‘القدس العربي’.. 25 عاما

حجم الخط
34

تحتفل ‘القدس العربي’ اليوم بمسيرة ربع قرن جعلت منها صحيفة مميزة، تجمع بين ريعان الشباب ونضج التجربة ورصانتها. ‘القدس العربي’ هي بالنسبة الى طاقمها مسيرة عمر وحياة وعمل ٍ وتحدٍّ. وبالنسبة الى الصحافة كمهنةٍ واحتراف، نجحت ‘القدس العربي’ خلال مسيرة ربع قرن من النضال المهني، في ان تفرض حضوراً فلسطينياً مهماً على الساحة الاعلامية العربية التي عرفت صحافتها مدرستين عريقتين هما المصرية واللبنانية، ثم الكويتية في مرحلة لاحقة.
كانت ‘القدس العربي’ وستبقى فلسطينية عربية وعربية فلسطينية بامتياز، تفخر بتبنيها قضية الشعب الفلسطيني، وحقه في انهاء الاحتلال الصهيوني، مع السعي الى اظهار الغنى الحضاري لهذا الشعب واستمرار تدفق عطائه الثقافي والفني على رغم المعاناة القاسية.
وبالتوازي سعت ان تكون صوتاً للشارع العربي، الذي طالما أنكر البعض وجوده اصلاً، ونصيراً للمواطن العربي المقموع والمظلوم، فدفعت الثمن، وهي تصر على ان تغرد خارج السرب، في مواجهة انظمة عتيّة ومؤسسات اعلامية ضخمة، لكنها حظيت بالاحترام دائماً حتى من بعض خصومها وقبل اصدقائها احياناً.
وكجزء من المنظومة الصحافية العربية، فإننا نواجه التحديات نفسها، ولا بد اننا ارتكبنا نصيبنا من الاخطاء. لكن من الانصاف القول أنه لولا روح الاسرة الواحدة التي جمعت العاملين في هذه الصحيفة لسنوات طويلة، وقدراتهم الاحترافية المتوثّبة، مع قلة عددهم، لما كان ممكناً ان نحتفي بمرور خمسة وعشرين عاماً على صدورها.
‘القدس العربي’ بدأت بطموح الناشر وليد ابو الزلف، ورعاية الرئيس الراحل ياسر عرفات، وبجهد رئيس تحريرها لاربع وعشرين عاما عبد الباري عطوان والى جانبه مجموعة صغيرة من الصحافيين الشباب، الذين عملوا بكل جهد وضمير ليساهموا جميعا ببناء هذا الصرح.
حين بدأت صحيفة ‘القدس العربي’ بالصدور قبل 25 عاما، في اوج الاهتمام العربي بالاعلام في الخارج، ووسط عمالقة من الصحافة العربية، استطاع فريقها الصغير ان يطبع بصمة مميزة، سواء في اظهار الخبر الذي يلامس الناس العاديين ويهمهم أو في ابراز المواقف والآراء المختلفة التي ساهمت بها نخبة من الكاتبات والكتاب العرب.
خلال مسيرة 25 عاما، اجتهدت ‘القدس العربي’ كثيراً فأخطأت احياناً، وعذرها أنها أصابت في اكثر الاحيان. ورغم تعرضها لمضايقات في أكثر من دولة، ورغم حجبها ورقياً وحتى على الانترنت في بعض الدول العربية (والذي نأمل أن ينتهي قريبا)، حافظت الصحيفة على قدرتها على المنافسة والوصول الى القارئ.
واليوم تطبع الصحيفة في لندن وفرانكفورت ونيويورك وخلال ايام ستطبع في العاصمة الاردنية عمان، وبدأت هذا الشهر نظام الطباعة الديجيتال في روما وقريباً في اسبانيا لتكون صباح كل يوم مع القارئ. ومن بين انجازاتها، هذا العدد الاسبوعي، وخلال ايام ستكون قادرة، من خلال نظام الـAPP ، على الوصول الى القراء في ثلاث دول تحجب موقعها الالكتروني، على امل ان يتمكن الفضاء العربي يوماً من احترام ثقافة الاختلاف فيتسع للجميع.
نفخر في صحيفتنا الفلسطينية العربية، بأنها نجحت في جمع العالم العربي في اسرة واحدة، حيث تذوب جنسياتنا، فالسوري والعراقي واللبناني والجزائري والليبي والمصري والمغربي والفلسطيني والاردني، المسلم والمسيحي والدرزي والامازيغي والعربي والسني والشيعي والعلماني، الموالي والمعارض، موجودون جميعاً، رجالاً ونساءً، تجمعهم صالة واحدة، تتقدم انسانيتهم ومهنيّتهم على أي تعريف آخر.
‘القدس العربي’ تتطلع الى الخمس والعشرين سنة المقبلة بطاقمها الأساسي وبنخبة جديدة من المحررين والكتاب والمراسلين، وأمامها اليوم تحدٍّ كبير بأن تصل الى الجميع، وان تقرع ابواب كل العواصم العربية وتخاطب الشباب والشيوخ من دون أن تفقد بساطتها وبعض مشاغباتها.
أسرة الصحيفة من محررين ومراسلين وفنيين تعد قراءها الاوفياء ببذل غاية جهدها لمواصلة التطوير لنبقى على الموعد وعند حسن الظن.
وكل عام وانتم بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول chaouch50:

    إكتشفت موقع القدس العربي منذ تسع سنوات ومن يومها لم يمر يوم دون مطالعة هذه الصحيفة مع مواصلة الإدمان على مطالعة القدس العربي فهي من أكثر الصحف التي أثق كل الثقة في كل ما ينشر فيها … لقد تطورت ثقافتي السياسية و الثقافية من خلال أقلام العاملين فيها الذين أقدم لهم كل الإحترام والتقدير … و الأكيد أن عدد القراء في تزايد لما تتمتع به هذه الصحيفقة من مصداقية وحرفية … إلى الأمام و سدد الله خطاكم .

  2. يقول غاندي حنا ناصر - كوريا الجنوبيه - جسسسسسسسسر العوده:

    مبروك للقدس العربي ومبروك للأخت سناء فهي خير خلف لخير سلف! وهذا المنبر المنير , كل التحيه والتقدير لروح الشهيد الرمز ياسر عرفات الذي طالما ساند و كافح وناضل من أجل بقاء هذا المشعل منيرٌ في هذا اليل البهيم الحالك التي لطالما تكالبت الخطوب والمؤمرات الذي حيكت لمنع هذا المنبر من الصمود والتصدي فالكلمه في أحيان كثيره بل وفي كل الأحيان أقوى واصدق من كل البنادق والمدافع … كل التقدير والثناء لمن عمل ولا زال يعمل لبقاء هذا الرايه خفاقه ومرفوعه في سماء الحق والعدل في الوقت الذي أصبحت فيه مهنه الصحافه لِتكسب والتربح والطمس الحقيقه والتامر مع الجلاد ضد الضحيه.
    إلى الأمام أخت سناء على خطى غسان كنفاني وماجد ابو شرار ومعين بسيسو وتوفيق زياد وأتمنى اليوم الذي ينتقل فيه مقر صحيفتنا الحبيبه من المنفى والشتات إلى مكانها الطبيعي إلى شارع صلاح الدين في مدينه القدس الشريف عاصمه فلسطين التاريخيه كل فلسطين …… المجد كل المجد لمن رَهنوا أنفسهم للحق والعداله ونصره الضعفاء والكادحين …. عاشت قدسنا العربي نبراساً مضيئاً في سماء الصحافه وحريه الضمير …. عاش ضمير المستضعفين والمعذبون في الأرض ….. النصرللأنسان والأنسانيه والكل الشرفاء والأحرار في العالم … عاشت فلسطين …. وعاشت أمتنا العربيه المجيده .

    – لاجىء فلسطيني

  3. يقول سوري فلسطيني ألمانيا:

    كل عام وانتم بخير.

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية