‘القاعدة’ تؤكد ان ثماني رهائن اوروبيين من بينهم خمسة فرنسيين ‘سالمون’ وتعلن قبولها للحوار
23 - يونيو - 2013
حجم الخط
0
عواصم – وكالات : اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاحد انه ‘يمكن الاعتقاد’ ان الرهائن الفرنسيين الذين يحتجزهم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي هم ‘على قيد الحياة’ مؤكدا ان باريس ‘ما زالت تسعى الى اتصالات’ من اجل الافراج عنهم فيما قال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي ان ثماني رهائن غربيين بينهم خمسة فرنسيين يحتجزهم التنظيم ‘سالمون’ بينما تظاهرالمئات في عدة مدن فرنسية احتجاجا على رفض السلطات الفرنسية التفاوض مع الخاطفين لتأمين عودتهم سالمين. وعلى هامش زيارة الى الدوحة وردا على اسئلة حول اعلان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي ان ثماني رهائن اوروبيين على قيد الحياة منهم خمسة فرنسيون، قال فرنسوا هولاند ‘ما زلنا نبحث عن اتصالات ويجوز الاعتقاد ان الرهائن على قيد الحياة لكني يجب علينا السعي الى الافراج عنهم’. واضاف ‘اعلم انه امر لا يطاق بالنسبة للعائلات، لقد مضى الف يوم والف ليلة ناهيك عن القلق، هناك ارادة للافراج عنهم لكن عبر وسطاء يمكن ان نثق فيهم وليس وسطاء يتقدمون ونعلم انهم يبحثون مع مصالح شخصية’. وبرر هولاند صمت الحكومة حول الرهائن بالقول ‘انا ليس لدي معلومات لانني اولا ادرك ما يمثل ذلك بالنسبة للعائلات ومن واجبي عدم اثارة آمال خاطئة او مؤشرات محبطة’. واعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في بيان السبت ان الرهائن الاوروبيين الثماني الذين يحتجزهم على قيد الحياة وقال ‘نود ان نطمئن عائلات واهالي الرهائن على سلامة ابنائهم’ واعدا ب’شريط مصور جديد يظهر فيه الرهائن الفرنسيين الخمسة وكذا الرهائن الاوروبيين الثلاثة ايضا’. وقد اكتمل الف يوم على خطف الرهائن وتجمع السبت ذويهم واصدقائهم في عدة مدن فرنسية. وخطف تنظيم القاعدة تيري دول ودنيال لاريبي وبيار لوغران ومارك فيري في 16 ايلول/سبتمبر 2010 في النيجر وافرج لاحقا على فرانسواز لاريب زوجة دنيال بعد ان خطفت معه، في شباط/فبراير 2011. وخطفت رهينة فرنسية اخرى اسمه سيرج لازاريفيتش في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 في هومبوري (شمال شرق مالي) وما زال محتجزا لدى القاعدة. من جهة اخرى قال تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في بيان وضعه على حسابه على خدمة تويتر السبت إن ثماني رهائن أوروبيين من بينهم خمسة فرنسيين يحتجزهم التنظيم لا يزالون سالمين. ويتزامن صدور البيان مع مظاهرات في أنحاء فرنسا تنظمها عائلات الرهائن الفرنسيين الذين احتجزوا في النيجر في سبتمبر أيلول 2010 بمناسبة مرور ألف يوم على احتجازهم. وذكرت صحف فرنسية الأسبوع الماضي أن الرهائن نقلوا إلى الجزائر وإنهم في يدي يحيى أبو الهمام الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وأحجمت الحكومة الفرنسية عن التعليق على التقرير. وقال التنظيم في رسالة وضعت على موقع الأندلس ذراعه الإعلامية ‘نود أن نطمئن عائلات وأهالي الرهائن على سلامة أبنائهم’. وكررت الرسالة ما جاء في بيانات سابقة لتنظيم القاعدة من أنه سيقتل الرهائن في حالة حدوث أي تدخل عسكري فرنسي جديد في شمال أفريقيا لكنه قال إنه يظل منفتحا لأي مفاوضات لتحريرهم. وأضاف التنظيم في رسالته ‘مع أننا ولقرابة ثلاث سنوات كنا منفتحين فيها على المفاوضات وكانت مطالبنا واضحة ومشروعة إلا أنها قوبلت بالرفض تارة والتعامي واللامبالاة والاستفزاز من طرف الحكومة الفرنسية تارة أخرى.’وتقول الحكومة الفرنسية إنها لا تتفاوض مع محتجزي الرهائن. وقال تنظيم القاعدة إنه سينشر قريبا تسجيل فيديو للرهائن الفرنسيين الخمسة والأوروبيين الثلاثة الآخرين. وأكد تنظيم القاعدة في رسالته مقتل الرهيئة الفرنسي فيليب فردون الذي خطف في بلدة أومبوري في شمال مالي في نوفمبر تشرين الثاني 2011 في مارس آذار ردا على التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي. وقال في الرسالة ‘مراعاة منا لمناشدات ومطالب عائلات الرهائن الأوروبيين المحتجزين لدينا سوف نبث قريبا بإذن الله شريطا مصورا جديدا يظهر فيه الرهائن الفرنسيون الخمسة (بعد مقتل سادسهم كما أكدنا سابقا) وكذا الرهائن الأوروبيون الثلاثة أيضا’. ولمناسبة مرور الف يوم على خطفهم في منطقة الساحل تجمع اهالي واقارب اربعة رهائن فرنسيين السبت في مدن فرنسية عدة غداة شكوى تقدمت بها احدى الاسر للتنديد بخلل امني ارتكبه مشغل الرهائن في بادرة لا تلقى اجماعا. وكان تم خطف كل من تييري دول ودانيل لاريبي وبيار لوغران ومارك فيري في 16 ايلول/سبتمبر 2010 في النيجر من جانب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وفي قرية سانت سيري (جنوب غرب) التي يتحدر منها لاريبي تجمع الف شخص امام بلدية هذه القرية التي يقطنها 3500 نسمة. وقال كلود لاريبي شقيق المخطوف ان ‘تكتم’ السلطات العامة ‘يخفي تراخيا كبيرا’. واضاف ‘كل الدول ، حتى الاشد حزما منها، تجد دائما حين تقرر، سبل حوار وتفاوض في اطار احترام مبادىء الدولة يجب ان يقرر ذلك رئيس الجمهورية بسرعة. يمكنه فعل ذلك وهو واجبه’. وقال اوريليان بيجا قريب الرهينة لاريبي الذي كان بين 200 شخص تجمعوا امام بلدية باريس، ‘الف يوم هذا لا يطاق، لكن الامل لا يزال قائما في العثور عليهم احياء’ مضيفا ان طول المدة ‘يشير الى خطأ استراتيجية الصمت’. وحضرت التجمع الباريسي فرنسواز زوجة لاريبي التي كانت خطفت معه ولكن افرج عنها في شباط/فبراير 2011. ونظمت تجمعات اخرى في نيم (300 شخص) ونانت (مئات) واورليان حيث تجمع 300 متضامن. وصباح اليوم اكد اوليفيي موريس محامي الان وكليمان لاغران والد وشقيق الرهينة بيار لوغران في مؤتمر صحافي ان الشكوى التي تقدما بها الجمعة تشكل ‘مرحلة اضافية من شانها ان تؤدي الى تعيين قضاة يخاطبون اسر’ الرهائن. وتهدف هذه الشكوى الى الحصول على معلومات حول احتجاز بيار لوغران وادانة اخلالات محتملة في مستوى الامن من جانب شركة اريفا وفرع لشركة فينسي، مشغله. وقال المحامي ان الشكوى تشير الى ‘سخط اسرة لوغران لعدم تحرك السلطات العامة’. وخلال المؤتمر الصحافي قال الان لوغران ‘مع انقضاء الف يوم لا نعرف شيئا ونريد ان نفهم، نريد ان نعرف الحقيقة وهل حصلت اخطاء ومن اخطأ’. غير ان تقديم الشكوى لم يكن محل اجماع حتى داخل الاسرة. ففي نانت قال ريني روبار جد بيار لوغران ‘هذه بادرة ما كنت لاقوم بها لان الاولوية هي لتحرير الرهائن’. وردا على سؤال لفرانس برس قال فريدريك كوهابي صهر مارك فيري ان ‘باقي الاسر مجندة حاليا فقط لجلبهم’ الى الديار مضيفا ‘سنرى لاحقا مسألة تحديد المسؤوليات’. واقر المحامي موريس انه ‘يمكن ان تكون هناك حساسيات مختلفة’ بين الاقارب لكن ‘هناك معاناة شديدة لدى الاسر ازاء الصمت المطبق’ للسلطات. واضاف ان ‘الرد الرسمي الوحيد تمثل في انه لن يتم دفع اي فدية’. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اوضح في 19 نيسان/ابريل ان فرنسا لن تدفع فديات للافراج عن رهائنها مضيفا ان باريس ‘لا تتنازل عن المبادىء’ وانه ‘من خلال اكبر قدر من التكتم يمكن ان نكون اكثر فائدة’. وقال في 16 ايار/مايو ان فرنسا على استعداد لاستئناف الاتصالات التي انقطعت بعد التدخل الفرنسي العسكري في مالي، من اجل تسهيل الافراج عن الرهائن. وهناك سبعة فرنسيين على الاقل رهائن في افريقيا بمنطقة الساحل. واعلنت القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي مقتل احدهم فيليب فيردون وهو ما لم يتم تأكيده رسميا.