كنت قد كتبت مقالا بعنوان حينما تصبح الله أكبر جريمة العصر، فطلب أحد القراء الكرام كتابة مقال آخر يوضح كلمة الله أكبر عندما تستعمل في غير محلها فأقول ما يفعله الكثير من الجهلاء المتحمسين لنصرةت هذا الدين العظيم بممارسات ظاهرها إسلامية وحقيقتها شيطانية تلبست بلباس الدين لجهل قائلها وضيق فكر متبنيها، فالإسلام ليس دين قتل ودمار وإنما دين رحمة وسلام وإخاء فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف (يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة)، فرسول الله رحمة من الله تعالى إلى الناس كافة ليبين لهم الدين الحنيف والشرع المستقيم، وليس إلى الناس فحسب بل إلى الثقلين الأنس والجن، فرسول الله جاء بالحق والقرآن ليجادل الناس بالعلم والعقل لا بالسيف والقتال، فمكث رسول الله ثلاث عشرة سنة يدعو الناس ولم يحمل رمحا أو سيفا بل لم يأذن الله له بقتال حتى من كان يقاتله ويعذبه ويعذب المسلمين وتعذيب المسلمين في صدر الإسلام أشهر من نار على علم ولا يحتاج إلى دليل لبيانه وذكره ولكن اروي لكم قصة حقيقية صحيحة حدثت مع النبي الكريم بعد أن دعا قومه ولم يستجيبوا له فقال (فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَرْجُو اَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا) رواه مسلم، والأخشبان جبلان كبيران يقعان في مكة، فهذه هي أخلاق رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه، كان حريصا على هداية الناس لا على تكفيرهم وقتلهم، كان رحيما بالناس لا شديدا عليهم واستمع لهذه القصة الصحيحة (كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: ‘أَسْلِمْ’. فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ. فَأَسْلَمَ. فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: ‘الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ’ رواه البخاري، وفي رواية لما مات قال رسول الله (صلوا على صاحبكم)، فهذا رسول الله وهذه سيرته وأخلاقه فمن أراد الاقتداء به فعليه أن يأخذ الدين كاملا لا أن يكون كالمنافقين يأخذ ما يخصه ويترك ما لا ينفعه وما لا ينسجم مع عقله وهواه ، ولهذا أكد العلماء الربانيون وركزوا على أن نأخذ نصوص القرآن والسنة ونفهمها بفهم السلف لها لا بفهم أهوائنا وعقولنا القاصرة، لأن الصحابة هم أعلم الناس بالنصوص فهم أهل اللغة العربية وعاصروا نزول الوحي وسمعوا من رسول الله مباشرة ومن جاء بعدهم سمع من غيرهم ولم يفهم ما فهموا، فالصحابة إذا حصل عندهم إشكال رجعوا إلى المعصوم صلى الله عليه وسلم فبين لهم ما أشكل عليهم وزال عنهم اللبس والوهم ولكن من جاء بعدهم ليس عندهم نبي يرجعون اليه فيرجعون إلى عقولهم وآرائهم والعقول والآراء مختلفة وليست بدرجة واحدة ولهذا تجد الخلاف والاختلاف منتشر بيننا، ولكي لا أطيل عليكم كان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يكرهون رفع الصوت عند القتال فرفع الصوت عند القتال أولا ليس من السنة في شيء. وثانيا ليس من العقل والحكمة رفع الصوت وأنت تقاتل عدوك لأنه يستطيع من خلال الصوت تحديد مكانك فأن كبرت وقتلت واحدا منهم استدار الثاني وقتلك وربما تقتل وأنت تكبر وقبل أن تقتل أحدا وربما يقتل الجيش كله أو أكثره بسبب هذا التكبير وأقول كما قال الشاعر: إنّ اللّبيب إذا تفرّق أمره.. فتق الأمور مناظرا ومشاورا وأخو الجهالة يستبد برأيه.. فتراه يعتسف الأمور مخاطرا. عقيل حامد
مرحبا بک یا استاذ . کم قالوا الله اکبر عند ذبح شاب او حتی طفل . اهکذا قال الله ان تذبح طفل او شاب او جندی وتقول الله اکبر ؟