المخرج ياسر الياسري: أهم المخرجين العالميين بدأوا بفيديو كليبات!

حجم الخط
0

شارك بفيلمه القصير ‘ضوء دامس’ عدد من ابرز الممثلين الاماراتيينالتقته: فاطمة عطفة: فنان شاب مزود بالعلم والطموح، بدأ مشواره العملي بتصوير الإعلانات التلفزيونية واللقطات المرافقة للأغاني ‘فيديو كليب’. ثم انتقل إلى السينما فأخرج الفيلم القصير ‘ضوء دامس’، وكان من بين الأعمال التي شاركت في مهرجان أبو ظبي الأخير، وهو أول تجربة له في الإخراج السينمائي. إنه المخرج ياسر الياسري الذي يتمنى أن يكون في المستقبل متفرغا بشكل أكبر للسينما. الفنان مقيم في دبي منذ سنة 2000 وقد درس وعمل هناك، ووجد في مدينة دبي الجو الإبداعي الجميل، وهذا ما شجعه للخروج من إطار اللقطة ذات الدلالة المحدودة في الأغنية أو الإعلان إلى عالم القصة المصورة ذات الموضوع الهادف والحبكة الدرامية المؤثرة في المجال السينمائي الوثائقي والروائي.ـ من تصوير الإعلان والأغنية والعمل الدرامي إلى الإخراج السينمائي، هذا التنوع وهذه النقلات وأنت شاب طموح، هل ما تزال تستهويك ترجبتك السابقة أم أنك بدأت تنظر لها نظرة مختلفة بعد الدخول في عالم السينما؟* ‘في الواقع هذا كان التساؤل بيني وبين نفسي، قبل أن أنتقل من مكان إلى مكان، فقد كنت أخشى أن تجربتي في الفيديو كليب والإعلانات أن تؤثر على الروحية أو على الشكل الذي سيخرج به المسلسل، وبعد ذلك عندما أتيت كي أخرج فيلما كذلك كان تخوفي غير قليل. لكني اطمأنيت عندما وصلت إلى هذه المرحلة ووجدت ردود أفعال الناس مشجعة، خاصة بعد الفيلم. فالجميع كان متوقعا أن يراني مخرج الفيديو كليبات على الفيلم فخرجوا متفاجئين بأنه عمل منفصل تماما عن أعمالي السابقة، وهذا الشيء أسعدني وهو يجعلني أن لا أنحاز لجهة معينة بشكل أكبر. وأنا كمخرج وكمشاهد أجد نفسي منحازا للسينما أكثر، فالذي عملته سينمائيا أجده أقرب إلى روحي. لكن الذي أفعله في الإعلانات والفيديو كليب والمسلسلات، هناك متطلبات أخرى. ففي الفيديو كليب، يوجد مطرب وأغنية معينة، وحالة معينة، وهناك إيقاع سريع، أما في الإعلانات فهناك إنتاج يجب أن يروج له بشكل ما، وفي المسلسلات هناك الحالات الدرامية والحبكات السريعة والمواقف الحرجة التي تجذب المشاهد، كل من هذه الإبداعات لها شكلها الخاص، لكنني أميل للحالة السينمائية الموجودة لدي’.ـ نحن في مجتمع غدا يعيش الحداثة، هذا التنوع هل يلغي الاختصاص أم يزيد جمالية الإبداع حسب المطلوب عند كل المشاهد وكل حاجة له، فمثلا السينما الجادة لها جمهورها والفيديو له جمهوره وكذلك الدراما، برأيك أنت كمشاهد، قبل أن تكون مخرجا، ماذا تطلب من المبدعين؟* ‘هنا أحب أن أوضح شيئا حول موضوع الاختصاص، فأنا أرى أن الإنسان إن كان يملك الإمكانية لعمل فني ناجح وجرب ووجد الفرصة كي يقوم به ولاقى قبولا واستحسانا من الناس فليس خطأ أن يقوم بهذا العمل بشكل جيد، وإن كان خارج نطاق اختصاصه. المخرج عموما، حتى الذي أتى من مجال تجربة أو دراسة مختلفة، فهو مخرج بالعموم وهو سيقف أمام الكاميرا ويستخدم نفس النظريات، لكن يبقى إحساسه ورؤيته الفنية وتمكنه من أدواته ومهارته في تعامله مع موضوعه ومع فريق عمله، هذا كله هو الذي يعطي عملا ناجحا. نحن لدينا، عالميا، عدد من المخرجين المهمين جدا أتوا من عالم الإعلانات والفيديو كليبات وعملوا إنجازات كبيرة في الأفلام مثل ديفيد فينشر وغاي ريتشي وريدلي سكوت، حتى مارتن سكورسيزي يعمل فيديو كليبات. دعينا ننظر إلى الفنان التشكيلي، يمكن أن يرسم أكثر من لوحة ويعبر عن أكثر من حالة، فهو يرسم لكن بأوساط مختلفة، إن كان يملك هذه القدرة، فالفنان التشكيلي لن يرسم فقط لوحات وجوه أو طبيعة صامتة أو تجريدي أو سريالي وإن وجد استحسانا بهذا الشيء فهذا جيد. وأعتقد أن الجمهور عندما يدخل ليشاهد عملا وهو يتوقع مثلا من مخرجه تراجيديا، لكنه يجد أنه عمل كوميدي ناجح، فهذا جيد لأنه قدم شيئا جديدا فاجأ جمهوره به ونال إعجابه، وهو غير أن يقدم دوما أعمالا تراجيدية وأتوقع منه ماذا سيقدم. إن الحالتين صحيحتان، لكن الإنسان إن تنوع وأجاد التنوع فهذا يعني أنه إنسان متعدد المواهب ولديه أشياء كثيرة وجميلة، وليس خطأ أن يخرجها للناس’.ـ أنت كمخرج تفضل أن يأتيك السيناريو من مبدع قريب لثقافتك ولطريقة تفكيرك أم تفضل أن تكتب السيناريو بنفسك؟ وهل لديك ميل للتمثيل أو ترغب بالجمع بين التمثيل والإخراج؟* ‘بالنسبة للسيناريو، أنا أفضل أن يأتيني من كاتب لأن المخرج عندما يقوم بالكتابة بنفسه سيبقى على حدوده هو، لكن عندما يأتيني سيناريو من شخص آخر لا يعرف حدودي، والجميل أنه لا يعرف حدودي، وهنا أنا سأتحدى نفسي لأعطي شيئا جديدا ولكي أصل للمستويات التي كتبها، وربما أكثر. فأنا أعتقد عندما أقوم بالكتابة سأكتب في حدود تجربتي التي أعرفها ولن أكتشف شيئا جديدا. أما بالنسبة للتمثيل، كل مخرج يجب أن يكون لديه حس تمثيلي، وإلا كيف سيوجه الممثل ويريه الحالة أو الموقف. لكن الآن أشعر أن مكاني وراء الكاميرا، ولا أعتقد أني أمام الكاميرا سأملك نفس السعادة التي أشعر بها خلف الكاميرا’.ـ العمل في الفضائيات صار مغريا لبعض الفنانين المثقفين، هل من الممكن أن تكون في يوم ما مقدم برامج، وخاصة برامج حوارية؟ * ‘عرض علي الموضوع منذ سنتين، ولكني أشعر أن مكاني الأفضل وراء الكاميرا، وهذا هو المكان الذي أستطيع أن أبدع به. لكن ربما يأتي يوم وأشعر أن الذي أقوم به أمام الكاميرا سيعطيني نفس الشعور الذي أشعره خلف الكاميرا، إن وصلت لهذه المرحلة، وإن أتتني هذه الفرصة فلن أتردد’.ـ كيف ترى نوعية الأفلام التي تقدم في مهرجانات دبي وأبو ظبي، سواء الأفلام الأجنبية أو العربية؟ وهل استطاعت السينما العربية برأيك أن تلامس بعض النجاحات التي حققتها السينما الغربية؟* ‘بصراحة أنا أعتقد أن التجربة الإماراتية هي من أهم التجارب العربية في هذا المجال، ويجب أن تركز الحديث في الموضوع على هذا التميز، لأنه حسب ما أذكر في 2003 أو 2004 عندما صار مهرجان الشرق الأوسط، في البداية كان موضوع السينما الإماراتية ليس في مرحلة الطفولة، بل كان في مرحلة الحمل. وكان الحضور ينحصر بأشخاص يعدون على أصابع اليد، بينما اليوم، ونحن في أواخر 2012 وبعد عشر سنوات تقريبا، نرى كما هائلا من التجارب الإماراتية وكما هائلا من الأفلام الإماراتية، ونرى حتى مخرجين غير إماراتيين يعملون أفلام للإمارات، فخلال اثنتي عشرة سنة تطورت صناعة السينما حتى صارت ليس على مستوى الإمارات فقط، بل أثرت على الخليج بالعموم، وتشاهدين المهرجانات الخليجية كيف انتشرت والناس الذين يأتون إلى هناك ويقدمون أفلامهم. بالنسبة لي أعتقد أنهم حققوا إنجازا مهما جدا لصناع السينما الموجودين في الإمارات، سواء في مهرجان أبو ظبي أو دبي أو الخليج بشكل عام، حققوا بالفعل إنجازا كبيرا. حبذا لو يثار هذا الموضوع في