المطبخ اللبناني.. أكلات شهية “تغذي” ترتيبه عالميا

حجم الخط
2

بيروت: ساعد التاريخ الثقافي الفريد في جعل الطعام اللبناني الأكثر شعبية بين مطابخ الشرق الأوسط، إذ يجمع بين الوجبات الرئيسية والجانبية (المقبلات) فضلًا عن الحلويات.

ويستوحي المطبخ اللبناني أهم خصائصه من المطبخ التركي، ويرجع ذلك إلى فترة الحكم العثماني التي استمرت حتى عام 1918.

عادة تبدأ وجبة الطعام في المائدة اللبنانية بالمازة، وهي عبارة عن سلطات تبولة أو فتوش وحمص ومتبل ومعجنات وورق عنب وكبة ورقاقات ولوبيا بزيت وغيرها، وهي أطباق جانبية غنية قد تغني أحيانا عن تناول المزيد من المأكولات.

ويحتوي المطبخ اللبناني على حوالي 30 طبقًا من المازة، بعضها يقدم باردًا والآخر يتم تقديمه ساخناً.

وتعتمد الوجبات على أطباق رئيسية مثل اللحوم المشوية واليخاني والأرز مع الدجاج والسمك والخبز وغيرها، ويتبع ذلك الحلويات الشهية مثل الكنافة، البقلاوة، المعمول، زنود الست وغيرها من الحلويات اللبنانية الشهيرة.

وتقدم الحلويات عادةً بعد الانتهاء من الوجبات الرئيسية مع الفاكهة والمكسرات الطبيعية، إلى جانب القهوة أو الشاي.

وبحسب موقع “رانكر” العالمي، فقد تفوق المطبخ اللبناني على أطعمة دول الشرق الأوسط، من خلال التصويت على أطيب المذاقات العالمية، محتلاً المرتبة 11، ومتفوقاً بمرتبة واحدة على المطبخ التركي الذي جاء ثانياً.

وللعودة إلى التبولة، فتبدأ قصتها من قلب الريف اللبناني الذي اشتهر أهله بتحضير أطيب طبق تبولة على الإطلاق، وذلك بسبب تعلقهم بالأرض واهتمامهم بالزراعة.

والتبولة طبق منزلي شبه يومي سهل التحضير، يدخل في مكوناته البقدونس والنعنع والبصل والبندورة (الطماطم)، وجميعها تفرم بشكل ناعم، ويضاف إليها كمية مناسبة من البرغل.

وتبقى التبولة طبقاً شعبياً يحبه الكبار والصغار، وطبقاً رئيسياً على طاولة الأغنياء والفقراء، تكاد لا تخلو أي مائدة لبنانية منها، وتتميز بطعمها الشهي وشكلها الجميل.

وإلى جانب المذاق اللذيذ، فالتبولة تتمتع بفوائد غذائية عالية، فهي صحية بامتياز غنية بالفيتامينات وتساعد الجسم على مقاومة أمراض عديدة، كما أنها لا تساهم في زيادة الوزن.

أما بالنسبة للفتوش، فهو من أنواع السلطات التي يشتهر بها لبنان خصوصاً في شهر رمضان، وتتضمن هي الأخرى فوائد غذائية عديدة.

ويتكون من قطع كبيرة نسبياً من البندورة والخيار وأنواع أخرى من الخضار، يضاف إليها الحامض وزيت الزيتون والسماق ورب الرمان، إضافة إلى الخبز المحمص أو المقلي.

أما الأطباق الرئيسية فتحتوي على ما لذّ وطاب من المأكولات مثل المشاوي واليخاني، والتي يدخل في تحضيرها زيت الزيتون والحامض والمنكهات والحبوب والخضار وغيرها.

واختار الشيف أنطوان الحاج من معهد “CIT” لتعليم فن طهي المأكولات الشرقية والعالمية، طبقاً مميزاً وهو الكبة مع اللبن والكبة بالصينية، وهي نوع من اللحم الممزوج مع البرغل والمحشو باللحم المفروم والبصل والصنوبر.

