المطالبة بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي حل العاجز غير القادر على مواجهة الحقائق

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: تشهد صحف «القاهرة» حرباً من طرف واحد ضد الأصوات المطالبة بالحشد من أجل التظاهر على السلطة القائمة، وهاجمت الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 26 سبتمبر/أيلول، العديد من رموز المعارضة داخل وخارج البلاد، إذ اتهم العديد من الكتاب خصوم السلطة بأنهم أصحاب أجندات خارجية وداخلية، تهدف لنشر الفوضى.

المباحثات بين مصر وإثيوبيا وصلت إلى طريق مسدود والتدويل حلّ نهائي لأزمة سد النهضة

من جانبه وتحت عنوان: «لماذا خلعوا برقع الحياء» تحدث الكاتب مرسي عطاالله في «الأهرام» عن مشاهد الفيديو التي تبثها مواقع وقنوات فضائية بهدف نشر الفتنة والتحريض، على مدار الأسبوع الماضي قائلاً، «لا شك في أن طريقة انتقاء الأخبار، وتزوير التقارير وفبركة الفيديوهات، تؤكد أن هؤلاء أناس فقدوا عقولهم وطار صوابهم.، ولم يعد في أدائهم أي قدر من الحصافة أو الحذر الواجب في التعامل مع الشأن المصري». بدوره قال محمد الدسوقي في «اليوم السابع»: «دعني أسألك قبل أن تنزلق قدماك في مستنقع التحريض الإخواني للتظاهر والغرق في بحر عسل وطحينة المقاول الهارب محمد علي، الذي يدعوك لثورة لو طلبت منه أن يكتب هو تعريفا لها لن يستطيع. لماذا تصدق أن دعواتهم للتظاهر والنزول إلى الشوارع هدفها مصلحة الوطن، وقد سبق وأن خبروك عمليا في سنوات ما بعد 25 يناير/كانون الثاني، أن كل دعوة تظاهر أطلقها الإخوان ومن معهم كان هدفها نشر الفوضى وإرهاب مؤسسات الدولة، حتى تمهد لهم الطريق لتحقيق مكاسبهم ومصالحهم الخاصة، على حسابك وحساب الوطن ذاته، وفوق جثتك وجثة الوطن إذا لزم الأمر». فيما اهتم مكرم محمد أحمد في «الأهرام» بعرض كشف حساب لجهود السيسي في الأمم المتحدة، تحدث الكاتب عن أن الرئيس السيسي كان أنشط الجميع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث عقد العديد من اللقاءات مع عدد من رؤساء الدول والحكومات والمسؤولين الدوليين حول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب، مؤكدا على أن الرأي العام في مصر لن يقبل مرة أخرى أن يكون الإسلام السياسي على رأس السلطة. وبدوره يرى فاروق جويدة في «الأهرام»: أن بين الحب والكراهية خيط رفيع وهذه الظواهر تحدث في كل الأشياء، أن يصبح المطر سيولا تغرق كل شيء، وأن تصبح الحديقة زلزالا أو بركانا تخرج منه النيران، أو ينتفض الإنسان في حالة غضب يكسر فيها كل شيء. فيما اهتم حازم الحديدي في «الأخبار» بدعم اللاعب الدولي محمد صلاح: لمن لا يعرف أحب أن أؤكد أن محمد صلاح ليس ملاكا ولا جمادا، كما أنه ليس شخصية كارتونية، وإنما هو بني آدم من لحم ودم، يضحك ويبكي وبالتالى فهو من حقه أن يثور إذا لم تصوت له بلده في مسابقة الأفضل، من حقه أن يغازل ويرقص اتحاد الكرة ويتظاهر بأنه أعطى ظهره لمنتخب بلاده، لكنني أثق أن صلاح ليس جادا ولن يفعلها لأنه لا يمكن أبدا أن يحرز هدفا في مرمى مصر».

بعبع الفيس

«أحد النواب صرح قائلا بأن مصر لن تتقدم إلا بإغلاق الفيسبوك، والواقع كما تشير كريمة كمال في «المصري اليوم» أن مثل هذا التصريح يثير الكثير من التأمل، ففكرة أن إغلاق أي شيء هو الطريقة المثلى للتخلص من مشاكله، هي فكرة غريبة حقا، فهل نغلق الفيسبوك لأن الفيسبوك له بعض السلبيات؟ إن وجود الإنترنت ووجود مواقع التواصل الاجتماعي هو مظهر من مظاهر هذا العصر، فهل نخرج من العصر، لأن مواقع التواصل الاجتماعي تسبب لنا بعض المشاكل؟ إن فكرة أن تسير وراء مقولة «الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح» هي فكرة غير مقبولة أصلا، وما قاله النائب نوع من المزايدة غير المقبولة، فالدول التي تغلق مواقع التواصل الاجتماعي هي دول شمولية بامتياز، فهل نسير في طريق الدولة الشمولية؟ لقد أوصى ملتقى قادة الإعلام العربي السادس في ختام فعالياته، الذي عقد في القاهرة، بضرورة استخدام وسائل الإعلام المختلفة، بنشر أخبارها على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف التفاعل مع مواقع التواصل الاجتماعي، لحماية تلك المواقع من الوقوع فريسة للأخبار الكاذبة والمضللة، أي أن المتخصصين توصلوا إلى أن المزيد من المعلومات هو الحل الوحيد لمواجهة المعلومات الكاذبة أو المغلوطة.. إن المعلومة تواجه المعلومة والفكرة تواجه الفكرة، وليس أن نغلق مواقع التواصل الاجتماعي من بابها ونستريح. إن الإغلاق هو حل العاجز الذي لا يقدر على المواجهة فيتخلص من المشكلة.. تضيف الكاتبة: لسنا وحدنا الذين لدينا مواقع تواصل اجتماعي العالم كله لديه مواقع تواصل اجتماعي، وبالضرورة تكون هناك معلومات صحيحة وأخبار سليمة وأخرى كاذبة ومضللة، لكن لم يفكر أحد في العالم كله في التخلص من الفيسبوك».

ابنكم أمين وشريف

دفاع مستميت عن الرئيس السيسي تقدم به محمد أمين في «المصري اليوم»: «الزمن الذي هدد فيه الزعيم عبدالناصر، الإمبراطور هيلا سيلاسي، غير هذا الزمان.. والزمن الذي هدد فيه السادات إثيوبيا غير هذا الزمن.. أيضا فعندما أشار مبارك إلى عمر سليمان كان في زمان مختلف جدا.. ما حدث كان في زمن مرسي رحمه الله.. لم يكن رجل دولة؛ ولكنه أستاذ جامعي بلا أي تجربة في الحكم.. ولو حتى مجلس مدينة! هذه هي مصر عندما تتحدث.. فلم يقل الرئيس إنه سيحرك الجيوش.. ولم يلوّح باستخدام جيش مصر، أو حتى يتحدث عن تحديثه. بالتأكيد يعرف العالم ذلك، ويضع الرئيس تحت المجهر، إنه رجل معتدل وشريف.. العالم يعرف ذلك؛ وحين تلجأ مصر إلى المنظمة الأممية؛ فإنها لا تلجأ من ضعف، ولا تريد أن تحارب إثيوبيا، إنما تدافع عن مصالحها؛ لأن النيل قضية حياة أو موت! لقد استفادت مصر من هذه الزيارة مئة في المئة.. أكدت مكانتها الدولية، وطرحت قضيتها، وحصلت على شهادة من ترامب بعلم الوصول. لقد عبّر ترامب عن الجماعة بأنها الفوضى.. وحذر أن تعود مصر إلى الفوضى.. ولم أكن مع الذين دعوا الرئيس إلى البقاء في مصر؛ كي يمثلها وزير الخارجية.. الرحلة كانت لها أهداف كبرى.. ولذلك أقول أن سفرية نيويورك جابت حق بنزين الطائرة وزيادة هذه المرة.. زيارة لها عائد كبير! يضيف الكاتب: أتذكر الآن ذلك «الكلام العبيط».. لماذا تسلح مصر جيشها بالمليارات؛ هل سنحارب؟ لم يرد الرئيس، لكنه كان يعرف المطلوب… كان يعرف أن الهجمة كبيرة، كان يدافع عن كبرياء مصر، وحين اعتدت إثيوبيا على حقنا في النيل لم يلجأ للتحكيم من ضعف أبدا».

المياه مسألة حياة ووجود

ومن بين داعمي الرئيس بقوة خالد كيري في «الأخبار»: «السيسي تحدث بلسان مصري عربي افريقي مبين.. فوصلت الرسالة. إثيوبيا تبحث عن التنمية مع سد النهضة، لكن المياه قضية حياة ووجود لشعب مصر. افريقيا أرض الفرص.. يد العرب ممدودة بالسلام.. والسودان يستحق بداية جديدة، لماذا حرص قادة 20 دولة و3 منظمات عالمية و4 منظمات أمريكية على لقاء الرئيس؟ لم يكن غريبا أن ينصت العالم لزعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو يلقي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن يصفق القادة والحضور لرئيس مصر وهو يتحدث بلسان مصري عربي افريقي. كلمة الرئيس كانت شاملة جامعة والرسائل كانت واضحة وبعلم الوصول للجميع، أولاها ما يتعلق بسد النهضة الذي يشغل بال كل المصريين، فإذا كان السد بالنسبة لإثيوبيا يمثل خطوة على طريق التنمية؛ فإن المياه بالنسبة للشعب المصري قضية حياة ووجود. الرئيس كان واضحا وهو يؤكد أن مصر تفهمت المشروع الإثيوبي لبناء السد، حتى بدون إجراء الدراسات الواجبة حول تأثيراته، ومنذ إعلان المبادئ للدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في مارس/آذار 2015 دارت مفاوضات على مدار 4 سنوات لكنها تعثرت ولم تراوح مكانها، وهو ما ستكون له انعكاسات سلبية على الاستقرار والتنمية في المنطقة، فقضية المياه بالنسبة لمصر قضية حياة ووجود، وطالب الرئيس المجتمع الدولي بالقيام بدوره لتقريب وجهات النظر وضمان تحلي الأطراف المختلفة بالمرونة للتوصل لاتفاق يرضي الجميع».

سيفشلون

ما زال ياسر رزق متشبثا بالتفاؤل كما يطلعنا في «الأخبار»: «المؤامرات لا تدبر إلا ضد الأقوياء الذين يقفون على أعتاب النصر أو الفوز، فالضعيف آمن من المكائد، والعاجز آمن من الغيرة، وهل هناك من يحسد فاشلا أو يحقد عليه؟ لست متفاجئا إذن بأن تتعرض مصر لحرب ساخنة كانت أو باردة أو سيبرانية، توقعت منذ بات السيسي رئيسا لمصر، أن يتعرض لشتى أنواع الاستهداف، الأخطر في مشروع السيسي دوليا وإقليميا، أنه ينقل مصر إلى منطقة أخرى غير تلك التي اختيرت لها لتترنح فيها، فلا هي تقف ولا هي تقع وتسقط. فمصر التي اعتبرها نابليون أهم بلاد الدنيا، تعود من جديد، وتخلع رداء رجل الشرق الأوسط المريض وتتحول إلى قوة إقليمية اقتصادية وعسكرية وثقافية عظمى. الأحداث كشفت الآن عن أن السيسي هو صوت صارخ في البرّية، يدعو الناس إلى الوعي والاحتشاد، والتنبه إلى الحروب المستحدثة، عله يوقظ الغافلين ويهدى الحائرين. فإذا نجا السيسي من الاغتيال الشخصي عبر محاولات عديدة متتالية، كان لابد لهم ألا يكمل السيسي رئاسته الأولى، رغم أن الشعب أعلنها واضحة في الاستفتاء على تعديلات الدستور منذ شهور، أنه يريد إعطاء الفرصة للسيسي للبقاء في سدة الحكم حتى 2030، إذا رغب هو، وإذا أرادت الجماهير. المسألة ليست فقط مجرد شخص الرئيس ومشروعه الوطني، وإنما تتعدى استهداف الشخص والرمز إلى عمود الخيمة الوطنية وهو القوات المسلحة، بل تتعدى ضرب المشروع الوطني، إلى تقويض دعائم الدولة وتهديد بقائها.

دعوه يحلم

ويمضي ياسر رزق في «الأخبار» في طرح رؤيته: «أرى هدف هؤلاء من الإساءة للقوات المسلحة ورجالها ومشروعاتها، هو نشر الشعور بالخذلان في نفوس المقاتلين في جبهة الحرب ضد الإرهاب، غير أن رهانهم سوف يخيب، مثلما خابت على الدوام مساعيهم للوقيعة بين الشعب والجيش، ورهاناتهم على بذر الفتن في صفوف القوات المسلحة. إنني مقتنع أكثر من أي وقت مضى أن هذا هو أوان احتضان كل الخيول الشاردة، حتى الجامح منها، من جياد ثورة 30 يونيو/حزيران العظيمة.. مقتنع أكثر من ذي قبل بأن هذا هو وقت إعلاء سقف حرية الرأي والتعبير والصحافة للكتلة الوطنية لتتفتح مئة زهرة من زهور الفكر والتنوير. مثلما أنا على يقين بأنه حان وقت قطاف رؤوس الجماعة التي أطلت من جحورها في مواقع شتى تنفيذية وعامة، توهما بأن الثورة قايمة والكفاح دوار. على يقين بأن هذا هو أوان الاختيار للأفراد والمجموعات والأحزاب والقوى السياسية، فإما الكتلة الوطنية أو جماعة الإخوان، فلا مكان لمن يضع قدما هنا وأخرى هناك».

تشكيل الرأي العام الوطني

عبد العزيز النحاس في مقاله في «الوفد» الذي جاء بعنوان «السبيل إلى تشكيل الرأي العام الوطني» يقول: «الأزمة الأخيرة جاءت كاشفة عن حاجة ملحة إلى ضرورة مراجعات حقيقية لمنظومة الإعلام المصري بكل فروعه وتخصصاته، من صحافة وإذاعة وتلفزيون وسوشيال ميديا، لإزالة الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع المتردي، وما ناله من سيولة وهشاشة وسطحية، جعلته عاجزا داخليا في مواجهة فوضى الشائعات، داخل المجتمع المصري، من خلال حوارات بناءة قائمة على الحقائق والمصداقية والشفافية والاعتراف ببعض الأخطاء، إن وجدت، وطرح الرؤى لمعالجتها، وليس عن طريق النفي ثم النفي بالردح والأصوات الصاخبة، التي لم تعد تلقى اهتماما أو آذانا صاغية. إعلام قادر على التأثير في الداخل وتشكيل رأي عام موحد ينحاز إلى الدولة الوطنية المصرية، في مواجهة حروب الجيل الرابع والخامس، بحيث يصبح إعلاما ضاغطا في مواجهة الخارج، بل وإعلاما مؤثرا في المنطقة الإقليمية لخدمة القضايا الوطنية وقضايا الأمن القومي المصري والعربي. وإعادة إحداث التوازن الاستراتيجي مرة أخرى للإعلام المصري. عملية إحياء الإعلام المصري تحتاج إلى مراجعة ومصارحة… باختصار لن يعود الإعلام المصري إلى قوته وريادته، إلا بمراجعة أسباب انهياره وأيضا بالقناعة بأهمية دوره ومنحه حرية الحركة.. وبالمناسبة هي حرية في صالح النظام والمواطن معا، خاصة إذا كان النظام نفسه هو أول من يحارب الفساد، ويبحث عن كل بؤره لضربها، هنا يأتي دور الإعلام للكشف عن بعض البؤر أو الأخطاء، ويكون أداة مساعدة للنظام والحكومة لمحاسبة الفاسدين والفاشلين في مواقعهم، كما أنه وسيلة اتصال مباشر بين المواطن والمسؤول في ضرب البيروقراطية والروتين في كثير من الجهات الحكومية.. والأهم من كل هذا أن يعود إلى سابق عهده كأحد أهم أدوات قوة مصر الناعمة، التي كان لها تأثير بالغ على تشكيل الرأي العام المصري والعربي في مواجهة كل أشكال الغزو الخارجي».

النيل يستغيث

هل يأتي التدويل بحل نهائي لأزمة سد النهضة؟ يجيب مجدي سرحان في «الوفد»: «لا يخفى على متابع حصيف أن هناك مخططا خارجيا متعدد الأطراف.. يهدف إلى محاصرة مصر ودول افريقيا العربية وعزلها عن محيطها القاري وشغلها بأزمات إقليمية.. وأيضا بهدف «وضع قدم» لهذه الأطراف في منطقة الصراع الأكثر سخونة في العالم الآن، والأكثر تنافسا بين القوى الإقليمية الكبرى.. وهي منطقة حوض البحر الأحمر.. وتحديدا منطقة مضيق باب المندب، التي تمثل مفتاح المرور بين الشرق والغرب، كما أن هناك هدفا أكبر هو منطقة القرن الافريقي بأكملها، حيث تمتد أذرع العبث من الصومال إلى جيبوتي وإريتريا.. ووصولا إلى الدول المحيطة بها.. السودان وإثيوبيا على وجه التحديد. ويضيف الكاتب إلى ذلك أطماع تركيا في غاز وبترول شرق البحر المتوسط، الذي تمكنت مصر من السيطرة عليه وحقق لها موقعا عالميا مميزا على خريطة هذه الصناعة الاستراتيجية المهمة. ويرى الكاتب أن ضرب استقرار وأمن مصر بشكل خاص ودول شمال افريقيا العربية بشكل عام، سواء عن طريق العبث بأمنها المائي وعلاقاتها السياسية، أو بتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية واستخدامها في إثارة الفوضى والاقتتال والانقسام في هذه الدول، هو الهدف الأكبر الذي يخطط له اعداء مصر في الداخل والخارج. يضيف سرحان : من أجل ذلك قال رئيس مصر إن قضية سد النهضة هي قضية حياة ووجود.. ومن أجل ذلك ستبدأ مصر مسيرة «تدويل الأزمة».. ليس فقط بطلب وساطة المجتمع الدولي، بل أيضا باتخاذ إجراءات رسمية وقانونية حاسمة وصلت المباحثات بين القاهرة وأديس أبابا إلى طريق مسدود.. وقد تكون بداية هذه الإجراءات هى إقامة دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية للحفاظ على حقوقها المائية.

الأزمة المتجددة

أزمة فواتير الكهرباء وصلت للمساجد، كما يطلعنا عمر طاهر في «المصري اليوم» يقول: «في هيئة الكتاب، طلب الموظف ثلاث نسخ من الرقم القومي ليمنحنى خصم الصحافيين، الخصم مُغْرٍ، ويستحق عبور الشارع للكشك الصغير، الذي يقف صاحبه خلف ماكينة تصوير المستندات، كانت هناك امرأة خمسينية تشكو له من الخناقة، التي خاضتها في مقام «ستنا السيدة» زينب لأنهم أوقفوا تشغيل المراوح، توفيرا لنفقات الكهرباء، صرخت فيهم: «هنِعْيا حرام عليكم شغّلوها علشان النفَس»، قال صاحب الكشك إن الإمام طلب منهم عقب صلاة الجمعة الماضية التبرع لسداد فواتير كهرباء الجامع، سألته «واتبرعت؟»، فقال لها: «فيه ناس دفعت»، ذكَّرني الحوار بـ«قريبة» تذهب بابنها إلى تمرين سباحة في أحد النوادي الكبيرة، حيث اشتكت من أنهم يطفئون معظم أنوار المكان ليلا تقليلا للنفقات، بشكل يجعل ظلامه الشاسع مخيفا، وأن النادي خلاص ما ينفعش يتراح بالليل. تذكرت الفخر الرسمي المتكرر بحل أزمة الكهرباء نهائيا، واعتبار الأمر إنجازا عظيما يُلِحّ الإعلام عليه في كل فاصل، وحاولت أن أُدقِّق في الإنجاز، فالكهرباء لا تنقطع بالفعل، لكن ما المقابل؟، المقابل يتحمل الناس معظمه، وهو إنجازهم، ولا تتحمل منه الحكومة شيئا سوى «مقاولة التنفيذ» ودعم يتقلص بعنف وبسرعة، إنجاز نظريا مفيد، وعلى أرض الواقع مؤذٍ، من ناحية فواتير تُضْلِع الجميع، من أصحاب الشقق لأئمة المساجد لأصحاب النوادي، كتلة عظيمة من الدخل ينخلع معها القلب، ومن ناحية أخرى لجأ كثيرون إلى تقليل الإضاءة تقليلا للفواتير، فسَرَت في الأجواء كآبة ما، يمكنك أن تلمحها في البيوت، التي تطل من بعض نوافذها ليلا إضاءة بيضاء مُوفِّرة باهتة ومُقْبِضة، إنجاز تلتهمنا آثاره الجانبية، أقلها أن الناس أصبحت تطارد «الظلمة» بمحض إرادتها بحثا عن هدنة من الالتزامات، الحكومة لديها مهارة عالية في أنها «تتقل إيدها على الناس»، والنوايا حسنة لا نُشكِّك فيها، لكن ما ينتج عنها من أذى يتم دفنه تحت السجادة، ونظرية «إحنا بنبني لمستقبل أولادنا» مردود عليها بـ«طيب وإحنا أولادنا أصلا هنوصّلهم إزاي لحد المستقبل ده؟»، مستقبلهم يبدأ الآن من حاضر أهاليهم، وكيف أصنع مستقبلا لأطفال يتشكلون في ظروف صعبة، ويرون بأعينهم أثر الأزمة وأخلاقياتها التي استقرت في حياتنا اليومية وقلق الأهل والحرمان، و جلسات الأب والأم للمفاضلة بين الالتزامات لاختيار ما سيتم دفعه، وما سيتم تأجيله، بخلاف ما سيفهمونه بالوقت عن الحريات والإعلام والمزايدات وكل الجنون الذي نعيشه، ظروف نمر بها جميعا لا تُعين الأهل على أفضل تنشئة يحلمون بها، و«ماحدش هيشيل هم أولادنا أكتر مننا»، والسعي إلى المستقبل بدون دراسة الآثار الجانبية المُهْلِكة لكل ما يحدث، سيجعلك في النهاية تصل إلى مستقبل يبرق، لكن بشخصيات باهتة. عمل حساب الناس هو أكثر شيء يجعل العالم يحكي ويتحاكى عنّا، والكتب التي اشتريتها كان على رأسها مذكرات الفنان العظيم سيد مكاوي، وهو القائل: «قبل ما ترميني في بحورك.. مش كنت تعلِّمني العوم؟!».

تعدد الأديان

«لا شك في أن العالم يواجه أزمات حقيقية ارتبطت بتعدد الأديان، وبصورة متواترة متزايدة في منطقة الشرق الأوسط الكبير، الذي يحتوي كما يقول صفوت البياضي في «الدستور»، على تعدد ديني أغلبه ديانات يهودية ومسيحية وإسلامية، نذكر هذا الترتيب تاريخيا، وبدلا من التعايش السلمي والتركيز على القيم المشتركة بين الديانات، ليست الإبراهيمية وحدها، بل والعالمية أيضا، اتخذ البعض، بل الغالبية، منطلقا للاختلاف والجدال، الذي يصل إلى حد الصراع، بل للأسف الشديد، العداء أحيانا. لقد تغير معلم الصراع عالميا بعد أن كان صراعا بين الرأسمالية والشيوعية، ليحل محله صراع من نوع آخر أكثر شدة يقوم على الاختلاف العقدي أو الديني، لينتقل به من الصراع الإقليمي، مثل الصراع بين أمريكا والاتحاد السوفييتي، حيث حل مكانه صراع ديني في مجتمع يسوده الطابع الديني، وتتمركز ثقافته حول اليهودية والمسيحية والإسلام، وبنظرة تعدادية يأتي الترتيب، إسلاميا مسيحيا ويهوديا، أي تصارع بين ذوي الديانات الإبراهيمية التي تمركزت نشأتها في شرقنا الأوسطى، ومنه إلى الاتجاه العالمي. وزادت الأمر إشكالا، حركة النهضة الدينية، أو الميل الروحي بصورة أكثر قوة وأشد تأثيرا بعد نهضة دينية ظهرت بداياتها في الاتحاد السوفييتي، بعودة النهضة الأرثوذكسية بعد زمن طويل من الحراك اللاديني أو الشيوعي، في روسيا والدول التي كانت تابعة لها، أو واقعة في نطاقها السياسي، وكان مقابل هذا الحراك حراك ديني مسيحي وإسلامي ساد منطقة الشرق الأوسط الكبير، ما ترتب عليه تشكيل إطار سياسي ديني بين العرب وإسرائيل، ليس على أساس عقدي – ديني، بل على أساس الدفاع عن الأرض في مواجهة غزو يناهضه ويحاربه دفاعا عن الأرض والعرض، وفي الواقع المُعيش ليس فقط في بقعة من الأرض، بل تنامى الصراع ليشمل كل الأرض، حيث يعيش عالمنا بِما فيه شرقنا الأوسطي أزمة التدهور القيمي والإنساني. وفي مواجهة ذلك دعوة واضحة المعالم بضرورة العودة إلى التربية الأخلاقية، استنادا إلى الفكر الديني الذي يبدأ من البيت، ثم المدرسة، فدُور العبادة. كان من الضروري في مجتمع متعدد الأديان مواجهة مخاطر الخلط بين الديني والسياسي، وذلك بتأسيس ثقافة الاتفاق حول القيم المشتركة مع التركيز على قيمة التسامح والقيم الإنسانية المشتركة، مع ثقافة قبول الآخر، والتركيز على قيم المواطنة وقيمة الإنسانية، واحترام المواطنة المشتركة.
ورجوعا إلى تاريخ ليس ببعيد، اقترح الدكتور محمد محمود رضوان، وكيل وزارة التعليم فس مصر، فس مقال له في جريدة «الأهرام» عام 1976، تخصيص كتاب واحد مشترك لطلاب الثانوية العامة، يحتوي على القيم المشتركة بين الديانتين المسيحية والإسلامية، يشتمل على القيم والتعاليم الأخلاقية والسلوكية، كما اقترح الدكتور وليم قلادة تعديل ذلك بأن تتضمن كتب الدين فصلا أوليا موحدا يقدم للتلاميذ القيم الدينية العامة التي تحفظ للإنسان كرامته، وتبرز رسالة الدين ومساهمة المسيحية والإسلام على مدى تاريخ مصر في كفاحها، وأثرها عبر التاريخ في تكوين الإنسان.
جاء هذا البيان منشورا في جريدة «الأهرام» في الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني عام 1994. والسؤال الذي يلوح لنا هنا هو: لقد مرّ على هذا الفكر نحو ربع قرن من الزمان، فأين إذن دور التربية؟ وأين آثارها في قضية محورية لا غنى ولا انفصال عنها؟ إنها قضية التربية ودورها في صناعة ثقيلة، لكنها لا تهرم ولا تشيخ، بل على النقيض هي تبحث عن دورها في صناعة لا غنى عنها ولا هدنة تتوقف معها الأنفاس، إنها قضية محورية من أجل صناعة السلام من باب التربية والثقافة والإعلام».

