دمشق – «القدس العربي»: أعدمت ميليشيات مسلحة مدعومة من قبل جهاز المخابرات العسكرية، فجر أمس الثلاثاء، شاباً متعاوناً مع جهاز أمن الدولة، اختطفته قبل ساعات من منزله في مدينة الصنمين بريف درعا جنوب سوريا، بينما قتل وأصيب 12 عنصراً من قوات النظام في هجوم لـ”تنظيم الدولة” في بادية حماة. وحسب مصادر محلية، فإن 9 عناصر من قوات النظام قتلوا وأصيب 3 آخرون، في هجوم لخلايا “تنظيم الدولة” على تجمع لقوات النظام في منطقة دويزين بريف حماة الشرقي.
وفي درعا جنوباً، أعدمت مجموعة مسلحة تابعة لجهاز الأمن العسكري، مسلحاً في الثلاثين من عمره، منخرطاً ضمن ميليشيات مسلحة تتبع لفرع أمن الدولة، رمياً بالرصاص مع وجود علامات تعذيب، بعد ساعات من اختطافه واقتحام منزل أقاربه ليل الثلاثاء، والاعتداء عليهم.
وقال المتحدث باسم شبكة تجمع أحرار حوران، أيمن أبو نقطة، في اتصال مع “القدس العربي”، إن “مجموعة محلية تتبع للأمن العسكري، في مدينة الصنمين، اقتحمت منزل المدني جمعة العتمة، بعد منتصف ليل الإثنين/ الثلاثاء، واختطفت حفيده حسن محمد الشتار نتيجة خلافات سابقة، كما اعتدت على والدة حسن بالضرب المبرح”.
وبعد ساعات من عملية الدهم والاختطاف، عثر على جثة حسن مقتولاً بالرصاص المباشر، وعليها آثار تعذيب. والسبب وراء تصاعد عمليات الدهم والإعدام الميداني بين المجموعات العسكرية التابعة لقوات النظام وأفرعه، هو التخلص والقضاء على أكبر عدد من أبناء المنطقة، وفي هذا الإطار قال أبو نقطة إن “الشاب منخرط ضمن ميليشيات أمن الدولة، وقد قتل على يد ميليشيات الأمن العسكري، وهي حوادث تتكرر دائماً ضمن مساعي النظام الحثيثة وخططه للتخلص من أبناء المنطقة، عبر ضربهم وتقطيع أيديهم بأيديهم”.
وأوضح المتحدث بأن حسن الشتار اختُطف وهو مصاب نتيجة الاشتباكات التي اندلعت في مدينة الصنمين يوم الخميس الماضي بين مجموعة مرتبطة بالأمن العسكري، ومجموعة أخرى تتهم بالتبعية لجهاز أمن الدولة، حيث كان حسن الشتار أحد عناصرها.
وقتل يوم الخميس الماضي 8 من فبراير/ شباط، ستة أشخاص في مدينة الصنمين، من بينهم مدني هشام الشتار، في حين قتل خمسة مسلّحين يتبعون لجهاز الأمن العسكري وهم: وائل عيسى الشريف، أحمد خالد الهيمد، هشام فوزي رشيد الهيمد، إبراهيم أحمد الشتار، حيان الجيدوري. وتتصاعد الانتهاكات بين المجموعات المسلّحة في مدينة الصنمين، نتيجة عمليات الاغتيال المتبادلة بين كافة الأطراف، لكن أبرز تلك المجموعات ما تعرف بمجموعة محسن الهيمد المرتبطة بجهاز المخابرات العسكرية وتضم نحو 100 عنصر تتفرع عنها مجموعات صغيرة، وتتهم بتنفيذ عشرات عمليات الاغتيال لصالح الجهاز ذاته في منطقة الصنمين.
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن عنصراً يعمل ضمن المجموعات المحلية في درعا، قتل خلال مواجهات مسلحة استخدم خلالها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة مع مجموعة محلية أخرى، في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، نتيجة خلافات بين الطرفين، في ظل الفوضى والفلتان الأمني المستشري في محافظة درعا.
وتستمر عمليات الاغتيال في محافظة درعا، والتي بدأت في إطار حرب تصفية بين أطراف متعددة منذ سيطرة نظام الأسد على المحافظة في تموز 2018. بلغت حصيلة الهجمات في درعا، منذ مطلع شهر يناير/ كانون الثاني، 33 حادثة فلتان أمني، جرت جميعها بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل 51 شخصاً، بينهم 8 من المدنيين نصفهم من النساء والأطفال، فضلاً عن مقتل 19 من قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة لها والمتعاونين معها، و4 من المتهمين بترويج المخدرات.
كما قتل نحو 18 عنصراً من كل من اللواء الثامن الموالي لروسيا، وتنظيم الدولة، والفصائل المحلية المسلحة، أضافة إلى عقيد منشق عن قوات النظام.
وأسفرت تلك العمليات عن تسجيل ما لا يقل عن 1983 عملية ومحاولة اغتيال، أدت إلى مقتل نحو 1323 شخصاً في محافظة درعا، منذ عقد اتفاقية التسوية بين روسيا وفصائل المعارضة عام 2018 حتى بداية العام الحالي.
ووفقاً لمكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، فإن عمليات الاغتيال أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 509 قتلى من القادة والعناصر السابقين في فصائل المعارضة، من بينهم 230 قتيلاً لم ينخرطوا في صفوف النظام عقب التسوية.
يوجّه ناشطون وسكان في محافظة درعا اتهامات لضباط في أجهزة النظام السوري الأمنية بتجنيد خلايا تهدف إلى القضاء على قادة وعناصر المعارضة، ممن انخرطوا في صفوف قوات النظام أو الذين لم ينضموا لها.
ووفقاً للمصدر، فقد “ساعد إيجاد التنظيمات والميليشيات المسلحة وتقديم الدعم اللامحدود لها، كلاً من النظامين السوري والإيراني بكسر معارضيهم في درعا، ومكنهم ذلك من تصفية عدد كبير من عناصر المعارضة خدمةً لمشروع التمدد الإيراني في المنطقة، وخلق الذرائع لاقتحام المدن والبلدات بحجة وجود أمراء التنظيم فيها”.