مؤسف ما حدث للمغرّد السعودي في باحة الأقصى المبارك، وفي أسواق القدس العتيقة، ضايقني المشهد كثيراً، وحزنت عندما رأيت الرجل يهان ويحاول الإمساك بكوفيته وعقاله خشية سقوطهما.
تربينا ـ نحن القرويين ـ على هيبة وقيمة الكوفية والعقال، فهما يعتبران من علامات احترام الرجل وكبريائه وهيبته، وكان القرويون حريصين جداً على صيانة الكوفية والعقال، فإذا أراد أحدهم إهانة شخص ما أو الثأر منه لسبب ما، قد يكون بدافع ثقيل مثل اعتداء على عرض، يأخذ كوفيته وعقاله عن رأسه ويلقيهما أرضاً وقد يدوس عليهما ويمرّغهما في التراب أو الوحل، كان هذا يكفي لاعتبارها إهانة عظيمة وانتقاماً مروّعاً دونما حاجة لضربٍ جسدي أبداً، لتبقى هذه علامة فارقة في تاريخ الرجلين الفاعل والمفعول به، يتناقلها الناس فلا تمحوها أيام ولا سنين، وتؤدي إلى قطيعة طويلة الأمد بين عائلات تمتد إلى سنين وعقود، وقد تنتقل بين الأجــيال، فعار كهذا لا يُنسى، ولا يمكن غفرانه.
لحسن الحظ ما حدث للمدوّن السعودي اقتصر على الإهانات اللفظية والتفّ، وإلا لكانت الزيارة التطبيعية حققت هدفها التخريبي
الزائر السعودي جاء بمعية وفد من المطبّعين العرب بينهم عراقي وإماراتي ومصري، وقد عُرف عنه أنه مدون ممن يتغزلون بإسرائيل بحب ورومانسية كبيرين، ويتحدث العبرية إلى حد ما. لو أن زيارة الوفد اقتصرت على التقاط الصور على خلفية أعلام إسرائيلية مع مسؤولين في الشاباك، وزيارة مركز إحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية، ومؤسسات حكومية مثل الكنيست وغيرها، لما انتبه للزيارة سوى قلائل، ولكن ليس هذا ما يريده المسؤولون الإسرائيليون من هذه الزيارة. أرادوا استخدام هذا المغرد السعودي لزرع الفتنة بشكل مقصود، من أرسلوه لزيارة الأقصى كانوا يعرفون سلفاً ما الذي سيحدث، فهم يدركون أن هناك شباناً مرابطين في المسجد، وأن الشبان في أسواق القدس سوف يحاسبونه إذا ما عرفوا أنه المدوّن الذي يشتم الفلسطينيين والمنحاز للإسرائيليين، وأنه في ضيافة المؤسسة الاستيطانية، كل هذا في يوم يجري فيه هدم عشرات المساكن في القدس العربية وتشريد عشرات العائلات، في حملة هدم هي الأكبر منذ عدوان يونيو/حزيران عام 1967.
يبدو أن مضيفي المدوّن السعودي أرادوا نتيجة مأساوية أكثر من الشتائم والتفّ على هذا الأبله، أرادوا نقل شريط فيديو يكون فيه نازفاً وملقى على الأرض، وأن يتعرض لعنف أكثر بكثير من مجرد شتائم، لقد أرادوا استخدامه إسفيناً عميقاً بين الفلسطينيين والشعب السعودي، أرادوا زرع كراهية عميقة بين الناس، وليس فقط مع أفراد أو سلطة، وهذه ليست سياسة جديدة، بل قديمة جداً، وهي أحد أسس قوة دولة إسرائيل، فطالما أن العرب وشعوب المنطقة مختلفون ويكرهون بعضهم بعضا، فهذا يجعل التعامل معهم سهلا جداً، من هذا المنطلق نجد لإسرائيل يداً طولى في تسليح وتدريب الأكراد شمال العراق، ولهم دور في جنوب السودان حتى انفصاله، كذلك فهم حريصون جداً على استمرار الخلاف بين سلطة قطاع غزة وسلطة الضفة الغربية، ويثيرون ويغضبون لأي بصيص أمل للمصالحة، وفي الداخل يرفضون الاعتراف بالعرب كأقلية قومية، وإنما كطوائف ومذاهب، حتى أنهم عملوا منهاجي تعليم مختلفين، للدروز منهاج وذلك أنهم يخدمون في الجيش، ولبقية العرب منهاج مختلف.
لحسن الحظ أن ما حدث للمدوّن السعودي اقتصر على الإهانات اللفظية والتفّ، ولم يصل إلى تكسير الأطراف أو الرأس أو أكثر من ذلك، وإلا لكانت الزيارة التطبيعية حققت هدفها التخريبي بصورة أعمق وأخطر بكثير. ظاهرة الإعجاب بإسرائيل والنظر إليها كدولة مثالية من قبل بعض الأخوة العرب ليست جديدة،
فهم يرون فيها بلداً ديمقراطياً مقارنة ببلدانهم، ثم أنهم عندما يتصلون مع الإسرائيليين يجري التعامل معهم كوسيلة إعلامية أو سائحين بهدف خلق الانطباع الجيّد، وهناك فرق شاسع بين أن تكون مواطناً في بلد ما فتعرف الحياة الحقيقية فيه، وأن تعامل كصحافي أو فنان وسائح لبضعة أيام، لن ترى خلالها سوى الوجه الجميل والمعاملة اللطيفة والكريمة، ولن تسمع سوى كلمات وأمنيات عن السلام والتعايش بين الشعوب والطوائف المختلفة. وقد تحتاج إلى سنين لتصطدم وتكشف الوجه الحقيقي والبشع للعنصرية، عدا أن وسائل الإعلام الحديثة لم تترك شكاً لأحد حول ممارسات الاحتلال الإجرامية.
العنصرية عنصر أساسي قامت عليه دولة إسرائيل، وهو شريان حياة بالنسبة لها، لأن إلغاء العنصرية يعني فتح الطريق أمام تطور المواطنين العرب بشكل طبيعي في كل مجالات الحياة، وهذا يعني أن يكون لهم حق في أرض الدولة مثل اليهودي وهي الأرض التي استولت عليها من الفلسطينيين إبان النكبة، فإذا حصل العرب على مساواتهم بملكية الأرض وشرائها من الدولة، فهذا يعني انهيار المشروع الصهيوني تلقائياً، وهو القائم أصلا على سحب الأرض من تحت أقدام الفلسطينيين، لهذا هي دولة عنصرية بالضرورة طالما لم تتحول إلى دولة كل المواطنين المختلفة جذرياً، وليس دولة اليهود كما هو تعريفها اليوم. لقد نجا المدوّن السعودي من وقعة خطيرة، نتمنى أن تكون هذه التجربة عبرة له ولغيره، وأن يفهم هو وغيره بأنهم استخدموه كأداة لأجل مصلحتهم وأنانيتهم، وليس بحسن نيّة.
٭ كاتب فلسطيني
ما قام به الرجل السفيه أمر يغضب كل غيور علو المسجد الأقصى وكل فلسطين ، لكن – لنكن منصفين – منظر البصق واتهام كل ما هو سعودي بالصهيونية عبر مواقع التواصل لا يرضي الله ورسوله الكريم ، مجتمعنا العربي ما شاء الله عليه ، مجرد هفوة او خطأ بين فردين ممكن تقع لاجله الحروب ، نعم الرجل أخطأ وأجرم لكن الرد عليه كان لابد بطريقة أكثر ايلاما له وإهانة ، وليس بطريقة البصق هذه ، حكاية الحرب والشتائم بين الجنسيات ليس لها حل في مجتمعاتنا .
كلام سليم .وانا أؤيدك
صدقت عزيزي التعميم لايجوز واخذ الشعب السعودي بخطا هذا النكره خطا ولا يصح …
فبل ان اعلق على المقال سوف ارد على تعليق الاخ الكروي
هذا الشخص النكرة لا يمثل شعب جزيرة العرب العاشق للشهادة بفلسطين! فلسطين في قلوب الشرفاء دائماً وأبدا والله يا اخي الكروي شعب الجزيرة عاشق للشهادة في افغانستان والعراق وسوريا ولم نسمع ان احد من شعب الجزيرة استشهد في سبيل فلسطين وان كنت على خطا صحح لي رجاءا
جبهات أفغانستان والعراق وسورية والصومال وليبيا والنيجر ومالي كلها جبهات يتصدى فيها المجاهدون للهجمة الصليبية اللتي يقوم بها داعمي الكيان الصهيوني ضد العالم الإسلامي ونحن لم ننسى إرسال بابا الفاتيكان مبعوثاً خاصا. الى المجرم العلوي حامي المسيحيين بحجة الطلب منه إيقاف المجازر ضد اطفال أدلب وشمال حماة وفي الحقيقة ان الحرب هناك اصبحت حرب دينية بعد او وصلت الى منطقة محردة والسقيلبية اللتي يقطنها غالبية مسيحية ويستميت المجرم بوتين وبمباركة بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في استخدام كافة الأسلحة المتطورة لتدمير مابقي من أراضي يلجا لها العرب المسلمين السنة ولاتنسى ان العائق الوحيد امام المجاهدين هم عملاء امريكا والحلف الصليبي من الحكام العرب واولهم المجرم اللذي اللذي يعتبرونه حامي مسيحي المشرق ولكن في النهاية سيحصل ماحصل لمسيحيي العراق بعد ان غزاهم المعتوه بوش
نسيت ان المح ان شعب الجزيرة اللذي يرزح تحت حكم عملاء الحلف الصليبي لو سمح له المجال لتوجه شبابه وشيوخه ونساؤه مباشرة لتحرير القدس الشريف ولكن الحلف الصليبي اشغله في حروب جانبية من اجل الهاؤه عن قضية العرب الأولى فلسطين اللتي اذا تحررت نكون تخلصنا من كل مشاكلنا
تحية لالاستاذ سهيل وللجميع
ان المدون السعودي ليس رجلا عاديا فهو اما رجل مخابرات او ماشابه وينفذ توجيهات حكومته ولا اعتقد ان اي سعودي يستطيع السفر لاسرائيل بدون موافقات بلده الا اذا كان الرجل يملك جنسية اخرى او انه بالاساس ليس سعودي فهو كان هادئا تماما وتصرف بشكل بارد اتجاه الاهانات من قبل الاطفال ولم يتحدث اطلاقا فلم يشتم الكبار الذين شتموه وكل ذلك مدروس من قبله او من الذين وراءه والشيء الملفت لالانتباه لماذا وحده زار الاقصى بينما البقية لم ياتوا معه وجاء بمعية شخص واحد لكي يسمحوا لالاطفال باهانته بدون خوف وتتم المسرحية
صدقت يا محمد السوري رغم شكوكي بسوريتك ولكنه اسمك كما موجود فلقد تذكرت بعض مجاهديك في العراق الذين كانوا يفجرون اجسادهم وسط الناس بالاسواق او في المطاعم
اء الخير ..
نعم كان طعماً ..للاصطياد بالمياه العكرة ..إلا ان ما أثار الحنق أكثر ان زيارته صادفت هدم حي جديد سكني في صور باهر في القدس ..وصوره مع اكثر الحاقدين والمستوطنين استفزازا ..ووسائل الأعلام الاسرائيلية أجمعها ..جمعت تغريداته وسماعه للموسيقى العبرية التي اغلب الحانها سرقة من الحان يونانية تركية وعربية ..
وما اثارني اكثر انني عرفت ان اصولنا كفلسطينيين هي فنيقية واشورية وهذه شهادة من اهل السعودية أن الأرض لنا والتراب لنا والاثار لنا ..وانهم فعلا ممغنطين كوفاء سلطان ونوال السعداوي ..وغيرهم ممن انتقدوا الاسلام والكعبة والعرب وها هو الأقصى القبلة الاولى يهان على يد اهل الحجاز ..
تتمة ..مساااء الخيرات
مهما قرأتم كتب للمستشرقين فالقرآن الكريم اعترف ان الأرض ليعقوب عليه السلام وأن الاسلام دين الله لبشرية عامة وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وان سورة الإسراء في القرآن الكريم علمتنا معنى اليهود والاسرائيليين ..وحين قال الله تعالى سيحوا في الأرض لم يعلن عن اسم الأرض ولذلك ارض الاسراء والمعراج أرضنا والاقصى وقبة الصخرة قدسنا ..والبيت المقدس هي بلاد الشام جمعاء ..ونحن مرابطين فيها الى ان تقوم الساعة ..
هذا الشاب لا يمثّل المسلمين أبدا ..
استاذ سهيل مقالك توعوي رائع ..والحمد لله ان المرابطين في الأقصى كانوا كاظمي الغيظ والله كفاهم الغلظة ..
مساء المسك لك كاتبنا ولكل المعقبين ، مقالتك اليوم سياسية واضحة الفكره موضوعيه وبعيده عن التكلف . اسمح لي اولا اقتباس جملة من مقالتك الرائعه :” تربينا -نحن القرويين – على هيبة وقيمة الكوفية والعقال، فهما يعتبران من علامات احترام الرجل وكبريائه وهيبته “.وهذا امر واقعي معاش ، وفي بداية مشاهدتي للفيديو الذي يظهر اهانة المطبع السعودي اقشعر بدني وحزنت لحاله وخصوصا انني أتحسس كثيرا من قضية تجريح اي انسان مهما كانت خطيئته ؛ ولكن بعد مشاهدتي لردة فعله وكيف نكس رأسه وطأطأ كوفيته وعقاله قلت في سري :”قليل الي بصير فيك “. فلم يكلف نفسه انطلاقا من واجب العزة والكرامة الذاتية ان يدافع عنها ويصونها وهذا انما يدل على شعوره المكبوت في اللاواعي بان ما يقوم قمة الخطأ وأنه إنما عبدا مأمورا لعدو ديننا الاسلامي وطرطورا يشترى بالمال لاسياد السياسة العنصرية السائدة في عالمنا الموحش.وامثالنا الفلسطينيه لم تترك موضوعا الا وتطرقت له فقد ذكر في امثالنا ان :”عدو جدك ما بودك لو عبدته مثل ربك”.( يتبع)
اوليس الصهاينة باعداء رسولنا الكريم محمد عليه افضل الصلاة والتسليم ؛ كما قال المثل :” عمرالعدو ما بصير حبيب ولا فرخ الحية بيخط في العب”. فكيف تسير يا لابس الكوفية والعقال الي جانب صهاينة رغم محاولتهم لتوفير الحراسة لك الا انهم لم يستطيعوا أن يصونوا كرامتك التي تمرغت بالتراب ومثل اخر قال :” قالوا للقردة اتبرقعي يا قبيحه….. قالت وجهي متعود على الفضيحة “. فعلى ما يبدو ان قبح اخلاقك جعلك متعود على الفضيحه لانك لا تملك عزة النفس والكبرياء الذي اشار إليها المتنبي قائلا:”
وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا
كلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الانفسِ سَهْلٌ فيها إذا هوَ هانا
الم يقول المثل العربي ايها السعودي والعربي “المنية ولا الدنيه “.و” من هانت عليه نفسه فهو عل غيره أهون.”
اضم صوتي لصوت السيد رؤوف بدران ابن فلسطين وأقول: ” بستاهل أكثر من هيك ، كيف بعميل مطبع ان يدنس ثرى الأقصى فشر هو وأمثاله.”( هناك تتمه اخيره)
( تتمه اخيره ) وعهدي بالمقدسيين الشرفاء تلك الوقفة المشرفة فمن يتجول في ساحات البلدة القديمة يلاحظ مدى استنفارهم لاي صهيوني او عميل يحاول الإساءة لو لفظيا او إيمائيا لعروبة المكان.
القدس هي أجمل بقاع الارض انها مدينة التناقضات الجميله وعصارة الحقبات التاريخية شوارعها القديمة التي يفوح منها المسك والعنبر والبخور حبلى باوجاع فلسطين الجريحة ولا يمكن لأحد أن يمس كرامتها الشامخة؛ الم يقل نزار قباني فيها :” يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول يا قدسُ يا مدينتي يا قدسُ يا حبيبتي غداً غداً سيزهر الليمون وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون وتضحكُ العيون وترجعُ الحمائمُ المهاجرة إلى السقوفِ الطاهره ويلتقي الآباءُ والبنون على رباك الزاهرة يا بلدي يا بلد السلام والزيتون.”
استاذ سهيل مقالتك تلك اثارت مشاعري وحنيني وعشقي لأروع بقاع فلسطين وأجملها لدرجة أنني اكتب وأمسح دمعاتي التي تناثرت على خدي ، رائعة قدرتك على اثارة هذا الكم الهائل من مكنونات الشعور يا ابن فلسطين الرائع.
ماحصل في القدس والأقصى تلك الأرض الشريفه أرض الرباط
دون أدنى شك بانه يستحق اكثر من ذالك على تبجيله وتلميعه لإسرائيل وتغريداته البلهاء على مواقع التواصل في اللغة العبرية وتزامن ذالك مع اليوم المشؤوم لاهلنا في صور باهر بضواحي القدس فالغضب شديد وعارم على المؤسسة الصهيونية وكل من يتعامل معها . ولكن السؤال هو : هل هذه الاخلاق التي نقتدي بها والتي دعى إليها الإسلام؟ ؟ ️حتى لو فكرنا بإهانته ليس في حرمة الاقصى خاصة !!!!!! فللاماكن قدسيتها وكان من الممكن عدم إعارته الإنتباه وهذا افضل برأيي ان لا تعطيه حجما ، لأنه مسيس ولان مجرد دخوله هي سياسة ممنهجة لتلميع الصهاينة وإعطاء صورة بشعه عن حضارتنا ووجودنا وقيمنا وتعاملاتنا أننا لا نحترم الانسان ولا المقدسات
انه بيت الله فليدخل من يشاء لعل الله يهديه او لينصرف بهدوء .