الغضب شعور إنساني طبيعي يصيبنا جميعا، ولا نستطيع أن نمنعه لأن منعه، يقلل من شعور الإنسان بالتنفيس عما بداخله، نتيجة موقف ما أثار حفيظتنا، أو أغاظنا كما نقول بالعامية، وهي حالة من التأثر الجسدي تأتي من ردة فعل سريعة، بإيعازات عصبية صادرة من العقل تؤدي إلى ارتفاع نبضات القلب وضغط الدم، وقد اتفق الخبراء النفسيون في مختلف العالم أن الأساس، ليس منع الشعور بالغضب، وإنما في كيفية التعبير عنه، وقد يكون الغضب الحاصل للشخص هو تبادل (الكلام)، ليتحول إلى شجار وفقدان القدرة على السيطرة على النفس، ومراقبة تصرفاتها، نتيجة الغضب، ويجب على كل فرد منا أن يعرف ما هي الأسباب الحقيقية وراء الشيء، حتى يتم معالجتها، وبذلك تنتهي المشكلة، حتى لا تسبب المزيد من الأضرار لنا أو للآخرين، ولو على سبيل الأضرار النفسية نتيجة الشعور بالإهانة، ومن الملاحظ أن الغضب يورث الإنسان العداوة والبغضاء والحقد والكراهية، والغاضب يفتح باب الشيطان ليتملكه، وينفذ من خلال غضبه، ما يجعله يتكلم بما لا يسيطر عليه، ويبوح به ليندم عليه، ولو صورنا الإنسان في حالة غضبه، وعرضنا عليه الحالة لشعر وأحس ببشاعة شكله ومنظره، حيث أن الذي يتملكه الغضب، ويسيطر على شهواته، سيكون مصيره التعاسة والندم في الدنيا والآخرة، غير أننا لا نريد أن يأخذ الغير فكرة خاطئة عن أخلاقنا وعن بيئتنا الكريمة، والغضب يفقدنا اعز الناس إلينا من الأهل والأقارب والأصدقاء، نتيجة لحظة طيش قد تؤدي بعض الأحيان إلى (القتل) بسبب ابسط الأشياء التي تحصل، وخاصة في المناطق الشعبية، للجهل المطبق فيها وعدم وجود الوعي، ولعلاج الغضب هو: 1- أن يتعوذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم. 2- أن يهدأ نفسه ويتحول من الوضع الذي هو فيه إلى وضع آخر، مثلاً أن يشرب الماء ويأخذ نفسا عميقا. 3- أن يسأل الله الصبر وسعة الصدر. 4- أن يعلم الإنسان أن الغضب ( أفه ) من أفات المجتمع. لذا آن الأوان أن نقف وقفة مع أنفسنا، ونعرف أن طرق التعبير الصحيحة عن الغضب، هي فن وعلم، قبل أن تكون أسلوب شخصي، فمهما كانت حالتك متأخرة، أو مهما كانت المرحلة العمرية، التي تنتمي إليها فلم يفت الأوان بعد، فالمعرفة لا حدود لها ولا سيما وإن كانت تمس حياتنا الشخصية، وتساعدنا في بلوغ أهدافنا، في التمتع بالعيش بسلام مع من نحب، وهناك الكثير عن الغضب اكتفي بهذا القدر. أيمن هشام عزريل