طرابلس – «القدس العربي»: أعلنت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) عقب استكمال اجتماعاتها المنعقدة في جنيف وفي بيانها الختامي أنها استكملت إعداد خطة عمل لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد بشكل “تدريجي ومتزامن ومتوازن”.
وأكدت اللجنة في بيانها الختامي على ضرورة استكمال جاهزية المراقبة محلياً ودولياً لاتفاق وقف إطلاق النار قبل البدء بتنفيذ خطة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب موضحة أنها تسعى للتواصل مع الأطراف المعنية محلياً ودولياً لدعم تنفيذ الخطة واحترام السيادة الليبية .
والأربعاء، انطلقت في مدينة جنيف اجتماعات اللجنة (تضم 5 أعضاء من الحكومة و5 من طرف اللواء المتقاعد خليفة حفتر)، لوضع خطة لانسحاب المرتزقة من البلاد، حسب بعثة الأمم المتحدة.
ويأتي هذا الاجتماع عقب اجتماع قائد القوات الأمريكية في إفريقيا مع اللجنة العسكرية في قاعدة معيتيقة العسكرية بالعاصمة طرابلس والذي ناقش ملف المرتزقة والسبل والمراحل التي من شأنها إنجاز الملف.
وعقدت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 ، اجتماعاً في 28 أيلول/ سبتمبر يعتبر الأول من نوعه، فقد عقد في العاصمة طرابلس للمرة الأولى منذ تأسيس اللجنة واستئنافها لاجتماعاتها في جنيف في صيف العام 2020، كما تضمن حضور شخصيات دولية رفيعة المستوى أبرزها قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا الجنرال ستيفن تاونسند ورئيس والمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، فضلاً عن رئيس حكومة الوحدة الوطنية.
وقالت السفارة الأمريكية في تغريدة عبر حسابها على تويتر إن الاجتماع المنعقد حضورياً للجنة العسكرية المشتركة 5+5 في طرابلس والذي انضم إليه الجنرال تاونسند والسفير نورلاند يعد خطوة تاريخية في التقريب بين الليبيين، لا سيما في المجال الأمني .
وتابعت في تغريدة أخرى أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتسهيل التنفيذ الكامل لاتفاقية أكتوبر (2020) لوقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمقاتلين، فضلاً عن التوحيد الكامل للمؤسسات العسكرية الليبية .
وفي سياق متصل، ناقش رئيس حكومة الوحدة الوطنية، بصفته وزيراً للدفاع، مع قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا أفريكوم الجنرال ستيفين تاونسند، ملف إخراج المرتزقة وتواجد قوات أجنبية بالجنوب الليبي .
وتناول الاجتماع الذي عُقِد في العاصمة طرابلس، بحضور سفير ومبعوث الولايات المتحدة الخاص لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، آلية تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب بالجنوب الليبي، وفق بيان لحكومة الوحدة الوطنية أمس. وقال البيان إن الطرفين تناولا خلال الاجتماع ملف إخراج المرتزقة وتواجد قوات أجنبية بالجنوب الليبي، والجهود المبذولة مع الدول الحدودية حيال هذا الشأن.
كما أجمع الحضور على مواصلة التعاون الاستراتيجي المشترك، بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية، فيما يخدم استقرار وأمن المنطقة.
وقبل أيام أوضح عضو اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 اللواء الفيتوري غريبيل في تصريح صحافي أن اللجنة اتفقت على البدء في تنفيذ خطة ترحيل المرتزقة الأجانب من ليبيا على مرحلتين.
وتابع أن المرحلة الأولى تشمل إبعاد المرتزقة من الفاغنر والجنجويد والسوريين الموجودين بخطوط التماس، وأن المرحلة الثانية تشمل القوات الأجنبية من القوات الروسية والتركية وغيرها من الجنسيات من الدول العربية والأوروبية.
وكشف على أنه لا يوجد موعد محدد لبدء أي مرحلة، معرباً عن أمله أن تبدأ المرحلة الأولى قبل بدء الانتخابات.
وشدد على أن الدعم الدولي للخطة التي وضعتها القيادات العسكرية الليبية، خاصة من الولايات المتحدة أوبريطانيا سيكون كفيلاً بتعزيز دعمها في مواجهة أي أطراف ترفض أو تعرقل تنفيذها، مضيفاً أنهم سيبدأون في ترحيل أعداد بسيطة من المرتزقة من كل جانب أسبوعياً.
وأكد عضو اللجنة العسكرية أنه ستتم مناقشة كافة تفاصيل ترحيل المرتزقة والقوات الأجنبية في اجتماع جنيف مع أعضاء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وأضاف غريبيل في الحوار الصحافي أنه سيتم العمل على وضع خطط عالية التأمين لضمان عدم تسلل هذه العناصر لدول الجوار خلال عملية الترحيل، مما قد يسهم في تغذية بعض الصراعات في الدول القريبة ومن ثم عودة هؤلاء المرتزقة مجدداً إلى ليبيا.
يذكر أن وزيرة الخارجية والتعاون الدولي، نجلاء المنقوش، قد صرحت الإثنين أن هناك بداية لخروج بعض المرتزقة من ليبيا، معربة عن أملها في خروجهم جميعاً من كافة الأراضي الليبية وفق خطة مجموعة 5+5 وبحسب جدول زمني محدد.
وفي مقابلة صحافية، قالت الناطقة باسم المجلس الرئاسي، نجوى وهيبة، إن سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا يتطلب تعاوناً وإشرافاً دولياً، بعكس ملف الانتخابات والمسار السياسي الذي يتطلب توافقاً وتعاوناً ليبياً لإنجاحه.
وأوضحت، في مقابلة صحافية، أن خطر المقاتلين الأجانب ليس فقط على ليبيا ولكن على دول الجوار أيضاً، خاصة أن منطقة الساحل تعاني توترات ووجود المرتزقة والمقاتلين الأجانب خاصة في الجنوب الليبي هو خطر كبير .
وقالت إن هذا الملف يشهد تطوراً إيجابياً، مشيرة إلى أنه انتقل من مرحلة عدم التعاون إلى الحديث عن انسحاب متزامن ومبادرات في هذا الشأن.