القرصنة الإلكترونية تهدد أمن الإنسان

وجدان الربيعي
حجم الخط
1

لا يمكن تصور حياتنا اليوم بدون الكمبيوترات وهي تحيط بنا في كل مكان، في المنزل والعمل والمقاهي والشوارع، نقرأ فيها الأخبار ونتبادل الحوارات ونستخدمها للترفيه والألعاب، ولا نفكر في أن الكمبيوترات قد تكون أيضا ضدنا خاصة إذا كانت في يد محترف ذكي فقد تصبح أخطر سلاح عرفه الإنسان. هي حرب الكترونية تستخدمها الدول للتنصت على بعضها البعض وما حدث مؤخرا عندما اكتشف أن الصين تتنصت وتتجسس على شركات أمريكية، ينذر بخطورة الأمر، فقد أصبح من السهل الاستعانة بـ”الهاكرز” لسرقة المعلومات ومراقبة ما يدور في الشركات والمؤسسات لتتحول الحروب من عسكرية إلى الكترونية. أما على صعيد المعلومات الشخصية فالكارثة أكبر، فقد ترتكب جرائم لا حصر لها تتمثل في سرقة الحسابات البنكية والاستغلال الجنسي والمادي والملاحقة والاصطياد وصولا إلى جرائم القتل.

وقد صرح خبراء بأن المحترف المسلح بكمبيوتر أخطر من القنبلة الذرية، وأن الفراغ الذي يعاني منه الشباب بسبب البطالة أدى إلى اهتمامهم بالبرمجة والقرصنة الإلكترونية وقد أصبحت للكثير منهم مصدر رزق غير مشروع، وشجعهم على ذلك بعض المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي خصصت لتعليم الشباب كيفية القرصنة من خلال تغيير ملامح الأنظمة لتحقيق أكثر من هدف، فالقرصنة ليست مجرد تغيير للرمز بل هي لبعض الشباب تعتبر مهنة عالية الأجر.

ويختلف الكثيرون على إيجابياتها وسلبياتها، فعلى صعيد الدول حققت القرصنة فرصا كبيرة لحمايتها من الهجمات الإرهابية المتوقعة وتطوير الإنتاج وحماية الشركات والمؤسسات، بينما يرى البعض أنها تفتح المجال للتجسس على الحرية الشخصية وسرقة الأموال وارتكاب الجرائم.

فهل نحن أمام عصر مواجهات من نوع جديد؟ وهل نملك أسلحة دفاعية قادرة على مواجهة القراصنة ومافيا الإنترنت؟ ما السبيل لحماية حساباتنا وفضاءاتنا الخاصة من هذه العصابات التي تسرق المال والمعلومات الشخصية وتتسبب في التجسس وأعمال العنف؟

الخبير في تكنولوجيا المعلومات في لندن أحمد كيالي تحدث لـ”القدس العربي” حول الاختراق وخطورة قرصنة المعلومات وقال: “هناك شركات مدعومة من حكومات ودول تحاول التجسس وسرقة معلومات شركات دول أخرى والأهداف قد تكون سياسية أو اقتصادية أو عسكرية وذلك لكسب معلومات تجعل الدول المتجسسة ذات أولوية تجارية واقتصادية.

وعن سؤالنا حول ما الأخطر المقاتل المدجج بالسلاح أم القرصان ذو الوجه الخارجي الوديع؟ أجاب كيالي: سلاح الإنترنت هو الأخطر، فالحرب اليوم ليست عسكرية فقط بل هي حرب اقتصادية دائما.

حماية المعلومات

وأشار إلى أن حماية معلوماتنا الشخصية ممكنة من خلال برامج الحماية من الفيروسات ولكنها غير كافية وحدها، والمشكلة في المستخدم في حد ذاته فأحيانا بدون أن يعلم يحمل تطبيقات أو برامج مشبوهة أو يدخل لمواقع غير معروفة وبالتالي قد يعرض نفسه وجهازه إلى سهولة القرصنة، خصوصا تطبيقات الألعاب التي يستخدمها الأطفال فهي معرضة بشكل كبير للقرصنة والقراصنة يستغلون ذلك ويعلمون أن الأطفال سيقومون بتحميل تلك البرامج على أجهزتهم فينتظر “الهاكارز” الطفل حتى يكتب كلمة السر ويبدأ بوضع معلوماته فيقوم بسرقة ما يريد.

ويحذر كيالي المستخدمين من مواقع تحميل الأغاني والألعاب لأن اختراقها سهل وشائع.

ويرى أن بعض الشباب الذين يملكون قدرة على البرمجة يحاولون إثبات مؤهلاتهم وقدرتهم على القرصنة وعلى الدخول إلى معلومات الغير وحتى استغلال الناس من خلال المعلومات الشخصية التي يجمعونها فيتم الابتزاز والتهديد بنشر المعلومات الشخصية إذا لم يدفع لهم الضحية مبالغ من المال، وأحيانا تتم سرقة الهوية الشخصية واستخدامها باسم الضحية ليتمكن الهاكر من سرقة الحسابات البنكية، وهذه القصص سمعنا عنها كثيرا في الآونة الأخيرة، فسرقة الحسابات البنكية أصبحت تتم بنجاح بدون معاقبة أو محاسبة أو حتى معرفة القراصنة.

من هم الهاكرز؟

يقول كيالي: هناك نوعان من الهاكرز “القراصنة” ومنهم حقيقيون ومطبقون، الهاكر يفصل ويبحث عن مكامن الضعف وعن الأخطاء البرمجية وهذه الأخطاء يستغلها من أجل الاختراق ليصبح محترفا.

وأضاف ان مشكلة المستخدم هو عدم الاكتراث وعدم المعرفة الكافية بالأجهزة والكمبيوترات وتحديدا كبار السن الذين لم يعاصروا التطور التكنولوجي فتكون معرفتهم باستخدام الأجهزة محدودة وأيضا المشكلة الأخرى الملاحظة عدم الرغبة في تعلم كل ما هو جديد ومعاصر.

وقال إذا تعرض الكمبيوتر الشخصي للاختراق أو للقرصنة فالكاميرا دائما تكون مفتوحة وكذلك المايك مما يسهل عملية المراقبة. وأوضح ان البريد الالكتروني هو واحد من الوسائل المعروفة وسهلة الاختراق حيث يتم ارسال رسائل من جهات غير معروفة ولمجرد فتحها يقع المستخدم في المصيدة.

وينصح كيالي بالتدريب وتعلم الجديد في كيفية استعمال الأجهزة الذكية وكيف نحمي معلوماتنا لأنها قد تتسبب في مخاطر كبيرة حتى الحرية الشخصية ويجب أيضا تحديث المعلومات ويكون الجهاز متطورا.

ويقول: إن أي مراقبة يجب أن تتم من خلال الموافقة فأتحدث مع ابني وأشرح له أنني سوف أضع برنامجا للحماية وكذلك في العمل يجب إعلام الموظفين بأن هناك مراقبة تتم لحماية الشركة. ويرى أن من واجب الحكومات ان تعمل على إيجاد حلول وطرق لمنع القرصنة الإلكترونية.

أخطاء شائعة

 

القرصنة مجال ضخم غير محدود، وهناك بعض الأشخاص لديهم معتقدات خاطئة ومغلوطة:

الخطأ الأول: من الضروري استعمال برامج حماية جيدة في الكمبيوتر وهذا لا يعني ان الجهاز محمي تماما لأن برامج الحماية يمكن اختراقها أيضا.

الخطأ الثاني: “إذا لم أحمل أي شيء فلا خطورة” وهذا أمر خاطئ فمن بين طرق القرصنة والاختراق هو أسلوب الاصطياد في الصفحات المزورة الـ”فيشينغ” و”سبام”.

الخطأ الثالث: هناك من يعتقد أن أي موقع يعمل ببروتوكول “HTTPS”

فهو محمي، وهذا من أكثر الأخطاء التي يقع فيها المستخدم، فهو يقوم بتشفير البيانات والمعلومات الشخصية في الموقع الخاص به ومن الصعب جدا فك هذا التشفير، لكن لو كان في الجهاز برنامج تجسسي يحفظ كل معلوماتك فلا يستطيع البروتوكول حماية المستخدم.

الخطأ الرابع: إذا حصل أحد الهاكرز على عنوان “الأي بي” الخاص بي فمن السهل الاختراق، وهذا اعتقاد خاطئ لأن معرفتهم هذه ستمكنهم فقط من معرفة مكان تواجدك وللوصول إلى جهازك سيلزمهم أشياء أكثر من ذلك.

الخطأ الخامس: الهاكرز يستعينون ببرنامج واحد للاختراق، وهذا غير صحيح لأنهم لو استعملوا برنامجا واحدا فهم من سيتعرضون للاختراق ولأن البرنامج الواحد قد يكون ملغما أو اصطياديا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حمادي الفرجاني:

    اريد

إشترك في قائمتنا البريدية