الرباط ـ «القدس العربي»: المطربة المغربية إيمان قرقيبو، خريجة برنامج المسابقات الغنائي «ستوديو دوزيم» في نسخة 2007» وبرنامج «إكس فاكوتر» في نسخته العربية. صوت طروب يعود بالمستمع إلى سنوات الزمن الأصيل للموسيقى والغناء.
المطربة المغربية الشابة اختارت الطريق الصعب، ولم تركب موجة الأغاني الحديثة، بل سارت على درب الرواد الذين صنعوا مجد الأغنية المغربية والعربية.
سألتها «القدس العربي» عن جديدها الفني، فكان جوابها أنها تستعد لإطلاق ألبوم غنائي يضم 7 أغانٍ جديدة، بدعم من وزارة الثقافة المغربية.
وأكدت أن الألبوم سيتم طرحه أغنية بعد أخرى، على أن يتم الإصدار النهائي في ألبوم متكامل، وتمنت أن ينال رضى الجمهور المغربي والعربي.
وردا على ملاحظة العودة القوية، خاصة في الجانب الإعلامي، عزت ذلك إلى الاستقرار بعد أن قضت السنتين الأخيرتين متنقلة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن إنتاجها كان قليلا بسبب انشغالات أخرى منها عائلية محضة.
كما أنها تعاقدت مع مدير أعمال جديد هو مفيد السباعي، كانت من أولى ثماره هذه العودة القوية والتي تتمنى أن تكون في أفق المأمول من خلال إنتاجات متنوعة وكثيفة.
في موازاة ذلك، تحدثت المطربة المغربية عن يومياتها خلال فترة الحجر الصحي، التي أثرت بشكل كبير على العطاء الفني والثقافي بشكل عام، وأبرزت أنها عاشت تفاصيله مثل كل المغاربة، كما حاولت أن تتأقلم مع ظروفه الصعبة من ناحية التباعد والتزام المنزل امتثالا لإجراءات السلطات العمومية، من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وعبّرت عن أملها في زوال قريب لغمّة الجائحة، معبرة عن تفاؤلها بالأرقام المسجلة حاليا بخصوص الحالة الوبائية والتي تبشر بالخير قريبا، خاصة في ظل تواصل نجاح الحملة الوطنية للتطعيم ضد الفيروس.
وفي ردها على سؤال أعطاب المشهد الفني المغربي، قالت الفنانة قريقبو إنها تتلخص في عدم توفرنا على صناعة موسيقية بالمعنى الحرفي والمهني للكلمة.
وأشارت إلى غياب شركات إنتاج تتكفل بأعمال المطربين المغاربة دون أن يضطر هذا الأخير إلى إنتاج أعماله من ماله الخاص.
وشددت على أن المشهد الفني في المغرب لا يتوفر على صناعة، وأضافت أن الفنان عليه القيام بعدة أشياء في الوقت نفسه، فإضافة إلى الغناء والإبداع عليه أن يوفر الإمكانيات المالية الضرورية من أجل انتاج أعماله.
وتابعت توضيحاتها لـ«القدس العربي» مؤكدة أن الفنان المغربي عليه أن يحمل على عاتقه عدة مسؤوليات حتى مواجهة المجتمع وتبرير وجوده الإبداعي، وتفنيد الآراء التي تقول بعدم وجود رسالة في الموسيقى، كل هذه المسؤوليات تجعل من الفنان المغربي بطلا حقيقيا، وفق تعبير قرقيبو التي وجهت التحية لكل الفنانين المغاربة بهذه المناسبة.
وبالحديث عن تأثير جائحة فيروس كورونا، أفادت أن الفنان كائن مرهف الإحساس ويتأثر نفسيا بسرعة، وجائحة كورونا خلفت أثارا اقتصادية واجتماعية على فئة عريضة من ممارسي الفن بشكل عام.
وعن اختيارها لدرب الطرب الأصيل بعيدا عن ضوضاء الأغاني الحديثة المتسابقة على نسب المشاهدة، قالت إنها لا تحب البهرجة مطلقا، فهي تستند على رصيدها الثقافي وتجربتها في المجال، كما شددت على أنها ليست سطحية حتى تبحث عن نسب المشاهدة في «اليوتيوب».
وأضافت أنها لا تبحث مطلقا عن نسب المشاهدة وعدد النقرات، بل تريد إيصال الفن الراقي إلى المستمع الذي يترقب عطاء متميزا وإبداعا يرتقي به إلى عوالم السمو الفني الموسيقي.
وختمت حوارها مع «القدس العربي» بالتأكيد على أن الفنان مطالب بالاشتغال على أعمال حقيقية ذات قيمة فنية ورسالة نبيلة تمكنه من الانتشار طبعا والبقاء في الذاكرة الجماعية لمجتمعه ولمَ لا العالم.