«القدس العربي» ترصد استقبال المغاربة بقلوبهم لـ«أسود الاطلس»!

عبدالعزيز بنعبو
حجم الخط
0

الرباط ـ «القدس العربي»: ناب سكان مدينتي سلا والرباط والضواحي، ومعهم القادمون من مدن أخرى، عن كل المغاربة في رسم لوحة استقبال أكثر من رائعة خصصت لـ«أسود الأطلس» لدى عودتهم عشية يوم الثلاثاء الماضي من العاصمة القطرية الدوحة، بعد مشاركة ملحمية وتاريخية في نهائيات كأس العالم انتهت ببصمة عربية مميزة جدا، تمثلت في الأداء المذهل داخل الميدان وفي التنظيم المبهر والناجح لمختلف تفاصيله. الطائرة التي حطت في مطار الرباط سلا وعلى متنها أعضاء المنتخب المغربي لكرة القدم، وجد «أسود الاطلس» لدى وصولهم كل ألوان المحبة تنتظرهم على طول الطريق المؤدية إلى باب السفراء حيث القصر الملكي، مرورا بأهم شوارع مدينة سلا من حي السلام إلى بطانة ثم باب المريسة التي غصت بالجماهير، وصولا إلى قنطرة الحسن الثاني التي كانت الفاصل بين الجارتين سلا والرباط، وهناك اصطف المغاربة على جنبات الطريق، حتى ذلك السور الأثري الذي يحيط منطقة صومعة حسان وضريح محمد الخامس، افترش فيها المواطنون العشب والتحفوا بالأعلام المغربية وترقبوا منذ ساعات وصول الأسود.

ومن قنطرة الحسن الثاني إلى الشارع الذي يحمل نفس الاسم مرورا بأهم أبواب المدينة العتيقة المحاذية للطريق ومنها باب شالة وباب البويبة وثم على مشارف باب الاحد انعرجت الحافلة يسارا وسارت في شارع محمد الخامس، وهناك كان فيض آخر من محبة وقلوب تنتظر أعضاء المنتخب المغربي، الساحة المقابلة لبنك المغرب والتي تواجه بناية البريد صارت مثل صالون عائلي، وهو الحال نفسه للساحة المقابلة لمحطة الرباط المدينة ومنها إلى مسجد السنة، وقبل الوصول إليه انعطفت الحافلة مرة أخرى يمينا نحو باب السفراء حيث القصر الملكي.
تلك الرحلة التي ستظل مرسومة لدى كل اللاعبين والطاقم التقني والإداري، حطت رحالها في رحاب القصر الملكي ليحظى أعضاء المنتخب باستقبال خصصه العاهل المغربي لكل اللاعبين وعائلاتهم، وهي اللوحة التي أكملت الرسائل الأخلاقية التي بعثها المغاربة طوال فترة المنافسات في المونديال، توجت بصورة تذكارية جمعت الملك محمد السادس بكل أفراد الفريق المغربي وعائلاتهم، وقبل ذلك نال «أسود الأطلس» شرف حمل أوسمة ملكية تكريما لهم على المسيرة المشرقة التي بصموا عليها في مونديال قطر.
كانت 12 كيلومترا هي تقريبا مسافة الطريق من مطار الرباط سلا الدولي إلى «باب السفراء»، لم تحسب بالأرقام، بل بالنبض والفرح الذي أدخله المغاربة على قلوب أسود الاطلس، ردا لعرفان الفرحة الكبيرة التي أثلجوا بها صدور الجميع داخل الوطن وخارجه في المغرب وفي كل البلدان العربية والإفريقية وحتى بعض الدول الإسلامية.
لا شيء تراه العين في تلك الحفلة العائلية المغربية بين سلا والرباط، سوى السعادة والفرحة، والاعلام التي رفرفت وهي بين أيدي حامليها الكثر، ناهيك عمن لبسوا ألوان الراية المغربية سلهاماً أو قميصاً، والبقية تلفت به فهو في الأول والأخير رمز الوطن وحصن المواطن.
خلاصة الحميمية، أنه لو رميت ريشة لسقطت على رأس أحد الواقفين المترقبين للحظة مرور حافلة «أسود الأطلس»، ليس للتّملي فقط، بل للتحية والتعبير عن الشكر والامتنان لما قدموه لهم وللوطن طيلة أيام نهائيات كأس العالم.
أما الأعمار فحدث ولا حرج، الكل كان هناك، أطفالا وشبابا، كهولا وشيوخا، نساء ورجالا، حتى بعض السياح الأجانب بدورهم اصطفوا يتأملون كل هذا الحب وذلك التقدير الذي أظهره المغاربة لمنتخبهم. «القدس العربي» استقت تصريحات لعدد من المواطنين، فكانت مشابهة في العمق والظاهر، فقط تعبيرات عن فرحة عارمة وسعادة لا توصف وكلمات عرفان لكل أعضاء المنتخب المغربي لكرة القدم، تلك كانت خلاصة ما قاله الحاضرون لهذا الاستقبال الجماهيري الكبير، والذين دونوا أسماءهم في سجل اللحظة التاريخية وعاشوا مجد حكاية سيروونها لأحفادهم، خاصة الجيل الجديد، اما جيل الثمانينيات فقد عاش لحظة فرح مضاعفة في ذاكرته تمثل في عام 1986 وهو اليوم يختزن تاريخا مجيدا جديدا.
مسك ختام هذا الاستقبال الجماهيري الكبير، استقبال العاهل المغربي مرفوقا بولي العهد الأمير الحسن وبشقيقه الأمير رشيد للاعبين وللمدرب وأمهاتهم، وتلك الصورة التي ستظل خالدة أبدا في ذاكرة الكرم الأخلاقي للمغاربة والمحبة الجارفة التي يتبادلونها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية