القوات النظامية السورية تستعد لبدء معركة استعادة حلب بعد السيطرة على القصير

حجم الخط
0

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: تستعد القوات النظامية السورية لبدء معركة استعادة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب وريفها (شمال)، بعد ايام من سيطرتها على مدينة القصير (وسط) بدعم من حزب الله اللبناني.
وافاد مصدر امني سوري وكالة فرانس برس انه ‘من المرجح ان تبدأ معركة حلب خلال ايام او ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها (من المقاتلين) في محافظة حلب’، مؤكدا ان ‘الجيش العربي السوري بات مستعدا لتنفيذ مهامه في هذه المحافظة’.
والاحد، كتبت صحيفة ‘الوطن’ السورية المقربة من السلطات ان القوات النظامية ‘بدأت في انتشار كبير في ريف حلب استعدادا لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها’، مشيرة الى ان الجيش السوري ‘سيوظف تجربة القصير ووهجها المعنوي، في الغوطتين (الشرقية والغربية قرب دمشق)، فضلاً عن تقدمه في ريف مدينة حماة (وسط) المتصل بريف حمص’، معتبرة ان ‘معركة القصير ترسم المستقبل السياسي لسورية’.
ويتقاسم النظام ومعارضوه السيطرة على احياء حلب ثاني كبرى المدن السورية، والتي تشهد معارك يومية منذ صيف العام 2012، في حين يتمتع المقاتلون بتقدم ميداني في ريفها.
ويشير محللون الى ان نظام الرئيس بشار الاسد سيحاول، مدفوعا باستعادة كامل منطقة القصير الاستراتيجية، استعادة مناطق اخرى خارجة عن سيطرته.
وكان النظام مدعوما بحزب الله الشيعي سيطر على مدينة القصير الاربعاء، قبل ان يكمل سيطرته السبت على كامل ريفها بعد استعادته بلدة البويضة الشرقية الواقع شمال القصير.
واثارت مشاركة الحزب في المعارك تصاعدا في الخطاب السياسي في لبنان المنقسم
جاء ذلك بعد سيطرت القوات السورية بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني السبت على قرية البويضة آخر معقل لمسلحي المعارضة في المنطقة المحيطة ببلدة القصير في انتصار جديد للرئيس بشار الأسد.
جاء السقوط السريع للبويضة بعد ثلاثة أيام فقط من طرد مقاتلي المعارضة من القصير مما أدى إلى حرمانهم من طريق مهم للإمدادات من لبنان وأعطى دفعة جديدة لقوات الأسد التي تخوض حربا أهلية مستمرة منذ أكثر من عامين.
وقال نشطاء إن عشرات من مقاتلي المعارضة بينهم مقاتلون أجانب اعتقلوا في البويضة لكن لم يعرف مصيرهم على الفور.
وقال ضابط كبير في الجيش السوري لم يذكر اسمه للتلفزيون السوري من القرية التي غطت شوارعها الأنقاض ‘نستطيع أن نعلن الآن أن القصير ومحيطها منطقة محررة بالكامل. سنتعقب الإرهابيين أينما كانوا.’ واندلعت اشتباكات في أماكن أخرى ف سورية وخاصة قرب العاصمة دمشق ومحافظة حلب بشمال البلاد التي يتوقع أن تكون هدفا لقوات الأسد عقب انهيار جبهة القصير.
وفي مدينة حمص ثالث كبرى المدن السورية وبؤرة الانتفاضة المناوئة للحكومة قال التلفزيون السوري إن انتحاريا فجر سيارته الملغومة في حي موال للأسد متسببا في مقتل سبعة أشخاص.
وهناك ثلاث نساء بين القتلى وأصيب عشرة آخرون على الأقل في الهجوم. وأظهر تسجيل مصور بركا من الدماء على الأرض وجثة متفحمة.
ولم يتسن التأكد من التقرير من مصدر مستقل نظرا للقيود التي تفرضها الحكومة السورية على دخول وسائل الإعلام المستقلة. وتقول الأمم المتحدة إن 80 ألف شخص على الأقل قتلوا في الحرب الأهلية في سورية. ووجهت وكالات إغاثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة نداء لجمع خمسة مليارات دولار – في أضخم برنامج مساعدة من نوعه – لمواجهة آثار الحرب التي دفعت 1.6 مليون شخص للهرب واللجوء إلى دول الجوار.
ونقل التلفزيون السوري لقطات من شوارع البويضة المهجورة في بث حي أظهرت مباني متهدمة وأنقاضا متناثرة في الشوارع وعددا كبيرا من الصناديق المليئة بالذخيرة. وتقع البويضة على بعد 13 كيلومترا شمال شرق مدينة القصير.
وفي خلفية اللقطات التي بثها التلفزيون هتف مجموعة من الجنود ‘بالروح بالدم نفديك يا سورية’.
وأرسلت جماعات معارضة من أنحاء سورية مئات من المقاتلين لصد هجوم الجيش السوري ومقاتلي حزب الله لكنهم هزموا سريعا حيث اشتكى نشطاء من نقص الأسلحة وضعف التنسيق.
وقال سليم إدريس رئيس اركان الجيش السوري الحر لقناة ‘العربية’ عبر خدمة سكايب إن قواته في حاجة إلى السلاح والذخيرة وخاصة الأسلحة المتطورة.
وقال مصدر أمني لبناني إن 28 مقاتلا مصابا على الأقل نقلوا من سورية إلى مستشفيات في البقاع الغربي وراشيا.
وأثبت حزب الله أنه يقوم بدور حاسم في الحرب لكنه أجج التوترات الطائفية في المنطقة. وأدان عدد من الخطباء السنة في عدة دول بالشرق الأوسط إيران وحلفاءها الشيعة ووصفوهم في خطبة الجمعة ‘بالشياطين’.
وفي قطاع غزة قال الداعية المتشدد عماد الداية للمصلين إن القصير كشفت زيف حديث حزب الله عن قيادة حركة ‘المقاومة’ ضد إسرائيل. وسعى الداية إلى استنهاض همم المصلين قائلا ‘أفيقوا إنها حرب دينية’. وكانت حماس حليفة للأسد وحزب الله في الماضي.
الى ذلك نقل الصليب الاحمر اللبناني خلال اليومين الماضيين 87 شخصا كانوا اصيبوا في المعارك في منطقة القصير التي سيطرت عليها القوات النظامية السورية، بحسب ما افاد مسؤول في هذه الجمعية الانسانية وكالة فرانس برس الاحد.
وقال مدير العمليات جورج كتانة في اتصال هاتفي ‘نقل الصليب الاحمر اللبناني 87 جريحا سورية خلال الفترة الممتدة بين بعد ظهر الجمعة وصباح الاحد الى مستشفيات في البقاع (شرق) والشمال’.
واشار الى ان نقل الجرحى ‘تم بمواكبة من الجيش اللبناني وبالتنسيق مع الفاعليات المحلية واللجنة الدولية للصليب الاحمر’، موضحا ان هؤلاء نقلوا من بلدات حدودية لبنانية كانوا قد وصلوا اليها خلال الايام الماضية، وليس من داخل الاراضي السورية.
وكان عشرات الجرحى من المقاتلين المعارضين والمدنيين وصلوا الى لبنان بعد سيطرة القوات النظامية وحزب الله اللبناني على مدينة القصير الاستراتيجية وسط سورية، بحسب ما افادت مصادر امنية لبنانية.
ووصلت مجموعة كبيرة من هؤلاء الى بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، وهي ذات غالبية سنية متعاطفة مع المعارضة السورية، قبل ان ينقلوا الى مستشفيات في محافظة البقاع.
كما وصل عدد آخر الى بلدة القصر الحدودية ذات الغالبية الشيعية المؤيدة لحزب الله، والواقعة في اقصى شمال شرق لبنان.
واليوم، وصل 32 رجلا سوريا مصابا الى احد مستشفيات بلدة المنية في شمال لبنان، بحسب ما افاد مصدر امني لبناني. واشار المصدر الى ان غالبية هؤلاء مصابون في الرجلين.
وكان مسؤول محلي في عرسال وصف امس لفرانس برس الوضع السيىء للمصابين الذين وصلوا الى البلدة.
واشار الى ان احد المدنيين الجرحى افاد انه ‘وصل من القصير، وقال ان الرحلة استغرقته اربعة ايام. هو في حال من الصدمة. كان يحاول اجلاء زوجته وولديه من المدينة عندما سقطت قذيفة بالقرب منهم. فقد كل عائلته’.
ونقل عن آخرين قولهم انهم ‘اضطروا الى تناول ورق الاشجار ليبقوا على قيد الحياة في طريقهم الينا’.
واعلنت القوات النظامية السورية السبت فرض سيطرتها الكاملة على منطقة القصير الاستراتيجية الواقعة في محافظة حمص وسط البلاد والقريبة من الحدود اللبنانية. وطالب مجلس الامن الدولي الجمعة دمشق بالسماح لهيئات الاغاثة بدخول مدينة القصير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية