يوم الأربعاء، وبعد أشهر من إكماله وقبل دقائق من مغادرتها منصبها نشرت التقرير. وعند قراءة التقرير الذي جاء في 46 صفحة لم تكن محاولة بيجين التعتيم عليه مفاجئة. فالتقرير يتحدث بوضوح على أن “الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان” ضد الإيغور قد تصل إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية. وبدأت بيجين حملة للرد بالزعم أنها محاربة للإرهاب والتطرف بعد هجمات قاتلة في داخل وخارج شنجيانغ. إلا أن التقرير كان واضحا من أن مفهوم النظام الصيني عن الإرهاب والتطرف غامض ومرن وواسع جدا في مجال القضايا التي استهدفها وبآثار مدمرة. فقد تم اعتبار مقاومة دعاية النظام وإغلاق المطاعم أثناء شهر رمضان تطرفا. وتم إرسال المعتقلين إلى ما سميت بـ”مراكز التعليم المهني”، وهو المصطلح الذي أطلقته بيجين على معسكرات الإعتقال عندما اعترفت بوجودها أخيرا. وسجن بعضهم لأنه تحدث مع أقاربه في الخارج أو لأنه أنجب أولادا أكثر من المسموح به. وقال معتقلون سابقون إنهم عانوا من التعذيب، بما في ذلك الضرب بالهراوات الكهربائية وأجبرت النساء على التعقيم وعانين من العنف الجنسي.
ويصف التقرير روايات هؤلاء بالموثوقة. وتعلق الصحيفة أن أيا مما ورد في تقرير باشليت ليس جديدا، فقد ظهرت أدلة كثيرة من المعتقلين السابقين وعائلاتهم، وكذا الأدلة التي جمعها الباحثون والمدافعون عن حقوق الويغور إلى جانب الوثائق الرسمية التي تم تسريبها والصور التي التقطتها الأقمار الإصطناعية وبيانات أخرى. لكن نشر التقرير من باشليت التي وصف دبلوماسي صيني زيارتها للمنطقة بأنها “تبرئة” يعطي كل الأدلة السابقة وضعا لا يمكن للمؤسسة الصينية الحاكمة تجاهله. وبدلا من ذلك رد الصين بتقرير مضاد اتهمت فيه “القوى المعادية للصين” لأنها وثقت “قذفا وافتراء ضد البلاد” وتدخلت في الشؤون الداخلية للبلاد.

الشركات والدول لم تعد قادرة على الزعم، كما فعلت سابقا، أنها لم تعرف ما يجري في المنطقة أو أن أي تحرك يجب أن يكون من الأمم المتحدة

وقالت الصحيفة إن الشركات والدول لم تعد قادرة على الزعم، كما فعلت سابقا، أنها لم تعرف ما يجري في المنطقة أو أن أي تحرك يجب أن يكون من الأمم المتحدة. وقالت الصين إنه تم إغلاق مراكز الإعتقال، وفي الوقت الذي أغلق فيه بعضها إلا أن المعتقلين نقلوا للعمل في المصانع أو لسجون أخرى. وفي خارج السجن يواجه الإيغور رقابة مكثفة، ولا تزال العائلات مشتتة.
وبحسب الصحيفة يجب على الدول بمن فيها الدول ذات الغالبية المسلمة والتي التزمت الصمت أن تتعامل مع هذا التقرير كفرصة للعمل والضغط على الصين ضد هذه الإنتهاكات الرهيبة. ويجب تقديمه لمجلس حقوق الإنسان، لكي تدعو الدول الأعضاء فيه للتحقيق. ولاحظ التقرير حملة التخويف والإستفزاز والتهديد بالعودة القسرية للإيغور الذي يدافعون عن أقليتهم في الخارج والذين لم يكن العالم ليعرف ما يجري بدون نشاطهم. وأكدت الصحيفة على أنه يجب تقديم الحماية لهم والتي لا تستطيع الدول تقديم الحماية لمن هم داخل الصين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو حكيم:

    صحيح أن امريكا وبرطانيا وكل الدول التي تدور في فلكها مجرمة في حق المسلمين وتريد تأليب المسلمين ضد الصين. إلا أن الصين لسيت بأقل إجراما في حق المسلمين الإيغور الموجودون في تركستان الشرقية والتي إحتلتها الصين بالقوة بل الصين أكثر تطرفا وإجراما والدول الإسلامية دول يحكمها أنظمة قمعية وحكام متخاذلون إما عبيد للشرق أو للغرب يسومون شعوبهم وخاصة المسلمين سوء العذاب إرضاءً لاسيادهم فالأمة الإسلامية هي الأمة الوحيدة التي تذبح في كل مكان ولا تدافع عن نفسها والذي يدافع عن نفسه وشرفه يصبح إرهابيا يقتله الأمريكان أو أي دولة غربية أو الصين أو أي دولة مسلمة منبطحة قد أعلنت الحرب على الإسلام باسم مكافحة الإرهاب إرضاء لمجرمي الغرب أو الشرق والذين ينهبون خيرات بلاد المسلمين. لا يوجدحاكم من حكام المسلمين كفؤٌ للحكم وعنده ذرة حمية أوغيرة لدينه أو شرفه أو شعبه. هذا ما جنته الأمة بترك دينها والدفاع عن نفسها جهاداً فأذلها الله لأذل الأمم لاتباعها طواغيت الأرض. والله المستعان. لم يرسل هذا التعليق سابقا

  2. يقول إبن آكسيل:

    هههها ……لما الأمر يخص الصين أو روسيا أو تونس …الغرب و على رأسه الولايات المتحدة تكون اللغة قاسية و منطق القانون هو المسيطر … الأمر يتغير تماما حين يخص كيان الإحتلال و الإستيطان و الإغتيالات و التجسس و الجدرات أم البلدان الغربية …..؟؟؟؟ كل من يطأطأ رأسه للغرب فهو معصوم من الإمتثال للقانون الدولي ….

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية