الغزواني لمجلة «لوبويه»: علاقاتنا مع دول الخليج جيدة وتقلقنا أزمة الجزائر والمغرب

عبد الله مولود
حجم الخط
0

نواكشوط – «القدس العربي»: أكد الرئيس الموريتاني، محمد الشيخ الغزواني، أن “علاقات موريتانيا ممتازة مع دول الخليج جميعها، وأن موريتانيا أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وهي سعيدة بذلك وقد عينت قائماً بالأعمال في الدوحة تحضيراً لإعادة فتح سفارة”.
جاء ذلك في سياق مقابلة رد فيها الرئيس الغزواني على أسئلة لمجلة “لوبويه” الفرنسية تناولت عدة موضوعات سياسية محلية ودولية.
وقال: “إن السعودية شريك ثمين رافق جهود موريتانيا، كما استجابت الإمارات لنداءاتنا عندما طلبنا منهم تمويل كلية الدفاع في نواكشوط، أما الكويت فهي من أقدم شركائنا الذين أظهروا لنا الكرم دائماً، وقد ساعدتنا للتو في تسوية ديون يعود تاريخها إلى نصف قرن، وكان الدين الرئيسي 82 مليون دولار لكنه ارتفع إلى ما يقرب من مليار دولار بفوائد، ووافقت السلطات الكويتية على إلغاء نسبة 95٪ من فوائد هذا الدين، ومنحتنا شروطاً مواتية لدفع رأس المال بالتقسيط”.
ورد الرئيس الغزواني على سؤال حول أزمة قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب، التي اندلعت مؤخراً على خلفية التوترات حول قضية الصحراء الغربية واستئناف العلاقات بين المملكة وإسرائيل، فقال: “لا أعتقد أن هناك نية أو حتى بدايات مزيد من التصعيد، ولا نريد ذلك؛ إنه وضع ستكون له آثار سلبية على الاندماج المغاربي الذي يعاني بالفعل بسبب الأزمة الليبية”.
وأضاف: “يجب أن نعتمد على حكمة هذين البلدين الشقيقين اللذين تربطنا بهما علاقات طيبة للغاية، ونحن مستعدون، إذا طلبوا منا ذلك، للقيام بدور تسهيلي”.
وعن استخدام جمهورية مالي لمرتزقة فاغنر، قال الرئيس الغزواني: “إذا رغبت إحدى دول الساحل في ضم جهة عسكرية جديدة ، فيجب عليها أولاً استشارة شركائها في المنطقة وأن يكون لديها نهج منسق، وقد أرسلت للتو وفداً إلى باماكو للاستفسار عن واقع مشاريع جيراننا”.
وحول تعرض موريتانيا لمزيد من الهجمات الإرهابية، منذ 2011 بينما لم يسلم منها الجيران، قال الرئيس الغزواني: “بين عامي 2005 و2007، ارتكب الإرهابيون عدداً من الهجمات واحتجاز الرهائن في أراضينا؛ وبصرف النظر عن أجهزة الدفاع والأمن، شعرت هياكل الدولة الأخرى والسكان أنه لا دور لهم في مكافحة الإرهاب، لذلك تم إشراك مختلف الدوائر الوزارية والمواطنين في هذه المعركة، مع وضع استراتيجية شاملة، استغرقت وقتاً طويلاً لكنها سرعان ما أسفرت عن نتائج”.
وعن الجانب العسكري في مواجهة الإرهاب، أوضح “أن موريتانيا، عوضاً عن الجيش التقليدي، أنشأت مجموعات عسكرية خاصة، لها نفس خصائص التنقل والخفة مثل الجماعات الإرهابية ولكنها أكثر استقلالية وتفوقاً من حيث الرجال والمعدات وساعدت هذه الاستراتيجية في خلق توازن الرعب”.
وأشار الرئيس الغزواني إلى “أن موريتانيا اعتمدت الحوار الديني في حربها ضد الإرهاب حيث حاور العلماء الإرهابيين الذين تاب كثير منهم الآن وتمكنوا من استئناف حياتهم الطبيعية، ونحن نركز بشكل خاص على الوقاية لمنع الشباب من الانجراف إلى مغامرات الجماعات الإرهابية، يبدأ هذا العمل لذلك في سن مبكرة في المدرسة الحديثة وفي المحاظر، من خلال إشراف وزارة الشؤون الإسلامية”.
وتحدث عن عمله على تهدئة الساحة السياسية منذ وصوله للسلطة عام 2019، فقال: “اتخذنا خيار إنشاء مناخ سياسي سلمي، أرادت الجماعات السياسية إنشاء إطار للنقاش، وعندما عرضت علينا الفكرة قبلناها، وقد يسميها البعض حواراً والبعض الآخر يتحدث عن مشاورات سياسية، والدلالات لا تهم، فالمهم هو الاستجابة لمطالب الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني لمناقشة المسائل ذات الاهتمام العام”.
وأضاف: “نحن لسنا بصدد تهدئة التوترات التي لا وجود لها اليوم، وبدلاً من ذلك، نريد مساعدة الجهات السياسية الناشطة في الساحة في تحديد الموضوعات أو طرح الأسئلة التي يجب تقديم إجابة عنها، ودورنا كسلطة تنفيذية يقتصر على التنظيم والتحكيم، حتى نخرج جميعاً بنتائج مهمة وملموسة، تسمح بترسيخ الحكامة الرشيدة”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية