أنطاكيا- “القدس العربي”:
رجح رئيس “المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية”، الحقوقي البارز أنور البني، أن يبدأ القضاء الألماني بمحاكمة الطبيب السوري علاء موسى، المتهم بالتورط في عمليات تعذيب، وجرائم ضد الإنسانية، كان قد ارتكبها في سوريا قبل وصوله إلى ألمانيا لاجئاً، في غضون أشهر قليلة.
وأوضح، في حديث خاص لـ”القدس العربي”، أن الادعاء العام الألماني أوقف المتهم “علاء م” قبل يومين في السجن الاحتياطي، وذلك بعد رفع دعوى قضائية ضده من أقارب أحد الضحايا الذين تعرضوا للتعذيب على يديه، والاستماع لشهادتهم من قبل المدعي العام الألماني.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية إنه “تم توقيف المشتبه به، المعروف باسم علاء م”، موضحة أن المشتبه به كان يعمل طبيباً في سجن تابع للمخابرات العسكرية، وقد قام، في حالتين على الأقل، بالمشاركة في عمليات تعذيب أحد المعتقلين داخل السجن العسكري التابع لنظام الأسد”.
وحسب البني، فإن المحكمة الألمانية بصدد إصدار قرار اتهام الطبيب، كاشفاً عن تأكيد عدد من الشهود الجدد استعدادهم لتقديم شهادات جديدة، ضد المتهم علاء م، مؤكداً أن “المدعي العام بصدد الاستماع لشهادة الشهود، قبل أن يصدر قرار الاتهام”.
وكانت “القدس العربي” أول من أثار التُهم الموجهة للطبيب السوري علاء موسى إعلامياً، وذلك في تقرير نُشر بتاريخ 28 آذار/مارس 2019، تحت عنوان “اتهامات لطبيب موالٍ للنظام السوري بتعذيب المعتقلين في حمص“، حيث استمعت الصحيفة حينها لشهادة طبيب سوري يدعى محمد وهبي، كان يعمل برفقة المتهم موسى في مستشفى حمص العسكري.
كانت “القدس العربي” أول من أثار التُهم الموجهة للطبيب السوري علاء موسى إعلامياً، وذلك في تقرير نُشر بتاريخ 28 آذار/مارس 2019
وأوضح الصحافي مصطفى محمد، الذي التقى بالطبيب الشاهد وهبي وأوصل صوته لـ”القدس العربي”، أنه التقى بـوهبي في الريحانية قرب أنطاكيا، بعد أن نشرت أسماء الأسد صورة لها خلال إصابتها بالسرطان وإلى جانبها طبيب من الطائفة العلوية يدعى علي الحسن، ارتكب هو الآخر جرائم خلال عمله في مشفى بحمص، ما قاد إلى تعرف زميله وهبي عليه، ومن ثم أدلى الطبيب وهبي بشهادته لـ”القدس العربي” عن الطبيب علي الحسن، والتي تضمنت ما قام به أيضا زميله الآخر، الطبيب المتهم حاليا في ألمانيا، علاء موسى، وهو ينتمي للأقلية المسيحية بحمص، وقد أبدى حينها زميلهم الطبيب محمد وهبي استعداده للسفر لألمانيا، للإدلاء بشهادته أمام المحاكم الألمانية.
وقال الطبيب وهبي حينها، والذي كان يعمل في مستوصف مخصص لاستقبال اللاجئين السوريين في مدينة الربحانية الحدودية، بولاية هاطاي التركية، إنه كان على درجة عالية من الاستياء بسبب إفلات علاء موسى من الجرائم التي ارتكبها، قبل وصوله إلى ألمانيا.
وجاء في شهادة وهبي حينها أن مجموعة من الأطباء كانوا يقومون بعمليات تعذيب للمصابين خلال التظاهرات المناوئة للنظام في مدينة حمص.
وحسب حديث وهبي لـ”القدس العربي” حينها، فإن المتهم علاء موسى سكب الكحول على الأعضاء التناسلية لأحد المعتقلين من المتظاهرين، وأشعل النار بالقداحة، ما أدى إلى حرق الجهاز التناسلي للمعتقل بدرجات متفاوتة، وأضاف: “كنت من المشرفين بحكم تخصصي في المسالك البولية على متابعة حالة المعتقل، الذي تعرض لضرر بالغ، يستحيل الشفاء منه، وتحديداً في المنطقة الحساسة”.
وبعدما نشرت “القدس العربي” الموضوع في مارس من عام 2019، جمعت وسائل إعلام محلية وأولها “زمان الوصل”، شهادات لضحايا تعرضوا للتعذيب على يد علاء موسى، ومن ثم قامت قناة “الجزيرة” وصحيفة “دير شبيغل” الألمانية بنشر تحقيق مشترك عن دور هذا الطبيب السوري في انتهاكات واسعة ضد المتظاهرين السوريين، ما قاد في نهاية المطاف إلى رفع دعاوى ضده في المحاكم الألمانية.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن علاء موسى المنحدر من بلدة الحواش، بوادي النصارى، غرب حمص، كان يزاول مهنة الطب في المستشفيات الألمانية بولاية هيسن، بعد خروجه من سوريا عبر لبنان، ووصوله ألمانيا في العام 2015 لاجئاً.
مصادر معارضة من ألمانيا اتهمت علاء موسى بالنشاط في دعم النظام السوري، مؤكدة أنه كان يهدد اللاجئين بما يملكونه من أملاك وباعتقال أقاربهم في سوريا.
وفي هذا الصدد، أكد المسؤول الإعلامي في منصة “INT” الإخبارية، جوان رمّو، المقيم في ألمانيا، حصول عدد كبير من السوريين المتورطين بانتهاكات حقوق الإنسان على حق اللجوء في الدول الأوروبية، داعياً خلال حديثه لـ”القدس العربي” إلى تفعيل دور المنظمات الحقوقية لفضح جرائمهم، على أمل محاكمتهم محاكمة عادلة.
وحول الدعوات التي تخرج من حين لآخر، المطالبة بضرورة إعادة اللاجئين الموالين للنظام إلى سوريا، قال: إن القوانين المعمول بها أوروبياً تصعب ذلك، لأن سوريا مصنفة على أنها بلد غير آمن.
وفي حزيران/يونيو الماضي، كان وزير داخلية ولاية بفاريا الألمانية “يواخيم هيرمان” أعلن أنه يعمل على مشروع لترحيل فئات عدة من السوريين، وعلى رأس هذه الفئات الذين قاموا بعمل جنائي، كذلك السوريون الذين لا يتمتعون بتحقيق شروط اللجوء، وكذلك ترحيل الموالين للأسد.
كذلك، اقترحت ولايات ألمانية أخرى أن تجري الحكومة الاتحادية تقييماً جديداً بالنسبة للأشخاص المصنفين على أنهم خطيرون أمنياً، والأشخاص الذين تمت إدانتهم في جرائم خطيرة، لعرض مبدأ حول كيفية التعامل مع مجرمين ينحدرون من سوريا.
شكراَ للقدس العربي وعقبال بقية العصابة إن شاء الله.
اطلعت قبل فترة على تقارير لعمليات تعذيب جرت في سوريا بناءاً على شهادات من تعرض لها او /و كان شاهداً عليها ، و بأساليب ربما الأسلوب الذي ذكر في المقال من قيام هذا المفترض انه طبيب يعالج الناس، بسكب الكحول و من ثم إشعال النار في أعضاء حساسة من الجسم تسببت باعاقات دائمة ناهيك عن مستوى الألم و الاذى أثناء التعذيب الذي يمارسه مخلوق من نفس جنس المعذَّب كما يفترض، هو اهون مما قرأت في تلك التقارير التي جعلتني اتمرض لمدة أسبوع بعد قراءتها ولا ازال اعاني نفسياً من آثار ذلك التقرير…
.
أمور لا يمكن أن تخطر على ذهن ابليس نفسه الذي ربما لا يجرؤ على فعل ما قرأت ان ازلام النظام و ادواته فعلوه.
.
كلنا قرأنا عن أساليب محاكم التفتيش في الأندلس بعد سقوطها و التي تعتبر ربما من أسوء ما مر على البشرية من طرق تعذيب، و صارت المثل الذي يعبر عن الانحطاط البشري في أسوء صوره.
..
ما اطلعت عليه، يجعل من محاكم التفتيش تلك مجرد شكة ابرة، والله شاهد على ما أقول.
.
لهذا لا يمكن أن أجد اشخاص يمكن أن يكون أسوء من بشار الأسد و ازلامه عبر التأريخ!
.
للأسف الشديد ان اقصى ما سيحصل عليه هذا الطبيب الوحش، حتى لو اعترف بوحشيته تلك… في ألمانيا، هو السجن المؤبد!
لكن ما يطمئن القلب ان محكمة الحكم العدل ، ستنتظره، و إن هي إلا سنين معدودات تقضى، و لا يظلم ربك أحدا.
يجب دراسه الاسباب التي ادت الى وقوف الاقليات في سوريا ولبنان ضد الاغلبيه وتساعد النظام في قتل وتعذيب المعارضين من الاغلبيه وذالك حتى لا تتكرر هذه الامور في المستقبل .