لندن- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “الغارديان” إن الملياردير الأمريكي اليهودي شيلدون أديلسون (87 عاما) سينفق في نهاية الدور الانتخابية الحالية 250 مليون دولار في رهانه على فوز الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وفي تقرير أعده بيتر ستون من واشنطن، جاء فيه أن الرجل الذي يعرف بملك الكازينوهات والداعم المتحمس لإسرائيل، أنفق المبلغ في الحملات الداعمة لإعادة انتخاب الرئيس ترامب وأعضاء الحزب الجمهوري المرشحين لمجلس النواب وعلى القضايا المحافظة.
ونقل ستون عن مصدرين في الحزب الجمهوري على معرفة بحملات جمع التبرعات للحملة. وقال المركز غير الحزبي لسياسات الاستجابة، إن أديلسون وزوجته مريام المولودة في إسرائيل، أنفقا في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 183 مليون دولار دعما لترامب.
وفي الصيف، قام أديلسون وزوجته اللذان دعما الحملة المؤيدة لترامب “سوبر باك” والتي أطلق عليها “حماية أمريكا”، بتقديم 75 مليون دولار، بشكل جعلهما أكبر ممولين لحملته. ومنذ ذلك الوقت جمعت حملة “حماية أمريكا” 83.8 مليون دولار، ودعمت إعلانات ضد المرشح الديمقراطي جوزيف بادين الذي وصفته بـ”الضعيف جدا لقيادة أمريكا”.
وقالت مصادر إن أديلسون الذي يتحدث مع ترامب من الفترة لأخرى، طوّر وزوجته علاقات مع الرئيس الأمريكي بناء على مواقفهما المشتركة والمؤيدة لإسرائيل والصقورية من الشرق الأوسط.
وأرضته إدارة ترامب وغيره من المحافظين بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وتبنت إدارة ترامب موقفا متشددا من إيران، وألغت الاتفاقية النووية التي وقعتها إدارة باراك أوباما، وأغرت في الفترة الأخيرة الإمارات العربية المتحدة ودولا أخرى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وتبرع أديلسون وزوجته لحملة “سوبر باك” وصندوق قيادة مجلس الشيوخ والذي يديره حلفاء زعيم الغالبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وجمع حتى الآن 308 مليون دولار للحفاظ على سيطرة الجمهوريين على المجلس.
ويعتبر أديلسون الذي قدرت مجلة “فوربس” ثروته بـ32 مليار دولار من أكبر الداعمين لتحالف اليهود الجمهوريين، وهو جماعة لوبي محافظة ومؤيدة لإسرائيل، يعد أديلسون واحدا من أعضاء مجلس إدارته. وسينفق التحالف هذا 10 ملايين دولار في محاولة جلب الناخب اليهودي الأمريكي في الولايات المتأرجحة والمهمة بما فيها فلوريدا وبنسلفانيا، حيث تأمل المجموعة أن تؤدي إعلاناتها وحملاتها لفوز ترامب في الولايتين كما فعل عام 2016.
وكتب أديلسون شيكات بالملايين لعدد من مرشحي “سوبر باك” لمجلس الشيوخ، والذين يواجهون انتخابات صعبة بمن فيهم ليندزي غراهام، السناتور عن ولاية ساوث كارولينا، والداعم المتحمس لإسرائيل. وكتب أديلسون وزوجته شيكاً بمليون دولار لحملة غراهام “الأمن قوة”.
ودفع أديلسون 40 مليون دولار لصندوق القيادة في الكونغرس، ومرشحي “سوبر باك” لمجلس لنواب. ويعتمد “سوبر باك” في جمع التبرعات على نورم كولمان، السناتور السابق الذي يقيم علاقة قوية مع أديلسون.
وبحسب مركز سياسة الاستجابة، أنفق أديلسون في 2018 124 مليون دولار على حملة “سوبر باك” ولجانها ومرشحيها. وعادة ما يقوم أديلسون وزوجته بتقديم معظم التبرعات في نهاية الدورات الانتخابية، ويتبرعان بشيكّات معلن عنها وأخرى لجماعات ظل تظل سرية.
وقال المصدران إن مجموع تبرعات أديلسون ستصل إلى 250 مليون دولار، لكنهما لم يحددا أين ستذهب عشرات الملايين من الدولارات، أو تم تقديمها إلى جماعات غير ربحية لا حاجة للكشف عنها. وجاءت الأموال التي يغدقها أديلسون هذا العام، في وقت استمر ترامب بالتراجع في استطلاعات الرأي عن المرشح الديمقراطي، نائب الرئيس السابق جوزيف بايدن، والذي تفوق على ترامب في جمع التبرعات خلال الأشهر الماضية.
ويعتبر مايكل بلومبيرغ، الملياردير من نيويورك في المرتبة الثانية من ناحية المبالغ المقدمة في الدورات الانتخابية الأخيرة، حيث ضخ 107 مليون دولار في إعلانات بولاية فلوريدا لدعم حملة بايدن. وجاءت تبرعات أديلسون رغم التراجع في دخل سلسلة الكازينوهات التي تمتد من لاس فيغاس إلى آسيا؛ بسبب انتشار فيروس كورونا.
وكما كشف موقع “بلومبيرغ” فقد بدأ أديلسون بالبحث عن طرق لبيع اثنين من كازينوهاته ومركز معارض في لاس فيغاس، والتي يمكن أن يحصل منها على 6 مليارات دولار، وذلك من أجل التركيز على الكازينوهات التي يملكها في ماكاو وسنغافورة، والتي أعطته دخلا جيدا في السنوات الأخيرة.
ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض، عمل ترامب بجدٍ للحصول على دعم أديلسون. ففي بداية 2020 رشحه لأن يكون عضوا في مجلس اقتصادي لكي يمنح النصيحة حول فتح البلاد. وفي 2018 منح زوجته مريام “ميدالية الرئيس للحرية”.
وكان أديلسون من الذين حضروا إعلان ترامب في كانون الثاني/ يناير عن خطة الشرق الأوسط، والتي أطلق عليها “صفقة القرن” ورفضها الفلسطينيون ومعظم الدولة العربية؛ لتحيزها مع إسرائيل. وأقام ترامب علاقته مع الملياردير اليهودي عبر حفلات ولقاءات خاصة في واشنطن ولاس فيغاس، حيث يعيش أديلسون. وفي أيار/ مايو 2018، وقبل يوم من إعلان ترامب عن خروج الولايات المتحدة من المعاهدة النووية مع إيران، حضر أديلسون إلى البيت الأبيض للقاء خاص مع ترامب، حضره نائبه مايك بنس ومستشار الأمن القومي في حينه جون بولتون، الذي يقيم علاقة جيدة مع أديلسون.
وتعلق الصحيفة أن علاقة ترامب مع الملياردير تتناقض مع تعهداته بـ”تجفيف المستنقع” من المتبرعين وجماعات المصالح في واشنطن. وتقول شيليا كرومولز، مديرة مركز سياسات الاستجابة: “تلاشت بطريقة ما وعوده بتغيير الثقاف في واشنطن أو “تجفيف المستنقع” عندما اصطف المتبرعون الكبار لرمي الملايين في الانتخابات”.
أرجو أن لا تفع هذه التبرعات شيلدون اديلسون و لا دونلد ترمب بشيء. فوز بايدن أصبح شبه محسوما بعد خراب مالطا.؟!