«الكأس والساقي» مجموعة جديدة من الشعر والنثر العربي مترجمة للروسية

حجم الخط
0

موسكو ـ من فالح الحمراني : قدمت المستعربة والمترجمة الروسية سارالي جينتسبورغ في مكتبة الآداب الأجنبية في موسكو مؤخرا مجموعة «الكأس والساقي» التي شاركت في إعدادها مع الباحث في تاريخ الاستشراق فيكتور دزفانوفسكي ـ بيراشيفسكي، فضلا عن مساهمة مجموعة من المستعربين والمترجمين الروس، ونشرتها دار نشر استشراق في طرسبورغ. والعنوان يرمز إلى المترجم «الساقي» الذي ينهل «بكأسه» من الأدب العربي.

ويدلل نشر المجموعة، التي جاءت بمبادرة وتمويل الفريق الذي شارك في الترجمة والإعداد، ليس فقط على الاهتمام في روسيا بالأدب العربي بمختلف عصوره، بل أيضا على حيوية الروابط الثقافية بين روسيا والثقافة العربية، التي اتسعت في الآونة الأخيرة، وكذلك على تفعيل الحوار الثقافي الروسي/ العربي على مختلف المستويات والأشكال. إن المجموعة الجديدة برهان جديد على ذلك.
وقالت جينسبورغ، وهي تقدم الكتاب: قررت أنا وزميلي دزفانوفسكي ـ بيراشيفسكي تكريما لذكرى المستعربة والمترجمة الروسية عالمة اللسانيات البارزة آنا دولينينا، إصدار مجموعة تضم نماذج من الشعر والنثر العربي، وآداب الأمم الأخرى الشرق أوسطية والإفريقية. وجرى تمثيل الأدب العربي بشقيه الكلاسيكي والحديث بشكل واسع، بما في ذلك ترجمة جديدة لحكايات من «ألـــف ليلة وليلة» نفذها المستعرب الروسي دمتري ميكولسكي، كذلك ضمت ترجمات قديمة للأدب العربي.
كما ضمت المجموعة ترجمات جديدة لقصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وكذلك من لغة جزيرة سقطرى.
وأشار ميكولسكي وهو مترجم كتاب «مروج الذهب» للمسعودي، في كلمته في حفل التقديم إلى مختلف جوانب جهود المستعربين الروس في ترجمة الأدب العربي للروسية، ومن ثم توقف عند تاريخ وترجمة كتاب «ألف ليلة وليلة» في تاريخ الثقافة الأوروبية والروسية. وقال إن ترجمته الجديدة لحكايات ألف وليلة تنطلق من مدخل وبأسلوب جديد لبعض الحكايات وكونها تعتمد على نسخ عربية أصيلة.
وقال ليونيد كوجان إن مساهمته في المجموعة تعتبر الخبرة الأولى له في ترجمة نص من لغة سقطرى (العربية الجنوبية) خاصة إن النص إبداعي يحمل في طياته فكرا دينيا محددا، وتأتي الترجمة في إطار الجهود لصيانة لغة سقطرى، كما ترجم كوجان قصائد للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وقد سعى إلى جعلها طازجة وتعكس الحداثة، بحيث تتناسب وتلقي القارئ الروسي المعاصر.

الكتاب مكرس للمستعربة الروسية البارزة العالمة، ودارسة اللغات آنا اركاديفنا دولينينا (1923ـ 2017). وتضمن الكتاب ترجمات تلاميذ وزملاء آنا دولينينا، التي لم تنحصر فقط في الأدب العربي الكلاسيكي.

