وليد عوض رام الله ـ ‘القدس العربي’: فيما دعا امير قطر خلال افتتاح اعمال القمة العربية الثلاثاء بالدوحة لانشاء صندوق عربي بمليار دولار لانقاذ ما يمكن انقاذه من القدس اصر العشرات من المستوطنين الاسرائيليين على ان تدوس اقدامهم ساحات المسجد الاقصى المبارك حيث اقتحموه في حين تواصلت الدعوات الفلسطينية مطالبة الفلسطينيين لشد الرحال للحرم القدسي اليوم الاربعاء للتصدي لدعوة عضو كنيست اسرائيلي لاقتحامه بمناسبة عيد الفصح اليهودي.وتأتي دعوة عضو الكنيست الاسرائيلي ‘موشيه فيجلين’الى اقتحام المسجد الاقصى الاربعاء احتفاءً بالبدء بمراسيم ‘عيد الفصح اليهودي’ بالتزامن مع تواصل القمة العربية الـ 24 اعمالها اليوم بالدوحة.وحذّرت’مؤسسة الاقصى للوقف والتراث’ في بيان من تداعيات اقتحام الاقصى وأبعاده، وحمّلت الحكومة الاسرائيلية المسؤوليته، مطالبة الفلسطينيين من داخل الاراضي المحتلة عام 1948 واهل القدس بالمرابطة فيه للدفاع عنه.وقالت ‘مؤسسة الاقصى’ ان مكتب فيجلين نشر دعوة قال فيها :’دعوة : صعود احتفالي الى جبل المعبد بمناسبة مراسيم الفصح، إبلاغ من مكتب عضو الكنيست ‘موشيه فيجلين’، ندعوكم بهذا الى المشاركة بالصعود الاحتفالي الى جبل المعبد برفقة عضو الكنيست ‘موشيه فيجلين’، بمناسبة مراسيم الفصح، بهدف اقامة شعيرة الصعود والتبرك، وذلك يوم الاربعاء، التجمع والالتقاء الساعة الثامنة والنصف عند طريق باب المغاربة ‘- بحسب ما ورد في الاعلان-.وأضافت ‘مؤسسة الأقصى’ ان دعوة مشابهة وردت في صفحة الفيسبوك الخاصة بفيجلين، وأرفق بالدعوتين صورة توثق اقتحاماً سابقا لفيجلين .وفي سياق متصل قالت ‘مؤسسة الأقصى’ بان ما حدث الثلاثاء من اقتحام للاقصي واداء طقوس تلمودية، بإرشاد من ‘حاخامات’ هو ‘ما يشبه الاحتفال العائلي بالفصح العبري داخل المسجد الأقصى، إذ ان المقتحمين من المستوطنين الذين بلغ عددهم اليوم نحو 70 مستوطنا، دخلوا اما على شكل مجموعات عائلية، الوالد والوالدة والابناء والاطفال وعرباتهم، أو على شكل مجموعات أصدقاء، وكانت الاقتحامات لوقت طويل وبروية، وتعمد الدخول بلباس وهيئة خاصة، والتوقف بأماكن خاصة، تتواءم مع المراسيم التلمودية الخاصة بالهيكل المزعوم، والواردة في المقالات التوراتية/التلمودية، وكذلك هيئة الوقوف والخروج، وأكد شهود عيان للمؤسسة أن أغلب من اقتحم الاقصى كان يتمتم ويتلفظ بألفاظ توراتية/تلمودية’.وذكرت ‘مؤسسة الأقصى’ أن مستوطنين يُدخلون معهم لدى اقتحامهم للمسجد الاقصى بعض اجزاء من أسفار ‘التاناخ’ والأدعية ‘التوارتية/التلمودية’ كسفر ‘تهيليم’- التسبيح’- ويقومون بقراءتها أحياناً علناً وأحياناً سراً.وعلى ضوء اقتحام المستوطنين للاقصى بالتزامن مع انعقاد القمة العربية في الدوحة حذر الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية من خطورة استمرار التهديدات والاقتحامات التي يقوم بها المتطرفون اليهود ضد الأقصى ومحاولاتهم المس به، والتي كان آخرها دعوة عضو الكنيست الإسرائيلي فيجيلين إلى اقتحام المسجد للاحتفاء بما يعرف بـ(عيد الفصح العبري)، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية عن تبعات ذلك وما ينجم عنها من عواقب وخيمة.وناشد المفتي زعماء القمة العربية والقيادات المسؤولة في العالمين العربي والإسلامي بذل أقصى الطاقات اللازمة لوقف هذه الانتهاكات قبل فوات الأوان، مبيناً أن الأديان السماوية تحرم المس بأماكن العبادة، وتؤكد على قدسيتها، مما يستدعي العمل على وقف ممارسة الإرهاب المنظم، الذي تمارسه سلطات الاحتلال متسترة بمبررات باطلة، تسوقها لسياساتها الاحتلالية المتغطرسة التي تتناقض مع قيم الشرائع السماوية والقوانين الدولية، وتخالف المواثيق التي تحمي حرية الوصول إلى أماكن العبادة.ودعا المفتي المواطنين إلى إعمار المسجد الأقصى المبارك بالمصلين وشد الرحال إليه لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية ومحاولات تهويده.ومن طرفه حذر عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس احمد قريع أبو علاء،من من خطورة عاصفة الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية واذرعها التنفيذية ‘وقطعان المستوطنين والمتطرفين الحاقدين والتي استهدفت المسجد الأقصى من جهات متعددة مثل باب الحديد وباب الحطة والأسباط وسوق القطانين’.واعتبر قريع دعوات عضو الكنيست الإسرائيلي موشيه فيجلين لاقتحام المسجد الأقصى سياسة عنصرية تعكس مدى الحقد ، وعدم الاستجابة لأي مبادرة سلام في المنطقة،محذرا من أبعاد تلك الهجمات المتكررة والدعوات العنصرية لاقتحام المسجد الأقصى مع بدء الاحتفال بمراسيم ما يسمى ‘بعيد الفصح العبري’.وقال قريع، إن ما يحدث من اقتحامات شبه يومية للمسجد الأقصى المبارك وللمقدسات الإسلامية في مدينة القدس من قبل المستوطنين بإرشاد حاخامات لهم نشاط بارز في ملف التهويد والدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم يعكس مخطط تهويدي خطير يضع مدينة القدس في دائرة الخطر الحقيقي، لذا يتوجب التحرك بشكل جدي وحازم لإيقاف ووضع حد لهذه الخروقات والانتهاكات الفظة وسياسة أللامبالاه التي تتبعها حكومة نتنياهو الأشد تطرفا وعنصرية ودعا قريع القمة العربية النظر بموضوعية ومسؤولية للمخاطر الكبيرة التي تواجه مدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك خاصة،كما دعا إلى ضرورة التواجد بشكل مكثف في المسجد الأقصى المبارك والدعوة إلى شد الرحال إليه والدفاع عنه عبر إحيائه بطلبة العلم للتصدي لكافة مشاريع التهويد والتقسيم التي تسعى إليه حكومة الاحتلال الإسرائيلية.ومن ناحيته دعا الشيخ يوسف ادعيس رئيس المحكمة العليا الشرعية الفلسطينية أبناء الشعب الفلسطيني في جميع مواقعهم وبالأخص أهل القدس والأرض المحتلة عام 1948 إلى شد الرحال للأقصى والتواجد والرباط الدائم للدفاع عنه، وذلك ردا على الدعوة التي أطلقها فيجلين، محملا حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ترتكب بحق المدينة المقدسة ومقدساتها. على صعيد آخر ادان الشيخ ادعيس، افتتاح ما يسمى بـ ‘معهد ومتحف الهيكل الثالث قرب المسجد الأقصى، منددا في الوقت نفسه بتصريحات يسرائيل اريئيل مدير المعهد بان الافتتاح في هذا الوقت هو بشارة باقتراب إقامة المعبد الثالث فعليا مكان المسجد الأقصى، مشددا على إن المسجد الأقصى هو مسجد خالص للمسلمين وحدهم ولا حق لليهود فيه لا من قريب ولا من بعيد، وان القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية.وأعلن معهد المتحف الثالث أنه بصدد إقامة احتفال كبير لافتتاح مقره الجديد اليوم الأربعاء، مع بداية عيد الفصح العبري. واعتبر اسرائيل ارئيل مدير المعهد ‘أن الافتتاح بهذا الموعد تحديدا هو بشارة سارة باقتراب موعد إقامة المعبد الثالث فعليا مكان المسجد الأقصى’. وسيشارك في حفل افتتاح هذا المعهد التلمودي الكبير عدد كبير من كبار حاخامات اليهود، وقادة ‘حركات المعبد’، وعدد كبير من تلاميذ المعهد التلمودي، وسيتم عقد عدة جولات مدة كل واحدة 45 دقيقة للتجول في المعهد. وقد أعلن متحف الهيكل الثالث مع نهاية عام 2012 نيته الانتقال إلى موقع جديد يقع في أعلى الدرجات مقابل ساحة البراق وهو الأقرب الى المسجد الاقصى، داخل ما يسمى بـ ‘الحي اليهودي’.والموقع الجديد للمعهد ثلاثة أضعاف مساحة القديم، ويضم قاعات عرض سينمائية كبيرة، تعرض تاريخ المعبد المزعوم وسبل إقامة المعبد الثالث مكان الأقصى، كما يحتوي الموقع الجديد مكتبة كبيرة تضم كتبا تلمودية ودراسية خاصة، والعديد من الغرف والمرافق من ضمنها قاعات المعهد الأساسية والتي تحتوي على أدوات المعبد كاملة وبالمواصفات المنصوص عليها في سفر الخروج، كي تكون جاهزة لوضعها في المعبد فور ‘هدم’ مباني الأقصى وبناء المعبد.ويحتوي المعهد على اللباس الخاص بالحاخام الأكبر المخاط بخيوط الذهب، ويضم كذلك مائدة خبز الوجوه معدة من خشب الصنت والذهب كما ينص التلمود، ومذبح البخور، وجميع الأدوات المتعلقة بالمعبد المزعوم، وخاصة مطهرة المعبد بحجمها الكبيرة وغرفة خاصة بالمذبح بأبعاد كبيرة.يذكر أن المعهد والمتحف تأسسا في عام 1987م، على يد الحاخام اليهوديي ‘يسرائيل آرييل’، وقد أعد هذا المعهد خصيصا للتعليم والتدريب على تأدية كامل الطقوس التعبدية المتعلقة بالمعبد من لباس وصلوات وذبح وتقدمة وغيرها.qarqpt