المصريون ينتظرون من بايدن «المدد»… السلطة تطالبه بأن يكفيها شره والمعارضة تبحث عن طوق نجاة

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: وهي تنتظر «المدد» من واشنطن تبدو بعض قوى المعارضة المصرية في قمة بؤسها، إذ تراهن على بايدن في حلحلة الملفات كلها، داخليا وإقليميا. فيما تصريحات سابقة له تكشف عن أنه لن يكون أرحم بالعرب من أسلافه الذين توافدوا على سكنى البيت الأبيض، ولم يقدموا للحالمين بالتغيير أو الباحثين عن الحق الفلسطيني سوى الوهم. فالساكن الجديد في البيت الأبيض هو من رأى في إسرائيل دولة لو لم تكن موجودة «لاخترعناها».. وعلى الرغم من أن الأيام كشفت عن أن الرهان على الإدارة الأمريكية دائما لا يسفر سوى عن الخذلان، إلا أن فصائل من المعارضة عادت لسيرتها الأولى قبل رحيل حسني مبارك، حينما كان بعض معارضي السلطة يبحثون عن دعم، ولم يستوعبوا بعد كل تلك الأعوام أن الإدارة الأمريكية تجيد التلون كحرباء، فلا تخلص لفريق ضد آخر، ولكنها في الغالب تقيم الجسور مع الجميع، ولا تتبع في النهاية سوى من يمتلك القوة على الأرض.

اللوبي اليهودي لم ينقذ ترامب من السقوط… وفيروس كورونا صوّت ضده

وفي صحف أمس الأربعاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني واصل الكتّاب الاهتمام بالإنتخابات الأمريكية وأفرطوا في محاولات قراءة عقل بايدن وما يعتزم القيام به من خطوات، فيما ذهب بعض أهل الخبرة، إلى أن العديد من العواصم العربية ستكون مجبرة لتقديم تنازلات لواشنطن حتى تتمكن من ترويض النمر الأمريكي، والنجاة من وعيده.
ومن تقارير أمس، اهتمت معظم الصحف على نحو خاص بزيارة الرئيس السيسي لليونان، حيث يجري اليوم في العاصمة أثينا جلسة مباحثات معمقة على مستوى القمة، مع رئيس الوزراء اليوناني، لبحث وتبادل وجهات النظر تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وكذلك مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف. وحول الفيروس القاتل قال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، إن الدولة المصرية على تواصل كامل مع كل المؤسسات والهيئات العالمية، القائمة على إنتاج لقاحات فيروس كورونا، خاصة المؤسسة العالمية المعتمدة «جافي» مشيرا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان قد حضر فيديو كونفرانس، بدعوة من رئيس وزراء بريطانيا، لمناقشة قضية اللقاحات، كما نفت الحكومة ما تردد من أنباء بشأن استيراد شحنة لحوم مصابة بكورونا.
فيما كشفت شركة مترو الأنفاق عن استعدادتها لموجة الأمطار والطقس السيئ، خلال الأيام المقبلة بعدة إجراءات أبرزها، تشكيل غرفة عمليات لمتابعة مسير القطارات وسرعة التعامل مع أي طارئ. ورفع حالة الطوارئ، ونشر فرق الصيانة الفنية على أرصفة المحطات لمواجهة أي طارئ في ظل الأحوال الجوية غير المستقرة. وإصدار تعليمات لقائدي القطارات بتخفيض السرعات، خاصة في المحطات السطحية والعلوية بسب تأثر الرصيف بالأمطار والبرودة، حرصا على إجراءات السلامة والأمان للركاب والقطارات.
ومن أخبار الفنانين: يستعد عدد من الفنانين المصريين لزيارة مدينة الرياض السعودية، خلال الفترة المقبلة، للاطمئنان على صحة المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفية السعودية؛ لتقديم الدعم له بعد تعرضه لعدد من الازمات الصحية الفترة الماضية، وكشفت مصادر لجريدة «الأخبار» أن عددا من الفنانين على رأسهم محمد حماقي وعمرو دياب كانوا قد اتفقوا على حفلات في السعودية الفترة الماضية، لكن أزمة كورونا ثم الحالة الصحية التي مرّ بها آل الشيخ تسببت في التأجيل.

قبلة كي تعيش

من المسلمات التي يؤمن بها محمد الشاذلي في «الأهرام» أن مصر لم ترتب شؤونها الدولية والإقليمية وأيضا الداخلية على مقاس رئيس البيت الأبيض. يقول الكاتب: «لم أشهد ذلك في حياتي، سواء في مصر عبدالناصر، أو في زمن السادات، ولا في عهد حسني مبارك؛ لأن الأمر خطير برمته. ومن المؤكد أن بايدن سيخالف ترامب في كل شيء، ما عدا الانحياز لإسرائيل، إلا أن رغبات السعداء بفوز بايدن بأنه سيضغط على القاهرة، ولن يكون مثل ترامب في صداقته مع مصر، فإن هذا الأمر ليس هناك ما يؤكده. فالرئيس الأمريكي أيا كان، ديمقراطيا أو جمهوريا يعمل على مصلحة بلاده في علاقاتها الخارجية.. كما أن مصر ليس لديها ما تخشاه من بايدن، بالنظر إلى تاريخها الطويل مع رؤساء أمريكا حتى المعادين لمصر، على خلفية صراعات وأزمات المنطقة.. وكما يقولون فإن مياها كثيرة جرت تحت كباري النيل في السنوات العشر السابقة، منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011 وحتى الآن، وعندما يدخل بايدن مكتبه فإنه سيجد خريطة أخرى لمصر، وأوضاع قد تبدلت سياسيا واقتصاديا وعسكريا، داخليا وخارجيا، وسيجد جماعات الإسلام السياسي التي فضلتها الخارجية الأمريكية بعض الوقت في زمن أوباما، في أوضاع جديدة، أقل ما فيها أنها باتت مكشوفة للجماهير، التي عملت على خداعها طويلا.. لبايدن لائحة مرتقبة أكيد، وهي لمن يتنبأون متسربة في تصريحاته وتوجهات أركان إدارته المحتملين خلال الأيام القليلة الماضية».

قفاز حرير لخصومه

ويرى محمد الشاذلي: «أن بايدن سيعامل العالم باحترام، ولكن القفاز الناعم غالبا ما يخفي يدا حديدية، وبالتالي قد يجد ميراث ترامب ثقيلا وعصيا على الزحزحة الكاملة.. وأغلب الظن أن بايدن سيحاول سلوك طريق متوازن، خصوصا في علاقاته مع الجوار، مع المكسيك ودول أمريكا اللاتينية، وأيضا مع دول الاتحاد الأوروبي، كما أنه لا يمكن أن يجاهر بطلبات مثل أن تتحمل أوروبا ميزانية الدفاع عن نفسها، وعلى الأقل قد يسعى إلى ذلك في غرف مغلقة. وفي الواقع الذي عشناه كان ترامب فظا في طرح قراراته، وفي الكشف عن نواياه، لدرجة مؤلمة، وأتذكر ما طلبه من الأمير هاري وزوجته ميغان عندما قررا العيش في أمريكا، من أن يتحملا نفقات حمايتهما؛ لأن أمريكا لن تدفع. أما في موجة التطبيع مع إسرائيل فماذا بوسع بايدن أن يفعل سوى المزيد من التطبيع، ليثبت للدولة العبرية أنه أعز الأصدقاء. واستغرب الكاتب ممن ذهب إلى أن فوز بايدن انتكاسة لإسرائيل، بعد أن وصف نتنياهو الرئيس المنتخب بأنه «صديق عظيم لإسرائيل» وأنه يعرفه من أربعين عاما، وأن ترامب وصل بالعلاقات إلى «ذروات» لا مثيل لها، في إشارة أو طلب من بايدن، إلى أن يسبق ترامب في هذا المضمار. وبالنسبة للفلسطينيين قد يعيد بايدن مساعدات إلى الشعب الفلسطيني، وقد يطرح مبادرات جديدة، تتجاوز صفقة ترامب «صفقة القرن» أو تعيد تفكيكها لتنفذها بالقطعة».

لقاح لأجل ترامب

سلط أكرم القصاص في «اليوم السابع» الضوء على الاستغلال السياسي للقاحات كورونا: «جاء الإعلان عن لقاح فايزر، في الوقت الذي تم الإعلان عن أكثر من عشرة لقاحات في المراحل النهائية للاختبار، ومنها اللقاح الروسي، واللقاح الصيني، والتى بدأ طرحها بشكل واسع واقتربت تجاربها من الانتهاء، وبدأت دول مثل الهند والصين وروسيا ومصر والإمارات العربية تجارب اللقاحات، وما زال لقاح فايزر – بيونتيخ، يواجه تحديات لوجستية، حيث يجب حفظ اللقاح عند درجة حرارة 80 تحت الصفر، وهو ما يمثل مشكلة في نقله وتخزينه، بينما أغلب اللقاحات تحتاج درجات حرارة أقل، ولهذا تسعى الهند لتطوير لقاح يتحمل الحرارة المرتفعة. لكن الإعلان عن قرب طرح اللقاح لم يخل من تسييس، ومثلما كان فيروس كورونا العامل الرئيسى الذي استغله الديمقراطيون للإجهاز على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات، كان كوفيد 19 «كعب أخيل» لترامب، ومكّن منه منافسوه، فقد أعلن ترامب نفسه أن الإعلان عن طرح لقاح فايزر هو أمر سياسي، وليس فقط طبيا. وهاجم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، هيئة الغذاء والدواء «FDA» واتهمها بتعمد إقرار لقاح كورونا بعد الانتخابات، وقال: «لم يريدوا لي الفوز» وقال في تغريدة في موقع «تويتر»: «إن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية والديمقراطيين، لم يريدوا منحي فرصة تحقيق مكسب إنتاج اللقاح قبل الانتخابات، وأعلن عنه بعد 5 أيام منها.. ولو كان جو بايدن الرئيس لم تكونوا لتنتجوا اللقاح قبل 4 سنوات، ولم تكن لتقره هيئة الغذاء والدواء بهذه السرعة».. وختم بقوله: البيروقراطية دمرت حياة الملايين، في إشارة إلى رفض الهيئة إقرار اللقاح بناء على طلبه. وتزامن هجوم ترامب، مع آراء أعلنها علماء وأطباء قللوا من كفاءة اللقاح، وأشاروا إلى أن إثبات الفاعلية يحتاج لشهور من التجارب».

لهؤلاء وهؤلاء.. لا تفرحوا

للحزانى برحيل ترامب، وللسعداء بمجيء بايدن، ذكّرهم عماد فؤاد في «الوطن» بموقف الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما من ثورة 30 يونيو/حزيران، حينما أصدر أوباما بيانا حول الأوضاع في مصر، أكد فيه أهمية نقل السلطة للمدنيين، وبعد يومين فقط وفي 5 يوليو/تموز 2013 أصدرت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس بيانا أكدت من خلاله أن الإخوان المسلمين فشلوا في فهم الديمقراطية بشكل حقيقي، وخلال الأيام التالية بدأ يتزحزح موقف الإدارة الأمريكية تدريجيا، وظهر قبولها للوضع الجديد في مصر، في 6 يوليو 2013. وفي بيان صادر عن البيت الأبيض حول لقاء الرئيس الأمريكي في مجلس الأمن القومي في السادس من يوليو، أكد البيان أن الولايات المتحدة ترفض الادعاءات بأنها تساند أي حزب، أو شخص أو طرف من أطراف الأزمة في مصر، ولكنها تقف فقط مع الشعب المصري وأهدافه التي يحاول تحقيقها منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وطالب البيان القوى السياسية بالجلوس والتفاوض والبدء في عملية سياسية والابتعاد عن العنف. في 15 يوليو/تموز 2013 وصل ويليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الأمريكي، إلى مصر في أول زيارة لمسؤول أمريكي كبير منذ عزل مرسي، وخلال زيارته أكد على أنه لا يحمل حلولا أمريكية، ولم يأت لنصح أحد، أو ليفرض نموذجا أمريكيا للديمقراطية على مصر، واستبعد أن تسير مصر على درب سوريا نحو حرب أهلية، وكانت هذه الزيارة وتصريحات بيرنز، نقطة تحول في تعامل أطراف العملية السياسية مع الولايات المتحدة، ومثلت لجماعة الإخوان ومؤيدي الرئيس المعزول صدمة في الموقف الأمريكي، الذي كانوا يعولون عليه بشكل كبير، باعتبار الولايات المتحدة هي اللاعب الدولي الوحيد الذي ظل مراهنا على الجماعة حتى النفَس الأخير.

لا تراهنوا عليه

تابع عماد فؤاد رأيه قائلا: «وفي عهد رئيس واحد (أوباما) تغير الموقف الأمريكي تجاه ثورة 30 يونيو/حزيران من النقيض إلى النقيض، ولم تنتظر الإدارة الأمريكية رحيل رئيس ومجيء آخر لتغيير نظرتها لحقيقة الوضع في مصر، وظهرت البراغماتية السياسية كأوضح ما تكون، بعد أن فرض الشعب المصري إرادته بإزاحة الإخوان عن الحكم ،رغم الدعم الأمريكي اللامحدود لها، ومعها استعادت مصر إرادتها السياسية المفتقدة منذ مقولة 99٪ من أوراق اللعبة في أيدي الأمريكان، بالإرادة السياسية دخلت العلاقات المصرية الأمريكية مرحلة جديدة من التعاون والتفاهم والتنسيق في جميع المجالات، واستطاع الرئيس السيسي وضع إطار مؤسسى يتسم بالاستمرارية، وهو ما يطلق عليه الحوار الاستراتيجي، وكذلك وضع قاعدة للمصالح المشتركة تقف عندها الدولتان على قدم المساواة لتحقيق مصالحهما، يجب أن نتذكر دائما أن الرئيس الأمريكي، أي رئيس، سواء كان من الصقور أو الحمائم، ملتزم أساسا بما يجده على مكتبه من سياسات استراتيجية موضوعة سلفا بواسطة البنتاغون وجهاز الاستخبارات، ويمكنه فقط في بعض القضايا الاختيار بين عدة بدائل، لا يمكنه اختيار غيرها، والمؤكد أن الأجهزة السيادية الأمريكية على إدراك تام بأن ما كان مع مصر، لا يمكن أن يكون الآن، وسلامي لكل المحللاتية المتشعبطين في المقارنة بين ترامب وبايدن».

لوبي ماكر

رأى عبد المحسن سلامة في «الأهرام»: «أن تراجع ترامب، كشف حقيقة «اللوبي» اليهودي داخل المجتمع الأمريكي، وعدم قدرته على التأثير الضخم في نتائج الانتخابات هناك. «اللوبي» اليهودي ظل طوال الوقت، ومنذ قيام إسرائيل عام 1948، يحاول الإيهام بقدرته على صناعة الرؤساء الأمريكيين، وأنه القادر على حسم الانتخابات لمصلحة هذا المرشح أو ذاك. لم يختلف مرشح عن آخر في مغازلة «اللوبي» اليهودي، سواء بايدن أو ترامب، لكن ترامب ألقى بكل أوراقه على طاولة «اللوبي» اليهودي، وفعل ما لم يفعله رئيس آخر في هذا الإطار. كان ترامب حريصا على تقديم الهدايا المجانية لإسرائيل، خاصة في ما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بها كعاصمة لها، وتقديم مساعدات سخية غير مسبوقة لتل أبيب، وصديقه نتنياهو، في إطار التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل. ترامب كان يفعل كل ذلك من أجل ضمان الفوز بالانتخابات الأمريكية بسهولة، وقد فعل كل ما يمكن فعله قبيل هذه الانتخابات لإنهاء «عُزلة» إسرائيل في المنطقة، وحقق نتائج، في هذا الإطار، كان من المستحيل تحقيقها. رغم كل ذلك، لم ينجح «اللوبي» اليهودي في تغيير نتائج الانتخابات، ليسقط ذلك الوهم، الذي تم ترويجه لفترات طويلة، في قدرة ذلك «اللوبي» على صناعة الرؤساء في أمريكا، وحسم الانتخابات لمصلحة مرشح على حساب آخر، وهو ما يستحق دراسته بعمق من جانب الدول العربية، والمراكز البحثية، خلال المرحلة المقبلة».

كورونا ناخبا

رغم أن ترامب سوف يبقى في البيت الأبيض ما يقرب من ثلاثة أشهر مقبلة، إلا أن الإعلام الامريكي يعتبره أقرب إلى البطة العرجاء منه إلى أي شيء آخر، ولكن هذا لا ينفي أنه يبقى إلى 20 يناير/كانون الثاني، كما أكد سليمان جودة في «الوفد» رئيسا كامل الصلاحيات، ويستطيع من هنا إلى ذلك اليوم اتخاذ أي قرار يخوله له الدستور.. وليس القرار الذي اتخذه مساء أمس الأول بإقالة وزير دفاعه مارك إسبر، سوى دليل على هذه الصلاحيات الرئاسية الكاملة! وربما كان الشيء الذي سيبقى يمارسه كما ظل يفعله طول هذه السنة، هو سياسته في التعامل مع فيروس كورونا.. فقد كان طول الوقت يستهين بالفيروس، ولا يتحمس للأخذ بسياسة الإغلاق، رغم أن بلاده هي الأعلى عالميا في عدد الإصابات والوفيات! ولا ينشط كورونا حاليا في مكان حول العالم، قدر نشاطه في أوروبا وأمريكا الشمالية، وتقول تقديرات منظمة الصحة العالمية أن تصاعد الإصابات فيهما متوقع، ما لم يتم التشديد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ورغم أن بايدن دعا إلى اجتماع مع فريق عمله بمجرد الإعلان عن فوزه، للبحث في الطريقة الأفضل لمواجهة خطر الفيروس، إلا أن الرئيس الجديد لن يستطيع فعل شيء قبل 21 يناير/كانون الثاني، عندما تنتقل إليه السلطة من الرئيس ترامب الذي سيكون عليه أن يغادر. وحين أشارت استطلاعات الرأى قبل أيام، إلى أن خمس أولويات حكمت تصويت الناخب اليهودي في الولايات المتحدة، وأن الأولوية الأولى كانت هي كورونا.. لا إسرائيل كما قد يظن بعضنا.. فإن المعنى أن هذا الوباء قد راح يصوت ضد ترامب في صناديق الاقتراع.. فالناخب الأمريكي اليهودي جزء من الكتلة التصويتية الأمريكية، وتصويت يهود أمريكا لصالح بايدن جاء كاشفا عن مزاج عام بين الناخبين الأمريكيين، فهل تحول كورونا في أثناء الانتخابات من ڤيروس إلى ناخب».

شتاء الرئيس

يولي الرئيس السيسي، اهتماما بالغا بالأسر الأولى بالرعاية، وأطلق في سبيل ذلك، كما أوضح المستشار بهاء أبو شقة في «الوفد» العديد من المبادرات وبرامج التمكين الاقتصادي، التي تضمن توفير حياة كريمة لهذه الأسر، وكذلك الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم. ويأتى الإعلان عن انطلاق المرحلة الثانية، من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» ليؤكد عزم القيادة السياسية على الاستمرار في تنفيذ ما بدأته، وذلك بزيادة حجم برامج الدعم المقدمة لتشمل أكبر عدد ممكن من المواطنين، من خلال مختلف برامج الحماية الاجتماعية للشرائح المستهدفة. ومراعاة لحلول فصل الشتاء وجه الرئيس السيسي، بتخصيص مليار جنيه من صندوق «تحيا مصر» لتنظيم أكبر قافلة إنسانية تتضمن مواد غذائية وملابس وتجهيزات لصالح مليون مواطن، بالإضافة إلى مساعدة 2000 فتاة من اليتيمات، والأكثر احتياجا لتجهيز مستلزمات الزواج لهن، وتنظيم القوافل الطبية في المحافظات، كما وجه الرئيس بدعم 50 ألف صياد، وإمدادهم بالمستلزمات والمعدات الضرورية لمهنتهم، وتزويد جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية، بمعامل المهارات الخاصة في كليات الطب، التي سيستفيد منها 3000 آلاف طالب، وتوزيع أجهزة ومعدات «النول» المصري على 3000 أسرة في المحافظات، لدعم حرفة النسيج اليدوي. وأكد أبوشقة، على أن الجهود المبذولة للارتقاء بمعيشة المواطنين، خاصة من محدودي الدخل تعكس مدى حرص الدولة على توفير حياة كريمة للمواطن المصري، لكونه البطل الحقيقي في عملية التنمية، ولعلنا جميعا نتذكر ما أكده الرئيس في وقت سابق حينما قال: « تأملت العام الماضي باحثا عن البطل الحقيقي لأمتنا، فوجدت أن المواطن المصري هو البطل الحقيقي.. فهو الذي خاض معركتي البقاء والبناء ببسالة وقدم التضحيات متجردا وتحمل كُلفة الإصلاحات الاقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