وتناول الشاعر والمترجم وخبير اتجاه «جماليات المكان»، إيجور سيد تجربته في ترجمة شعراء من تونس والمغرب ينشرون بالفرنسية. كما قرأ إحدى قصائد الشاعر التونسي معز ماجد، واختار هذه النصوص نظرا للصعوبات التي واجهته في ترجمتها، لما فيها من خصوصية لغوية وتصويرية. وأعرب عن الأمل في أن صدور هذه المجموعة سوف يدفع للقيام بمشاريع جديدة لترجمة الأدب العربية وآداب الأمم الأخرى للروسية، وأعاد الأذهان إلى عملية الترجمة الحيوية للآداب الأجنبية في عهد الاتحاد السوفييتي السابق.
وبالتالي فإن صدور المجموعة حدث مهم بعد انحسار ترجمة الأدب العربي للروسية وتراجعه في العقود الأخيرة، ولكنها مازالت محاولة أولية، نأمل أن تعقبها مجاميع جديدة تعكس بصورة أوسع نبض وسمات الأدب العربي الحديث، الذي تألق في سمائه الكثير من الأسماء والعناوين التي تضاهي الآداب الأجنبية الأخرى.

من المقدمة

الكتاب مكرس للمستعربة الروسية البارزة العالمة، ودارسة اللغات آنا اركاديفنا دولينينا (1923ـ 2017). وتضمن الكتاب ترجمات تلاميذ وزملاء آنا دولينينا، التي لم تنحصر فقط في الأدب العربي الكلاسيكي. والكتاب موجه لعشاق أدب الشرق الأوسط في مختلف العصور. ويتيح للقارئ فرصة للتعرف على مؤلفات الأدباء العرب المعاصرين من الجزائر ومصر واليمن ولبنان والمغرب وفلسطين وسوريا وتونس. ويشمل الكتاب أيضا ترجمة أدباء من إيران وتنزانيا وسقطرى وآخرين كتبوا بالعبرية.
ويتألف الكتاب من ثلاثة أقسام، كل واحد منها يشمل بدوره قسمين: الشعر والنثر، وجرى تصنيف الأقسام الثانوية في تسلسلها الزمني. وتضمن القسم الأول الذي أطلق عليه «الأدب العربي الكلاسيكي» ترجمة قصائد من الشعر والنثر العربي في عصورها الذهبية، من القرن السادس وحتى القرن الرابع عشر. كما تضمن هذا القسم ترجمات لمشاهير مترجمي الأدب العربي إلى الروسية مثل ميخائيل روديونوف وبتروف وميخائيل ديريدوف وديمتري ميكولسكي، إضافة إلى أعمال المستعربين من الجيل الجديد. كما تضمنت المجموعة تراجم آنا دولينينا من شعراء العباسيين في القرن العاشر بما في ذلك ابن المعتز، وهي آخر تراجم دولينينا التي لم تنشر سابقا.
وتضمن القسم الثاني من المجموعة تراجم الأعمال الشعرية والنثرية لأدباء العرب في القرن العشرين وبداية الواحد والعشرين، بما في ذلك محمود درويش ونزار قباني وميخائيل نعيمة وتوفيق الحكيم، علاوة على الشاعر المغربي لحبيب الواغي، ومن تونس وليد سليمان ومعز ماجد المكتوبة باللغة الإنكليزية من ترجمة أيجور سيد ونص للكاتبة الجزائرية أستاذة السوربون التي تكتب بالفرنسية زينب لعبيدي من ترجمة سفتلانا بروجوجينا المختصة بالآداب الإفريقية في معهد الاستشراق في موسكو.
وأخيرا القسم الثالث الذي شمل على ترجمات أعمال أولئك الأدباء الذين تأثروا باللغة والأدب العربي، وجاء بعنوان «الأدب الآخر»: ويجد القارئ هنا أعمال شعرية ونثرية مترجمة من العبرية والفارسية والسواحلية والسقطرية. ونجد في «الأدب الآخر» تراجم من الأدب العبري في القرون الوسطى والشعر الفارسي، إلى جانب نماذج من الأدب الحديث من جزيرة سقطرى، بترجمة ليونيد كوجان مؤلف الدراسات المقارنـة للغات السامية والمشارك في البعثات الروسية/ اليمنية لدراسة سقطرى، وكذلك قصائد من بلدان إفريقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية