أعلن رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردغان عن موعد زيارته التاريخية لقطاع غزة المحاصر، نهاية شهر ايار/مايو الجاري، رافضاً الضغوط الامريكية التي عبر عنها وزير الخارجية جون كيري لتأجيل الزيارة، في دلالة واضحة للتحولات المهمة التي تشهدها تركيا، والتي كان لبصمات السيد أردوغان وحزبه العدالة والتنمية أثر كبير عليها، فالمدرسة الاردوغانية سيكتب التاريخ عنها الكثير، وسيخرج من رحمها العديد من النظريات التي تصنع رجالات دولة. منذ اللحظة الأولى للانقلاب الاقليمي والدولي على خيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي في كانون الثاني/ يناير/2006، فتحت تركيا ابوابها للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة حماس، واستقبلت رموزها، وساهمت بشكل كبير في تآكل حلقات الحصار، ثم جاء موقف السيد اردوغان وكلمته المدوية ضد الجرائم الاسرائيلية بغزة وخروجه المشرف من مؤتمر دافوس خلال حرب الفرقان، لم ينس الشعب الفلسطيني تضحيات أشقائه الأتراك في عرض البحر المتوسط، بعد ان مارست اسرائيل عمليات قرصنة بحرية في المياه الدولية ضد سفن وقوافل كسر الحصار، حيث هاجمت سفينة مرمرة وقتلت وجرحت العشرات من ابناء الشعب التركي العظيم، ومنعتهم من الوصول لشواطئ غزة، ليعانق الدم التركي دم أخيه الفلسطيني، ليرسموا لوحة الحرية، وكسر الحصار، ورفض الظلم، فكان الموقف الجريء من قبل السيد أردوغان بقطع العلاقات الدبلوماسية بين تركيا واسرائيل، ووضعت شروط ثلاثة لعودة العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل، وكان الاتراك أوفياء لغزة، فكان شرط رفع الحصار عن قطاع غزة من بين الشروط الثلاثة. وعندما اعتذرت اسرائيل، وأعلنت انها استجابت للشروط الثلاثة وهي الاعتذار، والتعويض ، ورفع الحصار عن غزة، بدأنا نسمع في غزة تصريحات من قبل قادة الصهاينة تتنصل من شرط رفع الحصار، بل زادت اسرائيل من حصارها لغزة، ونحن على ثقة بأن الحكومة التركية تتابع ذلك، وأنها لن تقبل بإعادة العلاقات الدبلوماسية إلا بالاستجابة للشروط الثلاثة. إن الشعب الفلسطيني يتطلع باهتمام لزيارتكم الكريمة، ويأمل في ان تساهم تلك الزيارة في وضع بعض الحلول لمشاكله اليومية، وربما من اهم تلك المشاكل مشكلة شح المياه الصالحة للاستخدام الآدمي، وربما تركيا من الدول البارعة في مشاريع تحلية مياه البحر، وهذا المشروع الاستراتيجي سيكون له اثر كبير على مستقبل الاجيال القادمة، وعلى تعزيز صمود المواطن الفلسطيني على ارضه ووطنه حتى تتم العودة لبلده فلسطين التاريخية. أيضاً يأمل الشباب الفلسطيني من السيد اردوغان ان تكون لزيارته بصمات ايجابية في وضع حلول لبطالة الخريجين الجامعيين الذين ينتظرون منذ سنوات فرص عمل، وبدون مساعدة الدول العربية والإسلامية لا يمكن تجاوز هذا الملف. ونأمل أن تحمل زيارتك بشرى زيادة في عدد المنح الدراسية في التخصصات العلمية والأدبية، فبالعلم تنهض الأمم، وشعبنا توّاق للعلم والتعلًم، ولكن ظروفه الاقتصادية تقف حائلاً أمام طموحات الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. الخلاصة: حللت اهلاً ونزلت سهلاً، فغزة تنتظرك، وبحضورك كسر للحصار السياسي الظالم، وبقدومك براً او بحراً رسالة قوية للاحتلال، ولكنها أقوى بقيمتها لتضحيات شهداء وجرحى وأسرى فلسطين، وستستقبلك غزة استقبال الفاتحين الأبطال.