المبعوث الأممي لعملية السلام تور وينيسلاند يدعو إلى التهدئة ويحذر من عنف المستوطنين

عبد الحميد صيام
حجم الخط
1

نيويورك – (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: استعرض منسق عملية السلام وممثل الأمين العام لدى السلطة الفلسطينية، تور وينيسلاند،  في إحاطته الشهرية حول عملية السلام في الشرق الأوسط، من القدس المحتلة عن طريق الفيديو أعمال العنف والتوترات المتصاعدة التي وقعت في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، منذ آخر استعراض في نهاية الشهر الماضي، حيث أكد  مرة أخرى على أن الجهود المبذولة لإدارة الصراع ليست بديلا عن إحراز تقدم حقيقي نحو حله. ودعا إلى العمل على الفور لخفض التوترات والحفاظ على الهدوء. وقال: “بالتوازي مع ذلك، هناك حاجة إلى بذل جهود جماعية لمعالجة دوافع الصراع.”

وينيسلاند: الجهود المبذولة لإدارة الصراع في الشرق الأوسط ليست بديلا عن إحراز تقدم حقيقي نحو حله

وأكد المنسق الأممي على أهمية العمل وعدم إغفال أهمية إنهاء الاحتلال والتقدّم نحو واقع حل الدولتين، مشيرا إلى أن الهدف النهائي يظل واضحا وهو: “دولتان تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.”
وقال وينيسلاند: ”  لا يزال الوضع هادئا نسبيا في القدس على الرغم من الخطاب التحريضي والاشتباكات العنيفة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي حدثت في الأماكن المقدسة.” أما في غزة، يؤدي إطلاق الصواريخ إلى تقويض الاستقرار الهش الذي ساد منذ أيار/مايو الماضي.
وحذر تور وينسلاند، من ازدياد العنف اليومي “في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل”. وأشار إلى جرح 160 فلسطينيا واعتقال 400 آخرين في القدس خلال أحداث الأقصى الأخيرة.

وأكد على ضرورة “ممارسة قوات الأمن الإسرائيلي أقصى درجات ضبط النفس”. وتحدث عن انزعاجه من استمرار قتل الأطفال الفلسطينيين واستهدافهم وحث السلطات الإسرائيلية على التحقيق في ذلك.
وتطرق وينسلاند كذلك إلى زيادة عنف المستوطنين. وتحدث عن سيطرتهم على أحد المباني التاريخية المقدسة في الحي المسيحي في القدس تحت حماية الشرطة. ودعا وينسلاند جميع الأطراف إلى ضمان حماية أماكن العبادة. كما أكد مجددا على أن جميع المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة رئيسية في طريق السلام.

دعا وينيسلاند السلطات الإسرائيلية إلى وقف سياسة هدم المنازل الفلسطينية وتشريد الفلسطينيين

وفي سياق متصل، دعا وينيسلاند السلطات الإسرائيلية إلى وقف سياسة هدم المنازل الفلسطينية وتشريد الفلسطينيين و إجلائهم، والمصادقة على خطط بناء إضافية تمكّن الفلسطينيين من البناء بشكل قانوني.
وأكد أن كل المستوطنات غير قانونية وتمثل عقبة أمام السلام. ولفت الانتباه إلى استمرار عمليات هدم منازل الفلسطينيين في المنطقة “ج” والقدس المحتلة.

السفير الفلسطيني يلوم مجلس الأمن لعدم اتباع قراراته بالأعمال

وتحدث سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، بعد مداخلة وينسيلان،  وخاطب أعضاء مجلس الأمن منتقدا ما وصفه “بالمعايير المزدوجة والغضب الانتقائي والحرمان من العدالة” مشيرا إلى أن ذلك لا يؤدي سوى إلى تأجيج اليأس والغضب في وقت الحاجة إلى الأمل”.

خاطب أعضاء مجلس الأمن منتقدا ما وصفه “بالمعايير المزدوجة والغضب الانتقائي والحرمان من العدالة”

وقال مخاطبا الأعضاء إن إسرائيل لا تُحاسب على أفعالها: “يسألكم الشعب الفلسطيني: كيف يمكن لإسرائيل أن تفلت من العقاب؟ كيف تفلت من العقاب على القتل في وضح النهار، أمام مرأى الجميع، ربما في صراع هو الأكثر توثيقا في العالم؟”.
وأكد أن قوات الاحتلال تقيد حرية الوصول للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وتمنع عشرات الآلاف من الفلسطينيين الوصول إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لإحياء شعائرهم الدينية بمناسبة شهر رمضان وأعياد الفصح المجيدة. وتحدث عن تسمية إسرائيل للمصلين والمنظمات غير الحكومية الفلسطينية والمتظاهرين السلميين بالإرهابيين.
ودعا إلى ضرورة توفر الإرادة السياسية لتنفيذ تلك القرارات، كما شدد على ضرورة تنفيذ تلك القرارات وعدم اعتماد الانتقائية في تنفيذها. وقال “هل تنتهك إسرائيل قرارات مجلس الأمن التي تعكس تلك القواعد الدولية؟” ثم أضاف ” أنا على ثقة أن ما من شخص حول هذه الطاولة يمكن أن ينكر ذلك. السؤال ما الذي تم فعله لإخضاع إسرائيل للمسائلة عن الانتهاكات الجسيمة التي استمرت على مدار عقود؟” ثم أشار إلى أن إفلات إسرائيل من العقاب مستمر دون مساءلة، وأن ذلك هو السبب الرئيسي في استمرار إسرائيل بخرق القانون الدولي.

منصور: إسرائيل لا تُحاسب على أفعالها، كيف يمكن أن تفلت من العقاب على الرغم من توثيق القتل في وضح النهار

وحذر من أن “الكيل بمكيالين والغضب الانتقائي وحرمان العادلة وفقدان الفلسطينيين للأمل سيشعل الغضب”. ثم أضاف “الشعب الفلسطيني يسألكم كمجلس الأمن، كيف تفلت إسرائيل من العقاب في حالات القتل بوضح النهار في الوقت الذي يشهد فيه الجميع ذلك، في أكثر نزاع وثق، في الغالب، في هذا العالم؟” وقال “إن هناك رئيس وزراء إسرائيل يرفض حل الدولتين ويقول أنه ما من أراضي محتلة ويرفض المرجعية الدولية والمفاوضات”. وتساءل” إن مجلس الأمن يقف مكتوف الأيدي في الوقت الذي من المفترض أن ينفذ قراراته والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة”، وقال أن الفلسطينيين  يدفعون الثمن ويتعرضون للقتل والحصار،  وأشار إلى أن مجلس الأمن يقر بحقوقهم لكنه لا ينفذها.
وقال:  “المستوطنون ليسوا مجرد زائرين (للأقصى) كما تدعي إسرائيل، بل لهم أجندة يسعون لتحقيقها والسيطرة عليه. وكيف ندرك ذلك؟ نستمع إليهم فهم لا يدارون نيتهم”. وتساءل عن سبب وجود قوات الاحتلال في المقام الأول في القدس المحتلة والحرم؟ وقال ” هذا ما تأمل إسرائيل أن تتناسوه، أي أن القدس الشرقية محتلة وتم ضمها بشكل غير قانوني في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة. فما من حق ولا سيادة لإسرائيل على أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وليس لها أي سلطة على الحرم الشريف حيث وجب الحفاظ الوضع القانوني والتاريخي القائم مع ضرورة احترام سلطة الأوقاف الإسلامية ووصاية المملكة الهاشمية”. ثم شدد أن الهجوم الإسرائيلي ليس هجوما على موقع إسلامي أو تاريخي وضرب عرض الحائط بمشاعر المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين وآخرين حول العالم فحسب. وشرح في هذا السياق “إن إسرائيل تستهدف الهوية الفلسطينية، وتدعي أن هذه المدينة عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم لكن الفلسطينيين يرون أن وجودهم يعصف به.” وتحدث عن استمرار محاولة إسرائيل السيطرة بكل الطرق على الفلسطينيين وحياتهم وتقيدها.
وأشار إلى استخدام إسرائيل لذريعة الأمن لممارسة كل انتهاكاتها لحقوق الإنسان ومصادرة الأراضي وتشريد الفلسطينيين. وأكد على أنه لا يمكن المقارنة بين الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال وبين المحتل الإسرائيلي ووضعهما على قدم المساواة. وقال إن ” الشعب الفلسطيني يسعى لنيل حريته وما من تبرير للعنصرية وممارسات الاحتلال وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم”.
مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، اتهم في كلمته التي تلت كلمة السفير الفلسطيني ما أسماه الجماعات الإرهابية كحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية بخلق فوضى في الأماكن المقدسة، ما اضطر إسرائيل أن تتخذ إجراءات. وأضاف: “لن تسمح إسرائيل لأي جماعة متطرفة بانتهاك الوضع القائم والتحريض على العنف. أيا كانت.”
واتهم إردان المجتمع الدولي بأنه يتعامى عن الحقائق كالنعامة التي تدفن رأسها في التراب، وقال :”المجتمع الدولي يرفض أن يعترف بالواقع،  ويحبطني أن الهيئات الدولية يمكنها أن ترى الحقيقة بأم عينها، لكنّها تختار ألا تفعل ذلك”.
واتهم إردان الفلسطينيين بجمع الحجارة والقنابل النارية وتدنيس المواقع المقدسة بحواجز من القمامة و هدفهم إشعال فتيل الأزمة “من أجل ربح التأييد السياسي داخل المجتمع الفلسطيني.” وقال إن اللوم يقع فقط على “الجماعات الإرهابية الفلسطينية” التي تسببت بالعنف “فيما يجب أن يتم مدح الشرطة الإسرائيلية التي استعادت السلام.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    من يردع دويلة إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين التي تقتل الفلسطينيين وتهدم منازلهم بغير وجه حق و تعربد فب الأقصى و الحرم الإبراهيمي كيفما تشاء وقت ما تشاء، اللهم انصر اخواننا في فلسطين واكسر اللهم شوكة المحتل اللعين إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا آمين آمين آمين آمين آمين

إشترك في قائمتنا البريدية