الغارديان: مهما كانت مبررات الإمارات.. التطبيع مع إسرائيل يبقى عربيا “قذارة” وهذه ذرائع محمد بن زايد

حجم الخط
4

لندن ـ “القدس العربي”:

أكد الكاتب الصحافي البريطاني إيان بلاك أنه رغم علاقات التعاون بين أبو ظبي وتل أبيب التي تعززت وأصبحت أكثر وضوحا على مدى السنوات العشر الأخيرة، فإنه ما زال الأمر مفاجئا كون الإمارات قد ذهبت حد التطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل بدلا من الاستمرار في علاقاتها السرية معها.

وفي مقال له بصحيفة “الغارديان” البريطانية شدد على أنه رغم أن “التطبيع مع إسرائيل” جملة ما زالت تعد قذرة في اللغة العربية، فإن ذلك لم يمنع الإمارات العربية المتحدة، من إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى إعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

كان الشيخ زايد بن سلطان من أبرز مؤيدي القضية الفلسطينية، فيما ينصب اهتمام نجله محمد على إرضاء ترامب وإبقاء أمريكا في المنطقة

واعتبر الكاتب أن من الصعب تفسير الخطوة التي أقدمت عليها الإمارات على أنها إحياء للآمال المتلاشية منذ أمد بعيد في التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يعد أكثر صراعات العالم استعصاءً على الحل، الأمر الذي يصب في مصلحة إسرائيل أيضًا.

وأوضح أن إسرائيل لم تتمكن منذ إنشائها قبل 72 عاما من توقيع أكثر من معاهدتي سلام فقط مع دول عربية؛ إحداهما مع مصر عام 1979 والثانية مع الأردن عام 1994، وأن اتفاقية السلام مع الإمارات ذات طبيعة مختلفة، لأنها لم تخض أبدًا أي صراع عسكري مع إسرائيل، ولذلك فإن تطبيعها مع تل أبيب يبعث رسالة سياسية قوية تكسر النظرة التي تحظر التطبيع.

ورأى الكاتب أنه مهما كانت دوافع الإمارات لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، فإن الخطوة تمثل تغييرا في التضامن العربي مع الفلسطينيين.

وأشار بلاك إلى أن أحد أسباب خطوة التطبيع الإماراتية يعود إلى اختلاف الأجيال الحاكمة في الإمارات، حيث كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، من أبرز المؤيدين للقضية الفلسطينية، التي باتت عرضة للتهميش في أوساط النخب الخليجية هذه الأيام، في حين ينصب اهتمام نجله محمد بن زايد على إرضاء دونالد ترامب وإبقاء الولايات المتحدة منخرطة في شؤون الشرق الأوسط.

التخلي عن الفلسطينيين يعد فكرة سيئة مهما كانت دوافع واشنطن وتل أبيب وأبو ظبي

وأكد أن السؤال المثير للقلق هو كيف يمكن التوصل إلى حل يشمل دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل من خلال المزيج السام المكون من ترامب ونتنياهو والانقسام الفلسطيني والعربي الأوسع؟

وخلص الكاتب إلى القول إن الحديث الدائر مؤخرا عن إمكانية التوصل لحل الدولة الواحدة التي تضمن حقوقا متساوية للعرب واليهود غير قابل للتحقق، وإن التخلي عن الفلسطينيين يعد فكرة سيئة مهما كانت دوافع واشنطن وتل أبيب وأبو ظبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول هنا الجزائر:

    شخصيا استغرب الذهول من الخيانة أكثر من الخيانة في حد ذاتها…فالجميع يعرف الحلقات العديدة لخيانة الامرات على مر السنين والمزيد قادم…كما يمكن فقط مشاهدة قناة العربية للتعرف على الحلقة القادمة المتمثلة فالتطبيع السعودي

  2. يقول سعيدى:

    التطبيع بين الإمارات و إسرائيل لم يكن بوساطة ترامب. فهم ليسوا في حاجة لذلك. لقد تم إقحامه في الموضوع لتلميع صورته أمام الناخبين الأمريكيين

  3. يقول عادل عبدالحق:

    يقول عز وجل:وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا(الإسراء – 16)
    والمراد بهم ، أصحاب الجاه والغنى والسلطان ، الذين أحاطت بهم النعم من كل جانب ، ولكنهم استعملوها فى الفسوق والعصيان ، لا فى الخير والإِحسان .
    والمعنى : وإذا قرب وقت إرادتنا إهلاك أهل قرية ، أمرنا مترفيها ، وأهل الغنى والسلطان فيها بالإِيمان والعمل الصالح ، والمداومة على طاعتنا وشكرنا ، فلم يستجيبوا لأمرنا ، بل فسقوا فيها ، وعاثوا فى الأرض فسادا .
    فها هم حكام المؤآمرات جلبوا الى بلادهم الدعارة والكحول وتبييض الأموال وإقامة عبادة الأصنام والعبث بحياة الناس في اليمن وليبيا والآن يقفون علناً الى أعداء الأمة من اليهود والهندوس وغيرهم.
    ويقول عز وجل: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)
    وهذا تحذير من الله،واحذروا -أيها المؤمنون- اختبارًا ومحنة يُعَمُّ بها المسيء وغيره لا يُخَص بها أهل المعاصي ولا مَن باشر الذنب، بل تصيب الصالحين معهم إذا قدروا على إنكار الظلم ولم ينكروه، واعلموا أن الله شديد العقاب لمن خالف أمره ونهيه.

  4. يقول سالم مسعود:

    طالما أنك يا محمد ابن زايد تحب السلام و تريد التطبيع و تكره الحرب لماذا إذن لا تتوقف عن قتل اطفال اليمن و تدمير المدارس و المستشفيات

إشترك في قائمتنا البريدية