الدوحة – “القدس العربي”: قاد كريستيانو رونالدو البرتغال لفوز مثير على غانا 3-2 الخميس في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثامنة لمونديال قطر، فدخل التاريخ بعدما بات أول لاعب يسجل في خمس نسخ من النهائيات.
وبعد شوط أول عقيم، افتتح ابن الـ37 عاماً التسجيل لأبطال أوروبا 2016 من ركلة جزاء جدلية (65)، وبعدما أدرك أندريه أيو التعادل لغانا (73)، عاد جواو فيليكس ومنح البرتغاليين التقدم (78) وأضاف البديل رافايل لياو الثالث (80) قبل أن يقلص البديل عثمان بوكاري الفارق (89).
وتضم المجموعة الأوروغواي وكوريا الجنوبية اللتين تعادلتا صفر-صفر، ليتصدر “سيليساو” أوروبا بثلاث نقاط. وعلق مدافع البرتغال رافايل غيريرو على الفوز، قائلاً “من المعقّد أن تستهل مسابقة ما، سيطرنا على المباراة ثم أفلتت منا في دقيقتين. لحسن الحظ نبدأ بالفوز”.
وعن التكهنات حول مشكلات بين لاعبي الفريق، أضاف غيريرو “التماسك متواجد والصحافة تحاول تفسير الأمور. نحن متضامنون جداً وأظهرنا ذلك أمام الجميع. إذا فزنا في المباراة المقبلة سنتأهل وبالطبع سنبحث عن الفوز كما دائما”.
وبعد ساعات من الإعلان عن فسخ عقده مع مانشستر يونايتد الإنكليزي بسبب انتقاده النادي ومدربه الهولندي إريك تن هاغ، وطأ رونالدو أرضية استاد 974 كالمهاجم الصريح الوحيد في تشكيلة المدرب فرناندو سانتوش، لينضم إلى نادي اللاعبين الذين خاضوا النهائيات خمس مرات إلى جانب غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، الحارس المكسيكي غييرمو أوتشوا ومن سبقهم: المكسيكيان الحارس أنتونيو كارباخال ورافايل ماركيس والحارس الإيطالي جانلويجي بوفون والألماني لوتار ماتيوس.
وبمشاركته الخميس، خاض رونالدو أيضاً البطولة الكبرى العاشرة توالياً، إذ خاض أيضاً خمس نهائيات في كأس أوروبا منذ 2004، ليصبح أول لاعب أوروبي يحقق هذا الأمر. ثم جاء الإنجاز الأكبر بتسجيله هدف الافتتاح من ركلة جزاء انتزعها بنفسه، ليجد طريقه الى الشباك للمونديال الخامس، هو الذي افتتح رصيده بهدف عام 2006 ثم مثله في 2010 و2014 قبل أن يسجل أربعة في 2018، بينها ثلاثية في مرمى اسبانيا (3-3).
وتجاوز النجم البرتغالي الأسطورة البرازيلية بيليه الذي سجل في أربع نسخ (1958 و1962 و1966 و1970)، والألمانيان أوفه زيلر الذي سجل في نفس النسخ الذي سجل فيها بيليه، وميروسلاف كلوزه (2002 و2006 و2010 و2014).
وعزز رونالدو سجله كأفضل هداف دولي بـ118 هدفاً في 192 مباراة، وبات على بعد هدف من معادلة الأسطورة أوزيبيو كأفضل هداف برتغالي في نهائيات كأس العالم، لكن الأخير سجل جميع أهدافه التسعة في نسخة واحدة عام 1966.
شوط أول باهت وثانٍ مشتعل
ولم يقدم الطرفان شيئاً يذكر في الدقائق الأولى مع استحواذ واضح للبرتغال التي عانت في بعض الأحيان في الخروج بالكرة من منطقتها نتيجة الضغط العالي الذي فرضه فريق المدرب أوتو أودو.
وفي أول هجوم فعلي على المرمى الغاني، كاد رونالدو أن يفعلها بعدما خسر محمد قدوس الكرة، لكن الحارس لورنس أتي زيغي تدخل ببراعة وأنقذ بلاده (10)، ثم أهدر “سي آر 7” فرصة أخرى من رأسية مرت بعيدة عن المرمى بعد عرضية متقنة من رافايل غيريرو (13). ثم بدا “سيليساو” أوروبا عاجزاً عن الوصول مجدداً إلى المرمى مع إلغاء هدف لرونالدو بسبب خطأ ارتكبه على المدافع قبل التسديد في الشباك (31).
وبقي الوضع على حاله حتى نهاية الشوط الأول الذي لم يشهد أي تسديدة لغانا إن كان بين الخشبات الثلاث أو خارجها، لتصبح أكثر من ذلك أول فريق في البطولة الحالية يخوض الشوط الأول بأكمله من دون أي لمسة للكرة في منطقة جزاء الخصم.
ولم يتغير الأمر كثيراً في الشوط الثاني لكن الغانيين اختبروا أقله حظهم بتسديدة من مشارف المنطقة لمحمد قدوس مرت بجوار القائم الأيسر (55).
وجاء الفرج للبرتغال عندما انتزع رونالدو ركلة جزاء احتسبها الحكم على محمد ساليسو واعترض عليها لاعبو غانا كثيراً، لكن الأميركي المغربي الأصل إسماعيل الفتح لم يعدل عن قراره، فنفذها “سي آر 7” بنجاح (65).
لكن الفرحة لم تدم طويلاً، لأن غانا أدركت التعادل عبر أندريه أيو الذي وصلته الكرة من عرضة لمحمد قدوس أخفق رافايل غيريرو في اعتراضها، لتصل إلى لاعب السد القطري الذي تابعها في الشباك (73).
وكما كانت الحال مع البرتغال، لم يهنأ الغانيون طويلاً إذ استعاد أبطال أوروبا 2016 التقدم عبر جواو فيليكس بعد تمريرة من برونو فرنانديش (78) الذي عاد ولعب دور الممرر في الهدف الثالث الذي سجله البديل رافايل لياو إثر هجمة مرتدة سريعة (80).
ومباشرة بعد استبدال رونالدو بغونسالو راموس، قلصت غانا الفارق عبر رأسية البديل عثمان بوكاري بعد خطأ على الجهة اليمنى من جواو كانسيلو، ليحتفل بعدها على طريقة النجم البرتغالي (89).
(أ ف ب)