ندوة، ويلقون الضوء على هذه النقطة، وعندئذ سنجد إنجازات كبيرة تحققت في هذا المجال. وأنا أداوم على الحضور دائما، وخاصة مهرجان دبي بحكم إقامتي، وأفرح عندما أرى أن عدد السينمائيين يزدادون دوما، كما أن طريقة نقاشاتهم تطورت، حتى بالنسبة للأفلام الروائية الغربية ومن كل العالم. بهذه الطريقة نستطيع أن نفهم النظرة السينمائية الآتية من الخارج. وأنا أعتقد أن المهرجانات تصنع هذا الشيء وتنجح به. لكننا في المهرجان الأخير كنا نتكلم عن تجربة الأفلام القصيرة، ويجب أن نتجاوز ذلك حتى نصل لمرحلة أن نفعل ما فعلناه في تجربة الأفلام القصيرة على الأفلام الروائية الطويلة والأفلام الوثائقية، لأننا نحن بصراحة خائفون من الجمهور، حيث يأتي المنتج ويقول: كيف سأدفع هذا المبلغ وليس لدي الجمهور الذي سيأتي؟ أنا أعتقد أن المؤسسات التي تدعم المهرجانات والمؤسسات الحكومية تعنى بالأفلام المستقلة والأفلام الوثائقية أكثر من الطويلة، طبعا الأفلام المستقلة لن تكلف مثل الأفلام التجارية الطويلة وتدخل فهذا الشيء سيساعد، لأن الفيلم التجاري مشكلته إذا أنا مخرج وعملت فيلما طويلا وكان محسوب تجاريا إن فشل عند رأي الجمهور فقط فسيشعر بفشل يقع على الفيلم وعلى الكاتب وعلى المخرج فسيوقف التجربة، لكن الفيلم المستقل مختلف حتى النخبة الذين يحضرون للسينما والجمهور الذي يحضر يتوقعون أن يروا سينما من نوع آخر، فحتى ردة فعلهم للفيلم تكون مختلفة فالنجاح سيظهر أكثر. لذلك أنا أناشد وأطلب من الجهات المعنية بأنه كما راعينا وأنجزنا في السينما القصيرة إنجازا مهما جدا بأن نعمم على أفلام الرواية الطويلة والوثائقية أيضا’.ـ لو تحدثنا عن فيلمك وتعطينا لمحة عنه؟* ‘الفيلم اسمه ‘ضوء دامس’ هو من بطولة هدى الخطيب ومنصور الفيلي وجاسم الخراز وأبو راغب الحمد. الفيلم يتناول قصة صديقين حسن وإبراهيم في رحلة من القرية إلى المدينة. حسن يعمل حمال حقائب في باص ينقل الناس من القرية إلى المدينة. نحن نسلط الضوء على الرحلة التي سيأخذ فيها صديقه إبراهيم إلى المدينة. الباص سيقف في عدة محطات خلال الرحلة، كل محطة ستظهر لنا شيئا معينا سنكتشفه في نهاية القصة. الفيلم بالعموم يركز على حالتين التي هي الصداقة والشعور بالصداقة والمواضيع التي تكون في هذه العلاقة، والشيء الثاني هو القدر والمكتوب، هل الإنسان يقدر أن يعاند هذا الشيء؟ وهل يستطيع أن يغيره؟ وهل يستطيع أن يرسم خريطة طريق جديد لنفسه أم لا؟ الفيلم يركز على هاتين النقطتين، وفي النهاية سنعرض: هل هذا يحدث أم لا؟ وكذلك علاقة الصداقة إلى أين وصلت’. وجدير بالذكر أن فيلم ‘ضوء دامس’ للمخرج ياسر الياسري، رشح لجائزة أفضل فيلم روائي قصير من بين أكثر من 2800 فيلما، في مهرجان ترايبيكا بدورته الـ 12 والذي تمتد فعالياته من 17 أبريل ولغاية 28 أبريل في مدينة نيويورك والمنتج بدعم من المختبر الإبداعي التابع twofour54 (الشركة التابعة لهيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي)، مدة الفيلم 20 دقيقة، وتحكي قصته عن رحلة صديقين من قريتهما إلى المدينة، يستلقيان خلالها على سطح الباص، مستعرضان حلمهما وصداقتهما وهروبهما… وتبرز الرحلة في نهاية المطاف عن الذكريات واكتشاف الذات، وإنتهائما بالسير نحو مصيرٍ مجهول. يمثل في فيلم ‘ضوء دامس’ عدد من أبرز الممثلين الإماراتيين.qmaqpt

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية