المجد لـ«البيض»… و«تن» التي تهاجم أردوغان نيابة عن أصحابها!

حجم الخط
4

لا نعرف الارتباط العضوي، بين البيض والعهد الجديد في مصر، قبل وبعد الجمهورية الجديدة، فلا نكاد نخرج من فتنة بيض، حتى ندخل في فتنة أخرى، حتى يوشك العصر أن يوصم بأنه عصر البيض، ولم يكن حديث مقدم برنامج «الحكاية» على قناة «أم بي سي» مصر، إلا كاشفاً عن الحالة وليس منشئاً لها!
ولعل هذه العلاقة العضوية، كانت تقف وراء الإعلان المبكر، عن أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من البيض، إذ حدث هذا في الشهور الأولى للانقلاب العسكري، يومئذ استولت على الدهشة، فلم أكن أعلم أن مصر تستورد البيض، ولم يتم الإعلان عن خطة عسكرية تليق بمقام الحاكم الضرورة، لزيادة انتاج البيض، أو تربية الدواجن، لكي يصبح الاكتفاء الذاتي منه، من إنجازات السلطة الجديدة!
بيد أن ما حدث أنه جرى التوسع في نشر خبر الاكتفاء الذاتي من البيض، وقد ذكرنا القوم بنكتة قديمة لحمادة سلطان، وربما فكري الجيزاوي، عن «بلدياتنا» الذي وجد القوم في السعودية يحاولون اكتشاف بداية شهر رمضان بدون جدوى، فأخذ منهم مكبر الرؤية، واكتشف الهلال بسهولة، فلما احتفوا به، ومنحوه مكافأة عظيمة، أمسك بمكبر الرؤية مرة ثانية ونظر في اتجاه مختلف، وقال: وهذا هلال آخر!
فبعد عام من نشر خبر الاكتفاء الذاتي من البيض، تم نشر خبر جديد يفيد أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من البيض في هذا العام 2015 دون إشارة إلى خبر العام الماضي، الأمر الذي يؤكد على هذه العلاقة العضوية بين البيض والمرحلة، ومن يومها والبيض هو موضوع اهتمام لدى أولي الأمر منهم، ربما لأنه يحمل بشارة معينة فألا، وإن تحقيق الاكتفاء منه أول انجازاتهم التاريخية، فلا بد من أن يكون موضوعاً للأخذ والرد!
ففي عام 2019، وفي شهر رمضان، كانت فتنة البيض المدحرج بعد تداول فاتورة سحور لمطعم مملوك للمذيعة بسمة وهبة، وقد وجد بها بند يحمل اسم «بيض مدحرج» إذ بلغت البيضة الواحدة المدحرجة 35 جنيها، وهو رقم مبالغ فيه، وكان مثار الجدل عبر منصات التواصل ليس للسعر فقط ولكن في اصطلاح «البيض المدحرج» أيضاً، واستضاف برنامج «حضرة المواطن» في قناة «الحدث اليوم» المذيعة المذكورة، فأبدت دهشتها لهذه الضجة التي وصفتها بـ «الحملة الشنيعة» غير المبررة!
وقد كانت فرصة لمن يقدمون برامج الطهي في القنوات التلفزيونية ليصولوا ويجولوا في شرح البيض المدحرج وطريقة صناعته، وهي فرصة عظيمة، لا سيما مع تعدد هذه البرامج، لدرجة أن قناة «سي بي سي» أطلقت قناة للطهي من بابها باسم «سفرة» وفقر المطعم المصري يدفع هؤلاء لصناعة «العك» من باب التجديد، لا سيما وأنهم ليسوا مطلعين على مطابخ الدول الأخرى بما فيها دول الجوار!
ثم حدثت فتنة «بيضة فريدة الشوباشي» وفي برنامج تلفزيوني روت ظلم التراث للبنت، فعندما كانت صغيرة كانت والدتها تمنحها بيضة واحدة على الفطار، بينما كانت تمنح شقيقها الذكر بيضتين، في إشارة لقاعدة «للذكر مثل حظ الأنثيين» وإذ اعتبرها البعض تعريضاً بالميراث وفق الشريعة الإسلامية، وهو ما كانت تستهدفه فريدة بالضبط، فلم يوقف الحملة إلا أننا ذكرنا أنها في هذه المرحلة العمرية كانت فريدة مسيحية الديانة، وهي تستغل جهل المشاهدين بذلك، فتذهب بدعايتها بعيداً!
ولم نكد ننته من فتنة بيضة فريدة، حتى دخلنا في فتنة البيض الأورغانيك، إذ تشهد مصر موجة فاحشة من الغلاء، بعد الحرب على أوكرانيا، وفي الوقت الذي أفاد فيه تقرير لعبد العزيز مجاهد مراسل قناة «الجزيرة مباشر» في كييف، أنه لا زيادة في الأسعار هناك، كانت الزيادة في مصر، وكأن صواريخ بوتين أخطأت العنوان، ووصلت للعمق المصري، وقدم أديب خطاباً استفزازياً، عندما طالب المصريين بالتنازل عن البيض الأورغانيك (الذي لم نكن نعرفه) وأن يقدموا على البيض العادي، بالبسطرمة، مع أن هذا البيض العادي ارتفع سعره أيضاً، ومع أن سعر كيلو البسطرمة أغلى من ضعف سعر كيلو اللحوم الحمراء، وكأنه – بذلك – يخرج لسانه للمشاهدين.
وإذ يجري التبشير بالجمهورية الجديدة، وحيثما وليت وجهك تلقاء قناة مصرية كان الثابت هو عبارة «الجمهورية الجديدة» على كل الشاشات، لتصبح موضوعاً يشبه اعلان «سر شوبيس» فلا نعرف سر أو ملامح الجمهورية الجديدة هذه، لكن يبدو أن الرؤية صارت واضحة الآن أكثر من أي وقت مضى!
فجيلنا شاهد إعلان «سر شوبيس» الذي كان يقدمه الفنان حسن عابدين، وظل سنوات يتغير شكل الإعلان ولا يتغير سؤاله: «يا ترى ايه هوا سر شوبيس»؟ ليعثر الفنان على إجابة لتساؤله التاريخي بعد ذلك، ويتمثل في الفتافيت، التي تؤكد أن مشروب شوبيس من البرتقال الطبيعي! ومؤكد أنهم عندما يقرروا الإفصاح عن سر الجمهورية الجديدة، سيطلقون عليها «جمهورية البيض»!
المجد -اذن – للبيض!

إعلام دول المصالحة واردوغان

قال مهتم برصد أداء الإعلام في الدول العربية التي دخلت في مصالحة مع أنقرة، بأنه لم تصدر من الإعلام الإماراتي ولو كلمة نقد واحدة لزيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا. فأخبرته إنها قراءة خاطئة، لأن الرصد كان للإعلام الذي يبث من الداخل الإماراتي، وهذه الدولة لها أذرع إعلامية في الخارج تتولى تمويلها بالكامل، وضربت له مثلاً بقناة «تن» التي لا يجوز تحميلها بالكامل على السلطة في بلد الاستضافة!
ففي البرنامج الرئيسي في القناة والذي يقدمه المالك الصوري لها نشأت الديهي، كان المدخل هو الهجوم على الإخوان، الذين يهاجمون النظام المصري لتطبيعه مع إسرائيل، في الوقت الذي برروا فيه هذه الزيارة، ثم انتصب واقفاً ليتلوا ما كتبه الإخوان، فاذا هم: جمال سلطان، وعاصم عبد الماجد، ومذيع قناة الجزيرة جمال ريان، ومعلوم للجنين في بطن أمه أنه ولا واحد من هؤلاء الثلاثة له علاقة بالإخوان، بل إن سلطان وعبد الماجد هم من أكثر المهاجمين للجماعة!
بيد أن المدخل كان هو الإخوان، لكن لقلة الخبرة، وانعدام الموهبة، فقد تكشف التوجه سريعاً من خلال فيديوهات مختلفة من القاهرة، ومن تركيا، وفي مناسبات مختلفة، للدكتور يوسف القرضاوي يشييد فيها بأردوغان، محتلاً نصف الشاشة بينما نصفها الثاني هو لأردوغان واستقباله للسفير الإسرائيلي، في محاولة لإثبات أن الرئيس التركي ليس أهلاً لهذه الشهادات!
إن «تن» قناة إماراتية، شحماً ولحماً، وهي قناة موجهة في المقام الأول والأخير ضد تركيا، وما زلت مستمرة، فالمصالحة هي تضييع وقت إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، أو تغير الظرف الخارجي الذي دفع اليها، ولو عاد ترامب لعادوا!
شاهد تن، فهي ذراع إماراتي.

أرض – جو:

جاءت المذيعة هالة فهمي إلى انتفاضة ماسبيرو متأخرة، وهي الشهيرة بمذيعة الكفن، التي حملت كفنها على الشاشة في عهد الرئيس محمد مرسي، لكن مرسي لم يكن مستبداً، بدليل أن من تمردوا في عهده ومن بينهم المذيعة أيضاً بثينة كامل تحولوا إلى ربات بيوت الآن، لأنهم أمام استبداد حقيقي!
وهذا الاستبداد هو الذي دفع هالة، الى الإعلان عن رفضها تسييس القضية، واختزال الأزمة في حسين الزين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، مع أن قبل حضورها المتأخر كان الهتاف بسقوط السيسي!
بيد أنها حسبانها محسوبة على ثورة يناير وعلى الثورة المضادة فسيتم التصنيف السياسي لها، فكان لا بد من التنازل بهذا الإعلان، مع أنه كان يمكن الالتزام عمليا بعدم التسييس للقضية بدون إعلان تسعى من خلاله إلى الوقوف في المناطق الآمنة. وما دامت القضية ليست سياسية وأنها في حدود الزين، فلماذا لا يتم التوقف عن الاعتصام واللجوء إلى مكتب العمل بالشكوى؟!
يفضل أن تبتعد هالة فهمي عن الموضوع لحساسية موقفها!!

٭ صحافي من مصر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    خطأ الإخوان الأكبر بمصر هو ثقتهم بالعسكر !
    الحرس الثوري هو الحل !! ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول ابو باسل:

      بعيد أحداث أيلول انطلقت منظمة ثورية جديدة ومن عباءة أبوعمار. وهي منظمة ايلول الأسود. والتي كان أول أهدافها هي وضع القادة العرب في المواقع التي يستحقوا.
      وفي نفس الوقت كانت اكثر عمليتها تأديب كل متطاول على الشعب الفلسطيني وثورته.
      وكأن تركيز عمل هذه المنظمة هو محصورا في تأديب الانظمة العربيه.
      وكأن مردود عملها انها فعلا ادبت الكثير من الزعماء العرب ووضعهم في مكانهم الصحيح. وكانت عناصر هذه المنظمة على كفاءة عالية من التدريب والتخطيط.
      لقد فرضت علي هذه الانظمة والتي لم يزد عدد المنتسبين إليها عن عدد أصابع اليدين زرادتها طيلة سبع سنوات. وتوقف نشاط هذه المنظمة باستشهاد قائدها الذي لقب بالامير الاحمر وتم حلها بعد ذلك
      فلو اتخذ الاخوان مثل هذا النهج في تشكيل منظمة تقوم بتأديب من يتطاو ل علي الثورة في مصر. لما حصل الانقلاب. لان كل متطاول كان سيتحسس رأسه صباح مساء لينظر ان بقى مكانه

    2. يقول عادل مصطفي:

      الاخوان حكومه دينيه والجيش حكومه عسكريه. ولكن الأصلح لام الدنيا حكومه مدنيه وجيش قوي كما هو الحال الان. السيسي ركز علي البناء والاقتصاد والامن. السيسي هو المناسب ليحكم مصر في هذه الفتره الصعبه في منطقه جغرافيه مضطربه. والقادم افضل ان شاء الله

  2. يقول خالد مصيعي:

    أسلوب ولا أروع.. آفاق واسعة..
    قدرة فائقةً على التحليل

إشترك في قائمتنا البريدية