ويشير إلى أن “المطبخ اللبناني مفعم بالنكهة الطيبة وفريد من نوعه عالمياً، خاصة وأنه يحرص على تقديم مأكولات طازجة تفوح بالنكهات العطرية الفريدة من نوعها”.

ويضيف: “لهذا السبب أصبح المطبخ اللبناني معروفاً في العالم، فمن زار لبنان وتذوق الأطباق الشهية لا يستطيع أن ينسى التبولة أو الفتوش، والكبة النيئة أو الشاورما وغيرها”.

ويؤكد أن “جميع المأكولات اللبنانية الشعبية تعتمد على الزراعة المحلية والحبوب والخضروات والبقوليات، ما يضمن فيها كل المكونات الصحية والغذائية”.

ويبيّن أن المطبخ اللبناني واسع بمأكولاته ومميز بمازاته التي تتضمن الحمص والتبولة والفتوش والكبة النية وورق العريش والأرضي شوكي بالزيت أو المسلوقة واللبنة والشنكليش، واللوبيا بزيت وأقراص الكبة والسنبوسك والرقاقات والصفيحة البعلبكية وغيرها.

ويذكر الشيف أنطوان أن عددا كبيرا من السياح يأتون إلى لبنان خصيصاً لتذوق المأكولات اللبنانية والاستمتاع بطعمها الشهي.

وبالإضافة إلى هذه المازات يتميز المطبخ اللبناني بطبخاته المميزة مثل كبة الشيشبرك، وكبنة باللبن، وكبة البطاطا، وكبة الباميا، واللوبيا، والباميا والباذنجان، والفاصوليا، والسبانخ، والملوخية، والمغربية وغيرها من الطبخات، بحسب الشيف أنطوان.

ويتابع: “كما يشتهر المطبخ اللبناني بالمشاوي على أنواعها، وأهمها الكفتة والطاووق ولحم الكاستاليتا”.

أما بالنسبة للحلويات، فيشير إلى “البقلاوة بأنواعها، وعيش السرايا، وزنود الست، والكرابيج، والمعمول على أنواعه، إضافة الى جميع أصناف المربيات”.

ويختم الشيف أنطوان: “صنّف لبنان بالمرتبة 11 بالنسبة للمأكولات العالمية، وأرى أن هذا الترتيب متقدم للغاية نظراً لصغر حجم البلد، وأعتقد بعد 6 سنوات سيحتل لبنان مراكز أكثر تقدماً”.

وتفضل معظم السيدات اللبنانيات، تحضير أطباق الفتوش والتبولة والمجدرة في مطبخها بدلًا عن المطاعم.

وتقول “أم وليد” (ربة منزل)، إن الطعام المحضر في المنزل صحي أكثر من ذلك المقدم في المطاعم، وعادة ما يكون ألذ وأنظف خصوصاً الخضروات حيث تتطلب الغسل جيداَ.

وتشير إلى أن المائدة اللبنانية غنية بمازاتها المتنوعة وبأطباقها الرئيسية ذات المذاق المميز والشهي وهي تتضمن كل المكونات الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان. (الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نابليون العربي:

    مع اعتزازي بلبنان الشقيق منذ أيام أنا في زيارته لأسبوع ونزلت في فندق خمسة نجوم مطل على البحر قرب جونية..والله لا يوجد الآن
    في لبنان ( بيروت ) شيء يستحق الدعاية له.وضع مأساوي في المطعم والمبنى والأسواق والإنسان مسحوق..والصورة الذهنية القديمة
    عنه لا تمت بصلة لوضعه الحقيقي الآن.أما المطاعم فمن أسوأ المطاعم.هناك شيء مفقود في لبنان هي الروح التي كانت فيه من قبل.

  2. يقول عصام:

    اظن أن الكاتب لا يفرق بين المطعم اللبناني و الشامي فمعظم ما ذكر تجده في سوريا و فلسطين
    زنود الست من سوريا
    الكنافه فلسطينية
    و كثير من الاكلات
    يفيد لبنان انفتاحه أكثر على العالم

إشترك في قائمتنا البريدية