قتله لسانه

من أبرز الخاسرين في الانتخابات البرلمانية رئيس نادي الزمالك المستشار مرتضى منصور، الذي حل سادسا في دائرة ميت غمر بحوالى 21200 صوت، كما أكد عماد الدين حسين في «الشروق» على أن منصور حصل على أعلى الاصوات في الانتخابات الماضية،على مستوى الجمهورية بأكثر من 80 ألف صوت. وبالتالي فالسؤال: لماذا هذا التراجع الكبير؟ هل بسبب معاركه وصداماته المتعددة مع كثيرين؟ أم أن هناك رغبة شعبية عارمة في التغيير؟ ومن تابع وسائل التواصل الاجتماعي ليلة الانتخابات لأدرك فورا أن كثيرين كانوا يسألون سؤالا واحدا: ما هو موقف مرتضى منصور، خصوصا أن أنباء تأخره بدأت من الصندوق الأول. وكان لافتا للنظر أيضا ارتفاع حجم المشاركة في هذه الدائرة إلى 38٪ مقارنة بمتوسط مشاركة بلغ 28.6٪ في كل المرحلة الأولى. من بين أبرز الخارجين أيضا، كما أشار الكاتب، اللواءان حمدي بخيت وتامر الشهاوي. وهو ما يعني أن اعتقاد البعض بوجود حماية وحصانة دائمة للبعض ليس صحيحا. خرج أيضا هشام عبدالواحد رئيس لجنة النقل والمواصلات، ونضال السعيد رئيس لجنة الاتصالات، وعبدالحميد كمال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، ومحمد أسامة أبوالمجد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، وعبدالحميد الشيخ وسمير الخولي ومدحت الشريف وطلعت خليل وخالد شعبان وجلال عوارة، وخالد شعبان وعبدالمنعم العليمي وإسماعيل نصرالدين، ومحمد أبوحامد صاحب أشهر اعتراف بالهزيمة، حيث قال: «اللهم أجرني من مصيبتي، وإنا لله وإنا إليه راجعون» مقدما التهنئة لمن نال ثقة الناس، أي الدكتور أشرف حاتم في عابدين وقصر النيل.

7 أسباب وراء سقوطه

وفي «المصري اليوم» حدد حمدي دبش 7 أسباب أدت لنهاية أسطورة مرتضى منصور هي بالترتيب كالتالي: 1- الصراعات المستمرة مع نجوم ورموز نادي الزمالك، وشطب عضوية بعضهم أمثال حازم إمام وممدوح عباس وهاني العتال وأحمد سليمان. 2- هجومه المستمر على محمود الخطيب رئيس نادي الأهلي ومجلس إدارته واتهاماته المستمرة لجمهور نادي الأهلي. 3- نشر فيديو يتضمن سبا للشعب المصري وقسمه بالطلاق إن «في مصر مفيش راجل» .4 – الفيديوهات المتبادلة والبلاغات للنائب العام بينه وبين محمد عثمان، المستشار القانوني السابق للنادي لسبه وقذفه لكونه المستشار القانوني للنادي الأحمر، وخدش سمعة والطعن في عرضه، بدون دليل. 5- هجوم بعض أهالي ميت غمر وتداول فيديو لبعض الأهالي يحرقون لافتاته، كما تداول فيديوهات أخرى تهاجم بعض السيدات مرتضي منصور. 6- استغلال مرتضي الحصانة البرلمانية، واستخدامها سيفا ودرعا لمواجهة كل من يختلف معه .7- تصدر عدة هاشتاغات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال يومي الانتخابات تدعو إلى إسقاط مرتضى في الانتخابات ودعم منافسيه في الدائرة.

بسبب مصاريف الولادة!

من صفحات الحوادث سجلت غادة عبد الحافظ في «المصري اليوم» وقائع جريمة قتل لطفلة، حيث شيع الآلاف من أهالي قرية «الرودة» التابعة لمركز المنزلة، جثمان الطفلة جنى محمد صلاح السخري، عقب انتهاء الطب الشرعي من تشريح الجثة، حيث تجمع أهالي القرية وبعض القرى المجاورة في الشارع الرئيسي في القرية ووضع الجنازة في صندوق مفتوح والتفوا حوله وأدوا صلاة الجنازة في الشارع، ثم توجهوا به إلى مقابر القرية لدفنها وسط صراخ وبكاء من نساء القرية، بينما انهارت والدتها وأسرتها أثناء تشييع الجثمان. وردد المشاركون في الجنازة هتافات «لا إله إلا الله» بينما رددت السيدات «في الجنة يا جنى» وسقطت والدتها مغشيا عليها، وتم نقلها إلى المنزل في حالة سيئة. كان ضباط مباحث قد عثروا على جثة طفلة في منزل مهجور، وبالفحص تبين أن الجثة للطفلة جنى محمد صلاح السخري، 3 سنوات، والمبلغ بغيابها في القرية منذ يومين، تبين أن الجثة توجد عليها آثار حروق لتشويه ملامحها لعدم التعرف عليها. وبإخطار النيابة العامة أمرت بنقل الجثة إلى مستشفى المنصورة الدولي، وانتداب الطبيب الشرعي لتشريحها ومعرفة سبب الوفاة، وتكليف المباحث بسرعة ضبط الجناة وتحريات المباحث حول الواقعة. وأكدت تحريات المباحث أن وراء الواقعة محمد. خ. ال، جار أسرة الطفلة الذي استدرجها إلى سطح منزله وخنقها ثم سرق الحلق من أذنيها ثم غطاها بأكياس بلاستيك وأشعل النيران فيها لإخفاء معالمها، وبعد تزايد البحث عنها وضعها في جوال وألقاها في خرابة خلف المنزل بضبط المتهم اعترف بارتكاب الواقعة وبرر فعلته بأن زوجته حامل في الشهر الأخير ولا يملك مصاريف الولادة، وفكر في سرقة حلق الطفلة جنى لتوفير نفقات الولادة. تمكنت المباحث من ضبط الحلق قبل بيعه. وقررت النيابة حبس المتهم والتصريح بدفن الجثة وتسليمها لذويها.

بـ800 جنيه

الكاتب والروائي أسامة غريب روى في «المصري اليوم» تجربته مع أول مرة تناول فيها كبد الأوز: «في المرة الأولى التي صادفت «الفواجرا» في السوبر ماركت في بلاد برة فإنني توقفت أمامها متأملا محاولا سبر أغوارها. أمسكت «البرطمان» وقرأت المكتوب ففهمت أنه يحتوي على معجون كبد أوز. تركت العبوة وانصرفت مندهشا من فكرة أن يكون ثمن كبد الوزة أغلى من ثمن الوزة نفسها. مرت سنوات وعاودت رؤية المنتَج نفسه، لكن هذه المرة كانت تراودني مخاوف من أن ينقضي العمر بدون أن أتذوق هذا الصنف. قرأت السعر المكتوب على «البرطمان» الصغير فوجدته يساوى ثمانمئة جنيه مصري. شجعتنى المخاوف على التضحية بالمبلغ حتى لا أغادر الحياة وفي نفسي شيء من الكبدة المهروسة، لكن هاتفا آخر حذرني من السلوك السفيه الذي لا يليق برجل مثلي. في النهاية خضعت للغواية وخرجت ومعي المطلوب إلى جانب رغيف فينو باجيت من النوع الفاخر لزوم التغميس. في البيت قطعت الرغيف لنصفين وقدّرت أن آكل نصفا منه في إفطار اليوم مع الفواجرا، والنصف الآخر في الغد. فتحت العبوة ونظرت داخلها فوجدت قدرا صغيرا من معجون الكبدة بني اللون محاطا بدهون صفراء تطبق عليه بالكامل.. ما هذا؟ إنني لن آكل هذه الدهون فعندي من الكوليسترول الزائد ما يكفيني. لقد تضاءلت كمية ما يصلح للأكل في العلبة. أحضرت ملعقة وحاولت حشرها في البرطمان لكنها لم تدخل. قمت بإحضار ملعقة أخرى صغيرة دخلت ثم خرجت مملوءة بالفواجرا. نظرت إلى نصف الرغيف ثم إلى الملعقة وأدركت أن هذا المعجون لن يكفى لدهان الخبز. قمت بقطع نصف الرغيف إلى نصفين لكن المهمة لاتزال صعبة. في النهاية اكتفيت بلقمة من الباجيت قمت بدهانها وأخذت أنظر إليها.

الباذنجان يكسب

نبقى مع أسامة غريب في «المصري اليوم» وتجربته مع الإفطار الملكي: «هل هذه اللقمة أُم 800 جنيه لديها القدرة على إسعادي بما يساوي ثمنها؟ ثم ماذا بعد أن ألتهمها..هل هكذا أكون قد أفطرت؟ لا بد إذن من أشياء أخرى إلى جوارها.. لكن ماذا عساي أحضر؟ أن مجرد وضع طبق الفول إلى جوار الفواجرا على المائدة، يجرح جلال الفكرة ويخرّب أرستقراطية اللحظة، فما العمل؟ لا بد لمن ينتوى إدخال الفواجرا إلى بيته أن يحضر معها علبة كافيار على الأقل، تسندها وتساعدها على حشو نصف الرغيف الفينو.. لكن كيف؟ أن الكافيار الحقيقي يشبه الفواجرا في غباوة الأسعار، ونُص الرغيف لكي يمتلئ بكبدة الوز فقط، يحتاج إلى عشرة برطمانات سعرها لن يقل عن ثمانية آلاف جنيه، ومن الضروري أن شخصا رفيع الشأن يفطر فواجرا لن يقبل أن يقدموا له في الغداء لوبيا وأرزا، وأقل ما يجب هو شراء فردتي استاكوزا من الحجم الكبير مع ما تيسر من الروبيان الجامبو. أخذت أراجع بسرعة في ذهني أسماء تجار مخدرات أعرفهم وتساءلت: ترى هل يقبل أحدهم تشغيلي معه مقابل الإفطار والغداء المطلوب فقط، ولا أريد أي فلوس في يدي؟ يبدو أن الفطورة باظت، إذ أن كثرة التفكير تفسد الحياة. ليتني أكلت اللقمة بدون أن أطلق لخيالي العنان. دق جرس الباب وكانت بنت البواب تريد أخذ الزبالة. وجدتني فجأة ومن غير تفكير أسارع بتقديم اللقمة إليها آملا أن أحظى منها بدعوة حلوة، لكن البنت تراجعت وهي تشيح بأنفها قائلة: إيه القرف ده؟ لو عندك ساندويتش بتنجان يبقى كتّر خيرك!

دموع تماسيح

اختصر «فيسبوك» الحواجز والمسافات، ومن خلاله كما أوضح مختار محمود في «صوت الأمة» تتكون الصداقات المحلية وعابرة القارات، وتتوطد العلاقات، حتى لو لم تلتق الوجوه. بعض الصداقات الافتراضية أدوم من الواقعية. الصداقة بمعناها النمطى والكلاسيكي القائمة على إخلاص المودة صارت معنى متحفيا لا أثر ولا وجود له، مثل قيم ومعانٍ نبيلة اختفت قسريا من واقعنا البائس، ولكن يبقى للموت، عند كل ذي بصيرة جلاله وسلطانه. لا يكاد يمر يوم بدون أن يحمل لك «فيسبوك» خبر وفاة أحد أصدقائك الافتراضيين، وحينئذٍ.. يجتاحك الحزن، وإن اختلفت درجته حسب علاقتك بالراحل، هل كانت وطيدة أم محدودة أم بينَ بينَ. قد لا يكون الحزن في حد ذاته على رحيل صديق افتراضي بقدر ما يكون تذكيرا لكل حي بأن الموت مقبل لا مفر منه؛ فأحياء اليوم هم موتى الغد لا محالة، فكل حي وإن طالت سلامته، على آلة حدباء محمولُ. الموتُ باختصارٍ: «أنت هنا.. أنت لم تعُدْ هنا». لا ضيرَ أن يموتَ أحدُنا، طفلا أو شابا أو كهلا، فالشمسُ والقمرُ لا يخسفانِ لموتِ أحد أو حياتِه، الكونُ كلُّه إلى زوالٍ، وليس للموتِ «كتالوج»؛ فأطفال يرحلون، وكبار يُعمرون ويشيخون، وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ، أَفَلَا يَعْقِلُونَ؟! و«أينما تكونوا يُدرككم الموتُ ولو كنتم في بروجٍ مُشيدةٍ». قلبي يذرفُ دما عندما أرى تابوتا يحمل بين جنبيه من كان بيننا حيَّا منذُ ساعات قليلة، المؤلمُ كما أكد الكاتب أننا لا نتدبرُ ولا نعتبرُ، في مواكبِ الجنائزِ والعزاءِ، الواقعية والافتراضية، دموع تُشبهُ دموعَ التماسيح، ونرتدي أقنعة بلاستيكية، ثم يعود كلٌّ منا إلى سيرته الأولى. اليوم مثلا.. فقدتُ صديقا افتراضيا هو النائب السابق حيدر بغدادي، الذي كان مرشحا لانتخابات مجلس النواب الحالية، ومن قبله بأيام قليلة رحلتْ الدكتورة فرخندة حسن صاحبة التاريخ الوطني الحافل الممتد عبر نحو 6 عقود متصلة، ويبقى القوس مفتوحا؛ حتى يرثَ اللهُ الأرض ومَن عليها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية