المخرج والممثل المغربي عبده المسناوي يتحدث لـ «القدس العربي» عن الابتذال والرداءة وتطفل أشباه الممثلين

عبد العزيز بنعبو
حجم الخط
2

الرباط ـ «القدس العربي» : يزاوج الفنان عبده المسناوي، بين التمثيل والإخراج، لكن هويته الأولى التي يصر عليها هي الإخراج، أما وجوده كمبدع فيجسده في التمثيل، هي ثنائية التكامل بالنسبة إليه.
وقد أطل على الجمهور المغربي في شهر رمضان المبارك، من خلال مسلسل «الصلاة والسلام» والذي يعتبر أول ظهور له بعد غيبة طويلة، سألته «القدس العربي» عن أسبابها، إضافة إلى السؤال عن مستوى الدراما المغربية، وقضايا أخرى تشغل بال المشاهد والمتتبع للمشهد الفني المغربي، يجيب عنها المدير السابق للمسرح الوطني الوطني محمد الخامس، والأستاذ الحالي في معهد السينما.
□ مسلسل «الصلاة والسلام» إطلالتك في رمضان على الجمهور المغربي بعد غيبة طويلة، كيف كانت عودتك الشاشة الصغيرة؟
■ فعلا، غيبة ليست بالقصيرة بحكم توجهي للإخراج السينمائي والتدريس كأستاذ جامعي في المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما؛ ولكن عدم مشاركتي في الأعمال الرمضانية يعود بالأساس إلى اختياراتي، فأنا لا أشارك إلا في الأعمال التي تعطيني الإضافة لمساري الفني وتجعلني عالقا باذهان الجمهور، بفضل الأدوار المتميزة التي أقبلها. ومسلسل «صلا وسلام» هو أحد الأعمال المتميزة التي قبلت المشاركة فيها بدور مميز باقتراح من المخرجة الكبيرة زكية الطاهري، ولعل اعتمادها على ممثلين محترفين ومن خريجي المعهد واهتمامها بادارة الممثل وحبها لهم يعطي نتائج جيدة على مستوى الأداء بخلاف الأداء المبتذل أو العشوائي للشخصيات الدرامية.
□ هل نستطيع القول إن الظهور في الصلاة والسلام هو ثقة في العمل أولا وقبل كل شيء؟
■ نعم كما أسلفت الذكر، إنني اختار أدواري بخلاف العديد من الممثلين أو أشباه الممثلين الذين يلهثون نحو الظهور بأي وجه كان سواء على حساب مسارهم الفني أو مضطرين بحكم ظروفهم الاجتماعية او تطفلا على الميدان. فدوري في مسلسل «صلا وسلام» يقتصر على الظهور في عشر حلقات الأخيرة لكنه قوي من حيث الحضور والتأثير في الأحداث، ودخول شخصية زكريا التي اقوم بها إليه جاءت بتحول كبير في الأحداث تجعلني أبقى راسخا في ذاكرة الجمهور، خاصة إذا كان العمل متكاملا من حيث الحبكة والحكاية، فهذا بالأساس ما يجعلني أثق في العمل، خاصة إذا كان وراءه مخرج وسيناريست يعرفان ما يفعلانه ويجيدانه.
□ هل حقق لك هذا العمل مصالحة مع الدراما المغربية بعد ان صمت عن المشاركة لمدة طويلة؟
■ في الحقيقة لم أكن مبتعدا عن الدراما المغربية، لكن الابتذال والرداءة وتطفل أشباه الممثلين واقتصار بعض المخرجين على مجموعة من الممثلين دون غيرهم وظروف الاشتغال المزرية التي أصبحت تفرض على الممثلين هي ما جعلني أصر على الحرص على مساري الفني، خاصة أن الجمهور ما زال يذكر تفاصيل أدواري، رغم مرور العديد من السنوات على عرضها؛ فالحرص على وجود الجودة وكرامتي واعتزازي واحترامي لعملي كممثل واحترامي للجمهور هو الذي يدفعني للابتعاد عن المشاركة في الأعمال الدرامية التي لا تستجيب لهذه الشروط. وسأعود للدراما كممثل او سيناريست أو مخرج، لكن من خلال أعمال درامية متميزة ذات جودة وتحترم الجمهور والفنان الحقيقي.
* دائما يقف المخرج الى جوار الممثل، بالنسبة إليك أنت تمثلهما معا في شخص واحد كيف هي تجربة أمام وخلف الكاميرا؟
■ التجربة أمام الكاميرا وخلفها تختلفان وتكملان بعضهما ولكن لكل منهما خاصيتها وقواعدها، غير أن مارستهما تقتضي التوفر على الموهبة والتكوين والخبرة من أجل الوصول إلى مستوى الإبداع، وعدم التوفر على هذه العناصر لا يصل إلى هذا المستوى، ويبقى في مستوى الممارسة والتقليد ومجرد تطبيق التقنيات والبساطة التي يمكن يمكن لأي ان يمتلكها بمجرد الاطلاع على التقنيات والقواعد ولايصل إلى مستوى الإبداع. لذلك نجد الممثل المؤدي الذي يؤدي الأدوار بكل سذاجة وتكرار ورتابة والممثل المبدع الذي يؤدي الأدوار بكل عفوية وصدق وعمق، والمخرج التقني الذي يعرف تقنيات الإخراج ويطبقها بكل غموض واعتباطية، والمخرج المبدع الذي يتوفر على وجهة نظر ورؤية خاصة للعالم ويوظف تقنيات الإخراج لخدمتها والتعبير عنها. وأنا أحاول ان اكون ممثلا مبدعا عفويا صادقا في الأدوار التي أقوم بها، وأن أكون مخرجا يطيع تقنيات الإخراج لتوضيح رؤيته والتعبير عن موقفه من المجتمع والعالم.
□ تحدثت إحدى الجمعيات عن إهدار المال العام في أعمال رمضانية وصفتها ب «الحامضة» ما ردك على ذلك؟
■ لا أعتبر إنتاج أعمال فنية أو درامية إهدارا للمال، لكونها تصرف على الأعمال وتخرج إلى الوجود. غير أن الإنتاج الدرامي السينمائي والتلفزيوني يخضع إلى مبدأ النسبية والجودة ولا يمكن التحكم فيه إلا طبقا لدفاتر تحملات، وهنا يكمن المشكل، بحيث ان التساهل والمحسوبية والمجاملة والتغاضي عن التجاوزات او عدم احترام دفاتر التحملات من طرف المسؤولين عن قطاعات السينما والتلفزيون من جهة، وعدم احترام المنتجين والفنانين لذوق الجمهور وادوارهم في خلق الجودة والابداع من جهة أخرى، من الأسباب الرئيسية لتدهور معظم الإنتاجات الدرامية في الآونة الأخيرة.
□ بصراحة، كيف وجدت الأعمال المقدمة للجمهور المغربي خلال هذا الشهر الفضيل؟
■ في الحقيقة، لا يمكن الحكم على الأعمال الرمضانية بشكل إجمالي ويتطلب الأمر مشاهدة جميع الأعمال ودراستها وتحليلها وانا لست مختصا في النقد، وإن كنت أستاذا بالمعهد العالي للسينما ونقوم بدراسة بعض الأعمال من الناحية الأكاديمية، غير انني ألاحظ ان هناك تفاوتا على مستوى الإبداع، فهناك أعمال مبتذلة على جميع المستويات، وهناك أعمال متوسطة لكثرة الهفوات على مستوى السيناريو او الإخراج او التشخيص، وهناك أعمال تميزت سواء على مستوى التشخيص او الإنتاج. وعلى العموم، ما نستنتجه من الأعمال هناك بعض الظواهر التي تضر بالدراما المغربية وخاصة ظاهرة التطفل على التمثيل، وتكرار الوجوه ورتابة قيام بعض الممثلين بادوار مختلفة، لكنها متشابهة وقيام البعض منهم بتـجاوز قدراته التمثيلية، وفي التالي السقوط في التكرار والرتابة والاعتباطية والنشاز.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول بلحرمة محمد:

    ما يقدم من برامج يقال عنها انها ترفيهية وما الى دلك هي غير دلك وعكس دلك فمجمل الاعمال المقدمة لا ترقى حتى لدون المستوى فهي بدون مبالغة احشرها في دائرة الصفر نظرا لنفاهتها وابتدالها وابتعادها بملايين السنوات الضوئية عن الفن الصحيح فالكل قد اضحى فنانا بحيث اصبحت مهنة الفن مهنة ما لا مهنة له وبالتالي اصابها الابتدال والتشويه.

  2. يقول عبدو:

    الاستاذ عبدو ممثل كبير ومحترم لأنه يحترم نفسه ولا يقبل اي عمل ،لكن للأسف بمستوى الأعمال المعروضة على القنوات المغربية لا يرتقي ولا يحترم ذكاء ومستوى المتلقي المغربي ثم اننا نلاحظ مخرجين و ممثلين جدد مصنوعين بطريقة الساندويتش وهناك جل الأعمال تعطى لنبيل علوش المستفيد الوحيد وعائلته من الكعكة الفنية في حين يتم اقصاء مخرجين أكثر منه احترافية ووطنية وأدب لأنه يقدم أعمال الصرف الصحي

إشترك في قائمتنا البريدية