القوات السورية تسيطر على بلدة القصير الاستراتيجية وتتوعد بضرب المسلحين اينما كانوا وفي اي شبر ودعت السكان للعودة.. والمعارضة تقر بالخسارة وتنسحب

حجم الخط
1

بيروت ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: توعد الجيش النظامي السوري الاربعاء بـ’ضرب المسلحين اينما كانوا وفي اي شبر’ في سورية، وذلك بعد ساعات من سيطرته مدعوما من حزب الله اللبناني على مدينة القصير الاستراتيجية وسط سورية، وذلك في بيان اصدرته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.
جاء ذلك فيما قصفت مروحية عسكرية سورية الاربعاء بلدة لبنانية حدودية مع سورية، بحسب ما ذكر مصدر امني لوكالة فرانس برس.
وقال المصدر ان ‘مروحية سورية قصفت قبل ظهر الاربعاء بلدة عرسال الحدودية مع سورية’، مشيرا الى ان ثلاثة صواريخ سقطت في اطراف البلدة الملاصقة للحدود، بينما سقط صاروخ رابع في وسط البلدة. ولم تتسبب الصواريخ بوقوع اصابات.
وندد رئيس الجمهورية ميشال سليمان ‘بشدة بالقصف المروحي السوري الذي طاول بلدة عرسال (الاربعاء)’، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية. ودعا الى ‘احترام السيادة اللبنانية وعدم تعريض المناطق وسكانها للخطر’.
وقال بيان لمقاتلي المعارضة السورية إنهم انسحبوا ليلا من بلدة القصير السورية بعد مذبحة ارتكبها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني أسفرت عن مقتل المئات.
وقال أحد مقاتلي حزب الله لرويترز ‘قمنا بهجوم مفاجيء في الساعات الاولى من الصباح ودخلنا البلدة ولاذوا هم بالفرار.’
واورد بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا)، ان ‘قواتنا المسلحة، وعلى اثر الانتصارات المتلاحقة والمتتالية في حربها ضد الارهاب المنظم والممنهج، تشدد انها لن تتوانى في ضرب المسلحين اينما كانوا وفي اي شبر على ارض سورية’.
واكدت القيادة العسكرية ان ‘معركتها ضد الارهاب مستمرة لاعادة الامن والاستقرار لكل شبر من تراب الوطن’، في اشارة الى المعارك مع المقاتلين المعارضين الذين يعدهم نظام الرئيس بشار الاسد ‘ارهابيين’.
وقالت القيادة العامة ان قواتها ‘تمكنت فجر الاربعاء من اعادة الامن والاستقرار الى مدينة القصير (وسط) وتطهيرها من رجس الارهابيين بعد سلسلة من العمليات الدقيقة الناجحة التى نفذتها في المدينة وفي القرى والبلدات المحيطة بها’، مشيرة الى ‘مقتل عدد كبير من الارهابيين واستسلام البعض الآخر وفرار من تبقى منهم’.
وقالت القيادة ان وحداتها تقوم ‘بفتح الطرقات وتمشيط المنطقة وإزالة الالغام والمتاريس’، داعية سكان المدينة ‘للعودة الى منازلهم وارزاقهم آمنين مطمئنين خلال أيام’.
واعتبرت ان ‘النصر الذي تحقق على ايدي ابطال جيشنا الميامين هو رسالة واضحة الى جميع الذين يشاركون بالعدوان على سورية وعلى رأسهم كيان العدو الصهيوني وعملاؤه في المنطقة وادواته على الارض، بان قواتنا المسلحة مستعدة دائما لمواجهة اي عدوان يتعرض له وطننا الحبيب’.
وكان الاعلام الرسمي السوري وقناة ‘المنار’ التابعة لحزب الله اللبناني اعلنا صباح الاربعاء سقوط المدينة بعد اكثر من اسبوعين من المعارك، وانسحاب المسلحين منها في الصباح الباكر. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون معارضون الخبر.
وظلت القصير في ايدي مقاتلي المعارضة منذ اكثر من عام وكشفت لقطات تلفزيونية الاربعاء من داخل البلدة عن دمار واسع النطاق وتحول المباني الى انقاض وشوارع خلت من السكان.
وحاربت قوات الاسد بشراسة لاستعادة السيطرة على القصير وتشديد قبضتها على ممر يعبر محافظة حمص في وسط البلاد ويربط بين العاصمة دمشق والمناطق الساحلية على البحر المتوسط التي يتركز فيها العلويون الذي ينتمي اليهم الاسد.
وعرضت قناة الميادين التلفزيونية لقطات لجنود يضعون الاعلام السورية مع صور للاسد على أكوام من الانقاض في الشوارع.
وقال العميد السوري يحيى سليمان لقناة الميادين ومقرها بيروت ان من يسيطر على القصير يسيطر على وسط البلاد ومن يسيطر على وسط البلاد يسيطر على سورية كلها.
وعرض تلفزيون المنار التابع لحزب الله لقطة لرجل يتسلق برج الساعة الذي يتوسط الساحة الرئيسية في البلدة وقد علته آثار المعركة ليرفع علم سورية بينما كانت الدبابات والقوات السورية تتحرك في الشوارع.
وقال بيان اذاعه التلفزيون السوري ‘قواتنا المسلحة الباسلة تعيد الامن والاستقرار الى كامل مدينة القصير بريف حمص.’
ومعركة القصير من بين مكاسب حققتها قوات الاسد مؤخرا التي شنت عددا من الهجمات المضادة ضد مقاتلي المعارضة السورية وغالبيتهم سنة يسعون للاطاحة بحكم عائلة الاسد العلوية التي ظلت تحكم البلاد أكثر من أربعة عقود.
وقال بيان لمقاتلي المعارضة ‘في وجه هذه الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات وتدخل سافر من حزب إيران اللبناني أمام سمع العالم وبصره.. هذا العالم المنافق الذي لم يستطع حتى على فتح ممرات إنسانية للمدنيين.. نعم هذا كان مطلب المقاتلين فقط فتح ممرات إنسانية للمدنيين والجرحى والكل همه وأمنيته أن يلحق بركب من سبقه من الشهداء.’
وقتل اكثر من 80 الفا في الحرب الاهلية السورية وفر 1.6 مليون لاجيء من الصراع الذي أذكى الصراعات الطائفية في منطقة الشرق الاوسط كلها وامتدت آثاره الى لبنان وانقسم بشأنه زعماء العالم.
وفي معقل حزب الله بجنوب العاصمة اللبنانية بيروت احتفل السكان واطلقوا الالعاب النارية بعد تردد انباء السيطرة على القصير.
وجاء في بيان مقاتلي المعارضة ‘لكي تكتمل الملحمة أبى بعض الفدائيين إلا إن يحموا ظهر إخوانهم فبقي العشرات منهم في إطلال المدينة ليؤمنوا انسحاب إخوانهم مع المدنيين ويصدوا هجوم مغول العصر الذين شحذوا سكاكينهم لذبح الأطفال والنساء.’
وقال مصدر امن له صلات بالقوات السورية ان الجيش سيطر على معظم أنحاء القصير لكنه مازال يداهم المناطق الشمالية التي تمركزت فيها قوات المعارضة خلال الايام القليلة الماضية.
وقال مقاتل حزب الله ان مقاتلي المعارضة أخذوا اسلحتهم معهم وانسحبوا الى قرية الضبعة القريبة التي تسيطر قوات المعارضة على اجزاء منها.
وقال مصدر الامن ان قوات الاسد تركت ممرا للفرار الى الضبعة بلدة عرسال اللبنانية الحدودية لتشجيع مقاتلي المعارضة على ترك لقصير التي كان يقطنها نحو 30 الفا.
وقال قائد من المعارضة على اتصال بالقوات التي انسحبت من القصير ان قرار الانسحاب اتخذ بعد يوم من القصف الصاروخي من جانب الجيش السوري وحزب الله ‘سوى بالارض’ ما بقي من القصير. وأضاف ‘ظل مخرج مفتوح من الشمال واتخذ المقاتلون قرار الانسحاب من هناك.’
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا وهو جماعة معارضة للاسد تراقب الصراع السوري انه يخشى على مصير نحو 1200 شخص في القصير وطالب بالسماح فورا بدخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
وقال أحد افراد قوات الدفاع الوطني الموالية للاسد انه بعد سقوط القصير قد يتحول تركيز الجيش الى محافظة ادلب الشمالية التي ظلت بدرجة كبيرة في ايدي مقاتلي المعارضة طوال عام.
ومن جهته قال حزب الله، الأربعاء، إن سيطرة الجيش السوري على مدينة القصير الاستراتيجية القريبة من الحدود السورية مع لبنان ‘ضربة قاسية للمشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي ـ التكفيري’.
وقال نائب الأمين العالم لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال استقباله وفداً من الحزب السوري القومي الاجتماعي، إن ‘إنجاز القصير ضربة قاسية للمشروع الثلاثي الأمريكي ـ الإسرائيلي ـ التكفيري، ونقطة مضيئة لصالح المشروع المقاوم من بوابة سورية’.
وأضاف في أول تعليق للحزب على تطورات القصير ‘لا ينفع الصراخ والإعلام السياسي الدولي والإقليمي في تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا’، مكرّراً الدعوة إلى الحل السياسي في سورية.
ودعا إلى ‘كف أيدي سراق الأرض الدوليين وأتباعهم من أن يمتدوا في منطقتنا العربية لإعانة الكيان (الإسرائيلي) الغاصب’، معتبراً أن ‘شعوب المنطقة صمّمت أن تسترد أرضها وحقها، والله ناصرها’.
وهنأت ايران ‘الجيش والشعب السوريين’ اثر الانتصار ‘على الارهابيين’ في القصير كما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان.
وقال عبد اللهيان ان طهران ‘تهنىء الجيش والشعب السوريين بالانتصار على الارهابيين التكفيريين في مدينة القصير’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول hamlili amlne:

    allah souria wa bass

إشترك في قائمتنا البريدية