هوكشتاين من بيروت: الوضع في غاية الخطورة ونسعى لوقف التصعيد تفادياً لحرب

حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”:

أجرى الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين محادثات في بيروت بعد انتهاء زيارته إلى تل أبيب، حيث تردد أنه نقل  رسالة من بنيامين نتنياهو مفادها “إما انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني الآن، وإما الحرب”.

ولوحظ أن هوكشتاين بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون أطلق كلاماً تحذيرياً حول ضرورة وقف النزاع على الحدود، وقال: “النزاع المستمر حول جانبي الخط الأزرق استمر طويلاً ومن مصلحة الجميع وقفه، والوضع دقيق جداً وفي غاية الخطورة، ونسعى لوقف التصعيد تفادياً لحرب كبيرة”.

وأضاف هوكشتاين: “أضحى مبارك، والذي حل في ظروف صعبة، ولهذه الأسباب أوفدني الرئيس جو بايدن للحضور إلى لبنان، الاجتماع والمحادثات التي أجريتها مع الرئيس نبيه بري كانت جيدة، فقد ناقشنا الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان وكذلك الاتفاق المقترح على الطاولة بخصوص غزة والذي يعطي فرصة لإنهاء الصراع على جانبي الخط الأزرق”.

وأوضح “أن الاتفاق الذي حدده الرئيس بايدن في 31 أيار/ مايو 2024 والذي يتضمن إطلاقاً للرهائن ووقفاً دائماً لإطلاق النار وصولاً لإنهاء الحرب على غزة، قُبِل من الجانب الاسرائيلي ويحظى بموافقة قطر ومصر ومجموعة السبع، ومجلس الأمن الدولي. وإن هذا الاتفاق ينهي الحرب على غزة ويضع برنامج انسحاب للقوات الاسرائيلية، فإذا كان هذا ما تريده حماس، فعليهم القبول به”.

ورأى “أن وقف إطلاق النار في غزة ينهي الحرب، أو حلاً سياسياً آخر ينهي الصراع على جانبي الخط الأزرق سوف يخلق ظروفاً لعودة النازحين إلى منازلهم في الجنوب وكذلك الأمر للمدنيين على الجانب الآخر. إن الصراع على جانبي الخط الأزرق بين حزب الله وإسرائيل طال بما فيه الكفاية وهناك أبرياء يموتون وممتلكات تدمر وعائلات تتشتت والاقتصاد اللبناني يُكمل انحداره والبلاد تعاني ليس لسبب جيد، لمصلحة الجميع حل الصراع بسرعة وسياسياً وهذا ممكن وضروري وبمتناول اليد”.

وكان هوكشتاين استهل جولته في بيروت بزيارة وزارة الدفاع حيث التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية.

وظهراً، التقى هوكشتاين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيروت. وخلال الاجتماع أكد ميقاتي “أن لبنان لا يسعى إلى التصعيد، والمطلوب وقف العدوان الإسرائيلي المستمر والعودة إلى الهدوء والاستقرار على الحدود الجنوبية”. وقال: “إننا نواصل السعي لوقف التصعيد واستتباب الأمن والاستقرار ووقف الخروقات المستمرة للسيادة اللبنانية وأعمال القتل والتدمير الممنهج التي ترتكبها إسرائيل”، مشدداً على “أن التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان لن تثنينا عن مواصلة البحث لإرساء التهدئة وهو الأمر الذي يشكل أولوية لدينا ولدى كل أصدقاء لبنان”.

من جهته، أدلى هوكشتاين بتصريح مقتضب قال فيه: “كالعادة أجريت مناقشات جيدة مع رئيس الوزراء. نمر بأوقات خطيرة ولحظات حرجة ونعمل سوياً لنحاول أن نجد الطرق للوصول إلى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد”.

واللافت بالتزامن مع زيارة الموفد الأمريكي معاودة حزب الله عملياته بعد هدنة غير معلنة ليومين، إذ أعلن عن استهداف دبابة ميركافا في موقع “حدب يارين” بمسيرة انقضاضية وإصابتها إصابة مباشرة.

مناورة في كريات شمونة

في المقابل، استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة عند مفرق البرغلية شمال مدينة صور، وهرعت سيارات الاسعاف إلى المكان حيث أفيد عن سقوط اصابتين. وأغارت مسيّرة على بلدة العديسة، وقصف جيش الاحتلال وادي بلدة شبعا مما أدى إلى اشتعال النيران، وطال القصف اطراف بلدة كفرشوبا وراشيا الفخار والخيام. وافيد ان مركز العرقوب للرعاية الصحية الأولية التابع لمؤسسة “عامل” الدولية تعرّض للقصف ما خلّف أضراراً مادية كبيرة.

واعلن الجيش الإسرائيلي عن إجراء مناورة عسكرية شاملة وسريعة في كريات شمونة امتدت لثلاث ساعات وعن اعتراض منظومة الدفاع الجوي 3 أهداف جوية مشبوهة عبرت من لبنان.

في المواقف، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية “إن حزب الله بتوجيهات إيرانية والحكومة اللبنانية يتحملان مسؤولية ما يجري على الحدود”،  وأضاف “سيعود مواطنو شمال إسرائيل لمنازلهم سواء بالطرق العسكرية أو الدبلوماسية”.

وكان عضو مجلس الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس حذّر خلال لقائه آموس هوكشتاين من أن “وقت التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود الشمالية مع لبنان بدأ ينفد”. وقال إنه “سيدعم أي تحرك فعال بشأن الجبهة الشمالية من خارج الحكومة الحالية”، مؤكداً “التزامه بإزالة تهديدات حزب الله عن السكان الإسرائيليين على الحدود الشمالية بغض النظر عن تطورات الحرب في غزة”. ووجّه غانتس رسالة قوية لنتنياهو بشأن المستوطنات الشمالية قائلاً “على إسرائيل أن تقرر، الوضع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل عاماً آخر. يجب عودة سكان الشمال إلى منازلهم بحلول الأول من أيلول/سبتمبر إما باتفاق أو بالتصعيد”، معتبراً أن “أمن إسرائيل يتطلب تجنيد مزيد من الجنود من كل شرائح المجتمع”.

ولفتت وسائل اعلام اسرائيلية إلى “ان إسرائيل أبلغت هوكشتاين بأن العمليات في رفح شارفت على الانتهاء وأن انتهاءها سيؤثر على المنطقة وعلى جبهة لبنان”، فيما حذّر هوكشتاين الإسرائيليين من “احتمال أن تؤدي الحرب مع حزب الله إلى هجوم إيراني واسع يصعب على إسرائيل التصدي له”، بحسب ما نقلت صحيفة “هآرتس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية