التقى وزير الخارجية يئير لبيد، الخميس، مع الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان. وورد من وزارة الخارجية أن اللقاء جرى بمناسبة اقتراب شهر رمضان، وعلى خلفية قلق أردني وإسرائيلي من توتر متزايد في القدس. هذا هو اللقاء الثاني بينهما منذ تسلم لبيد منصبه.
حسب بيان وزارة الخارجية، ناقشا تعزيز العلاقات والتعاون بين الدولتين. وورد أيضاً أن الحادثة تناولت مواضيع سياسية، إقليمية ودولية، ومشاريع مشتركة للطاقة المتجددة والتجارة.
“لقد اتفقنا على ضرورة العمل معاً لتهدئة التوتر والدفع بالتفاهم قدماً”، قال لبيد في نهاية اللقاء. “علاقاتنا الخاصة مع المملكة تضمن مستقبلاً أفضل لأولادنا. السلام بيننا ليس جيرة جيدة، بل مسؤوليتنا الأخلاقية تجاه الشعبين”.
وورد من القصر الملكي أن الملك أكد في محادثته مع لبيد على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في المدينة ووقف جميع الخطوات أحادية الجانب التي تضر بحل الدولتين. حسب البيان، التقى لبيد أيضاً مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وناقشا إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات حسب قرارات المجتمع الدولي التي أساسها حل الدولتين.
حدثت في هذا الأسبوع عمليات طعن في البلدة القديمة داخل القدس خلال يومين. والإثنين، تم طعن شرطيين في البلدة القديمة على أحد أبواب الحرم، وأصيبا إصابة متوسطة. منفذ عملية الطعن هو عبد الرحمن القاسم (22 سنة) من مخيم الجلزون للاجئين، وتوفي بعد لأن أطلقت عليه الشرطة النار. في توثيق للحادثة، ظهر شرطي وهو يطلق النار على القاسم مرة أخرى في الوقت الذي كان فيه ملقى على الأرض.
قبل يوم، تم طعن شرطي من قبل فلسطيني في باب حطة في البلدة القديمة، وأصيب إصابة طفيفة. المتهم بالطعن، كريم القواسمي (19 سنة) من حي الطور في شرقي المدينة، أُطلق عليه النار وقتل بأيدي رجال شرطة آخرين كانوا في المنطقة. شرطي آخر كان في المكان (32 سنة) أصيب أيضاً من الإطلاق، وتم نقله إلى مستشفى “هداسا عين كارم”.
خلال ذلك، تطرق رئيس الدولة إسحق هرتسوغ، في لقائه مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وقال إنه تولد لديه الانطباع بأن اردوغان “كان منفتحاً على حوار حقيقي”. في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس أوضح هرتسوغ بأن عملية استئناف العلاقات مع تركيا بدأت “بشكل مدروس”، وعبر عن أمله: “تم وضع الأساس لتطوير العلاقات (بين الدولتين) ودفعها قدماً بصورة إيجابية”.
“لا أوهام في العملية”، قال هرتسوغ، وأوضح بأن اللقاء جرى بتنسيق كامل مع رئيس الحكومة والوزراء الذين فحصوا الموضوع طوال بضعة أشهر. إحدى النقاط الأساسية من هذه الناحية كانت طبيعة تصرف الأتراك بعد اعتقال الزوجين أوكنين في أنقرة قبل بضعة أشهر.
وأضاف الرئيس بأنه تحدث مع اردوغان حول مواضيع كثيرة، وأنهما تعمقا في المحادثة إلى التفاصيل الصغيرة. أظهر الرئيس التركي في اللقاء علاقة متعاطفة مع إسرائيل، وتجنب الخطاب المعادي الذي ميزه في السنوات الأخيرة بسبب دعمه للفلسطينيين. كرر هرتسوغ هذا الصباح أقواله التي قالها أول أمس في قصر الرئاسة والتي بحسبها “العملية التي بدأت في اللقاء، سيتم اختبارها على أرض الواقع وبالأفعال على الأرض. بالطبع بسلوك احترام متبادل”. وأشار هرتسوغ إلى أنه يعتقد أن لاتفاقات إبراهيم دوراً في استئناف العلاقات مع أنقرة. “اشترت إسرائيل لها مكاناً مؤثراً في المنطقة”، قال. “اتفاقات إبراهيم فتحت لها فرصاً استثنائية، وأيضاً الشراكة الهيلينية (مع اليونان وقبرص)”.
وقد اتفق هرتسوغ واردوغان في اللقاء، ضمن أمور أخرى، على إقامة آلية لإدارة النزاعات بين الطرفين في محاولة لمنع “انفجار” عندما تحدث خلافات بين الدولتين. وسيقف على رأس هذا الجهاز مستشار اردوغان إبراهيم قالن، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية ألون أوشفيز. طرحت فكرة إقامة هذا الجهاز عقب معالجة ناجحة من قبل الدولتين لإطلاق سراح الزوجين أوكنين، وستتبلور طريقة تشكيله في الأيام القريبة القادمة بعد عودة هرتسوغ إلى إسرائيل.
جرى اللقاء بين الرئيسين في الوقت الذي يريد فيه اردوغان توطيد نفسه كلاعب مهم في الساحة الدولية. أمس، بعد يوم على اللقاء، استضاف اردوغان في أنطاليا لجنة التقى فيها مع وزير الخارجية الروسي ووزير الخارجية الأوكراني، وهو اللقاء الأرفع مستوى من كلا الطرفين منذ اندلاع الحرب.
بقلم: يونتان ليس
هآرتس 11/3/2022