عمان- “القدس العربي”:
يتوقع أن يتجمع في وسط العاصمة الأردنية عمان الخميس بعد صلاة العشاء عشرات الآلاف من الأردنيين تضامنا مع أهل الضفة الغربية في مواجهة “أطماع اليمين الإسرائيلي والأمريكي” بعد “دعوة صوتية عامة” وجهها للمواطنين المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة.
خاطب العضايلة الشعب الأردني في تسجيل أرسله لـ”القدس العربي” قائلا: “انفروا هذه الليلة.. اتركوا كل شيء ودافعوا عن أنفسكم”.
وتحدث العضايلة عن حرب إبادة تشن على الشعب الفلسطيني وعن خطط لتهجير أهل الضفة الغربية باتجاه الضفة الشرقية وقال “انصروا أهل الضفة الغربية في مواجهة التهجير والتهويد.. دافعوا عن الأردن”.
وغلبت شحنة عاطفية على كلمات العضايلة حيث أنها المرة الأولى التي يوجه فيها دعوة صوتية للنفير على هامش التضامن مع الشعب الفلسطيني لكن بخطاب يربط مباشرة هذه المرة المسألة بحماية الأردن.
بالمقابل طبيعي رصد وملاحظة ترتيبات أمنية مكثفة من جهة مؤسسة الأمن الأردنية للتعامل مع مسيرة شعبية حاشدة أعلن عنها الإسلاميون مساء الخميس بعد صلاة العشاء، الأمر الذي يوحي بأن مؤسسات الدولة الأردنية في حالة تفاعل مع سيناريو تصعيد الأزمة في الضفة الغربية.
وفيما توقعت مصادر أردنية مسؤولة من الأسبوع الماضي “تصعيدا خطيرا” في الضفة الغربية من الصنف الذي “يؤثر على الشارع الأردني” ثمة إجراءات أمنية حدودية اتخذت بكثافة في الأثناء تجنبا لأي تداعيات خصوصا على الحدود الأردنية في منطقة الأغوار.
وتقدر أوساط أمنية محلية بأن الاقتحام الإسرائيلي العنيف عسكريا لمخيم الفارعة تحديدا فجر الأربعاء يوحي، بسبب قرب المخيم من محيط منطقة الأغوار، بأن الخاصرة الأردنية قد تعاني من نتائج التصعيد الإسرائيلي الخطير.
وكان رئيس وزراء الأردن الدكتور بشر الخصاونة قد جدد مساء الأربعاء التأكيد على أن بلاده خيارتها مفتوحة في مسألة التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة لكنه لم يعرض تلك الخيارات ولم يفصح عنها إلا ضمن جزئية الرد بشكاوى في المحاكم الدولية على “استفزازات” وخطوات يمارسها اليمين الإسرائيلي في القدس المحتلة.
وتشير أوساط دبلوماسية إلى أن الإدارة الأمريكية قدمت خلف الستارة “ضمانات” خاصة للأردن بعدم حصول ضغط ديمغرافي على منطقة الأغوار بمعنى عدم حصول تهجير، لكن الشارع الأردني وقواه لا يظهران “أي ثقة” بتلك الضمانات كما شرح ظهر الخميس لـ”القدس العربي” السياسي الدكتور ممدوح العبادي وهو يحذر من أن “المتغطي بأمريكا بردان” وأن “ظفر إسرائيل” في الحسابات الأمريكية الأعمق “أهم من رؤوس” كل الدول العربية.