الأنبار – الاناضول – قال مصدر عشائري عراقي، الثلاثاء، إن القوات الأمنية استعادت السيطرة على 14 منطقة وقرية في قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار(غرب) وذلك بعد طرد مقاتلي “داعش” منها، مشيراً إلى أن قياديين في التنظيم فرّوا من الأنبار إلى الموصل (شمال).

وأوضح الشيخ خميس البحر، قائد صحوات قضاء الكرمة (قوات عشائرية موالية للحكومة)، أن القوات الأمنية من الجيش والشرطة وبمساندة “الحشد الشعبي”(ميليشيا شيعية موالية للحكومة) ومقاتلين من العشائر، تمكنت من خلال العمليات العسكرية على قضاء الكرمة (53كم غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار)، من استعادة السيطرة على 14 منطقة وقرية في القضاء بعد انتزاعها من قبضة تنظيم داعش.

وأضاف أن أبرز المناطق التي استعادتها القوات الامنية في قضاء الكرمة هي (الرشاد والكناطر والبوسودة وذراع دجلة والبوخليفة والبوعبيد والشهابي الثانية، والكراغول) فيما سيطرت أيضا على قرى (اللهيب والبوعلوان والشوريتان والمصالحة)، إضافة الى سيطرتها على معامل الجص ومعمل التصنيع العسكري السابق والمخازن.

وتابع البحر بالقول إن القوات الامنية “تتقدم لتحرير مناطق أخرى ما تزال حتى اليوم خاضعة لسيطرة تنظيم داعش الارهابي وأبرز تلك المناطق هي (الشهابي الأولى والصبحيات والبوجاسم والبوعودة والبوحديد والناصر والسجر)، لافتا الى وقوع مواجهات واشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ضد عناصر تنظيم داعش الارهابي بالقرب من تلك المناطق ما تزال مستمرة حتى الساعة (8.15) ت.غ.

في سياق متصل، قال البحر إن “قياديين من داعش من حملة الجنسيات المختلفة بدؤوا بحلق ذقونهم والهرب من قضاء الكرمة الى جزيرة قضاء سامراء في صلاح الدين(شمال) ومن ثم الى الموصل مستخدمين الطرق الوعرة غير المعبدة والطرق الزراعية التي يصعب على القوات الامنية دخولها وتتبعهم فيها”.

وأشار إلى أن عملية تحرير قضاء الكرمة “باتت على وشك النهاية خاصة بعد هروب قيادات داعش من القضاء نتيجة الانهيار الكبير الذي لحق بهم بسبب الخسائر المادية والبشرية التي اودت بهم الى الهاوية”، بحسب تعبيره.

من جانبه أعلن مسؤول محلي في محافظة الأنبار(غرب)، الثلاثاء، عن نزوح نحو 5 الاف عائلة من قضاء الكرمة خلال الأيام الماضية بعد اشتداد المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي “داعش”، داعيا الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية إلى التحرك بشكل عاجل لاغاثة تلك العوائل.

وقال صباح الكرحوت رئيس مجلس محافظة الأنبار، إن نحو 5 آلاف عائلة نزحت عن منازلها في قضاء الكرمة مع استمرار العملية العسكرية لتحرير القضاء من سيطرة “داعش”، مشيرا الى ان “العوائل نزحت الى مناطق متفرقة في المحافظة وأفرادها بحالة انسانية صعبة تتطلب تدخلا عاجلا حكوميا وامميا ومن قبل منظمات المجتمع المدني لاغاثتهم”.

وأضاف الكرحوت بأن “العديد من العوائل النازحة تسكن في العراء وهي بحاجة ماسة إلى مخميات أو كرفانات (وحدات سكنية مسبقة الصنع) توضع في المناطق القريبة من ناحية الكرمة لايواء المشردين بسبب المعارك في الناحية”.

وأطلقت قيادة عمليات بغداد(تابعة لوزارة الدفاع) عملية عسكرية واسعة، الجمعة الماضية، لاستعادة السيطرة على ناحية الكرمة القريبة من مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار والتي تخضع لسيطرة عناصر تنظيم “داعش” منذ أكثر من عام.

ويسيطر “داعش” على مساحات واسعة شمالي وغربي العراق قبل أن يضمها إلى أراض استولى عليها في شمال شرق سوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها “دولة الخلافة”.

وتخوض قوات الجيش العراقي والبيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) ومليشيات متحالفة معه، معارك ضد التنظيم المتشدد تحت غطاء غارات جوية تشنها طائرات التحالف الغربي – العربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

ويشن العراق حملة عسكرية واسعة منذ الاثنين الماضي، بمشاركة نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وأبناء بعض العشائر السنية لاستعادة تكريت (160 كلم شمال بغداد) ومدن وبلدات أخرى في محافظة صلاح الدين من قبضة تنظيم “داعش”.