ليس غريبا أنكِ جميلة
الغريب أني لم اعتد للحين
على حسنكِ المتجدد،
مع أنني بشكلٍ شبه يومي
أستنشق ياسمينة جارتنا العجوز
وأعد الرصاصات الفارغة التي جرحت
جو السماء ورأسي..
وأتنفس جسدكِ كمصمم للأزياء
يحفظ أعالي ومنحدرات أجساد النساء،
وأحفظ أزقتكِ عن ظهر قلبٍ كعامل نظافة
وأمتص الرحيق كعصفور كل أصيل
لكنني أصدم وأشهق حين
تلقين بأوراقكِ على الأرض الصماء..
وتتقلدين خانقا من رصاص..
وتنجبين المزيد من المخيمات.
عندما نظل لوحدنا
فتعزفكِ الأرض كلحدٍ وحيدٍ لجثتي..
وأتتبع آثار الحجيج إليكِ كقصاص..
فسوى الخيمة النائية على خاصرة المخيم القصي
هناك عشرات الخيمات مفتوحة الذراعين والسنين
وعشرات فوهات البنادق تيمم شطرها نحوي..
لم أتعب من جسمكِ
ولا من زبدة غمام كفيكِ وحواريكِ
لكن أتعبني التفكير فيهما
كوسادتين من القطن وورق الورد.
أعلم أنك مشغولة الآن
وأن الطبيعة تقدمك كاعتذارٍ عن كوارثها
وأن الله يجمّل بك عقوق المدائن المسمومة
لكن هوى القدس كالذبحة القلبية
لا ينتظر الوصايا ولا القصائد.
شاعر فلسطيني