“القدس العربي”: كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين، أن عضو حزب المحافظين وليام فوكس قد ضغط، حين كان وزيرا للتجارة الدولية، على العائلة البحرينية المالكة لمنح عقد نفط بمليارات الدولارات لشركة تخضع للتحقيق بتهم التورط في أعمال رشوة وغسل أموال.
وأضافت الصحيفة أن تدخل فوكس، الذي كان وزيرا للتجارة الدولية، هو أحد المحاولات العديدة التي بذلها كبار المحافظين لمساعدة شركة النفط “بتروفاك”، التي يرأسها مانح رئيسي لحزب المحافظين، لتأمين عقد بقيمة 5 مليارات دولار.
وكانت صحيفة الغارديان قد كشفت من قبل أن اثنين من رؤساء الوزراء المحافظين السابقين، تيريزا ماي وديفيد كاميرون، ضغطا على أفراد العائلة المالكة في البحرين لمنح العقد لشركة بتروفاك، قبل أن يُعرف أن الشركة تخضع للتحقيق من قبل مكتب الاحتيال الخطير (SFO).
ومع ذلك، تكشف الوثائق الصادرة حديثا عن أن فوكس كتب خطابا إلى ولي العهد البحرين يروج فيه لبتروفاك، وذلك بعد أربعة أشهر من إعلان مكتب الاحتيال عن إجراء تحقيق حول الشركة للاشتباه في ارتكابها أعمال رشوة وفساد وغسل الأموال.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه وفي نفس اليوم الذي أعلن فيه مكتب الاحتيال أنه يحقق مع بتروفاك في عام 2017، قالت الشركة إن رئيسها التنفيذي أيمن أصفري، قد تم اعتقاله والتحقيق معه من قبل المكتب، إلى جانب آخرين. وتم إطلاق سراح أصفري، وهو المؤسس المشارك للشركة وأكبر مساهم، دون توجيه أي تهمة له. ولا يزال التحقيق الذي يجريه مكتب الاحتيال حول الشركة مستمرا.
يذكر أن أصفري وزوجته قد تبرعا بحوالي 800 ألف جنيه إسترليني لحزب المحافظين بين عامي 2009 و2017 بشكل شخصي.
وقال متحدث باسم وزارة التجارة الدولية “تدعم الحكومة الشركات البريطانية في الداخل والخارج، بما في ذلك دعم الشركات عندما تتقدم بفرص دولية. كان هذا هو الحال بالنسبة لشركة بتروفاك. اتبع وزير التجارة آنذاك العمليات الصحيحة، التي تم تنفيذها في الوقت المناسب”.
ورفض المتحدث أن يقول ما إذا كان فوكس قد طلب المشورة بشأن كيفية إدارة أي تضارب محتمل في المصالح ناشئ عن التبرعات السياسية لأصفري. ورفض فوكس التعليق.
وقالت بتروفاك إنه تم الحصول على الدعم الرسمي عبر القنوات العادية، بدعم من السفير البريطاني في البحرين. وقد تم في وقت لاحق منح العقد لشركة أخرى. كذلك، دافع أحد المتحدثين باسم “بتروفاك” عن الشركة بالقول: “الشركة لا تقدم أي تبرعات سياسية، وأي تبرعات أتت من الأصفري أوعائلته تمت بصفة شخصية حصرا، وأي ادعاءات بأن تبرعات السيد الأصفري كان الهدف منها الحصول على معاملة تفضيلية من الحكومة فهي ادعاءات خاطئة”.