الكويت بانتظار ترتيب البيت الداخلي للعائلة الحاكمة بعد الانتقال السلس للحكم
ترجيح احتفاظ رئيس الوزراء بدوره في قيادة الكويت.. والاصلاحات تسير بحذرالكويت بانتظار ترتيب البيت الداخلي للعائلة الحاكمة بعد الانتقال السلس للحكمالكويت ـ من هيثم حدادين وعمر حسن: نعي الكويتيون وفاة اميرهم امس الاثنين وسط مؤشرات بأن الامير الجديد المريض سيحافظ علي السياسة الخارجية والنفطية كما هي.ومن المقرر ان يصل نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني الي الكويت اليوم الثلاثاء لتقديم تعازيه في وفاة الشيخ جابر الاحمد الصباح الذي توفي ودفن الاحد عن عمر يناهز 78 عاما بعد صراع طويل مع المرض.كذلك من المقرر ان يتوجه القادة العرب والاوربيون الي الكويت لتقديم تعازيهم. وقال مسؤولون انه لن يكون هناك تغيير في سياسية الكويت النفطية وتوجهها الموالي للغرب في ظل الامير الجديد الشيخ سعد العبدالله الصباح (76 عاما) الذي اقعده المرض.ومن المتوقع ان يواصل رئيس وزراء الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح ادارة شؤون الكويت وهو الدور الذي كان يضطلع به خلال السنوات الاربع الماضية نظرا لمرض قادة البلاد. وتملك الكويت عشرة في المئة من احتياطي النفط العالمي. وقال فهد الصالح وهو موظف كويتي (35 عاما) انا حزين جدا… كان زعيمنا لفترة طويلة للغاية .وقالت ام خالد (46 عاما) عشنا في رخاء في عهده .وفي ظل دستور الكويت يتعين علي الامير ان يختار وليا للعهد خلال عام. ويتوقع محللون ودبلوماسيون علي نطاق واسع ان يصبح الشيخ صباح وليا للعهد. وقال المحلل شفيق غبرة كان الشيخ صباح خلال السنوات العديدة الاخيرة هو الوسيط السياسي للسلطة التنفيذية. انا اعتقد انه المرشح الاول والاكثر اهلية .واصيب الشيخ جابر بنزيف في المخ عام 2001 مما حد من قيامه بواجباته. كذلك اثار تداعي صحة الشيخ سعد ايضا مخاوف بشأن الخلافة وقال محللون ان اختياره أميرا للكويت يهدف الي تجنب حدوث تصدع داخل الاسرة الحاكمة التي يتعين عليها ان تتناوب القيادة بين فرعيها.واشادت الصحف الكويتية بالشيخ جابر لانه قاد الكويت الي بر الامان بعد سبعة اشهر من الاحتلال العراقي والحرب التي قادتها الولايات المتحدة في عام 1991 لتحرير البلاد. وكتب احمد البغدادي في صحيفة (السياسة) ان الكويت شهدت احداثا غير مسبوقة في عهده سواء محاولة اغتياله او الاحتلال العراقي. وحاول متشددون موالون لايران قتل الشيخ جابر عام 1985.ويقول محللون ان من المرجح أن يكون الشيخ سعد بعيدا عن شؤون الحكم اليومية في حين سيستمر الشيخ صباح في دوره في ادارة شؤون البلاد.ونال الشيخ صباح الذي كان من أقدم وزراء الخارجية في العالم قبل أن يصبح رئيسا للوزراء عام 3002 لقب عميد الدبلوماسية العربية بعد 40 عاما من قيادة دفة السياسة الخارجية لبلاده خلال حروب بالمنطقة وغزو العراق للكويت وتحديات أخري كبري.ومثل الشيخ صباح (75 عاما) بلاده في اجتماعات اقليمية وعالمية مهمة بعد أن أصيب أخوه غير الشقيق الامير الراحل بجلطة في المخ في أيلول (سبتمبر) 2001.وينتظر الكويتيون تبلور بعض المسائل المتعلقة بالخلافة مثل موضوعي اختيار ولي العهد ورئيس الوزراء في ضوء الوضع الصحي السيء لامير البلاد الجديد الشيخ سعد العبدالله الصباح.وقد جري انتقال لسلس للحكم اثر وفاة الامير جابر الاحمد الصباح الاحد بعد ان اثار الوضع الصحي للشيخ سعد الذي يتراجع منذ 7991 تاريخ اجراء عملية له في الكولون، مخاوف في هذا الشأن. وجاء تعيينه اميرا للبلاد بموجب الدستور.وقال المحلل السياسي عايد المناع في حديث لوكالة فرانس برس اشعر بارتياح كبير وانا سعيد جدا لان ذلك (انتقال الحكم) تم وفقا للقنوات الدستورية (..) لقد اثبتت الكويت انها دولة دستورية .واضاف المناع بعد هذه الخطوة اعتقد انه لا يوجد ما يبرر القلق والخوف . وينص الدستور الكويتي علي ان يتولي ولي العهد الحكم تلقائيا عند شغور كرسي الامير.وقال رئيس البرلمان الكويتي جاسم الخرافي امس الاثنين انه دعا الي اجتماع غير رسمي خلال النهار للبحث في فتح دورة برلمانية خاصة من اجل مراسم القسم للامير الجديد والتي يفترض ان تتم في وقت لاحق هذا الاسبوع وعلي الارجح الاربعاء.وتعيين ولي العهد هي مسألة اخري يفترض ان تطرح قريبا جدا علي ضوء الوضع الصحي للامير الجديد.واستنادا الي الدستور والي قانون توريث الحكم، فان للامير وحده السلطة المطلقة لاختيار ولي العهد. الا ان تعيينه يجب ان يقره البرلمان. واذا رفض البرلمان اقرار تعيين ولي العهد الذي اختاره الامير، يصبح عليه ان يختار ثلاثة اسماء جديدة من الابناء الذكور للشيخ مبارك الكبير (1898 ـ 1915) ويختار النواب واحدا من بينهم. وقال المناع في هذا السياق من المؤكد ان الشيخ صباح هو الاوفر حظا واعتقد ان الامور ستسير كما كانت بادارة الشيخ صباح كرئيس للوزراء وقد يكون وليا للعهد . الا انه من غير الواضح في المرحلة الحالية ما اذا كان الشيخ صباح سيحتفظ برئاسة الوزراء اذا تم تعيينه وليا للعهد. وكان المنصبان متلازمين في شخص واحد في التاريخ الكويتي الحديث الي انهما فصلا للمرة الاولي عام 3002 بسبب الانتكاسة الصحية لرئيس الوزراء وولي العهد حينها الشيخ سعد.ويصر اصلاحيون وناشطون علي ان يبقي المنصبان منفصلين لان ذلك يسهل عملية محاسبة رئيس الوزراء امام البرلمان.فولي العهد هو الامير المقبل وبالتالي يتمتع بحصانة مطلقة من الانتقادات يضمنها له الدستور.وطالب حزب الامة الكويتي في بيان بـ تكريس مبدأ الفصل بين منصب رئاسة الوزراء وولاية العهد .ودعا هذا الحزب الذي لا يحظي باعتراف شرعي، الي تشكيل حكومة اصلاحية يكون رئيسها من غير ابناء الاسرة الحاكمة اشراكا للشعب الكويتي في تحمل المسؤولية السياسية وادارة شؤون وطنه .وكذلك اعرب النائب الاسلامي وليد الطبطبائي عن رغبته في ان يبقي المنصبان منفصلين الا انه توقع ان يحتفظ الشيخ صباح بالمنصبين.وكان معارضون سياسيون دعوا في الماضي صراحة الي التخفيف من هيمنة آل الصباح علي الحكومة، علما ان الحكومة تضم حاليا ستة وزراء من العائلة الحاكمة من اصل 16 وزيرا، وهم يتولون مناصب حساسة كالداخلية والخارجية والدفاع والطاقة.وتمنح التطورات الحاليه عائلة الصباح فرصة لترتيب بيتها الداخلي في ما يتعلق بشؤون وراثة الحكم علما ان خلافات في هذا الشأن كانت ظهرت داخل العائلة وعبر عنها علنا. وينص العرف في الكويت علي ان يتناوب جناحا عائلة الصباح علي الحكم، الا ان احد افراد جناح السالم (الذي ينتمي اليه الامير الحالي) اعرب علنا عن تشكيكه في الحصة الحقيقية لجناح السالم مقارنة بجناج الجابر الذي ينتمي اليه الامير الراحل ورئيس الوزراء الشيخ صباح. وتطبق الكويت عملية اصلاح سياسي بدفع من رئيس وزرائها الشيخ صباح الاحمد الصباح، اتسمت رغم حذرها بمنح المرأة العام الماضي حقوقا سياسية، الا ان البرلمان الذي يضم خمسين عضوا لا يحق له اقالة الحكومة.وفي السادس عشر من ايار (مايو) الماضي، تمكن رئيس الوزراء بعد معركة سياسية طويلة من ان يحصل من البرلمان علي اقراره لتعديل دستوري يمنح المرأة حق الاقتراع وحق الترشح للانتخابات.وبعد ذلك، قام الشيخ صباح بتعيين اول امراة في منصب وزاري في بلاده لتصبح معصومة مبارك في الثاني عشر من حزيران (يونيو) وزيرة للتخطيط ووزيرة دولة لشؤون التنمية الادارية.وكانت الحكومة الكويتية عينت قبل اسبوع للمرة الاولي امرأتين في عضوية المجلس البلدي الوحيد في الكويت الذي يضم 61 عضوا بينهم عشرة يتم انتخابهم.وعقب تصويت البرلمان، بدات حوالي 195 الف امرأة كويتية بالاكتتاب في اللوائح الانتخابية ما يرفع عدد الناخبين الكويتيين الي 334 الفا. ولا يحق للعسكريين الكويتيين المشاركة في عمليات الاقتراع.الي ذلك، يستعد البرلمان للتصويت علي قانون جديد للمطبوعات سيتيح اذا ما اقر اصدار صحف كويتية جديدة بعد ثلاثين عاما من تجميد منح الرخص. الا ان المعارضة التي غالبا ما تتكلم عن وجود فساد، تطالب باصلاحات اكبر.وتطالب المعارضة بالسماح للعسكريين بالتصويت وبخفض سن الاقتراع من 21 الي 18 عاما.ويري الاصلاحيون ان هذه التغييرات لا بد ان تفتح الباب امام عملية اصلاح سياسية اوسع وخصوصا في ما يتعلق بامتيازات العائلة الحاكمة.والي جانب امير البلاد، ينتمي ولي العهد ورئيس الوزراء ووزراء الداخلية والدفاع والطاقة والخارجية والاتصالات والصحة الي آل الصباح. وقد طالب الاصلاحيون الاسلاميون منهم والموالون للغرب مرارا، بأن يتمكن مواطنون عاديون من تولي مناصب حساسة.وذهب البعض الي المطالبة بتعيين رئيس وزراء لا ينتمي الي العائلة الحاكمة. وتتمتع عائلة الصباح التي تحكم الكويت منذ تأسيسها قبل 250، بمحبة الشعب الكويتي. كما طالب البعض بالسماح بانشاء احزاب السياسية، فهذه الاخيرة ما يزال تشكيلها محظورا في الكويت وان كانت بعض التنظيمات الساسية تمكنت من فرض نفسها بحكم الامر الواقع. وقد اسس اسلاميون سلفيون العام الماضي حزب الامة.واعلن رئيس الوزراء في 17 تشرين الاول (اكتوبر) انه لا ينوي السماح بالاحزاب علما انه في الكويت جمعيات سياسية تقوم فعليا مقام الاحزاب.وتنوي الجموعات المعارضة عقد مؤتمر وطني الشهر المقبل لمناقشة سبيل تفعيل وتسريع الاصلاحات والتغيير في الكويت. وفيما تعلو المطالبة بتسريع الاصلاحات، يبدو ان نفوذ الاسلاميين ينمو في هذا البلد المحافظ الذي يضم برلمانه الحالي 18 نائبا اسلاميا.وبينما تدعو غالبية التنظيمات الاسلامية في الكويت الي التسامح، فككت قوي الامن في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي مجموعة اسلامية متطرفة بعد سلسلة من المواجهات العنيفة اسفرت عن مقتل اربعة عناصر من قوي الامن وثمانية من الاسلاميين.وحكم علي ستة اسلاميين متطرفين بالاعدام في كانون الاول (ديسمبر) الماضي بتهمة العلاقة بتنظيم القاعدة ولاشتراكهم في هذه المواجهات.وحكم علي ناشط سابع بالسجن مدي الحياة وعلي 22 آخرين بالسجن لفترات تتراوح بين اربعة اشهر و15 عاما. (رويترز ـ ا ف ب)