فقر يؤدي لشيخوخة

اهتم الدكتور رضا محمد في موقع «الشبكة العربية» بتأثير الفقر على الشيخوخة: «كثيرا ما نسمع من حكومتنا أن نصبر على الغلاء وتدني الدخول حتى مدة معينة، ثم ما تلبث أن تنقضي تلك المدة ولا يزال غالبية الناس منهم أكثر من 30٪ تحت خط الفقر يعانون صعوبات المعيشة، بالأخص في ظل الغلاء غير المسبوق في الأسعار، ويا ليت الأمر يقتصر على مسؤولي الحكومة في وعودهم للناس بأن المقبل أحسن، وأن الكثير من العمالة من بعض البلدان المصدرة لها سوف تسعى للعمل في بلدنا، نظرا للرخاء الذي ينتظرنا – وأتمنى بالطبع من أعماق قلبي أن يصدقوا-لكن اللافت للنظر أن الكثير من أساتذة التملق والتطبيل والأونطة يسوقون للمواطنين كلاما من خلال بعض وسائل الإعلام، من قبيل أن المواطن يستطيع العيش فقط بخمسة جنيهات في اليوم، فضلا عما يصدعنا به يوميا مذيعو التوك شو وبرامج الفضائيات الأخرى، بكلام قريب من الهراء والهذيان المنمق تزامنا مع الزيادة التي تقررها الحكومة في الأسعار. واهتم الكاتب بدراسة حديثة أجراها باحثون من قسم الصحة العامة في جامعة كوبنهاغن في الدنمارك، ونشرت نتائجها في المجلة الأوروبية للشيخوخة أوضحت نتائج الدراسة، أن متوسطي العمر من البالغين تتراوح أعمارهم في المتوسط 22 عاما ويعانون صعوبات اقتصادية، وأيضا في دخولهم المادية وفي معيشتهم بالعموم مدة أربع سنوات متتالية، تتسارع عندهم أعراض الشيخوخة والتقدم في العمر، مقارنة بالأشخاص الأغنياء أصحاب الدخول العالية، ومستوى في المعيشة معقول. قام فريق البحث بقياس دلائل ومؤشرات يعكس ارتفاع معدلاتها وربطها بتسارع والتعجيل بالشيخوخة في الأشخاص الذين خضعوا للقياس، تلك العلامات التي قيست في عينات الدم وتشير لحدوث التهابات ومن ثم خلل أوعلل مرضية في الجسم».

خيرها عليك يا محمد

شن المستشار مرتضى منصور هجوما على اللاعب محمد صلاح كما نقلت عنه «الوطن»: «قال رئيس الزمالك في تصريحات تلفزيونية: «أنا زعلان من حاجتين، الأولى هو حجب الصوت المصري عن الجائزة، والتانية أن صلاح شال اسم بلدي من حسابه». وأضاف في حديثه عن أزمة محمد صلاح: «ما فعلته يا صلاح خطأ لا يغتفر، دي مصر يا محمد ومالهاش علاقة بمشكلة حصلت مع اتحاد الكرة أو الاتحاد الدولي». وتابع انتقاده لصلاح: «انت مش بتجبي علينا يا صلاح إنك بتلعب في منتخب بلدنا، وأسلوب الابتزاز ده ما ينفعش يطلع منك». وواصل: «مصر خيرها عليك وفضل شعبها عليك، مصر هي اللي عملتك وهي اللي سفرتك برة وسبب نجوميتك وشهرتك مش حد تاني». وأردف: «الناس اللي بتدعمك وتشجعك بتعمل كدة عشان مصر ومنتخب مصر، مش عشان ليفربول أو حد تاني، ولازم تبقى عارف كدة». واختتم حديثه عن صلاح قائلا: «من حقك تزعل يا صلاح وكلنا زعلانين معاك، لكن دة مالوش علاقة بمصر اللي فضلها عليك».

قلوبنا معكم

«حاجز قلنديا من الحواجز الخطرة التي يتحدث عنها سكان المنطقة، ويشبهونه كما تؤكد جيهان فوزي في «الوطن» بحاجز الموت، يتعرض الكثيرون ممن يضطرون لاجتيازه للخطر المحقق، فالمرور من خلاله مخاطرة غير محسوبة، متروكة للحظ والقدر، ومع الوقت أصبحت الحواجز الإسرائيلية الكثيفة الموجودة في الضفة الغربية مصدرا للقتل والاعتقال والضرب والإهانة، وانقلبت حياة البشر والحجر والشجر إلى جحيم لا يُحتمل، من جدران عازل عنصري إلى حواجز تكاد تلامس كل حي، ومدخل مدينة وقرية، وتقييد للحركة والتنقل حتى بين الشوارع والأحياء المحيطة، بما يشل ملامح الحياة ويعطل الناس عن إنجاز أمورهم اليومية، حيث يعاني الفلسطينيون، كما تشير الكاتبة، على الحواجز العسكرية من الانتظار الطويل والتفتيش المذل، فلا يتورّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إجبار أيّ منهم على خلع ملابسه، أو إرغامه على السير على الأقدام لاجتياز مسافات طويلة، إضافة إلى استباحة قوات الاحتلال الدم الفلسطيني، من خلال إطلاق النار المتعمد بحجج واهية، للمضي قدما في الاستهداف الممنهج للفلسطينيين وتهديد حياتهم. إسرائيل تنظر إلى كل مواطن فلسطيني على أنه «خطر أمني» يهدد دولتها العنصرية، ولا يسمح لهم بالعبور إلى مناطقهم وقراهم، إلا بعد حصولهم على تصاريح من قِبَل الجنود الإسرائيليين للدخول إليها، من خلال الانتظار في طوابير طويلة أمام الحواجز العسكرية لانتهاك حقهم في التعليم والعمل والصحة والتنقل، الحواجز وُجدت لكسر إرادة الفلسطينيين، وإعاقة قضائهم لمصالحهم اليومية التي كفلتها لهم المواثيق الدولية، هذه الإجراءات عقوبة جماعية محظورة في القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، حيث لا يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بأي اتفاقية، ويواصل ممارسته لإجراءاته التعسفية بحق المواطنين الفلسطينيين بدون ردعه دوليا».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية