القوات النظامية السورية تسيطر على معظم حي الخالدية المحوري في حمص

حجم الخط
1

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: سيطرت القوات النظامية السورية مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني على معظم حي الخالدية المحوري في مدينة حمص (وسط)، بعد شهر على بدء حملتها لاستعادة المعاقل الباقية للمعارضة في ثالث كبرى مدن البلاد، غداة اتهام وسائل الاعلام الرسمية السورية مقاتلين من المعارضة بقتل 123 شخصا غالبيتهم من المدنيين اثناء هجوم الاسبوع الماضي للاستيلاء على بلدة خان العسل في شمال سورية.
ويسعى نظام الرئيس بشار الاسد الى السيطرة على هذا الحي الذي اصابه دمار هائل، لفصل الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة لا سيما في حمص القديمة واحكام الطوق حولها، تمهيدا لاستعادة كامل المدينة.
ويأتي التقدم في الخالدية بعد نحو شهرين من سيطرة النظام وحزب الله على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، والتي بقيت تحت سيطرة المعارضين لاكثر من عام.
وقال التلفزيون الرسمي السوري ان ‘الجيش العربي السوري يواصل ملاحقة فلول الارهابيين في حي الخالدية بعد سيطرته شبه الكاملة على الحي’ الواقع في شمال المدينة.
واشار التلفزيون الى ان القوات النظامية باتت تسيطر على ’80 بالمئة’ من الحي، ناقلا عن احد القادة الميدانيين انه سيتم ‘تحرير الجزء الشمالي من حي الخالدية خلال 48 ساعة’.
وبثت القناة صورا تظهر دمارا هائلا في مباني الحي التي انهار بعضها بشكل شبه كامل، بينما يغطى الركام الشوارع المقفرة.
من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان ‘القوات النظامية وعناصر من الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني تقدمت في الخالدية وسيطرت على معظم الحي، لكن الاشتباكات لا تزال مستمرة في المناطق الجنوبية والشمالية منه’.
وكانت القوات النظامية سيطرت السبت على مسجد الصحابي خالد بن الوليد الواقع في وسط الحي، بحسب المرصد والاعلام الرسمي السوري.
وعرضت قناة ‘الميادين’ الفضائية التي تتخذ من بيروت مقرا لقطات من داخل المسجد الكبير ذي الهندسة المملوكية، والذي اصابه دمار واسع. ورفع الجنود علما سوريا في داخل حرم المسجد بعد السيطرة عليه، بحسب ما ظهر في اللقطات. وافاد المرصد السبت ان المسجد يعد من ابرز معالم المدينة ‘حيث كان يتواجد المقاتلون المعارضون’. وكان مقام الصحابي تعرض للدمار مطلع الاسبوع بسبب القصف من القوات النظامية، بحسب المرصد.
وقال القائد الميداني للتلفزيون السوري ان المقاتلين حولوا المسجد الى ‘مقر لعملياتهم الاجرامية’، وجعلوا منه ‘مخزنا للسلاح والذخيرة’.
من جهته، قلل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من اهمية التقدم في الخالدية، معتبرا في بيان انه ‘انتصارات وهمية (…) يروج لها النظام المتهالك’.
وتحاصر القوات النظامية منذ اكثر من عام الخالدية واحياء حمص القديمة. وبدأت هذه القوات وعناصر الدفاع الوطني وحزب الله قبل 29 يوما، حملة عسكرية واسعة للسيطرة على هذه المناطق، آخر معاقل المعارضين في المدينة التي يعدها الناشطون ‘عاصمة الثورة’ التي اندلعت ضد النظام منتصف آذار (مارس) 2011.
واتهمت المعارضة القوات النظامية مرارا باستخدام السلاح الكيميائي في استهداف المناطق الواقعة خارج سيطرتها. من جهته، اتهم النظام المعارضة باطلاق صاروخ كيميائي على بلدة خان العسل في ريف حلب في 19 آذار (مارس) الماضي.
وتمكن مقاتلو المعارضة مطلع الاسبوع من السيطرة على هذه البلدة بعد معارك ضارية قتل فيها 150 عنصرا على الاقل من القوات النظامية والموالين لها، بحسب المرصد السوري.
ودانت المعارضة الاحد قيام مقاتلين بتنفيذ ‘اعدام ميداني’ بحق الجنود، معلنة تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة.
وكانت الخارجية السورية طالبت المجتمع الدولي السبت ‘باتخاذ خطوات جادة ومسؤولة في مواجهة الارهاب الذي تشهده سورية’، ردا على ‘المجزرة البشعة’ التي وقعت في خان العسل.
وادت اعمال العنف السبت الى مقتل 121 شخصا في مناطق مختلفة، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سورية.
وأفاد المرصد الاحد عن ارتفاع حصيلة سقوط صاروخ ارض ارض على حي باب النيرب في جنوب مدينة حلب (شمال) الجمعة الى 32 شخصا.
وكان المرصد اوضح ان الصاروخ الذي اصاب منازل مدنيين، كان يستهدف مقرات لـ ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’، احدى المجموعات المقاتلة ضد النظام والمرتبطة بتنظيم القاعدة.
وادى النزاع السوري المستمر منذ اكثر من عامين الى مقتل اكثر من 100 الف شخص، بحسب ارقام الامم المتحدة.
من جهته، توعد وزير الاعلام عمران الزعبي في مقابلة مع التلفزيون السوري الجمعة ان ‘جريمة الإرهابيين (…) والدول التي تدعمهم وتمولهم وتسلحهم لن تمر دون حساب، وهم سيدفعون ثمنا باهظا لن يقدروا على تحمله’.
ويتهم النظام السوري دولا عربية وغربية بتوفير دعم مالي ولوجستي لمقاتلي المعارضة الذين يعدهم ‘ارهابيين’.
من جهه اخرى قالت منظمة ‘الهلال الأحمر العربي السوري’ إن تسعة من العاملين والمتطوعين فيها أصيبوا بجراح متفاوتة بعد أن سقطت قذيفة هاون في إحدى نقاطها في مدينة ‘دير الزور’ شرق البلاد.
وذكر بيان صادر عن المنظمة تلقت وكالة الأنباء الألمانية( د ب أ) نسخة منه الأحد أن ‘نقطة التوزيع التابعة للهلال الأحمر العربي السوري فرع دير الزور في مركز النهضة للهلال الأحمر- القصور تعرض لقذيفة هاون ما ادى الى اصابة تسعة متطوعين وعاملين و3 مستفيدين’.
وناشد البيان ‘جميع الجهات والأطراف المساعدة بتسهيل عمل موظفيها ومتطوعيها وعدم التعرض لهم والحفاظ على سلامتهم وتيسير مرور قوافل المساعدات واحترام شارة الهلال الأحمر والصليب الأحمر باعتبارها شارات محمية بموجب القانون الدولي الإنساني’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Manager:

    منذ اندلاع المواجهات في سوريا وانا اسمع عن عدد القتلى و كل يوم تتحفنا الجزيرة بمعدل لا يقل عن300 قتيل يوميا، سؤالي كم يبلغ عدد سكان سوريا؟ وهل بقي منهم احدا؟
    وكما اسمع يوميا عن تحرير الجيش الحر لاجزاء من سوريا ومدن وبلدات ومناطق سكنية وارياف و سؤالي كم تبلغ مساحة سوريا هل يقي هناك جزء غير محرر.؟؟ واين يتقاتلون الآن تحت الارض ام في السماء؟؟
    ماذا يجري في سوريا وهل هناك اعلام يحترم نفسه ليضعنا في المشهد السوري ولو من اجل الله..
    لك الله ياشعب سوريا ان بقي هناك شعب طبعا…

إشترك في قائمتنا البريدية