بغداد ـ «القدس العربي»: هدد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نور المالكي مساء الأحد بمقاضاة رئيس الدولة فؤاد معصوم بتهمة خرق الدستور، وأكد تمسكه بالترشح لولاية ثالثة ومحذرا من دخول العراق نفقا مظلما فيما لوحظ انتشار مكثف لقوات أمنية في العاصمة العراقية.
وقال في خطاب مقتضب بثته قناة العراقية الرسمية بعيد انتهاء المهلة الدستورية لتكليف الكتلة البرلمانية الكبرى بتشكيل الحكومة الجديدة إن الرئيس فؤاد معصوم خرق الدستور مرتين وإنه سيقدم شكوى ضده في المحكمة الاتحادية الاثنين.
وأضاف المالكي «إن التجاوز على الدستور يدعونا إلى الحيطة والحذر» معتبرا ان «تصرف رئيس الجمهورية هو انقلاب على الدستور». وتحدث المالكي ـ الذي يقود ائتلاف دولة القانون- عن خرق متعمد للدستور من قبل رئيس الدولة، وقال إنه ستكون له تداعيات خطيرة على العراق، وستدخل البلاد في نفق مظلم، حسب تعبيره.
وبعد حوالي الساعة من خطاب المالكي، أعلنت الولايات المتحدة، فجر الإثنين عن دعمها الكامل لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وذلك بعد هجوم عنيف شنه رئيس الحكومة نوري المالكي على الرئيس العراقي.
وقال بيرت ماككورك نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية «نعلن الدعم الكامل للرئيس العراقي فؤاد معصوم كحام للدستور. والمرشح الذي سيعلنه التحالف الوطني».
كما رد الجانب الكردي، امس الاثنين، على خطاب رئيس الوزراء نوري المالكي الذي حمل فيه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم مسؤولية انتهاء المهلة الدستورية دون تحديد الكتلة الاكبر ومرشحها.
وقال النائب عن كتلة التغيير كاوة محمد في بيان لوسائل الاعلام ان تحديد الكتلة الأكبر في مجلس النواب ليس من مسؤولية رئيس الجمهورية، منوهاً بضرورة تصحيح الخطأ الشائع في تفسير البعض للمادة 76 من الدستور.
وأوضح:«ان هناك ضغطاً كبيراً على رئيس الجمهورية من قبل بعض الأطراف السياسية التي تحمله مسؤولية عدم قيامه بتكليف مرشح لرئاسة الوزراء من الكتلة الأكبر وتدعي بأنه لم يلتزم بالدستور ولكن في حقيقة الأمر ان هذه الأطراف السياسية قد فسرت المادة 76 من الدستور بشكل خاطئ».
وكان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم قد حذر من احتمال حل مجلس النواب إذا لم يتم الاتفاق على تحديد الكتلة الأكبر التي يقوم مرشحها بتشكيل الحكومة القادمة .
ومن جانب آخر اطلعت «القدس العربي» مساء الأحد على تحركاتات عسكرية مكثفة تمثلت بانتشار دبابات ومدرعات تابعة لرئاسة الوزراء في مداخل المنطقة الخضراء وخاصة في المنطقة المحيطة بالجسر المعلق من جهة الكرادة الشرقية في بغداد، حيث انتشرت الدبابات والمدرعات والعسكريين من قوات الحماية الخاصة بالمالكي. كما شاهد مراسلنا في بغداد انتشارا غير اعتيادي لآليات وقوات الجيش على امتداد شارع المطار والمناطق المحيطة به كالعامرية وحي الجهاد .
وذكرت مصادر من الجيش والشرطة لـ«القس العربي» إن قوات خاصة موالية لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي انتشرت في مواقع إستراتيجية في بغداد ليلة الأحد عقب إلقاء المالكي كلمة صارمة في التلفزيون أشار فيها إلى انه لن يرضخ للضغوط الرامية إلى تخليه عن محاولته الفوز بفترة ثالثة في رئاسة الحكومة. وقالت عدة مصادر في الشرطة أيضا إن القوات انتشرت أيضا عند المداخل الرئيسية للعاصمة.
وذكرت مواقع الكترونية عراقية أنباء عن قيام قوات حكومية باحتجاز عدد كبير من النواب داخل فندق الرشيد لأسباب غير معروفة.
وكذلك عن قيام قوات من الجيش بمحاصرة مواقع تابعة لرئاسة الجمهورية ومقر المجلس الأعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم في الكرادة وقرب الجسر ذي الطابقين . كما نقلت عن شهود عيان سماع إطلاق نار متفرق لم يعرف مصدره ولا أسبابه .
وتأتي هذه التطورات وسط أخبار عن نية التحالف الوطني الذي ينتمي إليه المالكي الإعلان عن مرشح بديل مقبول وطنيا ودوليا لمنصب رئيس الوزراء الذي يفترض أن يعلن يوم الاثنين.
ويخشى مراقبون وسياسيون في بغداد أن تكون كلمة نوري المالكي وما صاحبها من انتشار عسكري واسع في العاصمة مقدمة لاجراءات قد تكون شبيهة بالانقلاب على العملية السياسية، وإن اختيار المالكي المواجهة السياسية والعسكرية مع خصومه يهدف إلى فرض سياسة الأمر الواقع لإعادة توليه رئاسة الوزراء للمرة الثالثة رغم الرفض الوطني والديني الواسع له.
مصطفى العبيدي
لا أعرف ادمان أقوى من ادمان الكرسي
والجلوس عليه مدى الحياه – لا وتوريثه للأقربون
ألم يقرؤا المقولة المأثورة – لو دامت لك ما اتصلت اليك
الأكيد بتمسك المالكي بالحكم سببه عدم انكشاف الفساد والسرقات بعهده
ولا حول ولا قوة الا بالله
ولاكن يعمل تلك المناورة من اجل ان لايحاكم على ما اقترفه في شعب العراق سنه وشيعه