نتألم كثيرا لما يحدث من جرائم الاغتيالات المتكررة لخيرة الكوادر العسكرية والمدنية الوطنية التي تعتبر اكبر رأسمال لا يقدر بثمن يخسره الوطن والأمة إلى جانب أرواح بشرية ودماء زكية تهدر دون سبب سوى أنها كوادر خدمة وما زالت تخدم الوطن وتحمي سيادته وتعتبر الحصن المنيع والدرع الواقي للحفاظ على شرفه وعزته وكرامته، ومنفذوها هم أدوات بأيدي المتأبطين شرا بهذا الوطن وعزته وكرامته واستقراره وهم القوى الظلامية التي تربت وترعرعت في حضانة قوى الاستبداد والفساد خلال فترة هيمنتها على الوطن ومقدراته وسياستها المتعمدة لخلق البيئة الحاضنة لنمو هذه القوى، ودليل ذلك تحالفاتها ضد الجنوب في حرب 1994 العبثية وما يجري هو امتداد للمسلسل الإجرامي لتصفية الكوادر الوطنية، وخاصة الجنوبية لما للجنوب من دور في عملية التغيير وبناء الدولة وتم خلق البيئة الحاضنة لهذه القوى على النحو التالي: إن الإنسان مخلوق معقد التركيب يتأثر سلوكه بكثير من العوامل الظاهرة والخفية وهو يستجيب لدوافع معينة بعضها ينبثق من ذاته وبعضها ينبعث من البيئة التي يعيشها. وخلال فترة حياته وهو يكافح ويناضل من اجل البقاء له مطالبه الأساسية مثل والمأوى والمأكل والمشرب والحب والاستقرار الأسري إلى جانب الإحساس بالأمن والأمان بوجوده مرتبطا بالمجتمع الذي يعيشه ولتحقيق طموحاته البسيطة هذه قد تحدث عنده ردود فعل نتيجة محاولاته لتحقيق مطالبه الضرورية تتوقف طبيعة هذه الردود على مدى نجاحه في الموازنة بين هذه المطالب الضرورية والخوف الذي ينتابه من المستقبل واليأس من تغيير الواقع المرفوض قد يؤدي إلى الإحباط والتذمر والكراهية للحياة قد تجعله صيدا سهلا للقوى التي تحاول السيطرة على معتقدات وعقول الناس بمحاولتهم استجرار وخلق مثل هذه الظروف وإثارتها لتصبح مؤثراتهم لإيصاله إلى درجة الانهيار بدرجات تتفاوت مع طبيعة كل فرد بحيث يتوقف العقل ويصبح مستعدا لتقبل أي إيحاءات تفرض عليه وتبدأ بغسيل دماغه بما يخدم أهدافها الشيطانية ويساعدها في ذلك الواقع المتخلف للمجتمعات المغلقة والمقيدة للعقل بالمذاهب والعقائد والعادات المحرم تجاوزها آو حتى الخوض في النقاش فيها تفرض على الفرد بالوراثة دون قناعه وهنا يصبح العقل مقيد ولا يحق له التفكير خارجها هنا يفتقد الإنسان للعقلانية والمنطق مع العلم إن الله سبحانه وتعالى ميزه عن غيره من الكائنات بالعقل والفكر. ولقد شوهت الجماعات الظلامية المتطرفة صورة الإسلام بشكل كبير وأفرغوه من تعاليمه السمحاء وسمو قيمه العظيمة واوجدوا جيلا متطرفا طائشا ومتهورا أصبح معضلة من معضلات العصر يقتل المسلم ويهدر الدماء البريئة الذي حرمها الله عز وجل من دون حق و أوصل حال المسلمين إلى الحظيظ بينما تعاليم الإسلام تصون دم المسلم وترفع من شان المسلمين هذه هي المفارقة العجيبة وعندما تتعمق بالإسلام وتعليمه السمحاء تجدهم لا صلة لهم بالإسلام الحقيقي وأعمالهم تتنافى مع الحديث الشريف عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (‘كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ’). لهذا أصبحنا نغير على الإسلام من هذه الفئة الضالة حيث أننا نومن بان الإسلام هو دين الإنسانية والتسامح ونتعامل مع الإنسان بصفته إنسان بغض النظر عن دينه آو عرقه. وللأسف أصبحت المساجد مرتعا لإثارة الفتن والصراعات والتحريض ضد القوى الخيره قوى البناء والحداثة والتطور وإصدار فتوى التكفير لكل من يعارضهم ويقول كلمة حق . والان ونحن في مرحلة بناء بنيان الدولة وإصلاح حال المجتمع هل نستطيع القضاء على هذه البيئة الحاضنة في تحسين الحياة المعيشية للفرد وتوفير الحياة الكريمة للكل دون تميز وإصلاح المناهج الدراسية لإرساء ثقافة دينية معتدلة ومحاربة التطرف بأنواعه والاستفادة من المساجد لما يخدم الأمة لا يمزقها ويقربها لا يفرقها ويعطي حصانه لأبنائنا من الانجرار في النفق المظلم لهذه القوى وحث الإعلام للعب دور فاعل ومحوري للقضاء على هذه البيئة والدور الرئيسي تتحمله الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التي لها تجربة وقد تعاملت في السابق مع هذه القوى وهي على علم بكل خباياها على كشف وتعرية قياداتها وعناصرها للعامة، هذا اذا أردنا لوطننا العزيز العزة والكرامة والسمو ونصون دماء أبنائه وكوادره والله القادر على إن ينصرنا وهو على كل شي قدير. احمد ناصر حميدان