المصريون يودعون «شهبندر التجار ورجل الصناعة» محمود العربي

 تامر هنداوي
حجم الخط
13

القاهرة -«القدس العربي»: احتشد آلاف المصريين، أمس الجمعة، في جنازة رجل الصناعة والتجارة المصري، محمود العربي، الذي سبق أن أطلق المصريون عليه، لقب “شهبندر التجار” و”رجل الصناعة الوطني”، بسبب مسيرته العصامية.
وتوفي العربي، مساء أمس الأول الخميس عن عمر ناهز 89 عاما بعد صراع مع المرض دام أربعة أشهر.
وشارك في التشييع، أهالي قريته في مركز أشمون في المنوفية، وعاملين في شركاته وعدد من رجال الأعمال والتجار الذين يعتبرون الراحل الأب الروحي لهم.
وأوصى الراحل بأن يتم دفنه في مقابر قريته “أبو رقبة” في محافظة المنوفية في دلتا مصر حيث كان ينتمي لأسرة فقيرة بها، وظل على تواصل دائم مع أهل تلك القرية رغم أنه حقق أموالا طائلة ونافست تجارته وصناعته كبرى الشركات العالمية.
ونعى أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رجل الأعمال الراحل، وأكد أن “الراحل كان محبا لوطنه مسارعا في الخير، عمل بجد ومثابرة، ونفذ عددا من المشروعات الخيرية والتنموية المهمة”.
وأيضاً، نعى محمد معيط، وزير المالية، العربي، مؤكدا أن “مصر فقدت برحيل العربي، أحد رموز الصناعة والتجارة والاقتصاد الوطنيين الذين تركوا بصمة بارزة في السوق المصرية.”
وكتب نقيب الصحافيين المصري الأسبق يحي قلاش: “محمود العربي قيمة مصرية حقيقية تعكس البساطة وحب البسطاء وغنى النفس والذكاء الفطر،. وعبادة الله والعمل وليس عبادة المال. تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم نجله المهندس إبراهيم الصبر والبقاء لله “.
وكان العربي أبرز رجال الأعمال العصاميين، حيث كانت حياته مثالا للكفاح، وجمع ثروته التي تجاوزت مليارا و500 مليون جنيه من مبلغ بسيط، بدأ به حياته وتجارته وكان لا يتجاوز 40 قرشا وهو أقل من نصف جنيه.
السيرة الشخصية والذاتية لرجل الأعمال تضمنها كتاب له بعنوان “سر حياتي” روى فيه أنه ولد عام 1932 في أسرة ريفية فقيرة في قرية أبو رقبة في مركز أشمون في محافظة المنوفية، شمال مصر، وتوفي والده وهو في سن صغيرة، انتقل بعدها إلى القاهرة، ليعمل بائعا في محل صغير لبيع الأدوات المكتبية، ثم بدأ العمل في التجارة في سن صغيرة بالتعاون مع شقيقه الأكبر، وادخر مبلغا بسيطا قدره 40 قرشا وأعطاها لشقيقه ليأتي ببضاعة من القاهرة قبل عيد الفطر، وكانت هذه البضاعة عبارة عن ألعاب نارية وبالونات، وقام العربي ببيعها وحقق منها ربحا قيمته 15 قرشا ثم جمع الربح ورأس المال وتوسع في بضاعته حتى بلغ العاشرة من العمر.
بعد ذلك انتقل العربي للعمل في القاهرة، وعمل في مصنع روائح وعطور عام 1942 لكنه تركه بعد شهر فقط، لعدم قناعته بالعمل لدى آخرين أو العمل الروتيني.
وافتتح محلا للأدوات المكتبية ضم 10 عمال، بجانب عمله في تجارة التجزئة، ثم تجارة الجملة، وظل يتوسع حتى زادت تجارته، ورأس ماله لينتقل بعدها للخطوة الأهم في مسار حياته.
وقرر العربي أن يحصل على توكيل إحدى الشركات اليابانية الكبرى في صناعة الأدوات المنزلية “توشيبا”، وفي عام 1974 سافر لليابان للحصول على التوكيل، وحين أطلع وتفقد مصانعهم هناك طلب منهم إنشاء مصنع في مصر على قطعة أرض يملكها في طريق مصر – الاسكندرية الزراعي، ووافق اليابانيون، وتم إنشاء أول مصنع للشركة في مصر تحت رئاسته.
بعد ذلك، أصبح مصنع العربي مجموعة من الشركات والمصانع وتوسعت في إنتاج جميع الأجهزة المنزلية وتضم بين جنباتها أكثر من 40 ألف عامل ومهندس وإداري يقدمون منتجات يتم تصديرها لأكثر من 60 دولة حول العالم وتحمل شعار “صنع في مصر”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول S.S.Abdullah:

    ومن الواضح الآن في عام 2021، بدأت عملية نقل إنتاج أي منتج، للإنسان والأسرة والشركة المُنتجة للمنتجات الانسانية إلى داخل (السعودية)، بدل أن تكون داخل دول مجلس التعاون في الخليج،

    من أجل الوصول إلى رؤية المملكة 2030، كمعنى من معاني الاكتفاء الذاتي، حتى في مُنتَج الإعلام، في سوق أجواء العولمة، أليس كذلك؟!

    صدق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين قال الحكمة يمانية، هو أول تعليق على عنوان الديبلوماسي اليماني (بين نائب المسيح ونائب الإمام) في مقال نشرته له جريدة القدس العربي، البريطانية، في حكومة الهجرة (محمد جميح) بسبب الحوثي، والأهم هو لماذا، وما دليلي على ذلك؟!

    انقلبت الموازين، فنحن في زمن تلفزيون الكويت (منع) إعادة بعض حلقات (د عبدالله النفيسي)، في برنامج (الصندوق الأسود) على قناة القبس، في موقع يوتيوب،

    https://youtu.be/OQsCSEb1wwM

  2. يقول S.S.Abdullah:

    أهلا وسهلا بعودة اليماني (محمد جميح) إلى أسرة جريدة القدس العربي، في (غربة) بريطانيا، وعنوان (رضيت من الغنيمة بالإياب)، وتفاصيل عن الأسرة الانسانية بدأت من آدم وحواء،

    حيث لاحظت الكثير لا يعلم أن إدارة وحوكمة الدولة في (اليمن)، في عهد الرئيس (علي عبدالله صالح) كانت أول من اعتمدت على دائرة البريد، في أتمتة توزيع راتب موظفي الدولة، من خلال الاستعانة بأتمتة دائرة البريد،

    وأن سويسرا بلد المال والبنوك و(الحياد العلماني)، اقتبست نظام الأتمتة المالي هذا، من (اليمن)، بالذات،

    الآن، ومن زاوية كيف نعمل على أتمتة الصحة والتعليم بعد بداية عاصفة الحزم في 2015، كأسرع وسيلة في نقل الإقتصاد في (اليمن)، الذي تم تدميره، بسبب (غباء/خبث) الثنائي (علي عبدالله صالح، ونائبه، الرئيس الحالي)؟!

    من الإقتصاد الورقي النقدي، إلى أتمتة الإقتصاد وتحويله إلى رقمي، أو إقتصاد (الحياة عن بُعد)، من خلال مشروع سوق صالح (الحلال)، من خلال دائرة البريد، التابعة لوزارة الاتصالات في أي دولة،

    هو المستقبل، يا الدبلوماسي (محمد جميح)، وأعيد عليك، من خلال هذا التعليق في جريدة القدس العربي، كيف نتعاون لتنفيذ ذلك، في (اليمن) أو أفغانستان أو غيرها من دولنا؟!??
    ??????

  3. يقول S.S.Abdullah:

    When Egyptian team, member forget he is a cheater?!

    https://youtu.be/-gOLLdEsXi8

    الغش، بلا حياء أو خجل، في عهد الفرعون (عبدالفتاح السيسي)، كما في روسيا الثنائي (مدفيدف-بوتين) ولا حول ولا قوة إلّا بالله.??
    ??????

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية