القاهرة – «القدس العربي»: لا تقل درجة الطقس السياسي في القاهرة عن حرارة المناخ التي تجاوزت 42 درجة مئوية إذ خلفت الأحداث التي تشهدها تونس حالة من الحراك وعززت التفاؤل لدى السلطة وأنصارها بوأد أي رياح ترمي إلى عودة أي نشاط له علاقة بثورات الياسمين، فيما سادت حالة من الإحباط بين من تبقى من لبنات ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني تلك التي راهن أنصارها على استعادة الشعار الخالد “عيش حرية عدالة اجتماعية”.
وفي صحف أمس الإثنين تواصل الهجوم على الإخوان وسائر القوى الداعية لاستعادة الحراك الجماهيري. وحفلت الصحف بحالة من التفاؤل بين الكتاب الداعمين للسلطة بشأن تحسن الأوضاع الإقنصادية. ومن تقارير القصر الرئاسي: أطلق صندوق “تحيا مصر”، قافلة جديدة لتوفير المواد الغذائية والملابس الجديدة للأسر الأولى بالرعاية في قريتي منديشة والقصعات في الواحات البحرية، ضمن مبادرتي “بالهنا والشفا” و”دكان الفرحة”، تنفيذا لتوجيهات الرئيس، عبد الفتاح السيسي، بتكثيف أنشطة الصندوق في المناطق النائية والحدودية. من أخبار “الدعاة”: انطلقت لجان المقابلة والترشيح لأقوى وأهم برنامج تدريبي في تاريخ وزارة الأوقاف “الإمام المفكر” الذي يهدف إلى صنع جيل شديد التميز من الأئمة العلماء المفكرين الذين يدرسون إلى جانب علوم الدين واللغة علوم العصر بكل ما تعنيه الكلمة من معان، بإشراف مباشر من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف. ومن تقارير وزارة الصحة: كشفت هيئة الرعاية الصحية عن أنه تم تسجيل 990 ألف مواطن حتى الآن ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد في الأقصر، وفتح 254 ألف ملف عائلي. ومن أخبار الصحة كذلك: شهدت محافظة الشرقية حالة من الحزن عقب وفاة 4 أطباء شباب بشكل مفاجئ خلال هذه الأيام. ومن أخبار القوات المسلحة: وصلت إلى قاعدة الإسكندرية البحرية الغواصة (S-44) من طراز ( 209 / 1400 ) ألمانية الصنع قادمة من ميناء “كيل” في ألمانيا بعد أن أبحرت بطاقمها المصري.
ويمثّل انضمام الغواصة (S-44) تعزيزاً لقدرات قواتنا البحرية القتالية والحفاظ على مقدراتنا الاقتصادية في البحرين المتوسط والأحمر وتأمين قناة السويس وكذا المحافظة على الأمن البحري، وبما يعزز تحقيق الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة. ومن أخبار الحوادث: سدد 9283 شخصًا غرامة فورية قدرها 50 جنيهًا، بإجمالي مبلغ 450 ألف جنيه، لعدم الالتزام بارتداء الكمامات الواقية، بينما رفض 41 شخصًا سداد الغرامة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم. ومن أخبار المحاكم: قضت محكمة جنايات نجع حمادي غيابيا بإعدام 6 متهمين لارتكابهم جريمة ثأر وإحالة أوراق 8 إلى المفتي لقيامهم بقتل شقيقين بسبب خلافات عائلية.
المؤامرة مستمرة
أكد محمد سعد عبدالحفيظ في “الشروق” أن بعض الدوائر الإعلامية المصرية احتفت بالفشل الإثيوبي المزعوم، وبالغ البعض مرجعا هذا «الفشل» إلى الجهود الدبلوماسية المصرية السودانية الجبارة التي أجبرت الأحباش على عدم تنفيذ مخططهم المعلن، حتى خرج المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي ليفسد على هؤلاء فرحتهم المصنوعة، ويعلن في مؤتمر صحافي مساء الخميس الماضي أن التعبئة الثانية للسد تمت بالكمية المطلوبة بأكثر من 13 مليار متر مكعب، معتبرا أن «ما يتردد في مصر والسودان من أن التعبئة الثانية اقتصرت على أربعة مليارات متر مكعب هي محاولة لعدم الاعتراف بنجاح إثيوبيا». ما يدعم كلام مفتي ما صدر قبل يومين عن لجنة الفيضان السودانية التي أعلنت عن انخفاض فى إيراد النيل الأزرق بنحو 2.8 مليار متر مكعب، مقارنة بالعام الماضي، ما دعا وزيرة الخارجية السودانية، مريم المهدي، إلى مطالبة إثيوبيا بـ«العودة لرشدها والتعامل مع موقف الخرطوم بشأن سد النهضة بشيء من المسؤولية». تابع الكاتب: بغض النظر عن الكمية التي تم تخزينها خلف السد الإثيوبي، هل هي 3 مليارات متر مكعب أم 13 مليار؟ ودون الدخول في متاهة «من الأصح: تقديرات خبرائنا أم تأكيدات مفتي؟»، فما يمكن حسمه هو أن أديس أبابا تمكنت من تحقيق هدفها، وأرست سابقة في تعاملها مع دولتي المصب، بعد أن نفذت الملء الأول والثاني في موعدهما المعلن وبإرادة منفردة، ودون اتفاق ملزم يحدد قواعد الملء والتشغيل مع القاهرة والخرطوم، وهو ما يعني أن الملء الثالث سيتم العام المقبل بالطريقة ذاتها، حينها وبناء على ما جرى سنكتفي نحن بالإعلان عن قلقنا المشروع، ونطالب كل من هب ودب بالتدخل لإقناع الأحباش بالتوقف عن اتخاذ إجراءات إحادية والعودة إلى مائدة التفاوض.
يتلاعبون بنا
توقع محمد سعد عبدالحفيظ في “الشروق” أنه حتى لو عاد الإثيوبيون مجددا إلى مائدة التفاوض، تحت مظلة الاتحاد الافريقى، فلن يلتزموا بشيء، فالتجربة أثبتت لهم أن طرفي الأزمة الآخرين (القاهرة والخرطوم) لن يتخذا أي إجراء جاد يمنعهم من استكمال مخططهم، والسوابق كاشفة فيما جرى في واشنطن العام الماضي.
فعندما أعلنت أديس أبابا انسحابها من الاجتماعات التي رعتها الولايات المتحدة، وكادت أن تنتهي باتفاق على 90% من النقاط الخلافية، كان يكفي بأن تتخذ دولتا المصب إجراءً خشنا، لكنهما آثرتا السلامة وهو ما جرأ الأحباش على إفشال جولة المفاوضات، التي دعا إليها الاتحاد الافريقى في أغسطس/آب الماضي، وفي الوقت الذي اخترنا فيه الذهاب إلى مجلس الأمن لعرض القضية، نفذت أديس أباب الملء الثاني للسد. وانتهى محمد سعد عبدالحفيظ في “الشروق” إلى أنه على مدى 10 سنوات استدرجتنا إثيوبيا إلى فخ المفاوضات العبثية، وتلاعبت بنا سواء على مائدة الاتحاد الافريقى أو في مجلس الأمن، ورفضت التوقيع على أي اتفاقات قانونية ملزمة تضمنها أطراف دولية، وهدفها التحكم في محبس نهر النيل ثم بيع المياه إلى مصر، حسبما كشف دينا مفتي فى تصريح متلفز قبل شهور. للأسف الشديد، نفذت حكومة أديس أبابا إرادتها ومخططها رغم أنها في أضعف حالاتها، وتلك خسارة للجانب (المصري/ السوداني)، لا تضاهيها خسارة سوى حرمان شعب وادي النيل من شريان حياته.
ربما ينجح
نبقى مع أزمة سد الخراب إذ يرى سليمان جودة في “المصري اليوم” أن الجولة التي قام بها رمطان لعمامرة، وزير خارجية الجزائر، متنقلاً بين أديس أبابا والخرطوم والقاهرة، ومتوسطًا بين العواصم الثلاث في قضية سد النهضة، لم يسبق أن بادر بها وزير خارجية عربي. وهذا في حد ذاته ما يعطيها أهميتها الخاصة! غير أن هذه ليست الأهمية الوحيدة. فالرجل له خلفية تجعل من وساطته في القضية وساطة من رجل يحمل ما يؤهله للقيام بما بادر به وبادرت به بلاده! أكد الكاتب أن الخلفية تقول إن لعمامرة كان في مثل هذه الأيام من العام الماضي، مرشحًا ليكون المبعوث الأممي السادس في ليبيا، بعد غسان سلامة الذي قدم استقالته في مارس/آذار 2020 . كان مرشحًا من جانب الأمم المتحدة في نيويورك، وكاد يصبح مبعوثًا دوليًا بالفعل، لولا أن الولايات المتحدة الأمريكية اعترضت على اسمه، فلم تملك الأمم المتحدة إلا أن تأخذ خطوة إلى الوراء في الترشيح! ولابد أن اعتراض واشنطن على ترشيح اسمه يمنحه مصداقية خاصة أمام أبناء بلده أولاً، ثم في الوسط الدبلوماسي العربي والافريقي والدولي في العموم. فهو رجل من وزن الأخضر الإبراهيمى في بلد المليون شهيد، وربما يكون هذا هو السبب الذي دعا الرئيس عبدالمجيد تبون إلى أن يعيده إلى وزارة الخارجية، بعد أن كان قد غادرها في تعديل وزاري سابق! هذا عن لعمامرة الدبلوماسي العتيد. أما الجزائر فالذين يتابعون أحوال دول القارة السمراء يعرفون ماذا تعني الدولة الجزائرية بالنسبة للافارقة عمومًا، ويعرفون أنها من بين دول معدودة على أصابع اليد الواحدة تملك نفوذًا في القارة وفي الاتحاد الافريقى معًا! ولا يخفى على أحد أن الجزائر واحدة من دول الجوار المباشر مع ليبيا. هي واحدة من دول ست تحيط بالأراضي الليبية كما يحيط السوار بالمعصم! وهذا بدوره يضيف إلى وجودها في ملف السد ما يمنحه الكثير من المسوغات والمبررات القوية!
لا تبشر بخير
تساءل الدكتور وجدي زين الدين في “الوفد”: هل فعلاً هناك أمل في حل القضية الفلسطينية؟! هل فعلاً من الممكن أن نصحو على خبر الاتفاق على حل الدولتين، الإسرائيلية والفلسطينية بات محل التنفيذ؟! أضاف الكاتب: الظروف والملابسات الحالية لا تبشر بخير على الإطلاق، فقد اعتدنا منذ احتلال فلسطين أن إسرائيل تشغل العالم العربي والإسلامي بأمور أخرى تتسبب في عرقلة أي مفاوضات حتى تظل الأوضاع كما هي، فمثلاً تشغلنا بعودة اللاجئين لسنوات، ومرة أخرى بمحاولة تخريب المسجد الأقصى كما هو حادث الآن، وثالثة ببناء المستوطنات، وهكذا تظل المفاوضات حول إقامة الدولتين «محلك سر»! بهدوء شديد، هل الأطراف الحالية على الساحة السياسية الإسرائيلية والفلسطينية لديها القدرة على تنفيذ حل الدولتين؟! ثم هل هذه القيادات بمقدورها الوصول إلى حل، في ظل فرقة شديدة بين التيارات الفلسطينية المختلفة، التي لا تتفق على رأي واحد حتى الآن؟!، ثم هل نحلم أن يتم لم الشمل الفلسطيني الآن، خاصة بعد قيام القاهرة بدور مهم الآن في هذا الشأن؟! هل من الممكن أن نحلم بوجود اتفاق يجعل الجميع على قلب رجل واحد من أجل حل القضية الفلسطينية؟ طبعاً، لدي أمل في هذا، لكن الواقع والعقول سواء كانت الإسرائيلية أو الفلسطينية لا تبشر بأي خير على الإطلاق. نحن في حاجة إلى أجيال جديدة لديها فكر مختلف يتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل مختلف. ولنا أن نتصور أن تصريحات المسؤولين الفلسطينيين منذ عشرين أو ثلاثين عاماً، لا تختلف عن تصريحاتهم الحالية، وبذلك نفقد الأمل تماماً في أي حلول.. نحن في حاجة إلى فكر مختلف ورأي موحد، يقنع بالدرجة الأولى الغرب والولايات المتحدة لانتزاع الحقوق العربية، وإقامة الدولة الفلسطينية. هذا هو الحلم الذي يجب أن يتحقق بعيداً عن فكر ورأي كل القيادات الفلسطينية التي لا تعرف سوى التناحر والفرقة.
خيانة النخبة
اعترف عماد الدين حسين في “الشروق” أنه حينما تتصارع الطبقة السياسية في أي بلد، وتتدهور الأحوال المعيشية لأغلبية المواطنين، فإنهم يكفرون بهذا النوع من الديمقراطية والتعددية، خصوصا إذا كانت هذه الطبقة ترفل في النعيم ورغد العيش. شدد الكاتب على أن هذا هو أحد الأسباب الجوهرية للأزمة اللبنانية المستحكمة، وهو أحد أسباب الأزمة الراهنة في تونس. وتابع عماد: أي مواطن عاقل وسوي يتمنى أن يكون هناك دستور وقوانين وعدالة وديمقراطية وحريات وتداول للسلطة، فتلك هي الفطرة السليمة للمجتمعات عامة، لكن عندما تفسد الطبقة السياسية وتتصارع وتتنازع، ويدفع عموم المواطنين الثمن، فإن كل ما يشغلهم في هذه اللحظة هي حياتهم ومعيشتهم، وربما يستغل بعض المستبدين هذه الحالة للاستمرار في السلطة والعصف بكل ما بنته الشعوب من تراكم ديمقراطي. الجميع عربيا وعالميا أشاد بالتجربة التونسية في الحريات والديمقراطية وتداول السلطة، وتمنى توسعها عربيا، لكن النهاية التي وصلت إليها تجربة حركة النهضة الإخوانية في تصارعها مع بقية القوى السياسية، ثم تحديها للرئيس قيس سعيّد وعدم التفات الحكومة التي كانت تدعمها لهموم الناس، هو السبب المباشر الذي جعل غالبية التونسيين تؤيد إجراءات الرئيس سعيّد بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه، وحل الحكومة وإقالة العديد من كبار المسؤولين، وبدء محاكمات ضد الفاسدين. المواطنون العاديون يتمنون أن يكون الدستور والقانون والتعدد والتداول طريقا لتحسين حياتهم، لكن إذا أدى ذلك إلى شلل للاقتصاد وتدهور المعيشة، فإنهم يكفرون بكل ذلك، ويبحثون عن المنفذ. المجرم الحقيقي في الأزمة التونسية هو من أوصل الأوضاع إلى هذا المستوى المتدني خصوصا في ملف الاقتصاد ثم الصراع السياسي.
سيناريو كارثي
الغضب الشعبي من الحكومة التونسية مرده كما يرى عماد الدين حسين في “الشروق” خطوات محددة منها ارتفاع مدفوعات القروض ستة أضعاف حجم ميزانية الصحة في البلاد. وفي المقال الافتتاحي لصحيفة الغارديان البريطانية، صباح السبت الماضي فإن الحكومة التي كان الإخوان يدعمونها خططت لإلغاء دعم الخبز للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 4 مليارات دولار، وهو القرض الرابع خلال عشر سنوات. في اليوم نفسه نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا لمراسلتها في الشرق الأوسط بيل ترو تقول فيه إن معدلات البطالة وصلت الآن إلى 18٪، وحوالي 40٪ بين الشباب. مرة أخرى غالبية المواطنين العاديين يفضلون الديمقراطية، لكن بشرط جوهري، أن تؤدى لتحسين أحوالهم. وفي الحالة التونسية انتهى الأمر إلى مناكفة وصراع عبثي بين القوى السياسية بشأن قضايا قد تكون مهمة للسياسيين، لكنها ليست كذلك لمن لا يجد عملا، أو لمن ضاقت به سبل العيش الكريم، أو لمن خسر عمله بسبب تداعيات كورونا، أو لمن فقد الأمل في غد أفضل لأي سبب من الأسباب. بالطبع الجدل بشأن من يقود من: الاقتصاد أم السياسة سيظل مستمرا، لكن من التجارب التي تشهدها الدول النامية وعالمنا العربى، فإن الأوضاع الاقتصادية ما تزال تلعب الدور الحاسم، والسياسة تستغل ذلك بصورة واضحة طوال الوقت. وتوصل الكاتب إلى أن فشل التجربة التونسية في توفير حياة كريمة للتونسيين طوال السنوات الماضية لا يعني بالضرورة أن الحكم الفردي هو القادر على توفير هذه الحياة الكريمة للناس وهناك عشرات النماذج الحديثة التي تدلل على ذلك، بل إن أضراره في مرات كثيرة تكون أكثر خطورة. لكن النقطة الجوهرية التي يفترض أن نخرج بها من التجربة التونسية الأخيرة ومعها التجربة اللبنانية، هي أن خديعة الناس باسم التعدد والديمقراطية في حين أن حياتهم تتدهور، لا يمكن أن تستمر طويلا، وأن الشعارات مهما كانت براقة، فهي لا تطعم الناس.
أسوأ النظم السياسية
أقر عمرو الشوبكي في “المصري اليوم” بحق البعض أن يرفض قرارات الرئيس التونسي، ولكن عليه أيضًا أن يرفض مشهد الفشل وسوء الأداء والفساد الذي ساد قبلها، ودفع قطاعًا واسعًا من الشعب التونسي إلى أن يرفض الاستمرار فى لعبة ديمقراطية لا تحقق أيًا من طموحاته في التنمية والعدالة. وقد قرر رئيس الحكومة (المعفى من منصبه)، هشام المشيشي، إجراء تعديل وزاري دون الرجوع إلى الرئيس، أقال فيه وزير الداخلية المقرب من قيس سعيّد، وهو ما اعترض عليه الأخير، ورفض استقبال الوزراء الجدد لأداء اليمين الدستورية وظل الأمر معلقًا حتى اندلاع الأزمة الأخيرة وإعفاء «المشيشي» من منصبه. وقد شغل تفكير أعضاء حركة النهضة ومعهم أطراف داخل النخبة البرلمانية الحاكمة تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية بدلًا من مواجهة تداعيات جائحة كورونا، وسعوا لإصدار قانون يجعل الدعوة إلى الاستفتاء والانتخابات من صلاحيات رئيس الحكومة وليس رئيس الجمهورية، وهو يقضي على ما تبقى من الصلاحيات المحدودة لرئيس الجمهورية، ويعني عمليًا التحول نحو النظام البرلماني رغم أن رئيس الجمهورية منتخب مباشرة من الشعب، بما يعني أنه يجب أن يتمتع بصلاحيات تنفيذية واسعة كما في النظم الرئاسية الديمقراطية. وأقدم رئيس الحكومة السابق على إقالة وزير الصحة ليس بسبب عدم كفاءته أو فشله في مواجهة جائحة كورونا، إنما لمكايدة رئيس الجمهورية. أكد الكاتب أنه إذا كانت هناك نخبة حزبية وسياسية اختيرت بآليات ديمقراطية، ولكنها كانت نموذجًا للفشل الاقتصادي والسياس والصحي، فإن ذلك يدفع قطاعات واسعة من الناس إلى «الكفر» بالديمقراطية والأحزاب، وأن يكونوا مُرحِّبين بمَن يتصورون أنه سيُخلصهم من هذا الفشل بإجراءاته الاستثنائية غير الديمقراطية. يقينًا النظام غير الديمقراطى ليس حلًا، والنظم الاستبدادية أسوأ أنواع النظم السياسية، لكن الدفاع عن الديمقراطية يبدأ برفض المنظومة السياسية الفاشلة، التي تبدو ديمقراطية لأنها هي التي تفتح الباب أمام النظم الشمولية لكي تحكم بدعم قطاع مؤثر من الشعب.
يوم لا ينسى
تذكر مرسي عطا الله في “الأهرام” هذا اليوم الثاني من أغسطس/آب عام 1990 – قبل 30 عاما مضت – حينما ضرب الأمة العربية زلزال مدمر مازالت تعاني توابعه حتى اليوم، فقد بلع الرئيس العراقي الأسبق «الطعم» وانزلق نحو غزو الكويت فكان ما كان من خراب ودمار وانهيار للحلم العربي في الوحدة والتكامل مع اختلال مرعب لموازين القوى الإقليمية لمصلحة الأطراف غير العربية في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا إسرائيل وإيران وتركيا. أضاف الكاتب: في مثل هذا اليوم كان الأفق السياسى ضبابيا، حيث أدى وقع الصدمة إلى حدوث ما يشبه الشلل في العواصم السياسية للأمة العربية وأعترف أنني، كمسؤول عن المكتب المركزي في “الأهرام”، هذا اليوم المشؤوم شعرت بالعجز عن صياغة المانشيت الرئيسي للجريدة التي ستصدر في اليوم التالي، خصوصا أن العراق كان حليفا لمصر والأردن واليمن تحت مظلة ما يسمى «مجلس التعاون العربي» إلى أن وفقنى الله للخروج من كل الحساسيات والحسابات المتشابكة بصياغة المانشيت الذي اعتبر في وقتها زلزالا صحافيا لم تتعود عليه “الأهرام” وطبيعة خطها المتوازن بين كل الاتجاهات وأيضا عدم الالتزام بضرورة شمول المانشيت لأكبر قدر من المعلومات والتفاصيل.
ضحية طعم
تابع مرسي عطا الله في “الأهرام”: استعنت بالله ولخصت ما حدث في ثلاث كلمات تجمع بين الرأي والخبر: «كارثة عربية مفزعة». ليفاجئني الرئيس الراحل محمد حسني مبارك باتصال في السابعة صباحا قائلا: «لقد علمت للتو أنك من صاغ مانشيت الأهرام». وقبل أن يتملكني الفزع بادرني الرئيس بقوله: «ما تتخضش أنا طالبك عشان أهنيك لأن المانشيت جاء معبرا عن رؤيتي تماما وقد حذرت صدام حسين من الانزلاق لهذا الفعل ولكنه لم ينتصح». وقد تعلمت من نكبة الغزو العراقي للكويت درسا سياسيا بليغا خلاصته: إن اللجوء للسلاح في حل الصراعات والأزمات ينبغي أن يخضع أولا للحسابات الدقيقة وللرؤية الشاملة لميدان الصراع الذي لا يقتصر على الخصم وحده وإنما لابد من التحسب لردود الفعل المحتملة لدى كل من لهم صلة ولهم مصالح بميدان الصراع. ولكن صدام حسين كان في الواقع ضحية للمشاعر والعواطف الجياشة في الشارع العراقي الذي كان منذ أيام عبد الكريم قاسم يرى فى إطار أجندة حزب البعث أن الكويت جزء من لواء البصرة العراقي قبل أن يكون ضحية للطعم الذي بلعه عن طريق السفيرة الأمريكية في بغداد التي خدعته بأن أمريكا لن تكون طرفا في أي نزاع يقع بين العراق والكويت.
أم الكوارث
كارثة طبية جديدة يحذر منها الدكتور محمود خليل في “الوطن”: دول العالم بدأت ترتبك من جديد في مواجهة «متحور دلتا»، وصوت منظمة الصحة العالمية بدأ يعلو بالتحذير من كورونا وتحوراته. وأشار مدير المنظمة «تيدروس أدهانوم» إلى أن أربع نسخ جديدة مختلفة ظهرت من الفيروس، وهو عدد مرشّح للزيادة. خلال الأسبوع الماضي وحده تم إبلاغ المنظمة عما يقرب من 4 ملايين إصابة في دول العالم المختلفة بمتحور دلتا، وهناك مؤشرات على أن إيقاع انتشاره يزيد بصورة متسارعة. وفي الولايات المتحدة الأمريكية حذّر كبير المستشارين الطبيين في البيت الأبيض «فاوتشي»، من الفيروس الجديد. وذكر أن «المتحور» يختلف اختلافاً كبيراً عن فيروس كورونا الأصلي الذي كنا نتعامل معه، وعلا صوته بالتحذير من قدرة الفيروس المتحور على الاختراق، وامتد تحذيره إلى من حصلوا على التطعيم في أمريكا ونصحهم بضرورة الالتزام بالكمامة في الأماكن الخطرة التي ترتفع فيها معدلات التزاحم. طبعاً أوضاع التطعيم تختلف من دولة إلى أخرى. معدلات التطعيم في الولايات المتحدة تتجاوز 5 ملايين مواطن في اليوم الواحد، وفي بريطانيا صرح مسؤولون صحيون بأن نسبة التطعيم تتجاوز 70% من سكانها. ولم يعلن في مصر عن نسبة التطعيم، لكن ثمة مؤشرات كثيرة تقول إنها محدودة للغاية، قياساً إلى عدد السكان.
إياكم والخريف
طالب الدكتور محمود خليل في “الوطن” مصر وغيرها من الدول التي تتشابه معنا في الظروف بالحذر الشديد من الموجة المقبلة من الفيروس (موجة الخريف). فالواضح أنها تختلف اختلافاً كبيراً عما سبقها من موجات، سواء على مستوى القدرة على الانتشار أو الاختراق بالعدوى. متحور دلتا ينتشر من دولة إلى أخرى، وبيانات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أنه انتشر في 132 دولة، وبعض هذه الدول حاول جهد طاقته منعه من الدخول إلى مواطنيها، من خلال اتخاذ إجراءات شديدة الصرامة، فكيف يكون الحال بالنسبة لبعض الدول التي لم تتشدّد في الإجراءات خلال الموجة الثالثة من موجات كورونا؟ نحن كشعب نحب «البحبحة» والترخّص، وفكرة الاحتياط لا تشغلنا كثيراً، ويمكنك أن تتأكد من ذلك من مراجعة صور التزاحم على الشواطئ خلال الأيام الماضية، وهو تزاحم من المتوقع أن يزيد خلال الأسابيع المقبلة بعد الانتهاء من امتحانات الثانوية العامة، يعني قبل شهر سبتمبر/ايلول المقبل الذي قد يشهد انطلاق الموجة الجديدة من كورونا، كما حذّر عدد من مسؤولي الصحة في مصر. وليس هناك خلاف على حالة الإرهاق التي أصاب بها الفيروس اقتصاديات الدول المختلفة، خصوصاً الدول التي تعاني في الأصل من مشكلات اقتصادية فاقمت الإجراءات الاحترازية منها، لكن يبقى أن الحفاظ على الروح الإنسانية مسألة مهمة. قال الكاتب: نحن بحاجة هذه المرة إلى قدر أكبر من التخطيط والإعداد المسبق لمواجهة الخطر المقبل، وقد حكيت لك عما عانته – ولم تزل تعانيه – دولة مثل تونس نتيجة انتشار متحور دلتا بين أهلها. العالم في مواجهة كورونا يتعامل مع فيروس استثنائي، فتحوراته وتقلباته وقدرته على المراوغة تثير من جديد أسئلة حول طبيعة هذا الفيروس وظروف نشأته أو إنشائه!
درس للتاريخ
البطولة الحقيقية من وجهة نظر هشام مبارك التي كشف عنها في “الوفد” ليست بالضرورة ميداليات وكؤوسا تحصل عليها الفرق الرياضية في اللعبات الجماعية أو أبطال اللعبات الفردية على الصعيد العالمي. البطولة الحقيقية يمكن أن يحققها بطل دون أن يخوض منافسة تجبره على أن يضع يده في يد من يمثل بلدا يمارس كل يوم المعنى الحقيقى للاضطهاد وانتهاك حقوق الإنسان. رأى الكاتب أن هؤلاء الأبطال العرب الذين انسحبوا من أولمبياد طوكيو التي تستضيفها اليابان حاليا قد حققوا لأنفسهم ولنا وللعرب جميعا كنوزا لا تقدر بثمن عندما انسحبوا من مواجهة من يمثل الكيان الصهيوني الغاصب الذي لا يريد الاعتراف، ولو حتى بالحد الأدنى، من حقوق أشقائنا الفلسطينيين الذين يواجهون بمفردهم كل هذا الجبروت الإسرائيلي.
قد يقول قائل إن السياسة لعبة لا تعترف بالعواطف والمواقف الواضحة، وأنه لا مانع ربما من أن تضع يدك فى يد عدوك لو كان ذلك سيحقق لك مكاسب على الصعيد السياسي خاصة بعد مواجهة عسكرية تكون قد حققت فيها مكسبا كبيرا مثلما فعلت مصر عندما وقعت اتفاقية السلام بعد انتصار أكتوبر/تشرين الأول المجيد والعبور العظيم 1973 لكن لا يوجد تفسير واضح حتى الآن يبرر ما حدث مؤخرا من هرولة غير مبررة ودون مقابل من عدة دول عربية وضعت يدها في يد إسرائيل التي تمارس كل يوم الصلف والغرور اللامتناهي تجاه أشقائنا الفلسطينيين، ضاربة عرض الحائط بكل قرارات الأمم المتحدة التي تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني في استهتار بالغ حتى بهذه الدول التي ربما كانت حسنة النية عندما أعلنت أن التطبيع مع العدو الإسرائيلي الذي أصبح صديقا هو أصلا لصالح القضية الفلسطينية. هذا الادعاء الذي دحضته القوات الإسرائيلية التي كانت تهاجم الأشقاء في كل مكان بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك في إعلان واضح عن أن التطبيع بالنسبة لإسرائيل هو مجرد وسيلة لتحقيق مكاسب عديدة أقلها أن تبدو أمام العالم مثل الحمل الوديع وليس له علاقة بأي حقوق للفلسطينيين. لذا جاء انسحاب عدد من أبطالنا العرب من مواجهة منافسيهم من الإسرائيليين كرسالة بالغة الدقة تماما تؤكد أن الشعوب العربية هي الرهان الوحيد المضمون في تلقين العدو دروسا تكسر غروره وتضعه في حجمه الطبيعي.
بضاعتهم الكذب
يبدو، والكلام للدكتور ياسر عبد العزيز في “الوطن”، أن الحديث عن تحول منصات “التواصل الاجتماعي” إلى قنوات لترويج الأكاذيب والأخبار المزيفة في جانب من عملها بات واحدة من «المُسلّمات»، التي لم تعد بحاجة إلى جهد كبير لإثباتها، لكن بموازاة ذلك، ما زال «المحتوى الضار» يتنقل عبر هذه الوسائط بسلاسة منقطعة النظير. تدخل الأخبار المضللة، التي يتم بثها بشغف كبير عبر هذه المواقع، إلى وعي المتلقين، ثم لا تلبث أن تكون أحد عناصر تفكيرهم وحكمهم على الأمور، قبل أن تتحول إلى محدّدات للسلوك ودوافع لاتخاذ قرارات، بعضها يكون حيوياً وخطيراً.
أستدل الكاتب بتصريح خطير صدر في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2019، صدر عن شركة «فيسبوك» أعلنت فيه أنها قامت بحذف 5.4 مليار حساب مزيف خلال 11 شهراً من العام نفسه، في الوقت الذي كانت تمتلك خلاله قاعدة مستخدمين شهرية في حدود 2.5 مليار مستخدم. قال عبد العزيز: يعطينا هذا التصريح، الذي لم يلتفت إلى خطورته كثيرون، إشارة بالغة الدلالة إلى حجم التزييف الذي يمكن أن يضرب هذه المنصات، في ظل قواعد عمل وإجراءات تحقق غير مدروسة ولا تتسم بالقدر الملائم من الفاعلية. يعني هذا التصريح ببساطة أن تلك المنصة الأهم في العالم كانت تحتضن حسابين مزيفين مقابل كل حساب معلوم الهوية أو لم يثبت زيفه، وهو أمر يرسم الصورة الأكبر لنشاط اتصالي كوني تم تأسيسه على قاعدة الالتزام الطوعي للمتصلين بتحري الدقة في الإعلان عن هوياتهم، وفي مراجعة منشوراتهم قبل بثها. بالنظر إلى خطورة عملية الاتصال الجماهيري والتداعيات الهائلة، التي يمكن أن تترتب على تركها تعمل من دون تقييم وضبط، فإن تلك الوسائط مُنحت فرصة لم تعرفها البشرية منذ أربعة قرون، إذ باتت قادرة على أن تستضيف وسائل إعلام مكتملة الأركان، وأن تمنح لها مميزات البث المستدام والذيوع المطلق من دون أي قدر من المحاسبة أو المساءلة. واحدة من النتائج التي يمكن توقعها ببساطة بسبب تلك الصيغة الفريدة أن حجم المعارف والمعلومات الفاسدة المتداولة يمكن أن يغرق الحقائق وأن يستبعد الإفادات القابلة للإثبات عن الساحة المعلوماتية.
ميثاق غليظ
انتشرت في الفترة الأخيرة قصص عن قتل الأزواج لبعضهما البعض. والبعض، كالعادة كما أوضحت الدكتورة آيات الحداد في “الأهرام”، يشير الخبر على أنه فكاهي، ولكن هذا ما يقال عليه “دس السم في العسل”! فدعوني أتساءل لماذا لم يتم تشيير (مشاركة) وترويج قصص حب ناجحة؟! قصص أزواج يتبادلون مع بعضهما البعض المودة والرحمة التي أمرنا الله بها؟! لما لا يتم ترويج الأخبار التي تبعث الأمل والتفاؤل بأن الحياة مازال بها الخير ومازال هناك زواج ناجح وأزواج استطاعوا أن يثبتوا للجميع أنه مازال هناك شركاء للحياة؟! هناك قصص نجاح لو تم ترويجها لبثت روح الأمل والطمأنينة في قلوب الشباب، ولكن كالعادة يلتزم الجميع الصمت أمام كل شيء إيجابي وكأننا اعتدنا الترويج لكل شيء سلبي! ليت الأمر يتوقف عند العلاقات بل أيضًا أي مظاهر إيجابية تحدث يتم السكوت عنها ونراها ونمر عليها مرور الكرام ولا نتوقف عندها في حين عندما يرى البعض أمرا سلبيا يبدأ بالترويج له !فدعوني أخبر الجميع أن هناك قصص نجاح للزواج الذي دام العديد من السنوات المليئة بالاحترام والتقدير والمودة والرحمة، مازال في الدنيا نماذج جيدة كما هناك نماذج سيئة. لابد أن يعيّ الجميع أن الزواج ثقافة. وإذا كان الهدف الأساسي من الزواج في نظر البعض لتعمير الأرض عن طريق الإنجاب، ولكن يجب أيضًا أن يُفرق الجميع بين الزواج والإنجاب، فما الفائدة من إنجاب أطفال في جو مشاحنات يجعلهم مرضى نفسيين؟! فلم نتحمل مسؤولية روح نسأل عنها يوم القيامة؟
لهذا لا تدوم
توضح الدكتورة آيات الحداد في “الأهرام” أسباب ما آلت إليه العلاقة بين الأزواج: نحن في الحقيقة نفتقد ثقافة الحب، ثقافة الارتباط، ثقافة الزواج، ثقافة التعامل. البعض يتحدث عن فرحة البدايات ويتساءل لِم لا تدوم؟ ولكن للوصول للإجابة سوف أضرب مثالا لذلك: ماذا لو قررت الدخول في شراكة مع أحدهم؟ هل ستظل قبل كتابة عقد الشركة في مجاملات؟ هل ستتغاضون عن العيوب التي تجدونها في بعضكما البعض وتستحون من مواجهتها؟ هل ستعيشون فترة جميلة حتى كتابة العقد ومن ثم يبدأ كل طرف بمواجهة ومحاسبة الآخر؟ أم كل شخص منّا قبل الدخول في علاقة شراكة، أيا كان نوعها مع الشخص، يبدأ كلاهما بالجلوس مع بعضهما البعض والاتفاق على المشروع المُزمع تنفيذه وكلاهما يتحدث عن مخاوفه ويرسمان علاقة الشراكة بينهما كمستقبل ومن ثم يكتبان العقد. هذا الحال في عقد الشراكة كعمل ما بال العقد الذي تحدث عنه الله سبحانه وتعالى في مُحكم كتابه ووصفه بالميثاق الغليظ؟ فالمشكلة الكبرى التي يقع فيها المقبلون على الزواج، افتقاد الصدق، والصدق ليس المقصود به المناقض للكذب، بل الصدق في التحدث ورسم العلاقة والاتفاق على كيفية رسم الحياة التي يريدونها مع بعضهما البعض ، فحتى تسير العلاقة بشكل صحيح، أول خطوة هو الشعور بالارتياح والقبول، أي كلا الطرفين ارتاح للآخر وهذا ليس معناه الحب بل إن هذا الشخص من الممكن أن يَشرُع في الارتباط بالآخر، ثم تأتي الخطوة التانية وهي الصراحة والوضوح والاتفاق على كل شيء، وهذه أهم خطوة في العلاقة وعقب تلك الخطوة تستطيعون المضي والاستمتاع بجمال البدايات التي سوف تدوم للأبد إذا بُنيّت بطريقة صحيحة!
في انتظار النتيجة
انتهى ماراثون الثانوية العامة، بحلوه ومره، وطوى الطلاب والطالبات صفحة مصيرية في حياتهم، اجتهدوا خلالها، على حد رأي محمد أحمد طنطاوي في “اليوم السابع” قدر المستطاع، رغبة في تحقيق مستقبل أفضل لهم وأسرهم، وبدء مرحلة الدراسة التخصصية في المجال الذي يرغبون لاستكمال حياتهم الوظيفية فيه. وخلال الأيام المقبلة ينتظر الطلاب نتيجة الامتحانات التي تحدد أهدافهم وخططهم المستقبلية، أو هكذا يظنون! أضاف الكاتب: بالطبع لن يتمكن كل طلاب الثانوية العامة من الدخول إلى كليات الطب والصيدلة والهندسة والإعلام والعلوم السياسية، أو كليات القمة كما يسميها البعض، لكن بالطبع سوف يتوجه عدد كبير من الطلاب إلى كليات الحقوق والتجارة والآداب، باعتبارها كليات جماهيرية، تستوعب العدد الأكبر من طلبة الثانوية العامة، لكن يجب النظر إلى الموضوع بوجهة مختلفة، فقد تغيرت معطيات سوق العمل خلال الفترة الراهنة، بصورة جعلت الكثير من المهن والوظائف لا ترتبط بالدراسة الأكاديمية. يجب أن يعلم طلاب الثانوية العامة أن الطريق مفتوحة أمامهم، والأمر لن يتوقف عن حدود المجموع الذي حصلوا عليه كبيرا كان أو غير ذلك، بل عليهم أن يدركوا أن الفترة المقبلة سوف يحددها إصرارهم على النجاح، والسعي نحو تطوير المهارات، خاصة في المجالات الجديدة التي باتت أهم بكثير من التخصصات التقليدية العادية، التي لم تعد تحمل بريقها السابق نفسه. الجامعات التكنولوجية، التي أسستها الدولة خلال الفترة الماضية، فرصة واعدة لكل طلاب الثانوية العامة وتحمل مميزات حقيقية لكل الطلاب، وتفتح أمامهم سوق العمل بطريقة غير مسبوقة في ظل المشروعات القومية المتنوعة التي يجرى تأسيسها في كل المجالات، بالإضافة إلى سهولة الالتحاق بهذه الجامعات، خاصة أنها لا تتقيد بمجموع كبير كما الكليات التقليدية. يجب أن تتغير طريقة تفكير الطلاب وأولياء الأمور نحو أولويات الالتحاق بالكليات المختلفة خلال الفترة المقبلة، وضرورة التوجه نحو الفرص الجديدة والتخصصات المستحدثة.