مباحثات سياسية وأمنية واقتصادية في بغداد بين الكاظمي والسيسي والملك عبد الله

مشرق ريسان
حجم الخط
2

بغداد ـ «القدس العربي»: استضافت العاصمة العراقية بغداد، أمس الأحد، القمّة الثلاثية العراقية ـ الأردنية ـ المصرية، بحضور الملك الأردني، عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسط إجراءات أمنية مشدّدة.
ومنذ عدّة أيام، تنتشر قوات تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب في المناطق والشوارع الرئيسة في العاصمة استعداداً للقمّة.
ونقلت «القدس العربي» عن مصادر محلّية قولها إن القوات الأمنية كثّفت انتشارها في شارع المطار والمناطق المحيطة في المنطقة الخضراء شديدة التحصين، منذ عدّة أيام سبقت انعقاد القمّة.
ووفقاً للمصادر، فإن جهاز مكافحة الإرهاب انتشر بقواته وآلياته في العاصمة بغداد، بالإضافة إلى تكثيف وجوده داخل المنطقة الخضراء، مشيرة إلى أن قوات الأمن أغلقت المنطقة الدولية، التي تضم مقار حكومية ودبلوماسية أمس، وسمحت لمن يمتلكون البطاقات التعريفية الخاصة بالدخول إليها.

عدد من الملفات

وقبل انعقاد القمّة، أشار بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الى أنها ستناقش «عددا من الملفات البينية التي تتعلق بالتعاون السياسي والاقتصادي، فضلاً عن تعزيز الجوانب الاستثمارية والتجارية، وبحث الجهود المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب».
كما رحب الكاظمي بضيوف القمة الثلاثية الرئيس المصري وملك الأردن.
وقال في «تغريدة» له إن «بغداد السلام والعروبة تستقبل اليوم بكل ود وترحيب ضيفيها الكريمين، أخي الملك عبد الله الثاني وأخي الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعقد القمة العراقية – الأردنية ـ المصرية».
وأضاف: «مرحبا بكم في عراقكم، ومعاً نؤسس لمستقبل يليق بشعوبنا وفق منطق التعاون والتكامل، بين الجيران والأشقاء والأصدقاء».
ولدى وصول الرئيس المصري أرض العراق، كان في استقباله رئيس الجمهورية برهم صالح، في مطار بغداد الدولي.
وعقد صالح مع نظيره المصري جلسة مباحثات ثنائية، حسب بيان رئاسي.

تعزيز العلاقات

ونقل البيان عن الرئيس العراقي قوله: «الزيارة خطوة مهمة وكبيرة في دعم العراق وتعزيز العلاقات الثنائية المشتركة» مشيداً بـ«عمق وتطور العلاقة الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين اللذين يتقاسمان وشائج وروابط تاريخية، ويحتضنان أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية في وادي الرافدين ووادي النيل».
وجرى خلال اللقاء،أيضاً «بحث التعاون الثلاثي القائم بين العراق ومصر والأردن، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز مستوى التنسيق بين البلدان الثلاثة والاستفادة من التواصل الجغرافي في تنمية آفاق تعاونٍ أوسع في مجالات الاقتصاد والتجارة والتنمية، والتأسيس لمشاريع البنى التحتية ونقل الطاقة ومدّ انابيب النفط، إلى جانب مواصلة الجهود من أجل مواجهة التحديات القائمة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتداعيات وباء كورونا، والتغيّر المناخي وحماية البيئة، كما تمّ التأكيد على ضرورة مواصلة الاجتماع بشكل دوري لتنسيق المواقف وتعزيز التعاون الثلاثي» حسب البيان.
وتناول اللقاء «تطورات الأوضاع في المنطقة، والإشارة إلى الدور المحوري لجمهورية مصر العربية في المنطقة العربية والإقليمية» والتأكيد على أن العراق الآمن والمستقر ذا السيادة وإعادة دوره العربي والإقليمي، هو عنصر مهم في ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية في كل المنطقة، والإشارة إلى وجوب التنسيق الثلاثي المشترك في تخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار الإقليمي وإيجاد حلول للأزمات في سوريا واليمن وليبيا».
وحسب البيان، عبّر السيسي عن سعادته بزيارة بغداد، مشيداً بـ«جهود العراق في ترسيخ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة التحديات المختلفة التي واجهت البلد، حيث أكّد موقف مصر المساند والداعم للعراق، وأهمية العمل لتطوير العلاقات بين البلدين، وتعزيز التعاون الثلاثي العراقي المصري الأردني».
وعقب لقائه صالح أجرى السيسي مباحثاتٍ أخرى مع الكاظمي، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات، فضلا عن مناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
بيان لمكتب الكاظمي، أشار إلى بحث الجانبين «مراحل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في وقت سابق، في إطار أعمال القمة الثلاثية العراقية المصرية الأردنية».

إجراءات أمنية مشددة سبقت انطلاق القمّة الثلاثية

وعقدت المباحثات العراقية ـ المصرية على هامش القمّة الثلاثية، في القصر الحكومي في بغداد، بعد استقبال السيسي في مراسم رسمية شهدت أجواء احتفالية، تضمنت عزف النشيد الوطني لكل من العراق ومصر، ثم جرى استعراض حرس الشرف والقوات العسكرية المختلفة.
السيسي التقى أيضاً في بغداد رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، بحضور نائبه الأول حسن الكعبي.
وذكر بيان صادر عن مكتب الحلبوسي أن الأخير نوه خلال اللقاء إلى «عمق العلاقة التاريخية والأخوية التي تجمع البلدين» مشيرا إلى أن «عقد القمة الثلاثية في بغداد خطوة مهمة وكبيرة في دعم العراق وتعزيز سبل التعاون المشترك» مؤكدا «دعم السلطة التشريعية في العراق للتعاون الثلاثي العراقي المصري الأردني».
كما بحث اللقاء «المستجدات في المنطقة، وتأكيد أهمية تنسيق المواقف الثلاثية إزاء القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في تحقيق الاستقرار».
وعبَّر السيسي عن سعادته لزيارة بغداد، مؤكدا دعم بلاده «للعراق وحفظ سيادته» وأهمية «العمل لتعزيز آفاق التعاون الاستراتيجي الثلاثي».
كما وجَّه، لرئيس مجلس النواب دعوةً لزيارة جمهورية مصر العربية، من أجل تعزيز التعاون بين السلطتين التشريعيتين.
وتأتي زيارة السيسي إلى بغداد بعد 30 عاماً على زيارة آخر رئيس لجمهورية مصر العراق.
الرئيس العراقي استقبل أيضاً ملك الأردن، عبد الله الثاني، وبحثا أهمية تعزيز التعاون الثلاثي المشترك بين العراق والأردن ومصر.
وذكر بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية أن «الرئيس صالح أكد خلال جلسة محادثات مع الملك عبد الله الثاني، أهمية تعزيز التعاون الثلاثي المشترك بين العراق والأردن ومصر عبر التواصل الجغرافي وتحقيق تكاملات اقتصادية وتجارية عبر دعم الاستثمار والمدن الصناعية المشتركة والتعاون في مجال الطاقة والربط الكهربائي، بما يعود بالمنفعة لشعوب البلدان الثلاثة».
وفي بيان رئاسي آخر نوه صالح إلى «عمق العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الجارين والشعبين الشقيقين، وهي روابط جغرافية واجتماعية وثيقة» مؤكداً ضرورة «العمل المشترك من أجل تطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات التي تهمّ البلدين وتضمن مصالح الشعبين».
وتناول اللقاء، حسب البيان «التعاون الثلاثي المشترك بين العراق والأردن ومصر، وتعزيزه عبر التواصل الجغرافي من أجل تحقيق تكاملات اقتصادية وتجارية عبر دعم الاستثمار والمدن الصناعية المشتركة والتعاون في مجال الطاقة والربط الكهربائي، ونقل النفط ومشاريع البنى التحتية، بما يعود بالمنفعة لشعوب البلدان الثلاثة، وينطلق نحو آفاق أرحب بخدمة كل المنطقة من خلال تعزيز فرص التنمية والازدهار الاقتصادي». وأشار إلى أن «الاجتماع تناول أيضاً جانب التنسيق المشترك لمواجهة تحديات الإرهاب والتطرف، وتداعيات وباء كورونا الصحية والاقتصادية، وأزمة التغير المناخي وحماية البيئة التي تعتبر خطرا مشتركاً يهدد الجميع».
وأكّد صالح أن «العراق يتطلع إلى التعاون والتنسيق المشترك من أجل تخفيف التوترات في المنطقة» حيث أكد صالح والملك عبد الله على أهمية «التنسيق الثلاثي من أجل حلحلة الأزمات وتخفيف التوترات التي تشهدها المنطقة، وخصوصا الأزمات القائمة في سوريا واليمن وليبيا والانطلاق نحو آفاق الحل السياسي عبر التلاقي والحوار». وعبّر الملك عبد الله عن سعادته بزيارة بغداد، مؤكداً «وقوف الأردن إلى جانب العراق في الحفاظ على أمنه واستقراره» مشدداً على أهمية «الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية، وضرورة تعزيز التعاون الثلاثي المشترك بين العراق والأردن ومصر بما يحقق المصالح المشتركة».

التعاون المشترك

عقب ذلك، بحث الكاظمي مع الملك الأردني عدة ملفات، ضمنها التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب.
وذكر المكتب الإعلامي للكاظمي في بيان أنه «جرت في القصر الحكومي في بغداد، (أمس) جولة مباحثات بين رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، الذي يزور العراق في إطار القمّة العراقية الأردنية المصرية».
وأضاف: «جرت خلال المباحثات مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك، في إطار المصالح المشتركة في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية ومختلف مجالات التبادل الثنائي».
وتابع: «استعرض الجانبان ملفات التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف وتبني كل ما من شأنه تعزيز الاستقرار في المنطقة، عن طريق التنمية المستدامة ومراعاة مصالح الشعوب الصديقة والشقيقة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد الجزائر:

    و كأن التاريخ يعيد نفسه ( مجلس التعاون العربي ) ينقصه اليمن السعيد فقط.

  2. يقول كمال الدين:

    عندما تكون هذه الدول تملك الاستقلالية في اتخاذ قرارتها نستطيع ان نصدق ولو من بعيد ما بتت به.! فالعراقي يقبع تحت وطأة الامريكي والايراني، والاردن يكفيه مشاكله الداخلية وليس له من اتخاذ قرارات عربية بهذا الحجم نصيب. ولماذا يتذمر السيسي بشأن سد النهضة الم يوقع على اتفاق المبادئ مع اثيوبيا دون الرجوع الى الدول العربية واستشارتهم تطبيقا للمثل العربي “ضربني وبكى وسبقني واشتكى” !! مضيعة للمال والوقت ليس الا !!

إشترك في قائمتنا البريدية