■ بعد استعادة السيتي لريادة ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز إثر فوزه الصعب الإثنين الماضي على ليستر، كل الأنظار في إنكلترا تتوجه بداية الأسبوع المقبل نحو مواجهتي السيتي وليفربول ضد برايتون وولفرهامبتون في آخر جولة لحسم مصير لقب أغلى وأكبر البطولات الأوربية وأكثرها اثارة هذا الموسم، لكن قبل ذلك كان الحدث الأبرز هذا الأسبوع هو إخفاق المان يونايتد في احتلال واحد من المراكز الأربعة المؤهلة لدوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي بعد تعادله أمام هدرسفيلد الذي هبط إلى الدرجة الأولى، ما سمح لتشلسي وتوتنهام بمرافقة السيتي وليفربول بعد تنافس كبير حتى الرمق الآخير من الدوري وإرسال المان يونايتد إلى اليوروبا ليغ وسط خيبة أمل كبيرة لعشاق الشياطين الحمر.
الأمر شكل مادة دسمة لوسائل الإعلام البريطانية ومفاجأة كبيرة لعشاق المان الذين فجروا وسائل التواصل الاجتماعي انتقادا لفريقهم الذي أنفق أكثر من 300 مليون جنيه استرليني على مدى ثلاث سنوات ليجد نفسه خارج منافسة دوري الأبطال، وربما مضطرا لبيع بعض نجومه الذين لن يتقبلوا تخفيض رواتبهم مثلما تنص على ذلك عقودهم في حالة اخفاقهم في المشاركة في المنافسة الأغلى أوروبيا بسبب تراجع مداخيله، ما يهدد الفريق بتخفيض قيمة عقد رعاية شركة «أديداس» بقيمة 20% اذا استمر الغياب لموسمين، وما يعجل ايضا برحيل نجمه بول بوغبا الذي ستدر صفقته أكثر من 150 مليون جنيه على مانشستر يونايتد، ما يتيح له فرصة إعادة بناء الفريق والاستجابة لحاجياته في تدعيم صفوفه بلاعبين يعوضون بوغبا ومارسيال وسانشيز وربما لوكاكو.
المدرب النرويجي سولشاير الذي خلف مورينيو في ديسمبر/كانون الأول الماضي، خرج بعد الاخفاق للجماهير والصحافيين بتصريحات صادمة اعترف فيها بعدم أحقية فريقه في التواجد مع الأربعة الكبار، وبأن بطولة اليوروبا ليغ هي المكان المناسب للفريق الموسم المقبل، ما استفز العشاق الذين حملوا النرويجي نصيبا من المسؤولية بالنظر إلى الأرقام التي سجلها مع النادي منذ خلافته مورينيو رغم كل الاستثمارات والقدرات البشرية التي يتوفر عليها النادي حاليا، حتى أن البعض يعتبر تركيبته ثرية أكثر من تشكيلة ليفربول وتشلسي في وجود بوغبا وماتا وهيريرا ولينغارد ومارسيال وراشفورد ولينغارد وغيرهم من الشبان الواعدين.
الانتقادات طالت رئيس النادي اد ودوورد الذي لم يحسن تسيير مرحلة ما بعد السير فيرغسون في اعتقاد العشاق، حيث استهلك في ظرف سبعة مواسم أربعة مدربين، هم ديفيد مويز وفان خال ومورينيو وسولشاير الذي يعتقد البعض بأن تمديد مهمته على رأس النادي مغامرة كبيرة في المستقبل القريب للنادي في ظل قوة السيتي وليفربول وتوتنهام. بعض التعليقات الصحفية ذهبت إلى حد اعتبار سولشاير غير مؤهل لقيادة المان إلى التتويج بالألقاب والتألق في دوري الأبطال، وبأن هذا الجيل غير قادر على مسؤولية حمل قميص النادي وتحمل ضغوطات اللعب في المان يونايتد الذي كان يرعب كل من يحل على ملعب «أولد ترافورد»، ويرعب كل من يواجه الشياطين الحمر على ميدانهم وخارجه.
يحدث هذا في وقت يتألق فيه الجار السيتي ويتوجه نحو تحقيق لقب الدوري الثاني على التوالي، في وقت يتوجه المان نحو تضييع هيبته ما سيزيد من حجم الضغوطات على الإدارة والطاقم الفني وعلى اللاعبين، في وقت يعتقد البعض الاخر بأن عدم تواجد المان في دوري الأبطال قد يسمح له بالتركيز للمنافسة على الدوري الإنكليزي الموسم المقبل، وهو اللقب الذي غاب عن خزائن النادي منذ ست سنوات، في آخر موسم للسير فيرغسون الذي سيبقى ظله يخيم على النادي الانكليزي العريق.
ما يحز في نفس كل مناصر لليونايتد أن الآمال كانت مرتفعة مع ما حققه سولشاير لما كان مدربا مؤقتا، وقتها كان التواجد في دوري الأبطال مضمونا في نظر المناصرين لو تواصل الاداء بالنسق نفسه، لكن بعد تثبيت المدرب تراجعت النتائج وبدت هي المؤقتة. كل الذي ذكر قد يوضع جانبا أمام الضغط الذي قد يحدثه تتويج نصف المدينة الأزرق باللقب، حينها ستشتعل المقارنات بين فريق متوشح باللقب وبين آخر صرف أموالا ولم ينل. أما وصول ليفربول إلى نهائي دوري ابطال أوروبا إثر ريمونتادا تاريخية على البارسا فسيزيد بدوره من حجم ألم عشاق المان وحسرتهم على موسم تعيس واخفاق كبير، وآفاق تبدو قاتمة.
إعلامي جزائري
*هذه حال كرة(القدم) المجنونة
التي تكسر كل الخطوط الحمر
وتحطم كل التوقعات وتقلبها رأسا عقب.
بارك الله فيك. ولكن أعتقد أن كتابتك في السياسة أرقى بكثير من الرياضة.
مقال رائع يلخص حالة المان يونايتد هذا الموسم
برافو استاذنا الكبير حفيظ دراجي
نتمنى المقال القادم عن جنون نصف نهائي دوري الابطال