الرباط – «القدس العربي»: يعكف المخرج المغربي خالد الإبراهيمي حاليا، على وضع اللمسات النهائية لفيلمه الطويل «حب في الداخلة»، الذي كتب السيناريو الخاص به عبد الإله الحمدوشي، ونال دعم المركز السينمائي المغربي.
وقال الإبراهيمي في حديث لـ «القدس العربي» إن فيلم «حب في الداخلة» يحتفي بمدينة الداخلة الملقبة بلؤلؤة الصحراء المغربية، ومناظرها الجميلة وأهلها الطبيين المضيافين، ويحكي قصة ماجدة وحسناء الأولى تتعافى من مرض السرطان، والثانية، تصاب بخيبة أمل بسبب زوجها الذي أراد الاحتيال عليها والاستيلاء على جميع ممتلكاتها.
الانتماء إلى السينما بالنسبة للمخرج، سبقه الانتماء إلى التلفزيون، عبر مجموعة من البرامج الناجحة، أحدثها «الماهدون» الذي تبثه القناة المغربية الأولى، ويرصد تجارب شخصيات مغربية بارزة نجحت في ميدان تخصصها، كما يسلط الضوء على مساراتها في الفن والسياسة وميدان الأعمال.
حديث السينما في المغرب محفوف بالأمل، خاصة في الآونة الأخيرة بعد نجاح أفلام مغربية في اكتساح شباك التذاكر، حيث طرح عدد كبير من النقاد سؤالا محوريا، هل هو نجاح بسبب الجودة أم مجرد رغبة في دعم الجمهور المغربي للمنتج السينمائي المغربي؟
بالنسبة له، من المؤكد في نظره، أن إقبال الجمهور أولا على القاعات السينمائية وثانيا على مشاهدة الأفلام المغربية، هو أمر محمود جدا، ومؤشر على تصالحه مع الفن السابع في مكانه المخصص له وهو دور السينما.
وحسب المخرج، فإن «ثقافة الذهاب إلى دور السينما ترتبط أساسا برغبة الفرد في قضاء بعض الوقت من أجل الاستمتاع بتقاسم لحظات من التفاعل والانفعال مع قصة وشخوص وأفكار، وأكد جازما أن مسألة التقييم تعود للمشاهد، فهو الوحيد الذي يمكنه أن يصدرها والجدير بها، وذلك يتوقف على ثقافته وأفكاره الخاصة وقناعاته وقدراته التحليلية واستيعابه الفكري»، لكن «المهم في الموضوع أن تحس أنه قضى لحظة جميلة تقاسم فيها مشاعر وأحاسيس وتحركت في ذهنه أشياء وأفكار واستمتع وهو يتابع قصة».
وتابع حديثه عن الإقبال على أفلام المغربية وسؤال الهدف التجاري، بقوله إن تصنيف فيلم تجاري من غيره هو من اختصاص المهتمين والنقاد الذين لديهم أدوات التحليل ويتوفرون على المهنية الكفيلة بذلك، وهي لا تتوفر لدى الجمهور بشكل عام، لكنه استطرد بالقول إن «الإقبال الجماهيري على فيلم ما، فهو مهم جدا وأمر محمود، خصوصا وأننا في مرحله استرجاع الجمهور إلى القاعات السينمائية».
من حديث العام إلى الخاص، وتلك الاحلام التي تعلق على أول خطوة في درب السينما، وهل تحقق شيء منها، أم ما زال الطريق طويلا نحو الهدف الأسمى والأكبر، عن ذلك يؤكد الابراهيمي، أن «الشخص منا، مادام يتنفس فهو محكوم بالحلم، ولا يمكن في مرحلة من حياته أن يقول لقد انتهيت من أحلامي وحققت كل شيء، وشخصيا في مجال السينما، أعتبر نفسي في البداية، ولدي الكثير من الأحلام التي عليّ تحقيقها والعديد من الأفكار التي أطمح لمشاركتها مع الآخرين».
ويتابع، موضحا أن اهتمامه ينصب على الجودة وليس الكثرة، لذلك فهو حريص على النوع أكثر من الكيف، و»كثرة الأعمال لا تغريني، بقدر ما يغريني إنجاز عمل أحس من خلاله أن له معنى وأن أتقاسم مع المشاهد أشياء وأفكار تهمنا جميعا كإنسان».
ويرى أن تجربة المغرب في السينما، تتغير وتتطور إلى الأفضل على مستوى الكم والكيف، و»بتنا نرى اليوم أفلاما مغربية تسافر عبر العالم، وتحصد الجوائز واستحسان لجان التحكيم، وهو ما يستحق أن نفرح له ونصفق لصناع السينما المغاربة»، كما عبر عن أمله في أن تحقق الدراما المحلية انتشارا أيضا على الصعيد العربي والعالمي، «لأن الوقت قد حان لشق هذا الطريق».