لندن – “القدس العربي”:
تساءل استاذ بجامعة إكستر عن الخطط المقبلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد فوزه في الإنتخابات الأخيرة ، هل سيقوم بعمل مارق في القدس؟ مشيرا إلى أن كل الأدلة تشير إلى هذا الإتجاه. وكتب ميك دامبر، الباحث في سياسة الشرق الأوسط في صحيفة ” الغارديان” إن كانت إسرائيل تستعد لعمل من طرف واحد في القدس، ويقول إن النذر موجودة بعد فوز نتنياهو بالإنتخابات وإن بتحالف مع الأحزاب المتطرفة. ويرى الكاتب أن نتنياهو يشعر بالجرأة من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2017 الإعتراف بسيادة إسرائيل على القدس، على حساب الفلسطينيين الذين يقولون إن القدس الشرقية هي عاصمة دولتهم وعد في خرق واضح لقرارات الأمم المتحدة أنه سيضم أجزاء جديدة من الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل ورفض أية تنازلات للفلسطينيين في القدس.
الملصقات الإنتخابية الإسرائلية قد أزيلت من الشوارع وحل محلها قلق فلسطيني في القدس الشرقية من خطط نتنياهو المقبلة.
ويضيف دامبر أن الملصقات الإنتخابية قد أزيلت من الشوارع وحل محلها قلق الفلسطينيين في القدس الشرقية من خطط نتنياهو المقبلة، فهو قوي سياسيا ولديه تفويض واسع ويتعامل مع إدارة أمريكية مذعنه وربما حاول عمل شيء للمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة. وقال دامبر إن النقطة المتوترة في القدس هي المسجد الأقصى الذي يعتبر من الأماكن المقدسة لدى المسلمين في العالم والذي يقع بمنطقة بمساحة غرين بارك في لندن ويطلق عليه أيضا الحرم الشريف. وظلت السيطرة على المكان محل خلاف منذ احتلال إسرائيل القدس الشرقية عام 1967. واعترفت إسرائيل بمركزية الحرم الشريف للإسلام والوطنية الفلسطينية وما ينجم لو حاولت السيطرة عليه بالكامل. وسمحت للجنة معينة وممولة من الأردن لإدارة المكان ومسؤولة عن صيانته. وكانت إدارة الأوقاف مسؤولة عن تأمين الصلاة في ساحاته فيما تولت إسرائيل توفير الأمن للمناطق المحيطة به. إلا أن تصاعد الحركات الدينية اليهودية على مدى العقدين الماضيين والتي حاولت إجبار الحكومة الإسرائيلية على نزع السيطرة على المكان من الأوقاف وحرمان الفلسطينيين من دخول الحرم الشريف. وكانت هذه المحاولات مدفوعة بزعم أن الحرم والأماكن الإسلامية أقيمت على مكان هيكل سليمان. كما وخشيت هذه الجماعات من اعتراف إسرائيل بسيادة الفلسطينيين على الحرم الشريف حالة استأنفت المفاوضات السلمية. ولهذا كثفت جماعات المستوطنين من جهودها لإحباط العملية السلمية. وتمثل هذه قاعدة التأييد الرئيسية لنتنياهو. ويقول دامبر إن المستوطنين الإسرائيليين باتوا يدخلون الحرم وبشكل منتظم في تجاهل واضح للتعاليم الدينية اليهودية والتشريعات الإسرائيلية والإتفاق الأردني- الإسرائيلي. ويدخلون في اعداد من 50 شخصا ترافقهم قوات شرطة مسلحة مما أدى لمشادات بين حرس الأوقاف والمتظاهرين الفلسطينيين والمصلين، وفرض عمر لمن يدخل الحرم الشريف وتوقف للتعاون بين حرس الأوقاف والشرطة الإسرائيلية. ويتوقع الكاتب زيادة في حدة العنف بالمستقبل القريب وفي غياب الضبط الأمريكي فالوضع سيكون حرجا. ففي عام 2015 طلبت الحكومة الأردنية من وزير الخارجية جون كيري التدخل ووقف حدة المواجهة بين المصلين المتطرفين والمصلين المسلمين الذين كانوا مصممين على منعهم من الدخول إلى المكان. وقال الملك عبد الله الثاني للولايات المتحدة وبوضوح إنها لو كانت جادة بمعالجة تهديد تنظيم “الدولة ” عليها التدخل ووقف الإستفزازات اليهودية في الحرم الشريف. ولم لم تفعل فسيجد نفسه كحامي للأماكن المقدسة تعترف به الحكومة الإسرائيلية والعالم الإسلامي على الهامش ولن ينتعش تنظيم “الدولة” في عمان بل في القدس. وتراجع نتنياهو نتيجة للضغط الأمريكي وتم التوصل لطريقة عمل جديدة. ولكن ومنذ شهر شباط (فبراير) ظهرت نقطة توتر عند عن البوابة الذهبية والتي تعد بوابة رمزية لدخول الحرم وأدت إلى سلسلة من المناوشات بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين المسلمين. وتعرف الحكومة الأردنية والأوقاف الإسلامية في القدس أنهما وحيدان بدون دعم أمريكي للإجراءات التي تم اتخاذها لوقف التوتر في السابق. ويرى دامبر أن نتنياهو الخارج من نصره الإنتخابي ودعم الولايات المتحدة لمزاعم الضم، فالأماكن المقدسة أصبحت في مرمى هدف نتنياهو. وهو يحمل كل ملامح السياسي الوغد.